الاحتياجات الجوية لزراعة الارز

تنتشر زراعة الأرز في المناطق الحارة والمناطق شبة الحارة بين خط عرض 45 شمالاً و 40 جنوباً وتؤثر العوامل البيئية تأثيراً كبيراً على نمو محصول الأرز وتنقسم العوامل الجوية التي تؤثر على نمو الأرز إلى عامليين رئيسيين هما الحرارة والإضاءة أما العوامل الأخرى كالرطوبة الجوية وغيرها فلا تؤثر بالدرجة التي تؤثر بها درجة الحرارة والإضاءة.

أ- الحرارة:

يحتاج الأرز الى درجات الحرارة المرتفعة أثناء الصيف. وتتراوح درجة الحرارة المثلى للإنبات بين 30 - 35 م ودرجة الحرارة الدنيا 10 - 13 م ودرجة الحرارة العظمى 40 م وتحدث أضرار لأوراق النباتات بتعريضها لدرجات حرارة مرتفعة. ولا تستفيد النباتات من درجات الحرارة في أي طور من أطوار النمو بالتعريض لدرجات حرارة تقل عن 15 م. ويؤدى انخفاض درجات الحرارة في طور نمو البادرات الى الموت وابطاء التفريع وتأخير النضج. ويلائم النمو تعريض النباتات لدرجات حرارة متفاوتة مرتفعة أثناء النهار ومنخفضة أثناء الليل وتعتبر احتياجات الأرز الحرارية عالية.

ويؤثر الصقيع سلباً على نبات الأرز في أي مرحلة من مراحل النمو ويحتاج الأرز خاصة الأصناف الهندية عند الإنبات إلى ظروف تهوية جيدة (محتوى عالي من الأكسجين) في حين أن الأرز المائي (ويطلق أرز الأراضي المنخفضة) يمكنه النمو بنجاح في تربة ذات محتوى منخفض جداً من الأكسجين وحينما ينبغي زراعة الأرز مباشرة في الماء فإنه يجب استعمال حبوب سبق إنباتها قبل زراعتها ليعطي الأرز أفضل إنتاج له في مناطق النمو ذات النهار الطويل كما هو الحال في منطقة حوض البحر المتوسط ويكون المحصول منخفضاً في الأجواء الملبدة بالغيوم أو الممطرة.

ب- الاضاءة:

طول الفترة الضوئية وشدة الاضاءة يؤثران على نمو نباتات الارز ويزداد مقدار المادة الجافة التي يكونها النبات بازدياد طول الفترة الضوئية وزيادة شدة الإضاءة لازدياد مقدار الطاقة الضوئية الواقعة على سطح النبات. ويؤدى زيادة طول الفترة الضوئية إلى تأخير طرد الداليات مما يؤدى الى زيادة طول الفترة الخضرية من حياة النبات وبالتالي زيادة كمية المادة الجافة التي يمثلها النبات وغالبية أصناف الأرز من نباتات النهار القصير ويسرع الازهار بنقص طول الفترة الضوئية التي يتعرض لها النبات ويؤدى ارتفاع شدة الاضاءة الى تبكير الازهار وتسلك بعض اصناف الارز سلوك النباتات المحدودة النهار ويوثر الاشعاع الشمسي على عدد سنيبلات السنبلة وتعتبر الفترة قبل الازهار بنحو 14-16 ساعة ضوئية حساسة جدا للإشعاع الشمسي.

ونظرا لأن غالبية أصناف الأرز من نباتات النهار القصير أي يحتاج إلى فترة قصيرة أقل من حد معين خلال فترة التزهير حيث يعتقد أن العامل المحدد للنمو هو كمية الضوء التي يتعرض لها الأرز أثناء فصل النمو وأوضحت الدراسات لمعرفة تأثير الظل على محصول الأرز خلال فترات النمو المختلفة بأن أشعة الشمس ليس لها أهمية كبيرة خلال فترة النمو الخضري ولكن انخفاض الضوء خلال فترة تكوين السنابل يؤدى إلى تقليل عدد الداليات ويؤدى إلى زيادة نسبة البذور الفارغة خلال فترة النضج وبالتالي انخفاض المحصول. وتعتبر الأصناف الحديثة من الأرز غالباً محايدة ضوئياً وقد تستجيب فقط بدرجة محدودة لطول الفترة الضوئية وتعتبر قدرة نبات الأرز على النمو والتطور سواء تحت ظروف تربة جافة أو في الماء من أهم صفاته التي لا يشاركه فيها إلا عدد ضئيل من أنواع النباتات الأخرى.

ج - الرطوبة:

يعتبر الأرز من نباتات المناطق الاستوائية ويعتبر الماء من العوامل المحددة لزراعة الأرز حيث أن زيادة المحصول تتوقف بدرجة كبيرة على توفر المياه خلال أطوار نموه المختلفة وخاصة مرحلتي بداية تكوين الداليات وامتلاء الحبوب.