أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2015
2129
التاريخ: 10-12-2015
2356
التاريخ: 28-09-2015
1588
التاريخ: 10-12-2015
3835
|
يقول تعالى في الآية : {يَا ايُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيُعوا اللَّهَ وَاطِيُعوا الرَّسُولَ وَأُولىِ الامْرِ مِنكُمْ}. (النساء/ 59)
إنّ الأمر بالطاعة المطلقة ل «اولي الأمر» إلى جانب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله دليل على أنّ «اولي الأمر» تشمل الذين هم في منزلة رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أي أوصياؤه المعصومون، لأنّه من المتعذر الطاعة المطلقة لغير المعصومين عليهم السلام.
وبالمناسبة فإنّ جميع الاحتمالات التي قيلت في تفسير «اولي الأمر» قد بحثت، ورأينا عدم وجود دلالة ومعنى صحيح لها إلّافي الإمام المعصوم.
إنّ ما يجب أن نضيفه على ذلك هنا- في بحث الولاية الخاصة «خلافة علي عليه السلام»، وهو بحث أكثر تفصيلًا حول الروايات التي وردت في المصادر الإسلامية المعروفة (لاسيما مصادر أهل السنة المشهورة) في دلالة هذه الآية على علي عليه السلام.
نقل المفسر المعروف «الحاكم الحسكاني» الحنفي النيشابوري خمسَ روايات في ذيل هذه الآية حيث دلّت فيها جميعاً صفة «اولي الأمر» على علي عليه السلام (كمصداق جلي).
ففي الرواية الاولى ينقل عنه عليه السلام لما قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله : شركائي الذين قرنهم اللَّه بنفسه وبي وأنزل فيهم {ياأيّها الذين آمنوا اطيعوا اللَّه واطيعوا الرسول} الآية ... قلت : يا نبي اللَّه من هم؟ قال : أنت أولهم (1).
وفي الرواية الثانية ينقل عن المفسر المعروف «مجاهد» أنّ هذه الآية نزلت بحق أمير المؤمنين عليه السلام حينما خلفه على المدينة (عندما توجه إلى معركة تبوك).
وفي الرواية الثالثة ينقل هذا المعنى عن أبي جعفر الباقر عليه السلام، وفي الرواية الرابعة ينقل عن «سعد بن أبي وقاص»، قوله : «لما نزل رسول اللَّه صلى الله عليه و آله لحقه علي عليه السلام يحمل سلاحاً؛ فقال : يا رسول اللَّه خلفتني عنك ولم اتخلف عن غزوة قبلها وقد أرجف المنافقون بي أنّك خلفتني لما استثقلتني!!! قال سعد : فسمعت رسول اللَّه صلى الله عليه و آله يقول : يا علي أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبي بعدي فارجع اخلفني في أهلي وأهلك».
وروي عنهُ عليه السلام نفس هذا المعنى في الرواية الخامسة (2).
وفي تفسير «البحر المحيط» تأليف «أبو حيان الأندلسي المغربي» ومن بين ما نقل حول معنى أولي الأمر، ينقل عن مقاتل وميمون والكلبي (وثلاثتهم من المفسرين) : أنّ المراد منها امراء السرايا أو أئمة أهل البيت عليهم السلام (3).
ثم آثار الموما إليه شبهتين على نزول الآية بحق علي عليه السلام :
الاولى : أنّ علياً عليه السلام كان واحداً، والحال أنّ «اولي الأمر» صيغة جمع.
والاخرى : أنّ ظاهر هذه الآية هو أنّ الناس أمروا بأن يطيعوا اولي الأمر أثناء وجود رسول اللَّه صلى الله عليه و آله بينما لم يكن علي عليه السلام إماماً في عهد رسول اللَّه صلى الله عليه و آله (4).
وكان قد طرح ما يشابه هذه الشبهات والإشكالات في آية الولاية، وقد تطرقنا إلى الاجابة عنها بوضوح هناك، فمن ناحية قلنا، كثيراً ما يعني أشخاصاً وهم على قيد الحياة، ويقولون أو يكتبون : إنّ فلاناً وصييّ، وعليه أن يفعل كذا وكذا، وعلى أولادي اتباعه، ومعنى ذلك هو أن يتعهد القيام بهذه الأعمال بعد ممات الموصي له.
وإنّ قضية «الجمع» أيضاً كما قلنا لا تتسبب في خلق مشكلة على الاطلاق، فكثيراً ما يطلق الجمع على المفرد في القرآن وغيره من النثر والشعر، وفي الواقع أنّ «اولي الأمر» هنا تفيد الجمع وتشمل جميع الأئمّة المعصومين، وإن كان في كل زمان إمام ومعصوم واحد، إلّا أنّهم سيكونون جمعاً في النهاية.
للمزيد من التفصيل بصدد الرد على هذين الإشكالين راجعوا ذيل آية الولاية.
والجدير بالذكر هو أنّ فريقاً آخر نقل روايات في شأن نزول هذه الآية غير «الحاكم الحسكاني» في «شواهد التنزيل» إذ يقولون : إنّها ناظرة إلى خلافة علي عليه السلام. منهم العالم الشهير «أبو بكر بن المؤمن الشيرازي» الذي ينقل في رسالة الاعتقاد (على ضوء نقل المناقب للكاشي) عن ابن عباس : إنّ الآية المذكورة نزلت بحق علي عليه السلام عندما توجه الرسول الى غزوة تبوك وأبقى علياً في المدينة، فقال له علي عليه السلام : «أتخلفني على النساء والصبيان؟»، فقال له الرسول صلى الله عليه و آله : «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى حين قال : اخلفني في قومي واصلح، فقال عز وجل واولي الأمر منكم» (5).
يروي صاحب كتاب «ينابيع المودة» الشيخ سليمان الحنفي القندوزي في كتابه عن كتاب «المناقب» عن سليم بن قيس الهلالي : إنّ رجلًا جاء إلى علي عليه السلام وسأله : أرني أدنى ما يكون العبد مؤمناً، وأدنى ما يكون به العبد كافراً، وأدنى ما يكون به العبد ضالًا؟ فقال له عليه السلام : «قد سألت فافهم الجواب ....... وأمّا أدنى ما يكون العبد به ضالًا أن لا يعرف حجّة اللَّه تبارك وتعالى وشاهده على عباده الذي أمر اللَّه عزّ وجلّ عباده بطاعته وفرض ولايته»، قلت : ياأمير المؤمنين صفهم لي؟
قال : «الذين قرنهم اللَّه تعالى بنفسه ونبيه فقال : {يَاأيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِى الْأَمرِ مِنْكُمْ}» (6).
إنّ هذه الرواية شاهد على أنّ اولي الأمر حجج اللَّه ووكلاؤه.
ووردت عشرات الروايات في تفسير البرهان عن مصادر أهل البيت عليهم السلام في ذيل الآية كلها تقول : إنّ الآية المذكورة نزلت بحق علي عليه السلام أو بحقه وسائر أئمّة أهل البيت عليهم السلام، بل وفي بعض هذه الروايات جاءت اسماء الأئمّة الاثني عشر واحداً واحداً (7).
_____________________
(1) سنذكر مصادر هذه الروايات عند الانتهاء من الروايات الخمس.
(2) هذه الأحاديث الخمسة أوردها صاحب شواهد التنزيل، ج 1، ص 148- 151.
(3) البحر المحيط، ج 3، ص 278.
(4) المصدر السابق، ص 279.
(5) احقاق الحق، ج 3، ص 425.
(6) ينابيع المودة، ص 116.
(7) تفسير البرهان، ج 1، ص 381- 387.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|