المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



الرجز في الشعر الأموي  
  
18980   02:34 صباحاً   التاريخ: 25-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص369
القسم : الأدب الــعربــي / العروض /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-03-2015 7584
التاريخ: 24-03-2015 5306
التاريخ: 25-03-2015 3456
التاريخ: 24-03-2015 1609

الرجز نوع من أنواع الشعر، هو في الحقيقة أسهل أنواع الشعر وأقلّها تكلّفا (راجع فوق، ص 74،85). والرجز في الأصل يجب أن يكون قد تطوّر من السجع، حينما أدخل نفر من الشعراء الوزن على الجمل المسجوعة (راجع فوق، ص 88).

والرجز بحر (وزن) من بحور الشعر تفاعيله:

مستفعلن مستفعلن مستفعلن... مستفعلن مستفعلن مستفعلن

يتوالى في كلّ تفعيلة منها: متحرّك فساكن فمتحرك فساكن فمتحرّكان فساكن (؟ ؟ ؟) .

أما القافية في الرجز فلها مجريان أساسيان: أحدهما أن يختم كلّ صدر وكلّ عجز من كلّ بيت في المقطوعة الرّجزية بقافية على رويّ واحد (راجع فوق، ص 85): دع المطايا تنسم الجنوبا.... الخ.

ويبدو أن القول في بحر الرجز كان في الجاهلية بديهة وارتجالا في البيت والبيتين وفي القطعة بعد القطعة. أما في العصر الأمويّ فقد عني بالرجز جماعة من الشعراء البدو في الأكثر، وكان منهم من لم يقل الا رجزا. ثم أنهم تصرّفوا فيه مدحا وفخرا وهجاء، كما تأنّقوا في أسلوبه وتكلّفوا فيه الاغراض والمعاني وحسن الصّنعة كما كان يفعل في سائر الشعر. وكذلك كان للراجزين محاورات ومناقضات يشهدها الناس في مربد البصرة وفي غيره من الأماكن التي كان يكثر فيها اجتماع الناس عادة. ومن أشهر الرّجّاز في العصر الأموي: الأغلب العجليّ وأبو النجم والعجّاج.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.