المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

Aleksandr Nikolaevich Korkin
7-12-2016
أحمد بن محمد أبو الحسين السهيلي الخوارزمي
19-06-2015
Bach–Peters sentence
2023-06-09
العلاقة بين إدارة الموارد البشرية والإدارات التنفيذية الأخرى
20-10-2016
طاليس
13-11-2015
من حرّم السكر والخمر والأزلام في الجاهلية من قريش
26-3-2021


تكثير الاولاد  
  
301   08:46 صباحاً   التاريخ: 2024-09-14
المؤلف : الشيخ محمد جواد الطبسي
الكتاب أو المصدر : الزواج الموفّق
الجزء والصفحة : ص 103 ــ 107
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-6-2020 1741
التاريخ: 3-1-2018 2273
التاريخ: 2024-10-03 246
التاريخ: 2024-10-15 335

إنّ على الزوج الموفق أن لا يكتفى بالولد الواحد فقط، بل يستحب له أن يستمر في طلبه للأولاد، ليكونوا له عزاً وفخراً وعضداً وزينة في الحياة الدنيا وليستعين بهم في أمر الاخرة.

ويفهم من النصوص الاتية المروية عن النبي والعترة الطاهرة أن تكثير الأولاد أمر مستحب رغم صعوبة العيش وقلة المال.

فطلب من الرسول (صلى الله عليه وآله) أن نزيد في الأولاد ليزداد أمته. وقبل منا ذلك حتى ولو كان سقطاً، ليباهي بهم الامم في يوم القيامة أمام سائر الامم.

كما جاء الترغيب بذلك ضمن الدعاء لبعض الأصحاب أو في ذكر خواص بعض الاشياء. وإليك ما نقل عنهم.

كثرة الولد عن لسان النبي والعترة

روى محمد بن مسلم أو غيره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): تزوّجوا فإني مكاثر بكم الامم غداً في القيامة حتى أن السقط يقف محبنطاءً على باب الجنة فيقال له: ادخل، فيقول لا حتى يدخل أبواي قبلي (1) وأضاف الشيخ الطوسي: فيقول الله تعالى لملك من الملائكة ائتني بأبويه فيأمر بهما إلى الجنة، فيقول هذا بفضل رحمتي (2) وصدر أمره أيضاً بكثرة الولد كما نقله الصادق (عليه السلام) قال:

أكثروا الولد، اكاثر بكم الامم غداً (3).

وهكذا ورد عن لسان الباقر والصادق والرضا والهادي والعسكري (عليهم‌ السلام) ما يدل على ذلك وسنذكر أقوالهم ان شاء الله.

الدعاء للآخرين بكثرة الولد

جاء في الصحيفة السجادية ضمن أدعية الإمام السجاد (عليه السلام) الدعاء له ولأولاده، بكثرة الولد حيث قال: اللّهم اشدد بهم عضدي وأقم بهم أودي، وكثّر بهم عددي، وزيّن بهم محضري، وأحي بهم ذكري ...

وهب لي من لدنك معهم أولاداً ذكوراً واجعل ذلك خيراً لي واجعلهم لي عوناً على ما سألتك وأعذني وذرّيتي من الشيطان الرجيم (4).

وورد إضافة على ذلك عن النبي (صلى الله عليه وآله) والإمام الهادي والعسكري الدعاء لبعض الأصحاب بكثرة المال والولد.

دعاء النبي (صلى الله عليه وآله) لانس بن مالك

روى القطب الراوندي في الخرائج: انه دعا لأنس لما قالت امه ام سليم ادع له فهو خادمك.

فقال: اللّهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته.

فقال أنس: أخبرني بعض ولدي أنّه دفن من ولده أكثر من مائة (5).

دعاء الامام الهادي للرجل الاصفهاني

قال المجلسي: حدث جماعة من أهل اصفهان منهم أبو العباس أحمد بن النضر وأبو جعفر محمد بن علويه قالوا: كان بأصفهان رجل يقال له عبد الرحمن وكان شيعياً قيل له ما السبب الذي أوجب عليك القول بإمامة علي النقي دون غيره من أهل الزمان؟

قال: شاهدت ما أوجب عليّ وعلى ذلك، أني كنت رجلاً فقيراً وكان لي لسان وجرأة، فأخرجني أهل اصفهان سنة من السنين مع قوم آخرين إلى باب المتوكل متظلمين، فكنّا بباب المتوكل يوماً إذ خرج الأمر بإحضار علي بن محمد بن الرضا (عليه السلام)، فقلت لبعض من حضر من هذا الرجل الذي قد اُمر بإحضاره؟

فقيل هذا رجل علوي تقول الرافضة بإمامته.

ثم قال: ويقدر أن المتوكل يحضره للقتل، فقلت لا أبرح من ها هنا حتى أنظر إلى هذا الرجل، أيّ رجل هو؟

قال: فأقبل راكباً على فرس وقد قام الناس يمنة الطريق ويسرها صفين ينظرون إليه، فلما رأيته وقع حبّه في قلبي، فجعلت أدعو في نفسي بأن يدفع الله عنه شر المتوكل، فأقبل يسير بين الناس وهو ينظر إلى عرف دابته لا ينظر يمنته ولا يسرة أنا دائم الدعاء، فلمّا صار إليّ أقبل بوجهه إليّ وقال: إستجاب الله دعاءك وطوّل عمرك وكثّر مالك وولدك.

قال: فارتعدت ووقعت بين أصحابي، فسألوني وهم يقولون: ما شأنك؟

فقلت خير. ولم أخبر بذلك، فانصرفنا بعد ذلك إلى أصفهان، ففتح الله علي وجوهاً من المال حتى أنا اليوم أغلق بابي على ما قيمته ألف ألف درهم، سوى مالي خارج داري، ورُزقت عشرة من الأولاد، وقد بلغت الآن من عمري نيفاً وسبعين سنة وأنا أقول بإمامة

الرجل الذي علم ما في قلبي واستجاب الله دعاءه فيّ (6).

دعاء العسكري (عليه السلام) لمحمد بن علي

روى القطب الراوندي عن محمد بن علي بن إبراهيم الهمداني، قال: كتبت إلى أبي محمد (عليه السلام) أسأله التبرك بأن يدعو أن أرزق ولداً من بنت عم لي.

فوّقع: رزقك الله ذكراناً، فولد لي أربعة (7).

دعاء الإمام (عليه السلام) لمحمد بن أحمد

وعن الطوسي في الثاقب بسنده عن حمزة بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: كان أبي يبكي بالثكل وضاق صدره، فقال: لأقصدنّ هذا الذي يزعم الإماميّة أنّه إمام يعني الحسن بن علي (عليه السلام) فأكريت دابّة وارتحلت نحو سر من رأى فوافيتها وكان يوم ركوب الخليفة إلى الصيد، فلما ركب الخليفة ركب معه الحسن بن علي (عليه السلام) فلما أظهروا واشتغل الخليفة باللهو وطلب الصيد إعتزل أبو محمد وألقى له غلام الغاشية فجلس عليها فجئت إلى خرابة بالقرب منه فشددت دابتي وقصدت نحوه، فناداني يا أبا محمد لا تدن مني فإنّ علي عيوناً وأنت أيضاً خائف.

قال: فقلت في نفسي هذا أيضاً من مخاريق الإمامية ما يدري ما حاجتي قال: فجاءني غلامه ومعه صرة فيها ثلاثمائة دينار فقال: يقول لك مولاي جئت تبكي بالثكل وأنا ادعو الله بقضاء حاجتك كثر الله ولدك وجعل فيكم أبراراً (8).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ وسائل الشيعة، ج 15، ص 97، كنز العمال، ج 16، ص 274.

2ـ تهذيب الأحكام، ج 7، ص 400، روضة المتقين، ج 8، ص 83.

3ـ الكافي، ج 6، ص 2.

4ـ الصحيفة السجادية، ص 169.

5ـ الخرائج والجرائح، ج 1، ص 50.

6ـ بحار الأنوار، ج 50، ص 141.

7ـ المصدر السابق، ص 269.

8ـ الثاقب في المناقب، ص 573، مسند الإمام العسكري، ص 107. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.