أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-10-2014
5059
التاريخ: 2024-06-19
721
التاريخ: 3-10-2014
5118
التاريخ: 26-09-2014
5148
|
الهداية كُلّها من عند اللَّه، سواءً كانت من حيث التكوين وقوانين الخَلْق، أمْ من ناحية التشريع والتعليم والتربية والأحكام الشرعيّة.
فهو الذي يرعى النطفة الحقيرة ويهديها في مراحل تكامل الجنين ويصنع منها إنساناً عظيماً.
وهو الذي يأخذ بأيدي العباد ويخلّصهم من وادي الضلال ويهديهم إلى جادّة الهداية عن طريق إنزال الوحي وبعث الأنبياء والرسُلْ، لذا ندعوه في كُلّ صلاة ونقول : {إِهْدِنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ} ... (سورة الحمد)، وثبت أقدامنا، و ... لأنّه هو الهادي، ولنتأمل خاشعين في الآيات التالية :
وُصِف اللَّه سبحانه بصفة «الهادي» مرتين فقط في القرآن هما :
1- {وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَ نَصِيراً}. (الفرقان/ 31)
2- {وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّستَقِيمٍ} (1). (الحج/ 54)
جمع الآيات وتفسيرها
إنَّ كلمة (هادي) مشتقة من مادّة (هداية)، وتأتي بالأصل بمعنى الدلالة والإرشاد المصحوب باللطف، وسُميّت (الهديّة) بهذا الأسم لهذا السبب أيضاً، هذا ما ذكره الراغب في مفرداته، أمّا في «مقاييس اللغة» فقد ذكر لها معنيَيْن هما : الإرشاد، وإرسال الهديّة، ولو أنّ الرأي الأول الذي يُرجِع كلا المعنيين إلى أصلٍ واحد أكثر تناسباً من غيره.
ويُطلق في العربية على اليوم (هادي) أيضاً، لأنّه وسيلة لاهتداء الناس، ويُطلق على العصا التي يهتدي بها العمي (هادية)، وتُسمّى الحيوانات التي تسير في مقدّمة القطيع (هوادي) وكذا رقاب الخيول.
ويُطلق على البعير والنياق التي يُؤتى بها إلى بيت اللَّه كقرابين (هَدْي)- على وزن سَعْي- لأنّها هدايا المؤمنين إلى بيت اللَّه الحرام (2).
وعلى أيّة حال، عندما تستعمل هذه الكلمة كصفة من صفات الفعل الإلهي فإنّها تدلّ على مسألة هدايته في جميع شؤون الحياة الماديّة والمعنوية، الظاهرية والباطنية، التكوينية والتشريعية.
إنَّ اللَّه الذي غطّت أمواج هدايته جميع مَنْ في الوجود، لو حُرِمْنا من هدايتِهِ التكوينيّة والتشريعيّة لحظة لضلَلْنا وهلكنا.
وقد ذُكِرَ في المفردات للهداية أربع مراحل (بالاستشهاد بالآيات القرآنية).
1- الهداية العامّة التي تشمل جميع المكلّفين، وهي نوعٌ من (الهداية التكوينية) والتي تشمل العقل، والذكاء، والمعلومات الفطرية والضرورية، وهي ما وردت في الآية 50 من سورة طه : {رَبُّنَا الَّذِى أَعطَى كُلَّ شَىءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى}.
2- الهداية التي تتحقق بواسطة أنبياء اللَّه ورسُله والكتب السماويّة (الهداية التشريعية)، وقد أشارت إليها الآية 24 من سورة السجدة : {وَجَعَلنَا مِنهُم أَئِمَّةً يَهدُونَ بِأَمْرِنَا}.
3- الهداية بمعنى (التوفيق) الخاصّ بجماعةٍ من العباد، وقد أشارت القرآن اى هذا المعنى في قوله تعالى : {وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى}. (محمد/ 17)
4- الهداية الأخروية إلى الجنّة (أي بمعنى الثواب الإلهي)، كما ورد عن لسان أهل الجنّة : {الحَمدُ لِلَّهِ الَّذِى هَدَانَا لِهَذَا}. (الأعراف/ 43)
وهذه المراحل الأربع المتتالية، فإن لم تحصل الأولى لن تحصل الثانية وإن لم تحصل الثانية، لن تحصل الثالثة، وهكذا ....
وأخيراً، إنّ البلاغ الذي تحمله هذه الصفة الإلهيّة في طيّاتها هو إنّها تقول لنا من جهة : أنّ كل ما في الوجود مسخّرٌ بأمر اللَّه لهدايتكم، وعليكم أنتم أن تستعينوا بهذه السُبُل، وتلبّوا هذا النداء الإلهي، وتطووا هذه المرحلة بالطاعة التكوينية والتشريعيّة لتنجوا من الظلمات والضلال.
ومن جهةٍ اخرى : إنّ التخلق بهذه الصفة الإلهيّة يوجب على أي واحدٍ منّا أنْ يسعى لهداية الآخرين، ويُعين أبناء نوعه، ويسلك بهم مراحل الكمال المختلفة ليوصلهم إلى الهدف المنشود (بيت القصيد)، أي معرفة اللَّه وتجلّي أسمائه وصفاته.
_________________________
(1) وردت كلمة «هادي»- وأحياناً بلفظ (هادِ)- في عشرة مواضع من القرآن الكريم في اثنتين منها فقط كصفة للباري تعالى.
(2) كتاب العين؛ مفردات الراغب؛ مقاييس اللغة؛ تاج العروس؛ لسان العرب؛ مجمع البحرين مادّه (هدى).
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|