المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

البتراء (بطرا)
13-11-2016
عناصر الخبر الأساسية- 8- التوقع أو النتائج Consequence
2/11/2022
مصادر تغذية المياه الجوفية
9-12-2020
Black hole in a magnetic field
2-2-2017
كيف تتكوّن البراكين
2-7-2017
تفسير آية (119-120) من سورة المائدة
20-10-2017


أبو زُبيد الطائي  
  
4867   09:03 صباحاً   التاريخ: 28-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص295-297
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-9-2019 1765
التاريخ: 8-2-2018 2015
التاريخ: 27-09-2015 4983
التاريخ: 30-12-2015 1952

هو حرملة بن المنذر بن معدي كرب من بني طيّئ، وأخواله من تغلب. وكانت منازل قومه في الرقة بالجزيرة من أعلى العراق.

كان أبو زبيد نصرانيا، وفد على الوليد بن عقبة والي الكوفة 3و نادمه زمنا. ولما عظمت النقمة على الوليد وعزله عثمان، سنة 30 ه‍ (651 م) عاد أبو زبيد إلى الرقة حيث توفّي. وقيل بل توفي في الكوفة سنة 62 ه‍ (682 م)، وقد عمّر طويلا.

شهد أبو زبيد الجاهلية ومدح فيها المناذرة والغساسنة، ثم مدح الوليد ابن عقبة في الاسلام. وله شيء من العتاب والهجاء والحماسة والحكمة، غير أن أكثر شعره في وصف الاسد. ومع أن في شعره كثيرا من الغريب، وخصوصا في وصف الأسد، فان في شعره لينا.

-المختار من شعره:

من شعره في وصف الاسد:

فلا يعلقنكم مهصر الناب عنبس... عبوس له خلق غليظ غضنفر (1)

له زبر كاللبد طارت رعابلا... وكتفان كالشرخين عبل مصبّر (2)

رحيب مشقّ الشدق أغضف ضيغم... له لحظات مشرفات ومحجر (3)

وعينان كالوقبين في قبل صخرة... يرى فيهما كالجمرتين التبصّر (4)

من الأسد عاديّ تكاد لصوته... رؤوس الجبال الراسيات تقعّر (5)

وبعد وصف آخر قليل يذكر أبو زبيد لقاء أهل قافلته بهذا الاسد فيقول:

فأبصر ركبا رائحين عشيّة... فقالوا: أبغل مائل الجلّ أشقر (6)

بل السبع فاستنجوا، وأين نجاؤكم... فهذا، وربّ الراقصات، المزعفر (7)

فولّوا سراعا يندهون مطيّهم...وراح على آثارهم يتقمّر (8)

فساراهم ما إن لحسّ حسيسه...مدى الصوت لا يدنو ولا يتأخّر (9)

ففاجأهم يستنّ ثاني عطفه...له غبب كأنّما راح يمكر (10)

فنادوا جميعا بالسلاح ميسّرا... وأصبح في حافاتهم يتنمّر (11)

وندّت مطاياهم: فمن بين عاتق... ومن بين مود بالبسيطة يعجر (12)

وطاروا بأسياف لهم وقطائف...وكلّهم يخفي الوعيد ويزجر (13)

فأول من لاقى يجول بسيفه...عظيم الحوايا قد شتا وهو أعجر (14)

فقضقض بالنابين قلّة رأسه... ودقّ صليف العنق والعنق أصعر (15)

ولأبي زبيد مرثية في أخيه الحلاّج جاء فيها:

ان طول الحياة غير سعود... وضلال تأميل نيل الخلود

علّل المرء بالرجاء، ويضحي... غرضا للمنون نصب العود (16)

كل يوم ترميه منها برشق... فمصيب، أو صاف غير بعيد (17)

كلّ ميت قد اغتفرت، فلا أو...جع من والد ولا مولود (18)

غير أن الحلاج هدّ جناحي... يوم فارقته بأعلى الصعيد

______________________

1) علقه: تمكن منه. المهصر: الأسد. مهصر الناب: شديد العض به. العنبس: الاسد. الخلق (بفتح الخاء المعجمة): شكل، جسم. الغضنفر: الاسد الغليظ الجثة.

2) الزبرة (بضم الزاي): الشعر المجتمع بين كتفي الأسد. اللبد: الصوف المضغوط، الكثيف. طارت رعابلا: تفرقت كتلا كتلا. الشرخ: الحرف الناتئ (كالشرفة البارزة من البناء مثلا). عبل: مكتنز، ممتلئ لحما. مصبر (بالباء المعجمة بواحدة من تحتها): شديد العضل غليظ اللحم (؟).

3) رحيب مشق الشق: فتحة فمه واسعة. الاغضف: الاسد إذا استرخى جفنا عينيه الاعليان من الغضب. ضيغم: الذي يعض عضا شديدا فيقطع قطعة كبيرة. المحجر (بوزن مسجد): التجويف العظمي الذي تستقر فيه العين.

4) الوقب: نقرة واسعة في الصخر يجتمع فيها الماء. القبل: سفح الجبل.

5) عادي: قديم (لعله يقصد: مثل قوم عاد، كبير الجثة). تقعر: تشدق، تكلم بأقصى فمه (والشاعر يقصد: تتقوض، تتزلزل وتسقط إلى القعر).

6) الجل: الجلال (بكسر الجيم): الرحل الذي يوضع على الدابة.

7) استنجى: طلب النجاة. المزعفر: الاسد الورد (الأحمر)، وهو شديد الضراوة.

8) نده: زجر، ساق الغنم والإبل وهو يصيح بها. تقمر: تقمر الاسد: طلب الصيد في القمر (في الليل).

9) فساراهم (عارضهم، مشى محاذيا لهم). الحس والحسيس: أن يمر بك مار قريبا منك تسمع صوته ولا تراه. مدى الصوت: على بعد تسمع منه صوته.

10) فاجأ وفجأ: أقبل بغتة. أستن: سار في طريق مستقيم قاصدا هدفا. ثاني عطفه: مائلا بجانبه: متكبرا، معتدا بنفسه غير مبال بشيء. له غبب (لحم متدل تحت حنكه) كأنه يمكر (يصفر).

11) بالسلاح ميسرا: بالسلاح المتيسر في أيديهم، الحاضر. حافاتهم: جوانبهم. يتنمر: يظهر الغضب وسوء الخلق (ناويا للشر).

12) ند: شد، نفر، تفرق. من بين عاتق الخ: من بين هارب وناج أو ميت ملقى أرضا وقد ثنيت رقبته (؟).

13) طاروا: أسرعوا. قطائف جمع قطيفة: ثوب صفيق (ليتخذوها دروعا في قتال الاسد).

14) عظيم الحوايا أعجر: عظيم البطن. شتا (؟).

15) قضقض: أكل شيئا فسمع له صوت بين أضراسه. قلة رأسه: أعلى الجمجمة. دق: كسر، طحن. صليف العنق: مائل العنق (كناية عن التكبر والاعتداد بالنفس). أصعر: مائل (قتل شخصا كان في حياته متكبرا).

16) غرضا: هدفا. نصب العود: دائم التعرض للموت.

17) صاف السهم: انحرف عن الهدف.

18) لا أوجع من فقد الولد على الوالد، وفقد الوالد على الولد.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.