المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

فيلم بادج Badge Film
26-5-2016
نسبة خاطئة : رفض حجية ظواهر الكتاب
16-11-2014
مصانع الجسيمات
2023-02-26
الهيكل الإداري لقناة صلاح الدين الفضائية
17-7-2021
قيمة العمل
2024-05-24
درجة الندى
30/11/2022


عَوف بن مُحَلِّم الخُزاعي  
  
4858   08:32 مساءاً   التاريخ: 30-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص226-228
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

هو أبو المنهال عوف بن محلّم الخزاعي من أهل حرّان من قرية رأس العين، في شماليّ العراق، كان مولده نحو سنة 136 ه‍ (753 م) .

اتّصل عوف بن محلّم بطاهر بن الحسين في أيام الفتنة بين الأمين و المأمون بُعيد 195 ه‍، فاختاره طاهر لمنادمته فبقي معه في خراسان ثلاثين سنة لا يفارقه في حضر و لا سفر. و لمّا توفّي طاهر (207 ه‍) استبقاه عبد اللّه ابن طاهر. و نال عوف من طاهر بن الحسين و من ابنه عبد اللّه أموالا جزيلة فتعوّد السخاء و الكرم، و كان الشعراء الأصاغر يمدحونه فيعطيهم.

ثم أسنّ عوف بن محلّم و تاقت نفسه إلى أهله و بلده، فاستأذن عبد اللّه ابن طاهر بالرجوع إلى وطنه، و لكنّه توفّي في أثناء الطريق، في حدود سنة 220 ه‍(235 م) .

خصائصه الفنّيّة:

كان عوف بن محلّم الخزاعيّ صاحب أخبار و نوادر و معرفة بأيام العرب و من الرواة البارعين و العلماء الفهماء و الأدباء الفصحاء و من الندماء الظرفاء. و كان شاعرا وجدانيّا فصيحا مجيدا؛ و فنونه المديح و الغزل و الأدب، و له شيء من الفخر و الخمر.

المختار من شعره:

- قال عوف بن محلّم الخزاعيّ يمدح طاهر بن الحسين و قد ركب طاهر حرّاقة (سفينة) :

عجبت لحرّاقة ابن الحسين... كيف تسير و لا تغرق

و بحران من تحتها واحد... و آخر من فوقها مطبق (1)

و أعجب من ذاك عيدانها ... و قد مسّها كيف لا تورق (2)

- و قال يمدح عبد اللّه بن طاهر و يفتخر بنفسه و لكن لا يرى عارا أن يتكسب من عبد اللّه:

إليك فما حظّي لغيري بصائر... و لا أجلي، إن حمّ، عنّي بقاصر (3)

أعفّ و استغني، و إنّي لمقتر... فتستر عفّاتي عليّ مفاقري (4)

و إني ليأتيني الغنى غير ضارع (5) ... فأدنو به من صاحبي و مجاوري

لساني و قلبي شاعران كلاهما... و لكنّ وجهي مفحم غير شاعر (6)

و لو كان وجهي شاعرا أكسب الغنى (7)... و لكن وجهي مثل وجه ابن طاهر

فتى يختشي أن يخدش الذمّ عرضه... و لا يتّقي حدّ السيوف البواتر

غليل و قد اوردت دلوي ببحره (8) ... و لا عيب في ورد البحور الزواخر

- و قال يمدح عبد اللّه بن طاهر و يسأله السماح له بالرجوع إلى أهله:

يا ابن الذي دان له المشرقان... و ألبس الأمن به المغربان

ان الثمانين و بلّغتها... قد أحوجت سمعي إلى ترجمان

و أبدلتني بالشطاط انحناء... و كنت كالصعدة تحت السنان (9)

و عوّضتني من زماع الفتى... و همّه همّ الهجين الهدان (10)

و همت بالأوطان، وجدا بها... و بالغواني أين مني الغواني

فقرّباني بأبي أنتما... من وطني قبل اصفرار البنان (11)

و قبل منعاي إلى نسوة... أوطانها حرّان فالرقمتان (12)

سقى قصور الشادياخ الحيا... من بعد عهدي، و قصور الميان (13)

فكم و كم من دعوة لي بها... أن تتخطّاها صروف الزمان

________________________

1) بحران: دجلة و طاهر بن الحسين (جعله بحرا لأنه كريم جدا) . مطبق: مطابق، مساو (لدجلة) في الكرم.

2) عيدانها: ألواح الخشب التي فيها.

3) حم أجلي: دنا موتي.

4) مقتر: فقير. . . . -عفة نفسي تستر فقري عن عيون الناس (لأنني لا أطلب شيئا من أحد) .

5) غير ضارع: (و أنا) غير ذليل.

6) وجهي مفحم غير شاعر: أنا أخجل من التكسب و لا أستطيعه لو أردته.

7) أكسب الغنى: لأكسب الغني، أي لجعلني (بالتكسب) غنيا.

8) غليل: عطشان. أوردت دلوي ببحره: أتيت بدلوي لأستقي به من بحر (كرمه) .

9) الشطاط: الطول و حسن القوام و اعتداله. الصعدة: القصبة الفارسية (و القصب الفارسي تصنع منه الرماح (كناية عن الاستقامة) .

10) الزماع: الهمة و المضاء في الامور. الهجين: غير الأصيل (الذي ليس ذا نسب صاف واضح) . الهدان الاحمق الثقيل (الفاتر العزيمة) .

11) اصفرار البنان (كناية عن الموت) .

12) تشوقت إلى وطني و إلى الغواني (النساء الجميلات) التي كنت قد عرفتهن فيه. أما الآن (بعد تقدمي في السن) فلا قيمة لتشوقي اليهن.

13) الشادياخ و ميان في خراسان.

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.