أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-08
1093
التاريخ: 2023-11-22
1173
التاريخ: 2023-09-26
991
التاريخ: 2024-09-18
209
|
عند وفاة هنري الرابع سنة 1610 كان ابنه لوي الثالث عشر يبلغ من العمر تسع سنوات، ولذلك فانه وضع تحت وصاية والدته، ماري دي مدسيس. ولقد واجهت الوصية على العرش الموقف بكل حزم، خاصة وان زوجها كان يطلعها قبل وفاته على شئون الدولة. واستعانت
بوزير لكي يسهل تسيير الامور، وكان ايطاليا، مما ادى الي وقوف أبناء عم الملك الصغير ضده وبخاصة دوق كونديه، فاتهم بإسرافه في الميزانيات العامة. ومع ذلك فقد كانت سياسة الوصية تسير صوب السلطة المطلقة للجالس على العرش. وحين اجتمع مجلس طبقات الامة في باريس سنة 1614 وظهر الانقسام فيه بين نواب النبلاء ونواب الطبقة الثالثة، حول مسالة اعطاء القاب النبل لعدد من رجال الطبقة الثالثة، وحين تقدم اعضاء المجلس ببعض الالتماسات، تقرر وقف اجتماعات مجلس طبقات الامة، وبشكل يجعل الملك يحكم بسلطة مطلقة. وسيظل مجلس طبقات الامة معطلا بدون اجتماع حتى نشوب الثورة الفرنسية سنة 1789.
ولقد واجه النظام الملكي بعد ذلك ثورة دوق كونديه سنة 1616. وحتى بعد ان فقدت ماري دي مدسيس السلطة في العام التالي، دخلت فرنسا في دور صراع عنيف بين الكاثوليك والبروتستانت. وأثر ذلك على طبيعة الاوضاع والقوى الموجودة، وقت وصول ريشيليو الي الوزارة سنة 1624، وفي السنوات التالية لذلك.
ولقد وضع ريشيليو لنفسه مبدا هو رفض انشاء الهيجونوت لسلطة تشارك الملك سلطته المطلقة، او تقتسمها معه. ولذلك فان ريشيليو صمم على تدمير مجموعة الهيجونوت، والتقليل من تعالي كبار الامراء ووضع كل الرعايا امام واجباتهم تحت سلطة الملك المطلقة. ولقد نجح ريشيليو في ذلك، وتمكن من اعادة قوة فرنسا الخارجية.
وعمل ريشيليو بعد ذلك على تنظيم الادارة، وعلى انشاء جيش قوي وبحرية لها قيمتها. وبعد ان كان عدد الجيش لا يزيد سنة 1610 عن 10 الاف رجل، وصل عدده الي 60 الف سنة 1629، والى 142 الف من المشاة و 22 الف من الفرسان سنة 1640.
اما البحرية فقد زاد عدد قطعها، وأصبح هناك اسطول غربي للمحيط الاطلسي واسطول اخر للبحر المتوسط. وافاد ريشيليو من الأوضاع الادارية الموجودة، وعمل على تحسينها، حتى يزيد السلطة المركزية على الاقاليم، ويقضي على النفوذ المحلي للحكام. وكانت الهيئة الرئيسية للحكومة هي مجلس الملك، او مجلس الدولة، الذي عمل ريشيليو على اعادة تنظيمه منذ سنة 1630، وجعله يضم، ولأول مرة، وزيرا للحربية، ووزيرا للشئون الخارجية.
اما بالنسبة للأقاليم، والتي كانت قد عانت الكثير من صراعات النفوذ، ومن الحروب الدينية، فان ريشيليو قد عمل على إنقاص سلطة حكامها، وإنقاص استقلالهم، واعادتهم خاضعين للسلطة الملكية: فكان يستدعيهم، ويقوم بنقلهم من اقليم لأخر، حتى يظلوا تحت السلطة الملكية. كما انه انشا وظائف المراقبين للأقاليم، وكانوا يقومون بالتفتيش عليها من وقت لأخر دون ان يخضوا لحاكمها.
اما فيما يتعلق بالبرلمان، فان ريشيليو قد حافظ عليه، واهتم بنوع خاص ببرلمان باريس، الذي كان قد لعب دورا هاما في حياة العاصمة اثناء الحروب الدينية. وإذا كان هذا البرلمان احتج من وقت لأخر على سطات ريشيليو، الا انه طوعه على العمل ولفت نظره، اكثر من مرة، وبعد ابعاد العناصر المستقلة، الى ان وظيفته الاساسية هي الفصل في قضايا المتخاصمين. وهكذا اصبحت برلمانات فرنسا، وبخاصة برلمان باريس، محاكم أكثر من كونها هيئات او مجالس تشريعية.
وزاد كل ذلك من سلطة الملكية المركزية والمطلقة في فرنسا. وحين توفي الكاردينال ريشيلو سنة 1642، أعلن لويس الثالث عشر انه سيواصل كل المشروعات التي كان قد قررها معه في الشئون الداخلية والخارجية، واستدعي الى مجلسه ذلك الرجل الذي كان الكاردينال ريشيليو قد اختاره لإكمال ما قام به، وهو الكاردينال مزران، وتوفي لويس الثالث عشر بعد سبعة أشهر في 14 مايو سنة 1643، وترك طفلا عمره اقل من 5 سنوات سيصبح الملك لويس الرابع عشر.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|