أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-10-2014
1692
التاريخ: 12-10-2014
1935
التاريخ: 2023-05-21
1145
التاريخ: 7-10-2014
6097
|
قوله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} [آل عمران : 102].
قال في الإتقان : قيل : إنه منسوخ بقوله تعالى {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن : 16].
وقال العتائقي في جملة ما قال : فقالوا : يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، ما حق تقاته ؟ فقال : أن يطاع ولا يعصى وأن يذكر فلا ينسى ، وأن يشكر فلا يكفر. قالوا : ومن يطيق ذلك ؟ (و) نسخها قوله تعالى { فاتقوا الله ما استطعتم } (1).
وعدها في تفسير النعماني مما رواه عن علي (عليه السلام) من المنسوخات.
ونجد في قبال هؤلاء من يقول بعدم النسخ ، كالشيخ الزرقاني ، حيث قال في مناهل العرفان ما حاصله : إنها غير منسوخة ، فإن معنى تقوى الله حق تقاته هو الإتيان بما يستطيعه المكلفون ، دون ما خرج عن استطاعتهم ، وعلى هذا فلا تعارض بين الآيتين ، بل تكون إحداهما مفسرة للأخرى ، فلا نسخ.
ولكن الذي يبدو لنا هو أن المستفاد من قوله { حق تقاته } أمر أعظم وأشد مما يستفاد من قوله تعالى { ما استطعتم } ، وكأن الآية الأولى تدل على أنه يجب تحصيل ما أراده الله تعالى وأحبه ، وترك ما نهى عنه وأبغضه بأي وجه أمكن وبأي طريق ، فلابد من أن يتحرز المكلف من النسيان والغفلة ، ولو بالاحتياطات الشاقة التي تمنع ذلك ، ومعلوم أن هذا أمر صعب جدا. وأما الآية { ما استطعتم } فهي تخفف ذلك ، وتقول : إننا الآن نطلب منكم قدر وسعكم ، أي بمقدار الوسع العرفي لا العقلي ، فحينئذ يكون بين الآيتين تعارض ، فلابد من القول بالنسخ.
وهذا المعنى هو الذي يظهر من كل مورد وقع فيه نظير هذا التعبير ، كقوله تعالى {مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الحج : 74] ، وقوله سبحانه {فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا} [الحديد : 27].
وكقول الإمام (عليه السلام) لمعاوية بن وهب : يا معاوية ، ما أقبح بالرجل يأتي عليه سبعون سنة أو ثمانون سنة يعيش في ملك الله ويأكل نعمته ثم لا يعرف الله حق معرفته (2).
ومن المعلوم أن معاوية بن وهب - مع جلالته وعظم شأنه - لم يكن يفقد المعرفة المتعارفة بالله عز وجل ، وإنما استحق العتاب منه (عليه السلام) بسبب عدم وصوله إلى حق المعرفة التي ترتفع عن مستوى المعرفة المتعارفة.
إذا ، فيستفاد من كلمة { حق تقاته } درجة من التقوى تزيد على الدرجة التي تستفاد من قوله { ما استطعتم }. فتكون هذه ناسخة لتلك.
هذا بالإضافة إلى أنه قد روي عدد من الروايات الدالة على النسخ في هذه الآية عن أئمة الهدى (عليهم السلام) ، ونحن نذكر على سبيل المثال :
١ - ما رواه السيد هاشم البحراني بسند صحيح عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل { اتقوا الله حق تقاته } قال : يطاع ولا يعصى ، ويذكر ولا ينسى ، ويشكر ولا يكفر (3).
٢ - ما رواه أيضا في حديث آخر أنه (عليه السلام) قال : { اتقوا الله } منسوخة ، قلت : وما نسخها ؟ قال : قول الله { اتقوا الله ما استطعتم }.
إلى غير ذلك من الروايات الدالة على النسخ عن أهل البيت (عليهم السلام).
٣ - وفي تفسير الجلالين قال في بيان الآية : بأن يطاع ولا يعصى ، ويشكر فلا يكفر ، ويذكر ولا ينسى ، فقالوا : يا رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ومن يقوى على هذا ؟ فنسخ بقوله تعالى { فاتقوا الله ما استطعتم }.
___________________
(1) راجع الناسخ والمنسوخ للعتائقي الحلي.
(2) سفينة البحار : مادة " عرف ". وفيها : أن معاوية بن وهب سأل الإمام (عليه السلام) وقال : ما تقول : يابن رسول الله في الخبر الذي روي أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) رأى ربه على أي صورة يراه - إلى أن قال : - فتبسم (عليه السلام) فقال : ما أقبح بالرجل... الخ ، ثم قال : إن محمدا لم ير الرب تبارك وتعالى بمشاهدة العيان.
(3) تفسير البرهان : ج ١ ص ٣٠٤.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
الزائرون يحيون ليلة الجمعة الأخيرة من شهر ربيع الآخر عند مرقد أبي الفضل العبّاس (عليه السلام)
|
|
|