تمثل مظاهر مرحلة النضج لدورة الكارست بالمظاهر الاتية :

1. الأودية الباطنية:

تتطور عندما يعترض الجداول المائية السطحية حفر إذابة فتغور مياهها إلى الطبقات الكلسية تحت السطحية. وتأخذ من أسطح التطبق والفواصل مساراً لها وتتحرك أحياناً لبضعة كيلومترات أو أمتار ثم تظهر على السطح. ومثل هذه الجداول تسمى الجداول المفقودة مثل النهر المفقود Lost River في ولاية انديانا في أمريكا الشمالية الذي تجري مياهه 13 كم تحت سطح الأرض ثم يعاود ظهوره فوق سطح الأرض وتم ملاحظة أودية عمياء في منطقة تلعفر في الموصل وكذلك في عين الصفرة شمال مدينة الموصل. ويطلق على الجداول السطحية التي تجف مياهها بعد أن تتحول إلى مجاري جوفية اسم الوديان العمياء (Blind Valleys).

2. الكهوف :

هي ممرات باطنية طبيعية تحت سطحية تتطور بفعل عمليات الإذابة في أسطح التطبق والفواصل والشقوق في الصخور الجبسية الكتلية والحجر الكلسي تحت السطحي الذي يزيد سمكها عن 20 متر. وباستمرار عمليات الإذابة تتسع تلك مظاهر الضعف الصخري ويكبر حجمها تدريجياً وصولاً إلى تكوين الكهف. تتباين الكهوف فيما بينها من حيث الحجم والاتساع والمستويات قد يكون نظام الكهف بسيط أو معقد بحيث يضم عدد من الغرف والممرات وبعضها به ماء دائمي أو تفيض المياه فيه دورياً بشكل موسمي والآخر جاف كما في الشكل (13) .

3. الجسور الكارستية تحت السطحية:

تتطور في الكهوف الكارستية المتكونة من أكثر من مستوى طابقين أو أكثر استمرار عملية الإذابة في سقف الطابق السفلي للكهف بتوفر الرطوبة يعمل على التقليل من سمكه وفقدان تماسكه وتوازنه فتتعرض أجزاء منه للانهيار وتبقى الأجزاء الأكثر صلابة مقاومة صامدة لمدة أطول لتشكل الجسور الكارستية. كما في الشكل (14) .