المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02



مداراة الزوجة  
  
128   08:32 صباحاً   التاريخ: 2024-10-08
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص35ــ37
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-7-2016 27790
التاريخ: 21-3-2018 2213
التاريخ: 29-1-2019 1920
التاريخ: 2024-10-14 589

الزوج السعيد هو الذي يعمل على مداراة الزوجة مداراة تشكل مرونة طيبة على صعيد الحياة الزوجية .

ولا ريب بأن المداراة تعني مراعاة حال الزوجة ولا تعني النفاق والعياذ بالله، فإذا ما رأى الزوج بأن الزوجة اخطأت في مجال ما من المجالات فإنه يعمل على إصلاح الخطأ دون أذية مشاعرها، وتنقيص قيمتها، وعدم مباركة جهودها فيقول لها بلسان المداراة: لقد قمت بجهد عظيم وهذا يدل على نباهتك وفطنتك ولكن أود إلفات عنايتك بكل لطف ومودة إلى أن هذه النقطة لو أتت بهذا الشكل لكان خيراً لك ولي .

وعند ذلك تغير الزوجة سلوكها اتجاه هذا الأمر الخاطئ إلى مسلك آخر دون أي اعتراض أو امتعاض لماذا؟؟ لأن لسان الزوج كان رطباً وحلواً ولم ينكر عليها حسن نيتها، فنظر إلى العمل بعين اللا رضى ونظر إلى العاملة ـ أي الزوجة ـ بعين الرضى .

إن الزوج الذي يريد النظر دوماً إلى زوجته بعين السخط على كل خطأ تخطئه ـ وباعتبار أن الإنسان يقع دوماً في الأخطاء ـ هو ـ أي الزوج ـ يبقي زوجته في دائرة السخط دوماً، وهذا سوف يؤدي حكماً إلى أحد أمرين إما الفراق وإما العيش في حياة السخط وعدم الرضى، أما إذا قام الزوج بعملية المداراة بشكل يعمل فيه على أساس القضاء على الأخطاء بطريقة جذابة وغير مثيرة للمشاكل ولا مؤدية للمتاعب، وبالتالي بطريقة غير مباشرة؛ فإن عملية المداراة هذه سوف تريحه إلى ما يحب ويرضى، وأنا أؤكد بأن الزوجة لنفسها سوف تسأله عن صحة ما تفعله وعن خطأ ذلك كلما قامت بفعل مشترك أو منفرد لماذا ؟؟ بكل بساطة لأنه عودها عدم السخط عليها؛ جلّ ما في الأمر أنه يسخط من نفس الفعل وهو سهلٌ عليها تغييرها طالما أن شخصها الكريم لا يتعرض لأي تعيير أو أذى.

ومن هنا نعلم بأن المداراة تعني الرفق؛ يعني يقوم الزوج بعملية رفق بالمرأة.

قال صاحب جامع السعادات: ((المداراة قريب من الرفق معنى، لأنها ملائمة للناس، وحسن صحبتهم، واحتمال أذاهم، وربما فرق بينهما باعتبار تحمل الأذى في المداراة دون الرفق، وقد ورد في مدحها وفوائدها الدنيوية والأخروية أخبار كثيرة كقول النبي (صلى الله عليه وآله): ((المداراة نصف الإيمان))، وقوله (صلى الله عليه وآله): ((ثلاث من لم يكن فيه لم يتم عمله: ورع يحجزه عن معاصي الله وخلق يداري به الناس، وحلم يرد به جهل الجاهل)) وقوله (صلى الله عليه وآله): ((أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض))، وقول الباقر (عليه السلام): ((في التوراة مكتوب: فيما ناجى الله عزّ وجلَّ به موسى بن عمران (عليه السلام): یا موسی أكتم مكتوم سري في سريرتك وأظهر في علانيتك المداراة عني لعدوي وعدوك من خلقي ... وقول الصادق (عليه السلام): ((جاء جبرائيل إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول: دار خلقي)). وقوله (صلى الله عليه وآله): ((إن قوماً من الناس قلت مداراتهم للناس فنفوا من قريش، وأيم الله ما كان بأحسابهم بأس، وإن قوماً من غير قريش حسنت مداراتهم فألحقوا بالبيت الرفيع... ثم قال: من كف يده عن الناس فإنما يكف عنهم يداً واحدة ويكون عنه أيدي كثيرة))(1).

إن الزوج إذا تأمل في عبارة ((واحتمال الأذى)) يعرف بأن مداراة الزوجة ليس بالأمر السهل والهين لأن مراعاة حال الزوجة قد لا ينسجم مع مزاجه فيتطلب منه الأمر تحمل أذى الزوجة لأجل مداراتها والرفق بها .

لا ريب بأن ما تقوم به الزوجة تارة يكون مريحاً للزوج ومنسجماً مع مزاجه ورغباته فهنا يتطلب من الزوج شكر زوجته، وتارة يكون ما تقوم به الزوجة منافياً لناموس الشرع الإسلامي فيتطلب من الزوج ردعها ونهيها عن المنكر برفق وشفقة كحال الطبيب، وتارة ثالثة يكون ما تقوم به الزوجة مخالفاً لمزاج الزوج ولرغباته وخصوصياته فيتطلب الأمر من الزوج ها هنا المداراة وموافقة الزوجة حتى يصل إلى درجة كسب رضاها، وعد رضاه عندها من جملة ما يرتئيه هواها، وهذا ينطبق تمام الإنطباق مع قوله: ((لا غنى بالزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته وهي الموافقة ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها...)).

__________________________

(1) جامع السعادات، ج1، ص238. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.