المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17738 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



هل في القرآن تعابير جافية ؟  
  
14825   01:45 مساءاً   التاريخ: 24-09-2014
المؤلف : محمد هادي معرفة
الكتاب أو المصدر : شبهات وردود حول القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص240-242
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / سؤال وجواب /

 زَعموا أنّ في القرآن تعابير جافية لا تتناسب وأدب الوحي الرفيع ؛ وذلك في مثل التعبير بالفَرج وهو اسم لسَوءة المرأة ، والتعبير بالخيانة بشأن أزواج أنبياء الله ، وهو فَضح امرأة تكون في حَصَانة زوجٍ كريم ، والتعبير باخسَؤُوا والتشبيه بالحِمار والكلب ، وكذا سائر التعابير الغليظة الجافّة في مثل {تَبَّتْ} [المسد: 1] و {وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} [المسد: 4] ، والدعاء بالشرّ {قَاتَلَهُمُ اللَّهُ } [المنافقون: 4] [التوبة: 30]... ومن أمثال هذا القبيل قد توجد في القرآن ممّا لا يوجد نظيره في غير من الكُتُب ذات الأدب الرفيع .

 

لكنّه زَعمٌ فاسدٌ ناشٍ عن الجهل بمصطلح اللغة ذلك العهد ، وخلط القديم بالجديد من الأعراف ، وإليك تفصيل الكلام عن ذلك :

 

{الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا } [التحريم: 12]

 

جاء هذا التعبير في القرآن في موضعَين (1) فعابوا التصريح بسَوءة المرأة !

 

لكنّه تعبير كنائي وليس بصريح ؛ حيث المراد مِن الفَرج هنا هو خصوص جيب القميص وهو خَرقٌ مطوّق في أسفله .

 

قال ابن فارس : الفاء والراء والجيم ، أصلٌ صحيحٌ يدلّ على تفتّح في الشيء ، من ذلك : الفُرجة في الحائط وغيره والشقّ ، والفُرُوج : الثُغور التي بين مواضع المَخافة (2) .

 

قال : والجيب ، جيب القميص (3) وهو خَرقٌ مستطيل في قدّامه ، يقال : جِبْتُ القميص ، قَوَّرت جيبه وهو خَرقُه مِن وَسَطه خَرقاً مُستديراً ، وفي القرآن : {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31] وهو خَرقٌ في صدر القميص ، ويقال : فلانٌ ناصح الجيب أي أمينه (4) ويقال : طاهر الجيب أي نزيهه .

 

فالفَرج في هكذا تعابير هي فُرجة القميص أي جيبه ، وهو عبارة عن خَرقٌ مطوّق في أسفله ، حسب العادة في قمصان العرب ، فإحصان الفَرج عبارة عن طهارة الذيل أي نزاهته عن دَنَس الفحشاء (5) .

 

وهو استعمال على الأصل العربي القديم والّذي جرى عليه القرآن الكريم على المصطلح الأَوّل ، أمّا أخيراً فغُلّب استعماله في سَوءة المرأة وهو استعمال مُستَحدث ، لا يُحمل القرآن عليه ، قال تعالى : {وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ} [الأحزاب: 35] ، { قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ... وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ} [النور: 30] و[النور: 31] كلّ ذلك كناية عن التحفظ على نزاهة الذيل عن دَنَس الفحشاء ، وليس اسماً خاصّاً للسَوءة ولا سيّما سَوءة المرأة .

 

( فَخَانَتَاهُمَا )

 

قال تعالى { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا} [التحريم: 10].

 

عابوا فَضحَ امرأة هي زوجةُ عبدٍ صالح !

 

لكن التعبير بالخيانة هنا لا يُراد بها ارتكاب الفحشاء ، كلاّ ! وإنّما هو مجرّد مخالفة الزوج وإنكار رسالته ، قال الفيض الكاشاني : فَخَانَتاهما بالنفاق والتظاهر على الرسولَين (6) .

 

وهو تعريض ببعض أزواج النبي ( صلّى الله عليه وآله ) بإفشاء سرّه والتظاهر عليه ، كما جاء في صدر السورة ؛ ومِن ثَمّ فهو خطاب وعتاب مع تلك الأزواج : {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ} [التحريم: 4] .

 

قال ابن عبّاس : لم أَزل حريصاً أنْ أسأل عمر عن المرأتَين من أزواج النبيّ اللتَين قال الله بشأنهما : (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا... ) حتّى حجّ عمر وحَجَجتُ معه ، فلمّا كان ببعض الطريق عدل عمر وعدلت معه بالإداوة فتبرّز ثُمَ أتى فصببت على يديه فتوضّأ فقلت : يا أمير المؤمنين ، مَن المرأتان من أزواج النبيّ اللتان قال الله بشأنهما ذلك ؟ فقال : واعجباً لك يا ابن عبّاس ، هما عائشة وحفصة ، ثم أنشأ يُحدّثني بحديثهما في ذلك (7) .

 

___________________________

 

(1) في سورة الأنبياء : 91 : ( وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا ) ، والتحريم : 12 : ( وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا ) .

 

(2) معجم مقاييس اللغة ، ج 4 ، ص 498 .

 

(3) المصدر : ج 1 ، ص 491 و 497 .

 

(4) لسان العرب ، ج 1 ، ص 288 .

 

(5) ونظيره جاء التعبير في الفارسيّة بـ ( باكي دامن ) .

 

(6) تفسير الصافي ، ج 2 ، ص 720 .

 

(7) راجع : الدرّ المنثور ، ج 8 ، ص 220 .

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .