المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

إعفاء المدين إعفاءً جزئيا من المسؤولية العقدية
12-1-2019
العمل إنما يقبل مع التقوى
6-2-2019
Suprasegmentals
2024-05-11
الفخر
22-03-2015
الإمام علي (عليه السلام) وقتاله للقاسطين " حرب صفين "
2024-01-27
أنواع الاصلاح الزراعي
30-7-2022


الطبيب ومصلحة المريض  
  
245   11:40 صباحاً   التاريخ: 2024-10-21
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 284 ــ 286
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) لكي يوضح قيمة القوانين الإلهية لسعادة وصلاح الناس، ويبين حلال وحرام الإسلام اللذين يستندان إلى الخير والشر، وصف القوانين الإلهية بتوصيات الطبيب العالم، فقال (صلى الله عليه وآله): (يا عباد الله، أنتم كالمرضى ورب العالمين كالطبيب، فصلاح المرضى فيما يعلمه الطبيب وتدبيره به لا فيما يشتهيه المريض ويقترحه، الا فسلموا لله أمره تكونوا من الفائزين) (1).

إن هذا الوصف أفضل مثل يمكنه أن يفصل بين رغبات الناس والمصلحة العامة، ويميز اسلوب الإسلام عن أساليب عالم الغرب، ويكون مصدراً للكشف عن الكثير من الحريات المفرطة والمخالفات المعارضة لمصلحة عالم اليوم ويجيب على الكثير من أسئلة الشبان.

عندما ترتفع نسبة السكر عند مريض ما يصاب بضعف شديد ويقع طريح الفراش، إن هذا المريض يميل طبيعياً إلى المواد السكرية والفواكه التي تحتوي على نسبة كبيرة من السكر والحلوى، بأمل أن يستعيد قوته ويعوض عن ضعفه، وخادمه المطيع (النفس) على استعداد لتلبية طلباته وتقديم أي نوع من الطعام والفاكهة والحلوى. فيخالفه طبيبه الذي أجرى التحليلات اللازمة على المريض وعرف سبب مرضه، يقول له بصراحة، إن طلباتك تضر بصحتك فالأطعمة والفواكه الحلوة فضلاً عن أنها لن تمنحك القوة، بل إنها ستزيد من مرضك وضعفك الحالي، ومن المحتمل أن تكلفك حياتك، فمن مصلحتك أن تمتنع عن تناول أي نوع من أنواع الأطعمة والأغذية السكرية بل تناول الأطعمة المناسبة والمفيدة لحالتك حتى تشفى.

إن المريض إذا امتنع عن تناول الأطعمة الضارة، وحال دون رغباته المضرة وصرف النظر عن الحريات المخالفة للمصلحة، عندها يمكنه أن يستعيد سلامته، ويحظى بالسعادة، وبالعكس إذا كان طالباً للرغبات المخالفة للمصلحة، وتناول الأطعمة الضارة عليه عندئذ أن لا يتوقع سلامة أو سعادة، بل إنه يعرض نفسه للخطر.

إن القانون الإسلامي يقوم على أساس مصلحة الناس، والله عزوجل واضع القانون، كالطبيب المعالج يعين الصلاح والفساد والخير والشر لدى الناس عن طريق التعاليم الدينية، ويتم إبلاغ الناس بذلك عن طريق الأنبياء.

نحن نعلم أن المريض ومن حوله يجهلون الكثير من إرشادات الطبيب، ولا يعرفون حقيقتها، ومع ذلك فإنهم دون أي تردد يطيعون أوامره برحابة صدر لأنهم يعتقدون أن الطبيب يعرف حالة المريض، وأن أوامره لصالح المريض.

المؤمنون أيضاً، رغم أنهم لا يعرفون أسباب الكثير من الأحكام الإلهية ولا يفهمونها، فإنهم يخضعون لأوامر الله عزوجل، وينفذون أوامره بلا تردد وينتهون بنواهيه دون قيد أو شرط، لأنهم يعتقدون أن الأوامر السماوية للإسلام تضمن مصلحتهم وسعادتهم.

عن الإمام الرضا (عليه السلام) أنه قال: (إعلم أن رأس طاعة الله سبحانه التسليم لما عقلناه وما لم نعقله) (2).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مجموعة ورام، ج 2، ص 117.

2ـ بحار الأنوار، ج 17، ص 209. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.