يعرف الطقس بأنه حالة الجو الحالي من إشعاع وحرارة وضغط ورياح وأمطار ونسبة تغييم وأية اضطرابات جوية مثل العواصف وغيرها. ويعتمد تحديد حالة الطقس على التسجيلات الساعية أو العظمى والصغرى. لذلك فان الحالة الجوية تعتمد تماماً على ما تسجله محطات الأرصاد الجوي المنتشرة في كل العالم. ويمكن أن يضاف إلى التعريف الآن هو الحالة المستقبلية للجو بالعناصر المذكورة والتي يتم التنبؤ بها استناداً إلى طرق التنبؤ المعروفة. فالطقس إذا يهتم بالحالة الآنية للجو مع توقع حالة الجو ليوم أو ليومين أو لأسبوع على الأغلب. كما أن هناك تنبؤات طويلة الأمد بدأت تظهر في الآونة الأخيرة قد تغطي عدة أسابيع. وهكذا سنرى إن حالة الطقس والمعلومات التي تسجلها عن العناصر ستكون قيمة ومهمة ولا غنى عنها للدراسات المناخية. ويعرف العلم الذي يدرس الطقس بعلم الأنواء الجوية Meteorology. والأنواء الجوية هي الدراسة العلمية للغلاف الغازي، والذي يركز على دراسات الطقس، وما يحصل فيه من متغيرات سريعة وأسباب هذه التغيرات.

يتراوح تعريف المناخ Climate بين البسيط، فهو مجرد معدل حالة الطقس بعناصره المختلفة. وبين التعريف المطول، والذي يحتوي على تفاصيل كثيرة يحتويها المناخ، فهو معدل وتوزيع عناصر المناخ كالإشعاع الشمسي والحرارة والضغط، والرياح، والتساقط، والرطوبة، والكتل الهوائية بل يضيف إليها البعض مظاهر مناخية كالتغييم والعواصف الترابية. كما إن المناخ يعتمد المدى والتباين لا ظهار طبيعة العنصر المناخي. وبالرغم من وجود بعض الاختلافات البسيطة في تعريف المناخ، إلا إن الباحثين يجمعون على أن المناخ هو معدل حالة الجو. فيعرفه نعمان شحاذه بأنه الخصائص الرئيسية المميزة لحالة الجو في منطقة معينة ولمدة طويلة. ويعرفه جرفت ودرسكول بأنه تركيب حالة الطقس وبأنه أكثر من معدل حالة الطقس، بل يتعداه إلى التباين في قيم العناصر وتوزيعها. بينما يجمع عدد كبير من الباحثين العرب المحدثين على إن المناخ هو معدل حالة الجو ولفترة زمنية طويلة. وتركز البحوث الحديثة على أن المناخ ليس مجرد معدل حالة الطقس، بل يتعداه إلى تركيب وتحليل هذه المعدلات ولفترة زمنية طويلة. كما يعرفه اولفر على أنه مجموع حالات الطقس. وقد جاء في الانسكلوبيديا المناخية على انه معدل الحالة الفيزيائية للجو مع الاختلافات الإحصائية في الوقت والمكان. ويعرفه تريورثا على انه مجموع معدل حالة الجو بعناصره المختلفة. وبذلك نرى إن جميع التعاريف تتفق على انه معدل الحالة الجوية ولفترة زمنية طويلة. وبذلك فهو يختلف عن الطقس في أن الطقس هو الحالة بدون معدل بينما المناخ لا يعمل إلا مع المعدلات، كما إن الطقس لا تتجاوز معلوماته عن الأسبوع بينما المناخ يهتم بالفترات الطويلة ولاستخراج هذه المعدلات فلا غنى للمناخ عن تسجيلات الطقس وحالته.

أما علم المناخ Climatology فانه العلم الذي يدرس ويصف ويحلل ويربط عناصر المناخ المشار إليها ولفترة قد تطول أو تقصر. فقد بدا علم المناخ وصفيان، ثم تطور ليتحول إلى التحليل والربط أما بالنسبة إلى الفترة الزمنية فقد كان التركيز سابقان على أن الدراسات ألمناخية لا تصح إلا إذا كانت فترة الدراسة ثلاثون سنة أو أكثر. باعتبار إن المعدل يكون أقرب إلى الثبات وأقرب إلى التعبير عن حالة المناخ إذا كان لفترة ثلاثين سنة، وهذا ما أطلق عليه الدورة المناخية Climatic cycle. ولكن بدأت تظهر في الآونة الأخيرة دراسات تعتمد على فترة أقصر. فبعد أن اقتنع الباحثون إن المناخ بعيد عن الثبات، وان فترة الثلاثين سنة التي اعتمدت سابقان تتباين معدلاتها بين كل ثلاثين سنة وأخرى ظهرت دراسات مناخية تناولت فترة أقصر مثل شهر أو سنة، أو عدة سنوات. أن هذه التطورات التي أدخلت على الدراسات المناخية كان لها ما يبررها.

الطقس إذا هو حالة الجو بينما المناخ هو معدل تكرار الظاهرة وتوزيعها الجغرافي بينما علم المناخ هو الوسيلة التي تدرس هذه الظاهرة وتحللها أي تحاول أن تجد لها تفسيران علميان لتبايناتها. ومن هذا المنطلق نقول أن الدراسات المناخية هي دراسات جغرافية، ولابد لدارس المناخ من دراسة الطقس ليفهم المناخ، وان الجغرافي اقدر من غيره على إعطاء صورة شمولية لمناخ منطقة ما. فالنظرة الشمولية التي يمتلكها الجغرافي تؤهله أن يحلل عناصر المناخ ويربط بينها، ويجد لها التفسير المرتبط بالمكان الذي تحدث فيه. وبذلك يعد المناخ من فروع الجغرافية Geography المهمة والتي لا غنى لأي جغرافي عنها. فهو يؤثر في العديد من الظواهر الجغرافية المهمة وكذلك يتأثر بها.

يؤثر الطقس بشكل مباشر على النشاطات الاقتصادية للإنسان كالزراعة والصناعة والنقل. كما يؤثر على توزيع السكان وطراز البناء ونوع الملابس. كما يؤثر الطقس بشكل مباشر في أشكال سطح الأرض والمياه والتربة والنبات الطبيعي. ويؤثر المناخ بشكل غير مباشر في العديد من النشاطات البشرية والطبيعية. بل لا نجانب الحقيقة إذا قلنا إنه لا يوجد فرع من فروع الجغرافية البشرية والطبيعية لا يؤثر فيه الطقس والمناخ بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر.