أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-10-2014
![]()
التاريخ: 27-04-2015
![]()
التاريخ: 12-10-2014
![]()
التاريخ: 27-04-2015
![]() |
قوله تعالى {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [المجادلة : 12].
قال في الإتقان : الآية منسوخة بالآية بعدها {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المجادلة : 13].
وقال العتائقي : إن المجادلة مدنية ، فيها من المنسوخ آية { يا أيها الذين آمنوا ... الخ } بقوله { أأشفقتم أن تقدموا... الخ لآ. كذا قال ابن شهرآشوب (1).
وقال الطبرسي في مجمع البيان في تفسير الآية : قوله { ذلك خير لكم وأطهر } تتطهرون بذلك لمناجاته (صلى الله عليه وآله) ، كما تقدم الطهارة على الصلاة - إلى أن قال : - وقوله { أأشفقتم... الخ } قال سبحانه ناسخا للحكم الأول ، وأنكم أهل الميسرة أخفتم الفاقة وبخلتم بالصدقة ، فتاب على تقصيركم ، وأمركم عوض الصدقة ، وهو واجب مالي بشئ آخر ، وهو إما واجب بدني ، أو واجب مالي غير متكرر كالزكاة.
وقال الزرقاني : إن الآية منسوخة بقوله تعالى عقب تلك الآية " أأشفقتم... الخ ". ثم نقل قول من قال بعدم النسخ ، مستدلا بأن الآية الثانية بيان للصدقة المأمور بها في الآية الأولى ، وأنه يصح أن تكون صدقة غير مالية كإقامة الصلاة ونحو ذلك. ثم أورد عليه بقوله : إن هذا ضرب من التكلف في التأويل ، يأباه ما هو المعروف من معنى الصدقة ، حتى أصبح لفظها حقيقة عرفية في البذل المالي وحده.
هذا بعض ما قيل في المقام حول نسخ هذه الآية وعدمه.
والذي يبدو لنا هو أن الآية الثانية إذا نظرنا إليها باستقلالها - مع قطع النظر عن الأخبار الواردة في تفسيرها - فإننا سوف نقتنع بأنها ناسخة للآية الأولى ، وفيها توبيخ للصحابة أولا ، ثم ترخيصهم بالمناجاة له (صلى الله عليه وآله) من دون تقديم صدقة ، لكن مع إقام الصلاة وغير ذلك مما ذكرته الآية الشريفة ، هذا بالنسبة لمن يقدر على الصدقة ، وأما من لا يجد فإن الله غفور رحيم.
ويبقى أن نشير هنا إلى أن ترك الصدقة قبيح ، ويستفاد قبحه من التوبيخ والعتاب الوارد في الآية { أأشفقتم... الخ } إذ لا توبيخ إلا على القبيح. والسر في قبحه هو : أن من يزور النبي (صلى الله عليه وآله) ويناجيه إذا أمر بالتصدق قبل النجوى فترك ذلك ضنا بالمال وحرم نفسه من التشرف بزيارة النبي من أجل ذلك يكون بلا ريب قد فعل أمرا قبيحا ، لأنه يكشف عن عدم اعتنائه بما فاته من فوائد وبركات يستفيدها من الحضور بين يدي النبي (صلى الله عليه وآله) من أجل مقدار من المال وحبا بالدنيا الذي هو رأس كل خطيئة.
وهنا يرد سؤال وهو : لماذا ترك أهل اليسار والمال من أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) التصدق بين يدي نجواهم ؟ ولم يعمل بهذا الحكم إلا الفقير مالا - علي بن أبي طالب - كما نصت عليه الروايات الواردة من طرق الشيعة وغير الشيعة على حد سواء ، ونحن نذكر على سبيل المثال :
١ - ما رواه علي بن إبراهيم عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال : سألته عن قول الله عز وجل : {إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً} قال : قدم علي بن أبي طالب بين يدي نجواه صدقة ، ثم نسخها قوله * {أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقة} * (2).
٢ - ما رواه أيضا عن مجاهد قال : قال علي (عليه السلام) : إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها أحد بعدي ، وهي آية النجوى ، كان لي دينار فبعته بعشرة دراهم ، فجعلت أقدم بين يدي كل نجوى أناجيها النبي (صلى الله عليه وآله) درهما. قال : فنسخها قوله : { أأشفقتم... الخ } (3).
٣ - ما عن الدر المنثور أخرج سعيد بن منصور وابن راهويه وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه عن علي قال : إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد قبلي ولا يعمل بها بعدي ، آية النجوى... الحديث (4).
٤ - ما رواه الطبري عن مجاهد قال : قال علي (رضي الله عنه) : آية من كتاب الله لم يعمل بها أحد قبلي ، ولا يعمل بها أحد بعدي... الحديث (5).
نعم ، لماذا لم يعمل الصحابة ذوو المال واليسار بهذه الآية وعمل بها فقط علي (عليه السلام) ؟ مع قبح ذلك منهم ، وعدم وجود مانع لهم من ذلك سوى ضنهم بالمال ، وإيثارهم له على زيارة النبي (صلى الله عليه وآله) والاستفادة منه.
ومن العجيب هنا ما نقل عن الفخر الرازي فإنه قال في دفع هذا الإشكال عن
الصحابة ما نصه : وذلك (لأن) الإقدام على هذا العمل مما يضيق قلب الفقير ، فإنه لا يقدر على مثله ، فيضيق قلبه. ويوحش قلب الغني ، فإنه لما لم يفعل الغني ذلك وفعله غيره صار ذلك الفعل سببا للوحشة (6).
فإنه بالتأمل في كلمات الرازي لابد وأن يرد الإشكال على الله ، الذي شرع حكما هذا حاله وهذا مآله عند الصحابة الذين يتعصب لهم الرازي ويجره هذا التعصب إلى مزالق خطرة كما جرى له هنا. وأيضا كلامه هذا يقتضي عدم وجوب الزكاة والخمس وغير ذلك من الحقوق المالية التي لا تفترق عن هذا المقام في شئ.
هذا بالإضافة إلى أن قوله " إن الفقير لا يقدر على مثله ، فيضيق قلبه " يدل على أن الرازي قد غفل تماما عن قوله تعالى في آخر الآية { فإن لمن تجدوا فإن الله غفور رحيم } الصريح في أن الأمر بالصدقة مخصوص بالمتمكن ، وأما الفقير فله أن يزور النبي (صلى الله عليه وآله) ويناجيه من دون تقديم شئ.
وأما قوله " يوحش قلب الغني إذا لم يفعل ذلك وفعله غيره " فهو أيضا غريب ، إذ أنه لا يوجب جواز الترك ، وإلا لجاز على الأوامر كلها ، لأن تركها مع فعل الغير لها يوجب الوحشة أيضا ، فهل يلتزم أحد بذلك ؟! أعاذنا الله عن الزلل في القول والعمل.
_________________
(1) متشابهات القرآن : ج ٢ ص ٢٢٨.
(2) تفسير القمي : ج ٢ ص ٣٣٧.
(3) تفسير القمي : ج ٢ ص ٣٣٧.
(4) تفسير الدر المنثور : في تفسير الآية.
(5) تفسير الطبري : في تفسير الآية.
(6) التفسير الكبير : في تفسير الآية.
|
|
4 أسباب تجعلك تضيف الزنجبيل إلى طعامك.. تعرف عليها
|
|
|
|
|
أكبر محطة للطاقة الكهرومائية في بريطانيا تستعد للانطلاق
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تبحث مع العتبة الحسينية المقدسة التنسيق المشترك لإقامة حفل تخرج طلبة الجامعات
|
|
|