أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-01
1063
التاريخ: 2023-09-26
1016
التاريخ: 14-2-2018
1866
التاريخ: 2023-10-16
1144
|
عبد اللَّه بن العباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي ، أبو العباس المدني ، ابن عم رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم وُلد في الشِّعب بمكة وبنو هاشم محصورون ، وذلك قبل الهجرة بثلاث سنين .
روى عن النبيّ - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم وعن عليّ - عليه السّلام وأُبي بن كعب ، وعمار بن ياسر وأبي ذر الغفاري ، وعمر بن الخطاب ، وبُريدة بن الحصيب الأسلمي ، وطائفة .
روى عنه : سعيد بن جُبير ، وأبو أُمامة أسعد بن سهل بن حنيف ، وأبو الطفيل عامر بن واثلة ، وعطاء بن أبي رباح ، وعمرو بن دينار ، وأبو الشعثاء جابر ابن زيد ، وعكرمة ، وآخرون .
وكان فقيهاً مفتياً محدثاً عالماً بالتفسير ، وهو أوّل من أملى في تفسير القرآن عن الامام عليّ - عليه السّلام وكان يسمّى البحر والحَبْر لغزارة علمه .
رُوي عنه أنّه قال : دعاني رسول اللَّه - صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ، فمسح على ناصيتي وقال : اللَّهمّ علَّمه الحكمة وتأويل الكتاب .
وكان خطيباً مصقعاً ومناظراً قديراً ، وكان عمر يدنيه ويشاوره مع كبار الصحابة ، وكان يفتي في عهد عمر وعثمان إلى يوم مات .
عُدّ من المكثرين في الفتيا من الصحابة ، ونقل عنه الشيخ الطوسي في كتاب « الخلاف « 201 فتوى ، وكان ممن ثبت على القول بإباحة المتعة وعدم نسخها .
قال عطاء : ما رأيت مجلساً قط كان أكرم من مجلس ابن عباس ، وإنّ أصحاب القرآن عنده يسألونه ، وأصحاب الشعر عنده يسألونه ، وأصحاب الفقه عنده يسألونه ، كلَّهم يصدرهم في واد واسع .
وكان ابن عباس محباً لعليّ - عليه السّلام ملازماً لطاعته في حياته وبعد مماته ، وكان تلميذه وخرّيجه ، قيل له : أين علمك من علم ابن عمّك ؟ فقال : كنسبة قطرة من المطر إلى البحر المحيط ( 1 ) وإلى هذا المعنى أشار محمود البغدادي ، فقال :
وأفصحَ عبد اللَّه عن كُنه موقفٍ وذلك حبْر ثاقبُ الفكر عَيْلَمُ
ألا إنّ علمي للوصي كقطرةٍ إلى البحر ما لابن الفواطم توأمُ
وقد شهد ابن عباس مع الإمام علي - عليه السّلام حروبه كلَّها الجمل وصفين والنهروان ، وولَّاه أمير المؤمنين البصرة بعد ظفره بأصحاب الجمل ، وكان يُعدّه لمهام الأُمور فقد أرسله إلى أُمّ
المؤمنين بعد حرب الجمل فكان له في ذلك المقام المشهود ، وأراده للحكومة يوم صفّين ، فأبى أهل الجباة السود العمي القلوب ، وبعثه إلى الخوارج يوم النهروان فاحتجّ عليهم بأبلغ الحجج ، وله في نصرة علي - عليه السّلام وأبنائه مواقف مشهورة .
جاء في شرح نهج البلاغة 5 - 179 : وأمّا اليوم الخامس أي من أيام صفّين فانّه خرج فيه عبد اللَّه بن عباس ، فخرج إليه الوليد بن عقبة . . فأرسل إليه عبد اللَّه بن العباس أن ابرز إلي ، فأبى أن يفعل ، وقاتل ابن عباس ذلك اليوم قتالًا شديداً .
ومن شعره في أمير المؤمنين - عليه السّلام - :
وصي رسول اللَّه من دون أهله وفارسُه إن قيل هل من مُنازلِ
فدونكه إن كنت تبغي مهاجراً أشمَّ كنصل السيف عَيْر حَلاحلِ (2)
وكان يلقى معاوية بقوارع الكلم ، قال له يوماً معاوية : ما بالكم تصابون بأبصاركم يا بني هاشم ؟ فقال له : كما تصابون في بصائركم يا بني أُمية . وعمي هو وأبوه وجده .
وكان يمسك بركاب الحسن والحسين « عليهما السلام » إذا ركبا .
ولما أبى الحسين - عليه السّلام أن يبايع ليزيد ، وأراد أن يسير من مكة إلى العراق ، قال له ابن عباس : أقم بهذا البلد فانّك سيد أهل الحجاز ، فإنْ أبيتَ فسر إلى اليمن . . فقال له الحسين - عليه السّلام : يا ابن عم إنّي واللَّه لأعلم أنّك ناصح مشفق ولكنّني قد أزمعت وأجمعت على المسير (3) .
ولما خرج الحسين - عليه السّلام إلى الكوفة اجتمع ابن عباس وعبد اللَّه بن الزبير بمكة ، فضرب ابن عباس جنب ابن الزبير وتمثّل :
يا لكِ من قُبَّرة بمَعْمَرِ خلا لكِ الجو فبيضي واصفري
ونقّري ما شئت أن تُنقّري
خلا لك واللَّه يا ابن الزبير الحجاز ، فقال ابن الزبير : واللَّه ما ترون إلَّا أنّكم أحقُّ بهذا الامر من سائر الناس ، فقال له ابن عباس : إنّما يرى من كان في شك ، فأمّا نحن من ذلك فعلى يقين (4) ومن كلام ابن عباس :
لو أنّ العلماء أخذوا العلم بحقّه لَاحبهم اللَّه عزّ وجلّ والملائكة والصالحون من عباده ، ولَهابَهم الناس لفضل العلم وشرفه .
وقال : ما بلغني عن أخ لي مكروه قط إلَّا أنزلته أحد ثلاثة منازل : إن كان فوقي عرفتُ له قدره ، وإن كان نظيري تفضّلتُ عليه ، وان كان دوني لم أحفِل به .
وقال : أكرم الناس عليَّ جليسي ، إنّ الذباب ليقع عليه فيؤذيني .
وكان بين ابن عباس وبين ابن الزبير منافرات شديدة ، رواها المؤرخون في كتبهم .
ولما دعا ابن الزبير لنفسه بالخلافة ، أبى ابن عباس أن يبايعه ، فأخرجه من مكة إلى الطائف فتوفّي بها - سنة ثمان وستين .
ولما دُفن قال محمّد بن الحنفية : اليوم مات ربّانيّ هذه الأُمّة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 - مقدمة شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : 1 - 19 .
2 - عَيْر القوم : سيدهم ، والحَلاحل بالفتح جمع حُلاحل بالضم ، وهو الشجاع . وروى الحاكم في مستدركه ( 3 - 132 ) بسنده عن عمرو بن ميمون في حديث طويل ، قال : إنّي لجالس عند ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا ابن عباس إمّا أن تقوم معنا وإمّا أن تخلو بنا من بين هؤلاء ، قال فقال ابن عباس : بل أنا أقوم معكم . قال وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى قال : فابتدؤا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له بضع عشرة فضائل ليست لَاحد غيره ، وقعوا في رجل قال له النبي ص : لَابعثن رجلًا لا يخزيه اللَّه أبداً يحب اللَّه ورسوله ويحبه اللَّه ورسوله ، ثم قال : قال ابن عباس : وقال له رسول اللَّه ص : أنت ولي كل مؤمن بعدي ومؤمنة ، ثم قال : قال ابن عباس : وقال رسول اللَّه ص : من كنت مولاه فانّ مولاه عليّ قال الحاكم : هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه بهذه السياقة ، وصححه الذهبي في تلخيصه .
3 - تاريخ الطبري : 4 - 288 حوادث سنة ( 60 هـ )
4- مختصر تاريخ دمشق لابن منظور : 12 - 325 ترجمة عبد اللَّه بن عباس
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|