المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01

الرقابة الإستراتيجية
28-7-2016
تحديـات التخطيـط التـسويـقي في القـرن الحـادي والعشـريـن
24/9/2022
التكلم
25-10-2014
تحليل البراز Stool analysis
26-1-2017
عدم نجاسة الماء فيما لو مسّه الجنب بأحد أعضائه
29-12-2015
الخصومة الكاملة والخصومة الناقصة
25-8-2022


تفهم تقلب مزاج الزوجة  
  
135   10:19 صباحاً   التاريخ: 2024-09-24
المؤلف : الشيخ توفيق حسن علوية
الكتاب أو المصدر : مائة نصيحة للزوج السعيد
الجزء والصفحة : ص190ــ192
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /

الزوج السعيد هو الذي يتفهم تقلب مزاج الزوجة بكل هدوء وروية، وبكل محبة ورحمة.

إنّ الزوجة وبسبب خصائصها الجسدية وبعض خصائصها النفسية لا تبقى على مزاج واحد - وهكذا كل إنسان ـ، وبالتالي فإن تغير مزاجها يوجب تغيراً في مواقفها وهي معذورة في ذلك، والزوج هنا لا بد من أن هذا التغير والتقلب ويتصرف معه وفق المناسب، ووفق ما هو المتأمل من الرجل الشفيق والمحب.

وللأسف الشديد فإن من الأزواج من لا يتفهم هذه الخاصية بالزوجة فيعاملها مع تغيرها كمن يعامل من لم يتغير من رأس، وهذا خطأ فادح سيما على من يتعاطى مع المتغيرات الحاصلة في الزوجة بعنف شديد.

إن الزوج السعيد هو الذي يرقب زوجته بدقة متناهية من ناحية المزاج، فيستوعب كامل تقلب مزاج زوجته ومن جميع الجهات، فكلما طرأ لديها تغير مزاج لم يفاجئه هذا الطروء بشيء لماذا؟؟ لأن ما طرأ عليها هو معلوم لديه فلذا هو لا يمثل أي مفاجئة لديه.

وبموازاة تفهم الزوج لجميع أوجه تقلب زوجته فإن عليه أن يخضع تعامله معها والحال هذه وفقاً لمقولة لكل مقام مقال، فالمزاج الغاضب من قبل الزوجة يلزمه تعامل هادىء ورصين أو صامت إذا احتاج الأمر، والمزاج الذي يعتريه الملل يتعامل معه على أساس إيجاد الحل المسلي، والمزاج الهادئ من قبل الزوجة يلزمه مشاطرة من قبل الزوج، أو بعث أجواء أكثر هدوءً.

ومن هنا فإن مواجهة المزاج المتقلب للزوجة من قبل الزوج بطريقة عنيفة، أو أكثر عنفاً، أو بطريقة مضادة لهذا المزاج كأن تكون غاضبة فيواجهها بالغضب، أو تكون مصابة بالملل فيواجهها بجو أكثر مللاً؛ هذه المواجهة السلبية هي مواجهة عقيمة وتؤدي إلى خراب البيت الزوجي وتدميره دماراً ماحقاً. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.