إذا خرج من الميت شيء بعد غسله ثلاثاً فإن لم يكن ناقضاً غسل ، وإن كان أحد النواقض فلعلمائنا قولان : قال ابن أبي عقيل : يعاد الغُسل (1) ـ وبه قال ابن سيرين ، وإسحاق ، والشافعي في أحد أقواله (2) ـ إذ القصد في غسل الميت أن يكون خاتمة أمره الطهارة الكاملة.

وظاهر كلام باقي علمائنا : غسل النجاسة حسب (3) ـ وهو أحد أقوال الشافعي ، والثوري ، ومالك ، وأبي حنيفة (4) ـ لأنّ خروج النجاسة من الحيّ بعد غسله لا يبطل ، كذلك الميت ، ولقول  الصادق عليه السلام : « إن بدا منه شيء بعد غسله فاغسل الذي بدا منه ولا تُعيد الغُسل» (5).

وقال أبو إسحاق من الشافعية : الواجب أن يوضّئه للصلاة ولا يعيد غسله كالحي (6).

__________________

1 ـ حكاه المحقق في المعتبر : 73.

2 ـ المجموع 5 : 176 ، فتح العزيز 5 : 123 ، المغني 2 : 325.

3 ـ منهم الشيخ الطوسي في المبسوط 1 : 181 ، والمحقق في المعتبر : 73 ، وابن البراج في المهذب 1 : 59 ، ويحيى بن سعيد الحلّي في الجامع للشرائع : 51.

4 ـ المجموع 5 : 76 ، فتح العزيز 5 : 123 ، المغني 2 : 325 ، الشرح الكبير 2 : 326 ـ 327 ، اللباب 1 : 127.

5 ـ التهذيب 1 : 449 / 1456.

6 ـ المجموع 5 : 176 ، فتح العزيز 5 : 123.