أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-10-2014
1682
التاريخ: 8-10-2014
1346
التاريخ: 5-05-2015
1749
التاريخ: 8-10-2014
1827
|
وردت هذه القصة في كتاب (أعلام الورى) و (بحار الأنوار) وقد تحدثت عن الجاذبية والتأثير الهائل لآيات القرآن في نفوس المخاطبين.
واستناداً إلى (بحار الأنوار) ننقل الحكاية بصورة موجزة وكما يلي :
«قدم أسعد بن زرارة وذكوان بن عبد قيس في موسم من مواسم العرب وهما من الخزرج ، وكان بين الأوس والخزرج حرب قد بقوا فيها دهراً طويلًا وكانوا لا يضعون السلاح لا بالليل ولا بالنهار ، وكان آخر حرب بينهم يوم بعاث ، وكانت للأوس على الخزرج ، فخرج أسعد بن زرارة وذكوان إلى مكة في عمرة رجب يسألون الحلف على الأوس ، وكان أسعد بن زرارة صديقاً لعتبة بن ربيعة فنزل عليه فقال له : إنّه كان بيننا وبين قومنا حرب وقد جئنا نطلب الحلف عليهم ، فقال له عتبة : بعدت دارنا من داركم ، ولنا شغل لا نتفرغ لشيء ، قال : وما شغلكم وأنتم في حرمكم وأمنكم؟ قال له عتبة : خرج فينا رجل يدّعي أنّه رسول اللَّه ، سفّه أحلامنا وسبّ آلهتنا وأفسد شبابنا ، وفرّق جماعتنا ، فقال له أسعد : من هو منكم؟ قال ابن عبد اللَّه بن عبد المطلب من أوسطنا شرفاً ، وأعظمنا بيتاً ، وكان أسعد وذكوان وجميع الأوس والخزرج يسمعون من اليهود الذين كانوا بينهم : النضير وقريظة وقينقاع ، أنّ هذا أوان نبي يخرج بمكة يكون مهاجره بالمدينة لنقتلنّكم به يا معشر العرب ، فلما سمع ذلك أسعد وقع في قلبه ما كان سمع من اليهود ، قال : فأين هو؟ قال :
جالس في الحجر وأنّهم لا يخرجون من شعبهم إلّافي الموسم ، فلا تسمع منه ولا تكلمه فانّه ساحر يسحرك بكلامه.
وكان هذا في وقت محاصرة بني هاشم في الشعب ، فقال له أسعد : فكيف أصنع وأنا معتمر لابدّ لي أن أطوف بالبيت؟ قال ضع في أذنيك القطن ، فدخل أسعد المسجد وقد حشا اذنيه بالقطن ، فطاف بالبيت ورسول اللَّه جالس في الحجر مع قوم من بني هاشم فنظر إليه نظرة فجازه ، فلما كان في الشوط الثاني قال في نفسه ، ما أجد أجهل منّي؟ أيكون مثل هذا الحديث بمكة فلا أتعرفه حتى أرجع إلى قومي فأخبرهم ، ثم أخذ القطن من أذنيه ورمى به ، وقال لرسول اللَّه : أنعم صباحاً ، فرفع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله رأسه إليه وقال : «قد أبدلنا اللَّه به ما هو أحسن من هذا ، تحية أهل الجنة : السلام عليكم» ، فقال له أسعد : إنّ عهدك بهذا لقريب ، إلى ما تدعو يا محمد؟ قال : «إلى شهادة أن لا إله إلّا اللَّه ، وأنّي رسول اللَّه ، وأدعوكم إلى «أن لا تشركوا به شيئا وبالوالدين احساناً ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإيّاهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم اللَّه إلّا بالحق ذلكم وصّاكم به لعلكم تعقلون ولا تقربوا مال اليتيم إلّا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفساً إلّا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد اللَّه أوفوا ذلكم وصّاكم به لعلكم تذكرون».
فلما سمع أسعد هذا قال له : أشهد أن لا إله إلّا اللَّه وأنّك رسول اللَّه ، يا رسول اللَّه بأبي أنت وامي أنا من أهل يثرب من الخزرج ، وبيننا وبين اخوتنا من الأوس حبال مقطوعة ، فإن وصلها اللَّه بك ، ولا أجد أعزّ منك ، ومعي رجل من قومي فإن دخل في الأمر رجوت أن يتمم اللَّه لنا أمرنا فيك ، واللَّه يا رسول اللَّه لقد كنا نسمع من اليهود خبرك ، ويبشروننا بمخرجك ، ويخبروننا بصفتك ، وارجو أن يكون دارنا دار هجرتك عندنا ، فقد أعلمنا اليهود ذلك ، فالحمد للَّه الذي ساقني إليك ، واللَّه ما جئت إلّا لنطلب الحلف على قومنا ، وقد آتانا اللَّه بأفضل ممّا أتيت له. ثم أقبل ذكوان فقال له أسعد : هذا رسول اللَّه الذي كانت اليهود تبشرنا به ، وتخبرنا بصفته ، فهلّم فأسلم ذكوان ، ثم قالا : يا رسول اللَّه ابعث معنا رجلًا يعلمنا القرآن ، ويدعو الناس إلى أمرك ، فقال رسول اللَّه لمصعب بن عمير ، وكان فتى حدثاً مترفاً بين أبويه يكرمانه ويفضلانه على أولادهما ولم يخرج من مكة ، فلما أسلم ، جفاه أبواه ، وكان مع رسول اللَّه في الشعب حتى تغيّر وأصابه الجهد ، وأمره رسول اللَّه بالخروج مع أسعد ، وقد كان تعلم من القرآن كثيراً ، فخرجا إلى المدينة ، ومعهما مصعب بن عمير فقدموا على قومهم وأخبروهم بأمر رسول اللَّه وخبره ، فأجاب من كل بطن الرجل والرجلان (1).
________________
(1) بحار الأنوار ، ج 19 ، ص 8- 10.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ندوات وأنشطة قرآنية مختلفة يقيمها المجمَع العلمي في محافظتي النجف وكربلاء
|
|
|