هل يمكن للعاقل أن يعتبر الأيّام المعدودة من هذه الحياة هي الهدف من الخلق؟ |
1100
09:54 صباحاً
التاريخ: 17-12-2015
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-12-2015
1007
التاريخ: 17-12-2015
2125
التاريخ: 17-12-2015
1552
التاريخ: 15-12-2015
1036
|
إنّ ممّا لا ريب فيه أنّ العالم الذي نعيش فيه عظيم جدّاً ودقيق ومنظم، فالكرة الأرضية هي إحدى كواكب المنظومة الشمسية، ثم المنظومة الشمسية بدورها تعتبر أحد اجزاء المجرّة، ومجرّتنا أيضاً واحدة من المجرّات اللامتناهية في العدد الموجودة في هذا العالم.
جاء في كتاب (جولة في أعماق العالم) لمؤلفه البروفسور «كارل فليسيس» الذي يسافر إلى أطراف هذا الكون الفسيح عبر أجنحة الخيال :
«إنّ هذه المجموعات الضخمة التي تدور حول محورها تسبح في الفضاء بفواصل عظيمة جدّاً ممّا يجعل تصورها أمراً عسيراً.
فكل واحدة من هذه المجرّات تتألف من عدّة ملياردات من النجوم، والمسافة الفاصلة بين هذه النجوم تبلغ من العظمة حداً، أحياناً يحتاج النور (مع ما لديه من سرعة هائلة) لاجتياز هذه الفواصل الموجودة بين نجمتين متقابلتين واقعتين في محيط تلك المجرّة إلى مئات السنين من الزمان» «1».
وإذا أضفنا لهذا الكلام هذه الجملة وهي : إنّ علماء الفلك المعاصرين توصلوا من خلال تحقيقاتهم إلى أنّ ما تحتويه مجرّتنا من النجوم يقارب مائة مليارد نجمة على الأقل، وما توصل إليه العلم الحديث هو اكتشاف ألف مليون مجرّة في هذا العالم،- هذا من ناحية العظمة -.
وأمّا من ناحية الدقّة الموجودة في كل جزء من أجزاء هذا العالم فإننا إذا قارنّا الدقّة الموجودة في خلية واحدة بالدقّة الموجودة في مدينة صناعية كبيرة بجميع ما تحتويه من مصانع فسوف يمكننا حينذاك تصور هذه الدقّة.
ومن بين المخلوقات يعتبر الإنسان أكمل الموجودات التي نعرفها على أقل تقدير، لما فيه من نظام خاص للروح وللجسم، ولاحتوائه على العجائب والدقة والظرافة، فإذا كانت جوهرة عالم الخلق (أي الإنسان) هي عبارة عن عيشه لأيامٍ معدودة في هذا العالم لقضاء حياته في دور الطفولة والضعف حيناً وفي دور الشيخوخة والعجز حيناً آخر وتتأرجح به أمواج الشباب مدّة وفي مدّة اخرى يكون سالماً وأخرى مريضاً ويقضي أكثر مدّة حياته في توفير متطلباته الحياتية التي تتلخص في «الغذاء والنوم» ثم في نهاية المطاف يموت ويفنى، فياله من أمر قبيح وبعيد عن الحكمة، فإننا عندما نقول : إنّ اللَّه حكيم فهذا يعني أنّ جميع أفعاله مطابقة للحكمة، أوَ ليس من الحكمة أن تكون جميع أفعاله ذات أهداف واضحة ومبرمجة؟ وهل يجوز أن يكون هدفه جلب النفع لنفسه مع أنّه غني من جميع الجهات ولديه جميع الكمالات من غير أن تكون محدودة بحد، فإن كان النفع من أفعاله لا يعود على العباد فمن البديهي أن لا تكون تلك الحياة الماديّة المحدودة في هذه الدنيا هي الهدف الرئيسي من هذا الخلق العظيم، تلك الحياة التي ينطفىء بصيصها في طرفة عين.
أليس مثل هذا كمثل المهندس الذي يصنع محركاً صناعياً عظيماً ودقيقاً خلال سنين متمادية فيحطمه فور تشغيله والانتهاء منه؟ فهل هذا من الحكمة؟
ألا يشبه هذا الأمر أن نقوم بتربية طفلٍ في رحمٍ صناعي وبذل جهود مضنية في سبيل ذلك حتى يوشك على الاكتمال ويستعد للحياة فنعمد إلى قتله!
إنّ الماديين الذين لا يؤمنون باللَّه والمعاد، يرون أنّ الحياة غير هادفة وأنّها خالية من أيّ مفهوم، وهم محقيّن في ذلك بهذه النظرة! لأنّ الحياة عند تجريدها عن المعاد تصبح غير هادفة وعديمة المعنى.
لذا فإنّ من آمن باللَّه وحكمته ليس له إلّا الإقرار بأنّ حياة الإنسان لا تنتهي بالموت، وإنّ هذا العالم يشبه رحم الأم الذي يحمل الإنسان ويُعده للخروج إلى عالم آخر، ومن البديهي أنّ الحياة داخل رحم الأم لا تُعتبر الهدف النهائي، بل تُعتبر مقدمة لحياة اخرى أوسع.
_______________________
(1) جولة في أعماق العالم، ص 8.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|