أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-06-2015
2113
التاريخ: 17-6-2017
26584
التاريخ: 5-10-2015
6447
التاريخ: 28-1-2021
5400
|
هو جرير بن عطيّة بن الخطفى (و هو حذيفة) بن بدر بن سلمة بن عوف بن كليب بن يربوع بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. و هو يلتقي بالفرزدق في جدّهما الاعلى تميم. و أمّه هي أمّ قيس بنت معيد من بني كليب بن يربوع. و كذلك كانت جدته لأبيه، و هي النوار بن يزيد، من بني كليب.
ولد جرير خديجا (1) لسبعة أشهر باليمامة، سنة 30 ه(650 م) ، و نشأ فقيرا يرعى إبل قومه.
بدأ جرير نظم الشعر في مطلع حياته رجزا، منذ المهاجاة بين غسّان بن ذهيل و بني الخطفى (2)، في أيام معاوية في الاغلب. ثم ان جريرا مدح يزيد بن معاوية و أخذ منه جائزة كانت أول جائزة نالها من خليفة. بعد هذا عاد إلى اليمامة.
و لمّا اشتدّ النزاع بين بني أميّة و بين عبد اللّه بن الزّبير وقف جرير في صفوف القيسيين من أنصار ابن الزبير يهاجي اليمانيين أنصار بني أميّة. ثم لجّ الهجاء بين الشعراء فانحدر جرير من اليمامة إلى البصرة مركز الحركة السياسية و ميدان شعراء المناقضات، و ذلك في أثناء ولاية بشر بن مروان على الكوفة (71- 74 ه) . ثم اتصل جرير بالحكم بن أيوب، ابن عمّ الحجّاج و زوج ابنته و عامله على البصرة (أواخر 75 ه-أوائل 695 م) ، فوجّهه الحكم إلى الحجّاج (3)، فوجّه به الحجّاج إلى عبد الملك (4). و كان عبد الملك لا يستمع إلى شعراء القيسيين، و لكنّ توصية الحجّاج بجرير أقنعت عبد الملك بالاستماع إلى جرير، فنال جرير بعد ذلك حظوة عند عبد الملك.
و ظل جرير أثيرا عند الوليد بن عبد الملك، و لكنه هجر البلاط الأمويّ في أيام سليمان (96-99 ه) و في أيام عمر بن عبد العزيز (99-101 ه) ، لأن جريرا كان قد حض الوليد على صرف الخلافة عن أخيه سليمان إلى ابنه عبد العزيز بن الوليد، ثم لأن عمر بن عبد العزيز لم يكن يجيز الشعراء. غير أن جريرا عاد فمدح يزيد بن عبد الملك (101-105 ه) و هشام بن عبد الملك (105-125 ه) .
و كانت وفاة جرير باليمامة سنة 114 أو 115 ه، بعد وفاة الفرزدق بستة أشهر أو بعام واحد.
جرير شاعر وجدانيّ مطبوع يجمع وضوح المعاني إلى فصاحة الالفاظ و متانة التركيب و عذوبة السبك. و شعره يجمع وضوح المعاني إلى فصاحة الالفاظ و متانة التركيب و عذوبة السبك. و شعره كثير السيرورة على الألسن شديد العلوق بالذاكرة، مطاوع للغناء. و قد امتاز جرير بالفنون الوجدانية: بالنسيب و الغزل، و بالرثاء و بالهجاء. و لجرير براعة في المديح و الوصف. و كان جرير يجيد الرجز أيضا.
و هجاء جرير حلو مرّ: هو حلو بما ألبسه شاعره من حسن اللفظ و قدّم بين يديه من الغزل ليجعل السامع أكثر استعدادا لسماعه. و هو مرّ أي ممضّ يتألم منه المهجوّ.
و الاجماع واقع على أن جريرا قد فاق أقرانه في الغزل و الرثاء و الهجاء، و أنه قد تغلّب على جميع الذين هاجوه ثم أخمل ذكرهم ما عدا الأخطل و الفرزدق لأنهما اجتمعا عليه، و لو تفرّقا لغلبهما و أخمل ذكرهما أيضا.
المختار من شعره:
- قال جرير يمدح الحجّاج بن يوسف:
دعا الحجاج مثل دعاء نوح... فأسمع ذا المعارج فاستجابا (5)
صبرت النفس، يا ابن ابي عقيل... محافظة؛ فكيف ترى الثوابا (6)
و لو لم يرض ربّك لم ينزّل... مع النصر الملائكة الغضابا (7)
إذا سعر الخليفة نار حرب... رأى الحجّاج أثقبها شهابا (8)
ترى نصر الامام عليك حقا... إذا لبسوا بدينهم ارتيابا (9)
تشدّ فلا تكذّب يوم زحف... إذا الغمرات زعزعت العقابا (10)
عفاريت العراق شفيت منهم ...فأمسوا خاضعين لك الرقابا (11)
و قالوا: لن يجامعنا أمير... اقام الحدّ و اتّبع الكتابا (12)
إذا أخذوا و كيدهم ضعيف... بباب يمكرون فتحت بابا
- و قال يمدح عبد الملك بن مروان:
أ تصحو أم فؤادك غير صاح... عشيّة همّ صحبك بالرّواح (13)
يقول العاذلات: علاك شيب... أ هذا الشيب يمنعني مراحي (14)
تعزّت أمّ حزرة ثم قالت... رأيت الموردين ذوي لقاح (15)
تعلّل و هي ساغبة بنيها... بأنفاس من الشبم القراح (16)
سأمتاح البحور فجنّبيني... أذاة اللوم و انتظري امتياحي (17)
ثقي باللّه، ليس له شريك... و من عند الخليفة بالنجاح
أغثني، يا فداك أبي و أمي... بسيب منك إنك ذو ارتياح (18)
فإني قد رأيت عليّ حقّا... زيارتي الخليفة و امتداحي.
سأشكر إن رددت عليّ ريشي... و أنبتّ القوادم في جناحي (19)
أ لستم خير من ركب المطايا... و أندى العالمين بطون راح (20)
- و قال جرير يهجو الاخطل:
حيّ الغداة برامة الأطلالا... رسما تحمّل أهله فأحالا (21)
طرب الفؤاد لذكرهن و قد مضت... بالليل أجنحة النجوم فمالا
فجعلن برقة عاقلين أيامنا... و جعلن أمعز رامتين شمالا
لا يتّصلن، إذا اعتزين (22)، بتغلب... و رزقن زخرف نعمة و جمالا
إني جعلت، فلن أعافي تغلبا... للظالمين عقوبة و نكالا
قبح الإله وجوه تغلب إنها... هانت علي مراسنا و سبالا (23)
قبح الإله وجوه تغلب كلما... شبح الحجيج و كبّروا إهلالا (24)
عبدوا الصليب و كذّبوا بمحمد... و بجبرئيل و كذّبوا ميكالا (25)
هل تملكون من المشاعر مشعرا... أو تنزلون من الأراك ظلالا (26)
فلنحن أكرم في المنازل منزلا... منكم و أطول في السماء جبالا
تمت تميمي (27)، يا أخيطل، فاعترف... خزي الأخيطل حين قلت و قالا
و لو انّ تغلب جمّعت أحلافها... يوم التفاضل، لم تزن مثقالا
تلقاهم حلماء عن أعدائهم ... و على الصديق تراهم جهّالا
لو لا الجزا قسم السواد و تغلب... في المسلمين فكنتم أنفالا (28)
- قال جرير يرثي امرأته خالدة بنت سعد بن أوس بن معاوية بن خلف من بني أوس بن كليب، و هي أم ابنه حزرة، و لذلك كانت تكنى أمّ حزرة. و قد شهرت هذه القصيدة و سارت في البلاد فعرفت باسم الجوساء أو الحوساء. و القصيدة اثنان و سبعون بيتا ثمانية و خمسون بيتا من الغزل السهل الرقيق العذب ثم تليها أربعة عشر بيتا من الهجاء.
قال جرير:
لو لا الحياء لعادني استعبار... و لزرت قبرك، و الحبيب يزار (29)
و لقد نظرت، و ما تمتّع نظرة... في اللّحد حيث تمكّن المحفار (30)
ولّهت قلبي إذ علتني كبرة... و ذوو التمائم من بنيك صغار (31)
أرعى النجوم، و قد مضت غوريّة... عصب النجوم كأنهنّ صوار (32)
نعم القرين، و كنت علق مضنّة... وارى بنعف بليّة الأحجار (33)
عمرت مكرّمة المساك، و فارقت... ما مسّها صلف و لا إقتار (34)
كانت مكرّمة العشير، و لم يكن... يخشى غوائل أمّ حزرة جار (35)
صلّى الملائكة الذين تخيّروا... و الصالحون عليك و الأبرار
لا يلبث القرناء أن يتفرقوا... ليل يكرّ عليهم و نهار (36)
أ فأمّ حزرة، يا فرزدق، عبتم... غضب المليك عليكم الجبّار
كانت إذا هجر الحليل فراشها... خزن الحديث و عفّت الأسرار (37)
قتلت أباك بنو فقيم عنوة... إذ جرّ ليس على أبيك إزار (38)
عقروا رواحله فليس بقتله... قتل و ليس بعقرهنّ عقار (39)
كذب الفرزدق، ان عود مجاشع ... قصف و إنّ صليبهم خوّار (40)
قد كان قومك يحسبونك شاعرا... حتّى غرقت و ضمّك التيّار (41)
ان الفرزدق لا يزال مقنّعا... و إليه بالعمل الخبيث يشار (42)
لا يخفينّ عليك أنّ مجاشعا... لو ينفخون من الخئور لطاروا (43)
إذ يؤسرون فما يفكّ أسيرهم... و يقتّلون فتسلم الأوتار (44)
-كان راعي الابل أبو جندل عبيد بن حصين بن معاوية بن جندل (راجع ترجمته) يميل إلى الفرزدق و يعادي جريرا، و قد هجا جريرا بقصيدة مطلعها:
رأيت الجحش جحش بني كليب... تيمّم حوض دجلة ثم هابا (45)
فقال جرير يرد عليه (46):
أقلّي اللوم، عاذل، و العتابا... و قولي، إن أصبت لقد أصابا (47)
أجدّك، ما تذكّر أهل نجد... و حيّا طالما انتظروا الإيابا (48)
و هاج البرق ليلة أذرعات... هوى ما تستطيع له طلابا (49)
فقلت بحاجة و طويت أخرى... فهاج عليّ بينهما اكتئابا (50)
سألناها الشفاء فما شفتنا... و منتنا المواعد و الخلايا (51)
أباحت أمّ حزرة من فؤادي... شعاب الحبّ، إنّ له شعابا (52)
ابى لي ما مضى لي من تميم... و في فرعي خزيمة أن أعابا (53)
ستعلم من يصير أبوه قينا... و من عرفت قصائده اجتلابا (54)
فلا و أبيك، ما لاقيت حيّا... كيربوع إذا رفعوا العقابا (55)
و ما وجد الملوك أعزّ... منّا و أسرع من فوارسنا استلابا
لنا تحت المحامل سابغات... كنسج الريح تطرّد الحبابا (56)
و ذي تاج له خزرات ملك... سلبناه السّرادق و الحجابا (57)
ألا قبح الإله بني عقال ... و زادهم بغدرهم ارتيابا (58)
اجيران الزّبير، برئت منكم... فألقوا السيف و اتّخذوا العيابا (59)
لقد غرّ القيون دما كريما ... و رحلا ضاع فانتهب انتهابا (60)
علام تقاعسون، و قد دعاكم... أهانكم الذي وضع الكتابا (61)
لقد خزي الفرزدق في معدّ... فأمسى جهد نصرته اغتيابا (62)
فما هبت الفرزدق، قد علمتم... و ما حقّ ابن بروع أن يهابا (63)
أعدّ اللّه للشعراء مني... صواعق يخضعون لها الرقابا (64)
قرنت العبد عبد بني نمير... مع القينين إذ غلبا وخابا (65)
أتاني عن عرادة قول سوء... فلا و أبي، عرادة ما أصابا (66)
عرادة من بقيّة قوم لوط... ألا تبّا لما عملوا تبابا (67)
أنا البازي المدلّ على نمير... أتحت من السماء لها انصبابا (68)
إذا علقت مخالبه بقرن... أصاب القلب أو هتك الحجابا (69)
ترى الطير العتاق تظلّ منه... جوانح للكلاكل أن تصابا (70)
إذا وضعت فقاح بني نمير... على خبث الحديد إذا لذابا (71)
فلا صلّى الإله على نمير... و لا سقيت قبورهم السّحابا
و خضراء المغابن من نمير... يشين سواد محجرها النقايا (72)
إذا قامت لغير صلاة وترٍ... بعيد النوم أنبحت الكلابا (73)
و قد جلّت نساء بي نميرٍ... و ما عرفت أناملها الخضابا (74)
و لو وزنت حلوم بني نميرٍ... على الميزان ما وزنت ذبابا (75)
أ لم نعتق نساء بني نميرٍ... فلا شكرا جزين و لا ثوابا (76)
فغضّ الطرف إنّك من نميرٍ... فلا كعبا بلغت و لا كلابا (77)
و حقّ لمن تكنّفه نميرٌ... و ضبّة، لا أبا لك، أن يعابا (78)
لعلك، يا عبيد، حسبت حربي... تقلّدك الأصرّة و العلابا (79)
إذا نهض الكرام إلى المعالي... نهضت بعلبة و أثرت نابا (80)
إذا غضبت عليك بنو تميم... حسبت الناس كلّهم غضابا
ألسنا أكثر ثقلين رجلا... ببطن منى و أعظمه قبابا (81)
لنا حوض النبيّ و ساقياه و من ورث النبوّة و الكتابا (82)
و كانت هذه القصيدة وحدها كافية لأن تخزي بني نمير. و لقد سارت هذه القصيدة على الالسن سيرورة لم تسر مثلها قصيدة، حتى إن بني نمير بعد ان قال جرير هذه القصيدة-هربوا عن منازلهم فكانوا كلما جاءوا إلى منزل لينزلوه وجدوا أهله يروونها. و علّق ابن رشيق على ذلك فقال (83):
«و ممن وضعه. . . الشعر حتى انكسر نسبه و سقط عن رتبته. . . بنو نمير، و كانوا جمرة من جمرات العرب. . . و هذه القصيدة تسمّيها العرب الفاضحة. و قيل سمّاها جرير الدمّاغة و الدهقانة (84) و المنصورة (85). و قيل عرفت باسم الدامغة، أي الضربة التي تشجّ الرأس حتى تصل إلى الدماغ (86) فتقتل لساعتها.
و كان أثر هذه القصيدة في راعي الابل عظيما جدا حتى انه توفّي في العام الذي قيلت فيه، كما ذكر ابن سلاّم.
- و لجرير أبيات من الغزل الرقيق في مقدمة نقيضة يهجو بها الاخطل:
يا أمّ عمرو، جزاك اللّه مغفرة... ردّي عليّ فؤادي كالذي كانا
أ لست أملح من يمشي على قدم... يا أملح الناس كلّ الناس إنسانا (87)
يلقى غريمكم من غير عسرتكم... بالبذل بخلا و بالإحسان حرمانا (88)
قد خنت من لم يكن يخشى خيانتكم... ما كنت أوّل موثوق به خانا
لقد كتمت الهوى حتى تهيّمني... لا أستطيع لهذا الحب كتمانا (89)
كاد الهوى يوم سلمانين يقتلني... و كاد يقتلني يوما ببيدانا
لا بارك اللّه في من كان يحسبكم... إلاّ على العهد حتى كان ما كانا
لا بارك اللّه في الدنيا إذا انقطعت... أسباب دنياك من أسباب دنيانا (90)
ما أحدث الدهر مما تعلمين لكم... للحبل صرما و لا للعهد نسيانا (91)
إنّ العيون التي في طرفها حور... قتلننا ثم لم يحيين قتلانا (92)
يصرعن ذا اللبّ حتى لا حراك به... و هنّ أضعف خلق اللّه أركانا
يا حبّذا جبل الرّيّان من جبل... و حبذا ساكن الرّيّان من كانا
و حبذا نفحات من يمانية... تأتيك من قبل الريان أحيانا (93)
ثم يلتفت جرير إلى هجاء الشعراء و يخصّ بالهجاء الأخطل. و الهجاء في هذه القصيدة عفيف اللفظ و المعنى بخلاف ما نعرف من قصائد الهجاء الأخرى التي لا تخلو عادة من الإقذاع.
يقول جرير:
ما يدّري شعراء الناس، ويحهم... من صولة المخدر العادي بخفّانا (94)
جهلا تمنّى حدائي من ضلالتهم... فقد حدوتهم مثنى و وحدانا (95)
غادرتهم من حسير مات في قرن... و آخرين نسوا التهدار خصيانا (96)
ما زال حبلي في أعناقهم مرسا... حتّى اشتفيت و حتّى دان من دانا (97)
إنّي امرؤ لم أرد، في من أناوئه... للناس ظلما و لا للحرب إدهانا (98)
أحمي حماي بأعلى المجد منزلتي ...من خندف، و الذّرى من قيس عيلانا (99)
قال الخليفة و الخنزير منهزم... ما كنت أول عبد مجلب خانا (100)
لاقى الأخيطل بالجولان فاقرة... مثل اجتداع القوافي وبر هزّانا (101)
_________________________
1) الخديج و الخديجة: الولد الذي يولد قبل تمام مدة الحمل (لأقل من 283 يوما) .
2) راجع ترجمة الفرزدق.
3) لما مدح جرير الحجاج أعطاه الحجاج جارية اسمها أم حكيم أمامة فولدت له صبيا سماه موسى (راجع الكامل 300-301) .
4) راجع تفصيل اتصال جرير بعبد الملك (الأمالي 3:43-46) .
5) دعاء نوح في سورة نوح من القرآن الكريم (71:26) : «قالَ نُوحٌ: رَبِّ، لا تَذَرْ عَلَى اَلْأَرْضِ مِنَ اَلْكافِرِينَ دَيّاراً» ، يقصد جرير أعداء بني أمية. ذو المعارج: اللّه (راجع سورة المعارج من القرآن الكريم) : «مِنَ اَللّهِ ذِي اَلْمَعارِجِ» (70:3) .
6) صبرت النفس في الحرب.
7) لو لم يرض اللّه عن حربك لأعدائك لما أنزل الملائكة يحاربون معك، لما نصرك.
8) إذا أراد الخليفة خوض حرب أمر عليها الحجاج.
9) الإمام: الخليفة. لبسوا بدينهم ارتيابا: نافقوا؛ كفروا.
10) شد: هجم. كذب: جبن، تراجع. زحف: حرب. الغمرات: اشتداد القتال في قلب المعركة. زعزعت العقاب: أخرت الراية عن مكانها. -إذا اضطرب أمر الجيش فأنت لا تتراجع.
11) عفاريت العراق: يقصد الخوارج. خضع (فعل لازم و متعد) : حنى.
12) لا نقبل بأمير شديد العقاب لنا.
13) الرواح: الذهاب في الماء. -و اعترض النقاد على هذا المطلع في مخاطبة عبد الملك.
14) المراح و المرح: الاندفاع في السرور.
15) أم حزرة: امرأة جرير. الموردون: الذين يأخذون أنعامهم إلى الماء. -تقول له: ليس عندك لقاح (نياق) كثيرة نسقيها. تعزت: صبرت.
16) ساغب: جائع. تعلل بنيها الخ: إذا طلبوا طعاما ليأكلوا أسكتتهم بإسقائهم ماء باردا صافيا (لإطعام فيه، و لا هو سخن أيضا في أيام الشتاء) .
17) امتاح: استقى من البئر. سأمتاح البحور: سأطلب العطاء من الكرماء. . . فلا تلوميني الآن.
18) السيب: العطاء. الارتياح: هو السرور الذي يجده الكريم إذا أعطى من ماله.
19) القوادم جمع قادمة: الريشة الكبيرة في طرف الجناح (إذا قصت قوادم الطير عجز عن الطيران) . - سأشكرك إذا رددتني غنيا.
20) الراح جمع راحة: باطن الكف (أكرم الناس يدا: أكرم الناس) .
21) الغداة (مفعول فيه، في الغداة) : باكرا. رامة مجرورة و علامة جرها الفتحة لأنها ممنوعة من الصرف (اسم علم مؤنث) . الاطلالا مفعول به منصوب. رسما بدل من الاطلال. تحمل: رحل: أحال: مر عليه حول (عام) ، تغير.
22) انتسبن.
23) مراسن جمع مرسن: الأنف. السبال: جمع سبلة (بفتح ففتح) : جانب اللحية. . .
24) شبح الحجيج: رفع الحجاج أيديهم بالتلبية (قولهم على جبل عرفات: لبيك اللهم لبيك؟) كبروا إهلالا: رفعوا صوتهم بقولهم: اللّه أكبر! .
25) جبرئيل: جبريل، الملك (بفتح اللام) الذي ينزل بالوحي على قلوب الرسل. ميكال: ملك من الملائكة.
26) المشعر: المكان المقدس، الحج. الأراك: شجر، المقصود أراك عرفة. انكم لا تسكنون بقعة مقدسة و لا تحجون.
27) تمت تميمي: بلغت ذروة المجد.
28) الجزى و الجزاء بكسر الجيم فيهما كما في الأصل (نقائض جرير و الاخطل 97) جمع جزية: ضريبة شخصية كانت تؤخذ من غير العرب إذا لم يدخلوا في الاسلام. و أحب أنا أن أقرأها: الجزاء بفتح الجيم مرخمة من الجزاء أي المكافأة، إذ لا معنى للجزا أو الجزى بالكسر، لأن بني تغلب لم يكونوا يدفعون جزية، بل كانوا يدفعون صدقة (كالمسلمين) و لكن مضاعفة. جاء في كتاب الخراج لأبي يوسف: قال عبادة بن النعمان التغلبي لعمر بن الخطاب. . . ان بني تغلب من علمت شوكتهم (قوتهم) و انهم بإزاء العدو (الفرس و الروم) . فان ظاهروا (نصروا) عليك العدو، اشتدت مؤونتهم (احتجت إلى جند كثير للتغلب عليهم) . فان رأيت أن تعطيهم شيئا (تخصهم بشيء) فافعل. . فصالحهم عمر على ألا يغمسوا أولادهم في النصرانية فيسقط عنهم الجزية و يضع عليهم الصدقة (كالمسلمين) و لكن مضاعفة (ص 143-145،161؛ راجع كتاب الخراج للقرشي، ص 24،25،30، 65-67) . يقول جرير: لو لا مكافئة عمر بن الخطاب لبني تغلب على وقوفهم بجانب العرب ضد الفرس خاصة (في معركة القادسية بالعراق) لجعلت بلادهم انفالا (غنائم حرب) .
29) الاستعبار: البكاء.
30) لقد نظرت إلى قبرك طويلا. و لكن ما يفيد التطلع إلى قبر جعلته (المسحاة: اداة يحفر بها، مجرفة) عميقا؟
31) ملأت قلبي بالحزن بعد أن أصبحت كبير السن بينما أبناؤك لا يزالون صغارا عليهم التمائم (جمع تميمة: حجاب أو حرز يعلق في عنق الصغار لدفع العين و اذاها) .
32) أراقب النجوم، أسهر الليل حتى غابت مجموعات النجوم كأنها قطيع يسير معا.
33) نعم الزوج أنت. العلق: الشيء النفيس. مضنة: يضن به، يصان، يحفظ. وارته الحجارة (مدفون) في نعف بلية.
34) عاشت طول عمرها في عصمتي (أي زوجة لي) و هي محترمة. فارقت: ماتت و لم اتكبر عليها و لم أبخل عليها بشيء أملكه.
35) العشير: الزوج. لم تسئ إلى جار من جيرانها.
36) القرناء جمع قرين: الزوج. و في رواية: لن يلبث. -ان مجيء الليل و النهار سيفرق كل زوجين بموت احدهما) .
37) إذا غاب حليلها (زوجها) في عمل أو في سفر كتما: الأحاديث التي كانت بينهما و عفت الاسرار (جمع سر: الزواج) . كانت عفيفة في نفسها بعيدة عن التهمة.
38) عنوة: قوة و اقتدارا. ثم جروه عاريا (احتقارا له) .
39) الرواحل جمع راحلة: ما يرحل عليه (يركب عليه الانسان و يحمل أمتعته في السفر) . ليس بقتله قتل (رجل آخر) : لا يؤخذ بثأره. العقار (العين بفتح) : ذبح الابل. (القاموس 2:93 السطر 17) ليس بعقرهن عقار: (لا يعقر رواحل أولئك الذين عقروا رواحله: لا يثأر لنفسه ممن يعتدون عليه) .
40) العود: الخشبة، المادة التي يصنع الشيء منها. قصف قابل للتقصف (ينكسر و يتقطع بسهولة) . عودهم قصف: عزيمتهم ضعيفة. الصليب: القاسي، الشديد خوار: ضعيف. و صليبهم خوار: القوي الشديد منهم ضعيف، فما بالك بغيره.
41) كان قومك يعدونك شاعرا حتى سمعوا شعري فاحتقروا شعرك، ثم انك غرقت في بحري (تغلبت عليك و أخملت ذكرك) و ضمك التيار (غمرك موج شعري كما غمر غيرك فنسيكم الناس جميعا) .
42) عمل الفرزدق في حياته أعمالا مخجلة فهو الآن يتقنع (يغطي وجهه خجلا من سوء ما كان صنع) و لكن الناس لم ينسوا ذلك منه، فكلما رأوا عملا قبيحا أشاروا اليه (نسبوا ذلك العمل القبيح إلى الفرزدق) .
43) بنو مجاشع قليلو العدد خفيفو الأوزان ضعاف في أنفسهم حتى لو أن أحدا من الناس نفخ عليهم لطاروا كلهم. الخئور: الضعف.
44) إذا أسر أحد من بني مجاشع فلا يفتديه قومه (لفقرهم و لقلة الفائدة من ذلك الذي أسر) ، و إذا قتل أحد منهم لم يأخذ قومه بثأره (لعجزهم عن ذلك) .
45) لهذا البيت روايتان، غ 20:170 و 171.
46) راجع غ 8:20؛20:169 و ما بعدها؛ الحيوان 1:258-259،316؛ راجع نقائض جرير و الفرزدق 428 و ما بعدها.
47) عاذل: يا عاذلة (مرخمة بحذف التاء) : التي تلوم.
48) تذكر-تتذكر. -الا تتذكر قومك في نجد و اناسا ينتظرون رجوعك اليهم لشوقهم اليك.
49) أذرعات بلد في الشام (سورية) . يظهر ان جريرا كان مرة هنالك ثم تذكر حبيبة له (أو هو يزعم ذلك) . -ما تستطيع له طلابا: لا يمكن أن تناله.
50) هذا الهوى هاج اكتئابا: أثار، حرك (هاج فعل لازم و متعد) .
51) الخلاب: الكذب.
52) أم حزرة: امرأة جرير. ام حزرة (امرأتي) ملكت علي جميع سبل الحب فلا أحب غيرها.
53) فرعا خزيمة: بنو كنانة و بنو أسد.
54) يعيره بأن أباه قين (حداد) .
55) اذا رفعوا العقاب (الراية) : اذا ساروا للحرب.
56) المحامل: جمع محمل (بكسر الميم الأولى) ، سير من جلد يعلق به السيف إلى الكتف. سابغات: دروع. تطرد: تدفع أمامها. الحباب: فقاقيع تطفو على وجه الماء. -دروعنا محبوكة جيدا و حلقاتها ظاهرة كالتعاريج التي يحدثها مرور الريح فوق الماء الهادي (يقصد: دروعنا جديدة متينة) .
57) ذو تاج: ملك. الخرزات: جواهر التاج. السرادق: قبة يسكنها الملك. الحجاب: منع العامة من الدخول على الملك؛ أو الذين يمنعون العامة من الدخول على الملك. -يقول رب ملك عظيم مهيب قد طردناه من ملكه و لم نحفل بحجابه.
58) بنو عقال (بكسر العين) من اسلاف الفرزدق، بنو عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع ابن دارم بن تميم. الارتياب: الاتهام. و زادهم بغدرهم ارتيابا: هم متهمون (من قبل) بالغدر؛ و الشاعر يدعو اللّه ان يزيدهم تهمة بهذا الغدر.
59) العياب جمع عيبة (بفتح ففتح) : صندوق أو وعاء توضع فيه الثياب. يقول لهم: أنتم نساء فاتركوا السيوف لأنها لا تنفع في أيديكم، فقد قتل الزبير و أنتم جيرانه فلم تدافعوا عنه.
60) غر القيون دما. . . ظن ابن الزبير ان جيرانه (بني مجاشع) سيدافعون عنه، و لكنه كان مخدوعا بظنه هذا. الرحل متاع البيت. قتل الزبير و ذهب ما يملك ثم لم يؤخذ بثأره.
61) دعاكم الزبير لتنصروه فلم تفعلوا فلما ذا تقاعستم: تأخرتم، تباطأتم. أهانكم اللّه (الذي وضع الكتاب: أنزل القرآن الكريم) .
62) يقول: اخزيته (بهجائي) فلم يكن عنده انتصار لنفسه (دفاع عنها و افتخار بها) إلا الاغتياب فقط-نقائض جرير و الفرزدق 442.
63) هاب: خاف. بروع اسم ناقة ذكرها راعي الابل في شعره، و لذلك كان جرير يدعو الراعي «ابن بروع» و قيل بل بروع هي ام راعي الابل حقيقة (تاج العروس 5:273) .
64) سلط اللّه على الشعراء قصائد لي كالصواعق، فأصبح الشعراء يخافون ثم يعترفون بمقدرتي في الشعر ثم يحنون رقابهم (خضع فعل لازم و متعد) إذعانا.
65) قرن الحيوانات: ربط عدد منها بقرن (بفتح الراء: حبل) واحد. عبد بني نمير راعي الابل. القينان: الفرزدق ثم محمد بن عطارد في الاغلب (راجع، فوق، ص 557) .
66) عرادة: راوية راعي الابل. اتاني عنه قول سوء: كان عرادة صديقا للفرزدق، و هو الذي اغرى راعي الابل بهجاء جرير (نقائض جرير و الفرزدق 427-428) .
67) قوم لوط كانوا يأتون الفاحشة. تبا: هلاكا لهم.
68) يروى: المطل. . . من السماء له (لراعي الابل) . -انا البازي المحوم (بتشديد الواو) فوق بني نمير أنقض (بتشديد الضاد) عليهم.
69) القرن: البطل-إذا أمسك ببطل في الحرب فعل به ما يفعل البازي: (نفذت مخالبه إلى قلب الطريدة فقتلها، أو مزق حجاب القلب على الأقل؛ فقتلها أيضا) .
70) عتاق الطير: الطيور الكاسرة كالنسر و البازي و الصقر. جوانح: مائلات. الكلاكل: الصدور. -حتى عتاق الطير تخاف هذا البازي (يعني جرير نفسه) فتلصق صدروها بالأرض حتى لا يراها فينقض عليها و يفترسها.
71) فقاح جمع فقحة: مقعد الانسان (بكسر الميم) ، المكان الذي يجلس عليه من جسمه. خبث الحديد: يقصد ما يرسب من الحديد بعد الصهر، و هو قاس لا تصهره النار عادة. -و في البيت كناية قبيحة جدا.
72) خضراء: سوداء. المغابن: ثنايا الجلد من جسم الانسان. المحجر: العظم الذي تستقر فيه العين. هي شديدة النحول و لذلك كان جلدها كثير الثنايا. . ثم ان هذه الثنايا وسخة أيضا. ما حول عينيها اسود (لنحولها و إسرافها في قواها) . يشين سواد محجرها النقابا-المفروض ان النقاب يستر المعائب. و لكن نقاب هذه المرأة (و ربما مع كثافته و اسوداده) لا يمنع سواد محجرها بالوسخ من البروز و الظهور.
73) صلاة الوتر: نافلة بعد العشاء (ليست بفرض) . إذا قامت لتصلي الصبح مع الفجر ظلت قذرة كريهة الرائحة (رغم غسلها و وضوءها) حتى ان رائحتها الكريهة تضايق الكلاب و تجعلها تنبح.
74) الجلة (بالفتح و الكسر و الضم، و الكسر افصح) : البعر. و جل البعر بيده: لقطه و جمعه. يقول: ان ايدي نساء بني نمير مصفرة من التقاط الجلة لا من الخضاب. جل أيضا: كبر و اسن. ان نساء بني نمير قد شخن (أصبحن شيخات كبيرات في السن) و لم يعرفن الخضاب (التنعم) .
75) حلوم: عقول.
76) نعتق نساء بني نمير: نعفو عنهن؛ نطلقهن من الرق، أو من الأسر (؟) فلا هن اثبننا بشيء و لا شكرن معروفنا اليهم بالكلام.
77) نمير و كعب و كلاب: قبائل. اجمع النقاد و رواة الأدب على ان في هذا البيت هجاء مريرا شديدا. و لن يستطيع أحد ان يدرك ما عناه هؤلاء الا إذا أدرك افتخار العرب يومذاك بالأنساب الكريمة. و من النقاد من جعل قيمة هذا البيت في سهولة تركيبه سهولة جعلته يسير على الالسن.
78) يعني قريع (بالتصغير) بن الحارث بن نمير و ضبة بن نمير (نسب راعي الابل من جانب ابيه و جانب امه) .
79) الأصرة جمع صرار (بكسر الصاد) : خيط يربط به ضرع الناقة حتى لا يرضعها ولدها. العلاب جمع علبة (بالضم) : وعاء من جلد أو خشب يحلب فيه الحليب. -أ تظن ان هجائي و عدائي شيء سهل كسهولة حملك للأصرة و العلب (لأنك راع) .
80) الناب: الناقة المسنة. إذا طمح الناس إلى العلا فأنت تحمل علبتك و تصيح بناقة مسنة (لا تملك غيرها) . يعيره بأنه راع و فقير.
81) الثقلان: الانس و الجن (جميع الناس، العالمين) . رجلا: رجالا (الرجال المحاربون) . ببطن منى: في الحج. القبة: الخيمة العظيمة من الجلد (و تكون عادة للملوك) . -نحن كثير و العدد و عظماء.
82) حوض النبي: بئر زمزم في مكة (كانت بئر زمزم في الجاهلية في عهدة قوم يتولون سقاية الناس) . لعله يقصد: كان حق اسقاء الماء في الجاهلية من زمزم قبل الاسلام لنا، و لا يزال هذا الحق لنا في الاسلام. و منا أيضا الذي ورث النبوة و الكتاب (الحكم بما جاءت به النبوة و بما نزل في القرآن) : الخليفة.
83) العمدة 1:36-37.
84) دهقانة، لعلها فعلانة من دهق: ضرب.
85) نقائض جرير و الفرزدق 43 س.
86) القاموس 3:105.
87) إنسانا تمييز من املح. -اجمل الاشخاص في الناس كلهم.
88) الغريم: الدائن، و هنا: المحب. أنت تستطيعين أن تبذلي لي قربك و لكنك لا تفعلين. و أنا أبذل نفسي لك و أنت تبخلين علي. و أنا أحسن في محبتك و أنث تحرمينني. -هذا البيت مبني على اشارة إلى القرآن الكريم في حق الدائن و المدين: و ان كان ذو عسرة فنظرة (بفتح النون و كسر الظاء) إلى ميسرة (سورة البقرة 280) .
89) تهيمني الحب: كاد يذهب بعقلي.
90) لا لذة للعيش إذا ابتعدت عنك.
91) الصرم: القطع، الهجر، البعد.
92) الحور: شدة بياض بياض العين و شدة اسوداد سوادها. يحيين فعل مضارع مبني على السكون في محل جزم بحرف الجزم لم؛ و النون نون النسوة و هي فاعل.
93) ما أحلى النسيم الذي يأتي من الجنوب (من جهة اليمن) .
94) يدري الصيد: يختله (يحاول أن يمسكه على غفلة) . الصولة: الهجمة، الوثبة، السطوة. المخدر: (الاسد) الساكن في الاجمة أو العرين. العادي: الاسد، العدو، الظالم. خفان: مأسدة (مكان يكثر فيه الاسود) في طريق الكوفة. -ما يأمل هؤلاء الشعراء أن ينالوا بهجاء جرير (إلا كما يأمل الناس من صيد الاسد المخدر، الشديد الصولة و السطوة) .
95) كان كل واحد من هؤلاء الشعراء يظن أن بإمكانه أن يحدوني (يسوقني، يغلبني في الهجاء) فكان أن حدوتهم أنا (تغلبت عليهم) أفرادا و جماعات. لعلها: تمنوا (بتشديد النون المفتوحة) .
96) نازلتهم كلهم مرة واحدة ثم تركتهم ورائي: منهم الحسير (الذي تعب من كثرة الجري) في هجائي ثم مات (خمل ذكره) في قرن (واحدا بعد واحد!) . و منهم من تركتهم خصيانا (تغلبت عليهم و فضحتهم فآثروا أن يتركوا قول الشعر) . التهدار: صوت البعير أو الثور (الخصاء يفقد المخصي كثيرا من أوجه نشاطه) .
97) مرسا: ناشبا (معقودا) ، فمنهم من شفيت نفسي منه (و هو لا يزال خصمي) ، و منهم من خضع لي و سالمني.
98) أناوئه: أعاديه. الادهان: المداراة. -لا أريد أن أظلم أحدا، و لا أسكت عمن يريد أن يظلمني.
99) أدافع عن نفسي. أنا من جهة أمي من خندف من أعلاهم، و الذرى (أعلى نسبي، من جهة أبي) من قيس عيلان (من أسمى عرب الشمال-من تميم إحدى القبائل العظيمة من قيس) .
100) الخنزير (كناية عن الاخطل) . العبد المجلب: المجلوب كبيرا، خلاف الذي ربي صغيرا في الأسرة الذي هو فيها (كناية عن أن الاخطل جيء به لنصرة الامويين بأجر، و لم يكن يشعر شعور الامويين) .
101) الجولان: الحرب (الهجاء) . الفاقرة: الضربة التي تقطع فقار (بفتح الفاء) الظهر فتشل حركة الجسم (تقتل) . مثل اجتداع القوافي وبر هزانا: كما اتفق في شأن هزان.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|