أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-10-2016
![]()
التاريخ: 21-11-2021
![]()
التاريخ: 17-5-2017
![]()
التاريخ: 2-7-2017
![]() |
هناك إجماع شبه عالمي واسع النطاق على أن حرارة كوكب الأرض آخذة في الارتفاع بسبب انبعاثات الغازات الدفيئة الناتجة عن الأنشطة البشرية وأن الاتجاهات العالمية الحالية والتي يسود فيها استخدام الطاقة والسعي للتنمية وما يصاحبهما من الزيادة السكانية ستؤدي حتماً إلى حدوث تغيرات مناخية مستمرة وأكثر وخامة.
ومما لاشك فيه أن هذه التغيرات المناخية الحادثة حاليا والمتوقعة مستقبلاً ستؤثر حتماً على المتطلبات الأساسية لحماية الصحة والمتمثلة على أقل تقدير في الماء والهواء النقيين وكميات الغذاء الأمنة للبشر الحاليين والمستقبليين.
يقضي الموت كل عام على نحو 800 ألف نسمة بسبب تلوث الهواء وخاصة في المدن والمناطق الصناعية وعلى 1.8 مليون نسمة من جراء الإسهال الناجم أساساً من انعدام فرص الحصول على إمدادات المياه النقية وعدم توفر العلاج وسوء النظافة الشخصية، ويتوفى نحو 3.5 مليون نسمة بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء ونحو 60 ألف نسمة نتيجة كوارث طبيعية منظمة الصحة العالمية 2008 .
ولا شك في أن زيادة احتمالات التقلبات المناخية وارتفاع درجة حرارة الأرض تهدد بارتفاع مستويات بعض الملوثات في الهواء وزيادة أنتشار الأمراض بواسطة تلوث المياه وتلوث الغذاء، فضلاً عن الأضرار بالإنتاج الزراعي وعدم كفايته لتحقيق الأمن الغذائي للسكان وخاصة في الدول الأقل نمواً.
ويثير تغير المناخ أيضاً مشكلات جديدة فيما يتعلق بمكافحة الأمراض المعدية والأمراض شديدة الحساسية للتغيرات المناخية من حيث درجات الحرارة وسقوط الأمطار وارتفاع الرطوبة ومنها الكوليرا وأمراض الإسهال والملاريا وحمى الضنك وسائر الأمراض المنقولة بالنواقل. وعليه فإن تغير المناخ يهدد بإبطاء وتيرة التقدم الذي تحرزه دوائر الصحة العمومية على نطاق العالم في مكافحة كثير من تلك الأمراض بل إنه يهدد أيضاً بوقف ذلك التقدم أو تراجعه (منظمة الصحة العالمية، 2008).
مع تغير المناخ ستصبح كل الفئات السكانية معرضة للخطر ولإن كان بدرجات متساوية بمعنى أن المخاطر الصحية قد تختلف من فئة إلى أخرى وذلك يتوقف على الأماكن التي يعيش فيها الناس وعلى الطريقة التي يعيشون بها. فعلى سبيل المثال سكان الجزر الصغيرة والمناطق الساحلية والمدن الضخمة والمناطق الجبلية والقطبية معرضون للمخاطر بشكل عام وبطرق مختلفة. أما الآثار الصحية الناجمة عن هذه التغيرات المناخية فيتوقع أن تكون أوخـــم بين المسنين والاشخاص الذين يعانون من ظروف خاصة وأمراض مزمنة ومن المرجح أن يكون الأطفال والفقراء والنساء بشكل خاص هم الأكثرعرضة والأقل تحملاً لعبء الأمراض الناجمة عن هذه التغيرات المناخية.
وبجانب التغيرات المناخية لا يمكننا أغفال دور العولمة التي تزيد من صعوبة احتواء الأمراض المعدية بل وتزيد من سرعة انتشارها نتيجة للتحركات المتتالية والسريعة للسكان من مكان لأخر حول العالم.
أن أسوء الآثار الصحية قد لا ينجم عن الصدمات الحادة كالكوارث الطبيعية أو الأوبئة وإنما من التصاعد التدريجي للضغوط على النظم الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية التي تدعم الصحة، وهي في حقيقتها نظم ضعيفة، خاصة فكثير من الدول النامية. ومن تلك الضغوط شح المياه العذبة والتغيرات الموسمية التي تطرأ عليها، وتدني الإنتاج الغذائي على الصعيد الإقليمي وارتفاع مستويات سطح البحر ومن المحتمل أن تدفع مثل هذه التغيرات التجمعات السكانية إلى النزوح والهجرة، وأن تزيد مخاطر نشوب القلاقل والاضطرابات الأهلية.
لم يعد من الجائز اعتبار تغير المناخ مجرد قضية بيئية أو تنموية، وأنما الأهم هو النظر الى هذه التغيرات المناخية على أنها خطر يعترض صحة الانسان ويحد من امكانية صونها وتحسينها. وعليه يجب ان تحظي مثل هذه المخاطر على أهمية أكثر عند وضع السياسات التنموية وبرامج المشاركة المجتمعية لضمان فاعليتهما. ومن هنا تبرز أهمية تعزيز خدمات الصحة العامة في عملية التكيف مع تغير المناخ.
هذا وتتمتع الدوائر الصحية الدولية بخبرة وافية وتدخلات ناجعة وعالية المردود فيما يتعلق بحماية الناس من أخطار تغير المناخ، توسيع نطاق مثل هذه التدخلات الصحية سوف يحسن وبالا شك من الصحة العامة للأفراد بشكل كبير. وسوف تحد من سرعة التأثر بالتغيرات المناخية مستقبلاً.
|
|
منها نحت القوام.. ازدياد إقبال الرجال على عمليات التجميل
|
|
|
|
|
دراسة: الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في مراقبة القلب
|
|
|
|
|
ضيوف الخارج: حفل تخرج (بنات الكفيل) يرسخ معايير وقيم العفة والأخلاق
|
|
|