أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-12-15
![]()
التاريخ: 2024-09-09
![]()
التاريخ: 2024-04-06
![]()
التاريخ: 2024-01-30
![]() |
وهي زوج الفرعون «بينوزم الثاني» (1) ويلاحظ أنها المرأة الوحيدة التي حملت هذا اللقب في عهد الأسرة الحادية والعشرين.
ويجب أن نلفت النظر هنا إلى أن الانقلاب السياسي الذي حدث في أواخر الأسرة العشرين قد انتهى باعتناق سياسة أصبحت بمقتضاها الإدارات الهامة متجمعة في يد وارث العرش فنجد أن «حريحور» قد عيَّن ابنه «بيعنخي» الكاهن الأكبر «لآمون رع» والمشرف على الغلال ونائب كوش والقائد الأعلى للجيش، وقد كان هو نفسه يتولى هذه الوظائف في عهد «رعمسيس الحادي عشر»، وكانت كل شواهد الأحوال تدل على أنه كان وارثه للعرش. وقد كان هذا هو الحل الوحيد المنطقي للمصاعب الداخلية التي سببتها دسائس طبقة الموظفين البيروقراطية وطبقة الكهنة الأغنياء في حكومة كانت ميولها مع الحكم الديني. أما المصائب التي حلت بالبلاد فترجع لأسباب أخرى. وقد كان هذا المبدأ سليمًا لدرجة أنه عندما استولى اللوبيون على «طيبة» استمروا في السير على نفس السياسة التي كانت قد أصبحت تقليدية أي تقليد أمراء من البيت المالك ليكونوا على رأس الإدارات الحكومية.
فبعد «بيعنخي» لم نجد واحدًا من الأمراء مثل الكهنة العظام «بينوزم الأول» و«ماساهرتا» و«منخبر رع» و«بينوزم الثاني» يحمل لقب «ابن الملك صاحب كوش». وحتى عندما استولى «إوبوت» الابن الأصغر للملك «شيشنق الأول» وظيفة الكاهن الأكبر «لآمون رع» والقائد الأعلى للجيش لم يحمل هذا اللقب المهمل كما لم يحمله أحد غيره من أسلافه. ولم يجدد هذا اللقب بصفة قاطعة على وجه التأكيد إلا مرة واحدة كما شاهدنا من قبل في حالة «نسخنسو» زوج الملك «بينوزم الثاني» وذلك لإشباع غرور هذه السيدة. والواقع أنها أُعْطِيَتْهُ بصفة فخرية لأنه لم يكن في مقدورها أن تناله بحق الوراثة. على أن عدم استعمال لقب «ابن الملك صاحب كوش» لا يُعَدُّ على أية حال برهانًا على أن وظائف نائب الملك قد انقطع استعمالها كما يظهر للإنسان لأول وهلة، إذ الواقع أنه تمشيًا مع السياسة المتبعة للإدارات الكبيرة كانت حكومة «كوش» لا بد أن تكون في يد أكبر أولاد حاكم «طيبة» وفي عهد اللوبيين كانت في يد واحد من الأمراء. ومن البديهي أن لقب «ابن الملك صاحب كوش» في نظر واحد من هؤلاء الذين كانوا فعلًا أولاد ملوك لا قيمة له تذكر بالنسبة للقب الموروث.
ولدينا نقطة أخرى قد يكون لها بعض الأثر في ترك «بينوزم الأول» لهذا اللقب وهي أن والده «بيعنخي» كان سياسيًّا تابعًا لملك «تانيس». وبعد ذلك كان ولدَا «بينوزم» وهما «ماساهرتا» و«منخبر رع» ابني ملكين بالولادة. وعلى ذلك فإن لقب «ابن الملك صاحب كوش» يمكن أن يكون قد أُسْقِطَ دون أي تغيير في العلاقات بين كوش ومصر وبدون أي انقطاع في الإدارة المصرية للأراضي الجنوبية.
والعلاقات التي بين كوش ومصر ما بين سنة 1100 إلى 750ق.م. قليلة نادرة وكلها ذات صيغة غير مباشرة. فمثلًا نجد أن «بينوزم الأول» (أو الثاني) قد ترك نقشًا على الصخر في جزيرة «سهيل»(2)، والظاهر أنه قد نقشه هو عندما كان قائد الجيش الأعلى للجنوب والشمال، وكان قد أضاف لنفسه لقب الكاهن الأكبر فيما بعدُ. وقد سجل «منخبر رع» لقبه الكاهن الأعظم ابن الملك «بينوزم» على صخرة في «بيجة» (3). وسجل «شيشنق الأول» اسمه في نقوش الكرنك حيث يحدثنا أنه ضرب «أيون — ستي» (4) أتباع «آمون»، وصانع (أرض) «تانحسي» و… جزية «أرض سوريا» (5) . ونجد في عهد «شيشنق الثاني» في تواريخ الكهنة العظام(6) أن الذهب الجميل قد ذُكِرَ مرتين. وفي جبل «برقل» كان أحدث أثر مُؤَرَّخٍ وُجِدَ فيه من عهد الأسرة العشرين هو قطعة من تمثال صغير باسم «رعمسيس التاسع» وثاني أثر عثر عليه عند أهرام «نوري» هو قطعة من آنية من المرمر مكتوبة (1) … القائد الأعلى «باشدن باست» صادق القول ابن رب الأرضين «شيشنق» «مري آمون …» ويقول «ريزنر» إن هذا الأمير هو بلا نزاع نفس الأمير ابن «شيشنق» الذي كتب عنه «لجران» (7)، وقد وُجِدَ اسمه في نقش في الكرنك ومعه اسم الملك «بدوباست الأول». ويعلق على ذلك «لجران» بقوله إن «باشدن باست» يظهر أنه قد حكم في منطقة «طيبة» تحت سيادة «بدوباست». وقد كانت مكانته هذه هي التي جعلته كذلك، وبهذه الصفة أقام بوابة عظيمة من الحجر الرملي بعد أن وجدها آيلة للسقوط، ويظهر أنها كانت البوابة العاشرة.
ومن الواضح أن «بدوباست» كان ابن «شيشنق الثاني» أو «الثالث» الذي جعله «برستد» خلف «شيشنق الثاني»، ونستخلص من قطعة الأثر التي وُجِدَتْ في خرائب «نوري» أن حاكم إقليم «طيبة» كان يضم بلاد كوش إلى أملاكه ويظن «ريزنر» أن «باشدن باست» كان والد «كشتا» وهو الذي بوساطته ادَّعى كل من «كشتا» و«بيعنخي» ملك «طيبة» غير أن ذلك لا يرتكز على حقائق مكتوبة.
والواقع أن ما لدينا من آثار عن هذا الموضوع ضئيل، غير أنه توجد ظروف أخرى تجعل من المعقول استخلاص أن كوش قد بقيت خاضعة لمصر ومنها أن كوش كانت في هذه الفترة قد وصلت إلى درجة جعلتها مُمَصَّرَةً في خلال مدة النواب المصريين التي بلغت نحو أربعة قرون ونصف قرن تقريبًا. ويقال إن «رعمسيس التاسع» قد وُجِدَتْ له آثار في «نباتا» ولم يكن لدى الرعامسة صعوبة في القبض على زمام الأمور في كوش إذ كانت بلاد كوش من كل الوجوه جزءًا من مصر.
يُضَافُ إلى ذلك أن كوش كانت تظهر مُمَصَّرَةً كما يدل على ذلك الآثار التي كُشِفَ عنها في مقابر ملوك كوش أي في المدة التي من حوالي عام 720ق.م. حتى عام 500 ق.م.
وتدل حركة الاستقلال التي قامت بها بلاد كوش في عهد «كشتا» أنها لم تكن إلا جزءًا من حركة عامة بدأت تظهر في مصر كلها حوالي عام 750ق.م. وذلك أن صغار الحكام من اللوبيين في المقاطعات كانوا آخذين في أسباب الاستقلال وكان الجم الغفير منهم من أصل لوبي. وإذا لم يكن لدينا براهين أخرى فإنه قد يكون من الطبيعي أن نستخلص أن «كشتا» كان أحد هؤلاء الحكام المحليين الذين هم من دم لوبي وكان من نصيبه حكم بلاد كوش، وقد دلت الآثار على أنه كان يوجد قبله زعيم آخر يحكم كوش كما سيأتي بعد، وخلافًا لما ذكرنا نلحظ أن المادة التاريخية الأصلية عن هذا العصر (1100–750ق.م.) ضئيلة جدًّا، هذا إلى أن عدم وجود نقوش خاصة ببلاد كوش ليس بالأمر الغريب وبخاصة عندما نعلم أن البلاد كانت خاضعة مستكينة للحكم المصري.
وإذا استخلصنا مما سبق أن حكومة بلاد كوش بوصفها إقليمًا تابعًا لمصر كانت مستمرة خلال الأُسَرِ من الحادية والعشرين إلى الثالثة والعشرين فإن السياسة العامة لحكام «طيبة» — سواء أكانت على يد المصريين أم اللوبيين — تبرر الزعم القائل إن ممثل ملك مصر في كوش كان أحد الأمراء. وكانت الألقاب الرئيسية التي يحملها هؤلاء الأمراء هي الكاهن الأكبر «لآمون رع» والقائد الأول العظيم للجيش». وكان كل واحد من هؤلاء الأمراء بوصفه القائد الأعلى للجيش في قبضة يده زمام كل القوات في بلاد كوش، أما بوصفه الكاهن الأكبر لآمون رع فلا بد أنه كان له علاقة وثيقة بمعابد آمون حتى «نباتا»، غير أنه لم يوجد لقب خاص يشمل حكومة هذه الأرض، ومن الممكن بطبيعة الحال أن العمل الهام كان في ذلك الوقت هو جمع الضرائب التي كانت تحت سلطان إدارات «طيبة»، وأن البلاد كانت محكومة بحكام الإقطاع الذين كان معظمهم من المصريين, وإن الرسل وموظفي الخزانة كانوا يرسلون من وقت لآخر، وأن النظام كان محفوظًا بوساطة القائد الأعلى للجيش وضباطه.
وعلى أية حال فإن «بيعنخي» بن «حريحور» كان آخر رجل معروف لدينا يحمل لقب «ابن الملك صاحب كوش» وإن كان «جوتييه» يرى أن «أوسركون-عنخ» كان يحمل هذا اللقب بصورة قاطعة، وأنه يُنْسَبُ إلى الأسرة الثانية والعشرين أو الثالثة والعشرين، أي في القرن التاسع أو القرن الثامن قبل الميلاد، وذلك من نقش حفر على الجزء الأسفل من تمثال محفوظ الآن في المعهد الفرنسي الأثري الشرقي بالقاهرة(8)، وقد جاء عليه «الشريف والأمير حامل الحصير» (؟) ابن الملك (ولا يوجد على التمثال عبارة صاحب كوش) المشرف على البلاد الأجنبية الجنوبية، والمشرف على ضيعة (آمون). ونلحظ أن الأستاذ «ريزنر» لم يذكر هذا العظيم في قائمة نواب الفراعنة لكوش بل ذكره في قائمة الأسماء التي فيها شك، وذلك لأنه لم تُذْكَرْ معه عبارة «صاحب كوش» صراحة. وعلى أية حال فإن هذا العصر من تاريخ مصر وكوش غير معروف لنا بصورة واضحة، وعلى ذلك ينبغي علينا أن نكون على حذر في استخلاص نتائجنا، إذ من المحتمل جدًّا أن «أوسركون عنخ» كان يقوم بأعباء هذه الوظيفة فعلًا في عهد ملوك «بوبسطة» أي إنه كان نائبًا للملك على بلاد كوش، ولذلك يرى «جوتييه» أنه ليس هناك مانع من وضعه في قائمة نواب الفراعنة إلى أن يظهر برهان يدحض ذلك.
................................................
1-راجع: كذلك مصر القديمة الجزء الثامن ص 771 إلخ.
2-راجع: De Morgan, Cat. Des Mon., Vol. I, p. 94, 139.
3-راجع: L.R., III, p. 266.
4-راجع: Br., A. R., Vol Iv, § 714-719.
5-راجع: Ibid, § 724.
6-راجع: Ibid, § 770.
7-راجع: A.S., XIV, P. 14 & 39.
8-راجع: Bull-Inst, Fraincaise D’Areheol, Orisnt, T. XII, p. 138.
|
|
منها نحت القوام.. ازدياد إقبال الرجال على عمليات التجميل
|
|
|
|
|
دراسة: الذكاء الاصطناعي يتفوق على البشر في مراقبة القلب
|
|
|
|
|
مكتب السيد السيستاني ينشر إمساكيات شهر رمضان المبارك
|
|
|