النبي يأخذ البيعة من الأنصار استعداداً للهجرة « صلى الله عليه وآله » |
271
08:49 صباحاً
التاريخ: 2024-09-16
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2017
3114
التاريخ: 28-4-2017
3017
التاريخ: 22-4-2017
3339
التاريخ: 28-4-2017
2963
|
النبي ( ( صلى الله عليه وآله ) ) يُكَوِّن قاعدة لدعوته في المدينة
1 . بعد تكوين قاعدة الإسلام في المدينة وانتشاره بين أهلها ، تواصل طلبهم من النبي أن يهاجر إليهم : قال في إعلام الورى : 1 / 136 : « وبلغ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن الأوس والخزرج قد دخلوا في الإسلام ، وكتب إليه مصعب بذلك ، وكان كل من دخل في الإسلام من قريش ضربه قومه وعذبوه ، فكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يأمرهم أن يخرجوا إلى المدينة ، فكانوا يتسللون رجلاً فرجلاً ، فيصيرون إلى المدينة ، فينزلهم الأوس والخزرج عليهم ويواسونهم . قال : فلما قدمت الأوس والخزرج مكة جاءهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال لهم : تمنعون لي جانبي حتى أتلو عليكم كتاب ربكم وثوابكم على الله الجنة ؟ قالوا : نعم يا رسول الله ، فخذ لنفسك وربك ما شئت . فقال : موعدكم العقبة في الليلة الوسطى من ليالي التشريق . فلما حجوا رجعوا إلى منى ، وكان فيه ممن قد أسلم بشر كثير ، وكان أكثرهم مشركين على دينهم ، وعبد الله بن أبيّ فيهم ، فقال لهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في اليوم الثاني من أيام التشريق : فاحضروا دار عبد المطلب على العقبة ، ولا تنبهوا نائماً ، وليتسلل واحد فواحد . وكان رسول الله نازلاً في دار عبد المطلب ، وحمزة وعلي والعباس معه ، فجاءه سبعون رجلاً من الأوس والخزرج فدخلوا الدار ، فلما اجتمعوا قال لهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : تمنعون لي جانبي حتى أتلو عليكم كتاب ربي وثوابكم على الله الجنة ؟ فقال أسعد بن زرارة والبراء بن معرور وعبد الله بن حرام : نعم يا رسول الله ، فاشترط لنفسك ولربك . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : تمنعوني مما تمنعون أنفسكم ، وتمنعون أهلي مما تمنعون أهليكم وأولادكم ؟ قالوا : فما لنا على ذلك ؟ قال : الجنة ، وتملكون بها العرب في الدنيا ، وتدين لكم العجم وتكونون ملوكاً . فقالوا : قد رضينا . فقام العباس بن نضلة وكان من الأوس فقال : يا معشر الأوس والخزرج تعلمون على ما تقدمون عليه ؟ إنما تقدمون على حرب الأبيض والأحمر ، وعلى حرب ملوك الدنيا ، فإن علمتم أنه إذا أصابتكم المصيبة في أنفسكم خذلتموه وتركتموه فلا تغروه ، فإن رسول الله وإن كان قومه خالفوه فهو في عز ومنعة . فقال له عبد الله بن حرام وأسعد بن زرارة وأبو الهيثم بن التيهان : مالك وللكلام ! يا رسول الله ، بل دَمُنَا بدمك وأنفسنا بنفسك ، فاشترط لربك ولنفسك ما شئت .
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أخرجوا إليَّ منكم اثني عشر نقيباً يكفلون عليكم بذلك كما أخذ موسى من بني إسرائيل اثني عشر نقيباً . فقالوا : إختر من شئت . فأشار جبرئيل ( عليه السلام ) إليهم فقال : هذا نقيب ، وهذا نقيب ، حتى اختار تسعة من الخزرج وهم : أسعد بن زرارة ، والبراء بن معرور ، وعبد الله بن حرام أبو جابر بن عبد الله ، ورافع بن مالك ، وسعد بن عبادة ، والمنذر بن عمرو ، وعبد الله بن رواحة ، وسعد بن الربيع ، وعبادة بن الصامت .
وثلاثة من الأوس وهم : أبو الهيثم ابن التيهان وكان رجلاً من اليمن حليفاً في بني عمرو بن عوف ، وأسيد بن حضير ، وسعد بن خيثمة » .
وفي المناقب : 1 / 157 : « ثم عاد مصعب إلى مكة ، وخرج من خرج من الأنصار إلى الموسم مع حجاج قومهم ، فاجتمعوا في الشعب عند العقبة ، ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأتان ، في أيام التشريق بالليل فقال ( صلى الله عليه وآله ) : أبايعكم على الإسلام ، فقال له بعضهم : نريد أن تعرفنا يا رسول الله ما لله علينا وما لك علينا وما لنا على الله ؟ قال : أما ما لله عليكم فأن تعبدوه ولا تشركوا به شيئاً . وأما مالي عليكم فتنصروني مثل نسائكم وأبنائكم ، وأن تصبروا على عض السيف وأن يقتل خياركم ، قالوا : فإذا فعلنا ذلك ما لنا على الله ؟ قال : أما في الدنيا فالظهور على من عاداكم وفي الآخرة الرضوان والجنة .
فأخذ البراء بن معرور بيده ثم قال : والذي بعثك بالحق لنمنعك بما تمنع به أزرنا فبايعنا يا رسول الله فنحن والله أهل الحرب وأهل الحلقة ، ورثناها كابراً عن كابر .
فقال أبو الهيثم إن بيننا وبين الرجال حبالاً ، وإنا إن قطعناها أو قطعوها فهل عسيت إن فعلنا ذلك ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك وتدعنا ، فتبسم رسول الله ثم قال : بل الدم الدم والهدم الهدم ، أحارب من حاربتم وأسالم من سالمتم ، ثم قال : أخرجوا لي منكم اثني عشر نقيباً ، فاختاروا ثم قال : أبايعكم كبيعة عيسى بن مريم للحواريين كفلاء على قومهم بما فيهم ، وعلى أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم ، فبايعوه على ذلك . فصرخ الشيطان في العقبة : يا أهل الجباجب هل لكم في محمد والصباة معه ، قد اجتمعوا على حربكم » !
وفي الطبقات : 1 / 222 : « فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إن موسى أخذ من بني إسرائيل اثني عشر نقيباً ، فلا يجدن منكم أحد في نفسه أن يؤخذ غيره ، فإنما يختار لي جبريل فلما تخيرهم قال للنقباء : أنتم كفلاء على غيركم ككفالة الحواريين لعيسى بن مريم ، وأنا كفيل على قومي ؟ قالوا : نعم » .
أقول : « معنى ذلك أن نظام الاثني عشر من الدين الإلهي ، وأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) اعتمد النقباء الاثني عشر لضمان وفاء الأنصار ببيعتهم . وهو نظام اجتماعي للإيمان والكفر ، فالنقباء الكافلون لقومهم بالبيعة اثنا عشر ، والأئمة بعد النبي ( صلى الله عليه وآله ) اثنا عشر ، والأئمة المضلون الذين يدعون إلى النار ، إثنا عشر إماماً أيضاً !
2 ذكر ابن عبد البر في الدرر / 66 ، أن العقبة الأولى كانت في الموسم قبل حرب بعاث ، وأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) التقى فيها بستة من الخزرج فأسلموا ، ورجعوا إلى المدينة فدعواإلى الإسلام حتى انتشر فيهم ، وأن العقبة الثانية كانت في العام المقبل مع اثني عشر رجلاً بايعهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عند العقبة على بيعة النساء ، ولم يكن أُمِرَ بالقتال . ثم كانت العقبة الثالثة عندما رجع مصعب بن عمير إلى مكة وجاء معه إلى الموسم جماعة ممن أسلم من الأنصار ، يريدون لقاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في جملة قوم كفار منهم لم يسلموا بعد فأسلموا وبايعوا ، وكانوا سبعين رجلاً وامرأتين ، واختار رسول الله منهم اثنا عشر نقيباً . وكانت بيعتهم على حرب الأسود والأحمر ، وأخذ لنفسه واشترط عليهم لربه وجعل لهم نقباء على الوفاء بذلك الجنة » .
3 . اختار النبي ( صلى الله عليه وآله ) دار جده عبد المطلب ( رحمه الله ) بمنى ، عند جمرة العقبة ، مكاناً للبيعة وتقدم من تفسير القمي : 1 / 272 وإعلام الورى : 1 / 142 ، قوله ( صلى الله عليه وآله ) : « فاحْضَروا دارَ عبد المطلب على العقبة ولا تنبهوا نائماً وليتسلل واحد فواحد . وكان رسول الله نازلاً في دار عبد المطلب وحمزة وعلي والعباس معه ، فجاءه سبعون رجلاً من الأوس والخزرج فدخلوا الدار » .
لكن رواة السلطة لم يذكروا بيت عبد المطلب وقالوا : « فواعدوا رسول الله العقبة من أواسط أيام التشريق » . ابن هشام : 2 / 299 والدرر / 68 .
وقد تعجبتُ في هذه السنة 1429 من أن الوهابيين أقاموا مسجداً صغيراً مكان بيت عبد المطلب جعلوه رمزاً لبيعة الأنصار للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ويقع قرب جمرة العقبة على يمين الخارج منها إلى مكة ، مع أنهم يزيلون آثار الإسلام والنبي وآله ( صلى الله عليه وآله ) ، لكن لا ندري كيف حولوه إلى مسجد ومن أوقفه مسجداً ؟ ! ولعلهم استندوا إلى نص في طبقات ابن سعد : 1 / 121 يقول إن الموضع كان مسجداً ، قال : « وعَدَهُم « النبي ( صلى الله عليه وآله ) » منى وسط أيام التشريق ، ليلة النفر الأول إذا هدأت الرجل ، أن يوافوه في الشعب الأيمن ، إذا انحدروا من منى بأسفل العقبة ، حيث المسجد اليوم » . أي في زمن ابن سعد في القرن الثالث .
4 . كانت قريش في تلك السنة مستنفرة لمراقبة النبي ( صلى الله عليه وآله ) وبني هاشم ، لأنها رأت أن بعض أهل المدينة دخلوا في الإسلام ، وأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) يأمر أصحابه المضطهدين في مكة بالهجرة إلى المدينة . ورغم رقابتهم استطاع النبي ( صلى الله عليه وآله ) أن يرتب لقاءه بالأنصار سراً ، وجعله في بيت عبد المطلب في منى ، وواعدهم في وقت نوم الحجاج : « فخرجوا في ثلث الليل الأول متسللين من رحالهم إلى العقبة » ولا بد أنه رتب حراسةً عند مدخل الشعب ومدخل الدار .
قال في إعلام الورى : 1 / 143 : « فلما اجتمعوا وبايعوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) صاح بهم إبليس : يا معشر قريش والعرب ، هذا محمد والصباة من الأوس والخزرج على جمرة العقبة يبايعونه على حربكم ! فأسمع أهل منى فهاجت قريش وأقبلوا بالسلاح ! وسمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) النداء فقال للأنصار : تفرقوا ، فقالوا : يا رسول الله إن أمرتنا أن نميل عليهم بأسيافنا فعلنا ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : لم أؤمر بذلك ولم يأذن الله لي في محاربتهم . فقالوا : يا رسول الله فتخرج معنا ؟ قال : أنتظرأمرالله .
فجاءت قريش على بكرة أبيها قد أخذوا السلاح ، وخرج حمزة ومعه السيف فوقف على العقبة هو وعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فلما نظروا إلى حمزة قالوا : ما هذا الذي اجتمعتم عليه ؟ قال : ما اجتمعنا وما هاهنا أحد ، والله لا يجوز أحد هذه العقبة إلا ضربته بسيفي !
فرجعوا وغدوا إلى عبد الله بن أبيّ وقالوا له : قد بلغنا أن قومك بايعوا محمداً على حربنا ! فحلف لهم عبد الله أنهم لم يفعلوا ولا علم له بذلك ، وأنهم لم يطلعوه على أمرهم ، فصدقوه . وتفرقت الأنصار ورجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى مكة » .
أقول : مضافاً إلى نداء إبليس ، فقد تكون قريش عرفت خبر بيعة الأنصار من جواسيسها ، أو من تحركات الأنصار . أما امتناعها عن مواجهة النبي ( صلى الله عليه وآله ) فسببه أنها تعرف من هو حمزة وعليٌّ وبنو هاشم ، فلم تجرؤ على فتح معركة معهم ، خاصة أنها في موسم الحج والأشهر الحرم !
لكن زعماء قريش واصلوا اجتماعاتهم بقية الشهر ، حتى قرروا بالإجماع قتل النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعد انتهاء الأشهر الحرم ، وعينوا الأشخاص من القبائل للتنفيذ .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|