أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-10-2014
2673
التاريخ: 10-10-2014
6409
التاريخ: 7-12-2015
2333
التاريخ: 9-10-2014
2205
|
قال تعالى : {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً} (الأحزاب/ 39).
نظراً لتمتّع الأنبياء عليهم السلام بمقام رفيع في معرفة اللَّه تعالى، فقد كانوا يدركون جيّداً أنّ اللَّه تعالى هو المنبع الرئيسي لكلّ خير وقوّة ولو أنّه تعالى دافع عن شخص لما تمكّن العالم بأسره من إلحاق الضرر به.
وثمرة هذه المعرفة هي الخوف من مخالفة أمر اللَّه تعالى وحده وعدم المبالاة بمن سواه كائناً من كان.
ولذا يقول تعالى في الآية من آيات بحثنا بعد أن أشار إلى عدد من الأنبياء عليهم السلام السابقين، {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً}.
إنّ هذه الخاصيّة منحت الأنبياء عليهم السلام قدرة فائقة باعتبارهم قادة إلهيين، ومنحتهم صموداً أمام الأعداء المعاندين بل هي في الواقع أحد أسباب موفّقيتهم.
وهنا يطرح هذا السؤال نفسه وهو : أنّ اللَّه تعالى خاطب نبي الإسلام صلى الله عليه و آله، في آيتين سابقتين على هذه الآية 37 في نفس سورة الأحزاب حول زواجه من زوجة زيد المطلقة وقال : {وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ}، أي أنّك تخاف غير اللَّه فيما يتعلّق بموضوع زواجك من هذه المرأة باعتبار أنّ زيداً هو إبنك بالتبنّي لا حقيقة، ومن العار الزواج من زوجة الإبن بالتبنّي عند عرب الجاهلية، في حين أنّ الأنسب أن تخاف اللَّه تعالى.
فهذا التعبير يبيّن أنّ النبي الأكرم صلى الله عليه و آله على الرغم من كونه أفضل الأنبياء عليهم السلام كان يخاف غير اللَّه أيضاً في حين أنّ الآية تقول : {الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً} (الأحزاب/ 39).
فكيف يتمّ التوفيق بين هذين التعبيرين؟!
إنّ الإجابة عن هذا السؤال تتّضح من خلال ملاحظة واحدة، وقد ذكرناها في «التفسير الأمثل» وهي أنّ خوف نبي الإسلام صلى الله عليه و آله هنا لم يكن على شخصه بل كان يخشى في الواقع أن يكون إقدامه هذا على نقض عادة الجاهلية تلك (زواجه من زوجة زيد المطلّقة) سبباً في خدش مكانته وتزلزلها في أذهان عموم ذلك المجتمع باعتباره واحداً من الأنبياء عليهم السلام وبالتالي لا يتمكّن من تحقيق أهدافه الإلهيّة وإلّا فالإقدام على عمل كهذا وسط ذلك المجتمع الذي تغمره الامور العجيبة والغريبة لا أهميّة له أبداً من الناحية الشخصية مهما كان مخالفاً لفكر الناس وعاداتهم.
كما أنّ تقارب محلّ الآيتين من بعض يمكن أن يكون شاهداً آخر على هذا المدّعى أيضاً.
إذن فخوف النبي الأكرم صلى الله عليه و آله في هذه القضيّة هو مصداق للخوف الإلهي لا الشخصي (فتأمّل جيّداً).
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
الأمين العام للعتبة العسكرية المقدسة يستقبل شيوخ ووجهاء عشيرة البو بدري في مدينة سامراء
|
|
|