أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-26
1115
التاريخ: 2023-10-28
1147
التاريخ: 2024-07-28
560
التاريخ: 26/12/2022
1519
|
قال تعالى: {مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 98]
{مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ} : بأن يخالفه عنادا لإنعامه على المقربين من عباده وملائكته المبعوثين لنصرتهم ورسله المخبرين عن فضلهم الداعين إلى متابعتهم وجبريل وميكال خصوصا وقرئ بغير همزة ولا ياء وبهمزة من غير ياء فإن الله عدو للكافرين بهم وذلك قول من قال من النصاب لما قال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في علي ( عليه السلام ) : جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن يساره وإسرافيل من خلفه وملك الموت امامه والله تعالى من فوق عرشه ناظر بالرضوان إليه ناصره قال بعض النصاب انا أبرأ من الله وجبرائيل وميكائيل والملائكة الذين حالهم مع علي ما قال محمد ( صلى عليه وآله وسلم ) فقال الله من كان عدوا لهؤلاء تعصبا على علي فان الله يفعل بهم ما يفعل العدو بالعدو .
والقمي انها نزلت في اليهود الذين قالوا لرسول الله ( صلى الله عليه وآله) لو كان الملك الذي يأتيك ميكائيل لآمنا بك فإنه ملك الرحمة وهو صديقنا وجبرئيل ملك العذاب وهو عدونا .
وفي تفسير الإمام ( عليه السلام ) ان الله ذم اليهود في بغضهم لجبرئيل الذي كان ينفذ قضاء الله فيهم فيما يكرهون كدفعه عن بخت نصر ان يقتله دانيال ( عليه السلام) من غير ذنب جنى بخت نصر حتى بلغ كتاب الله في اليهود أجله وحل بهم ما جرى في سابق علمه وذمهم أيضا وذم النواصب في بغضهم لجبرائيل وميكائيل وملائكة الله النازلين لتأييد علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) على الكافرين حتى أذلهم بسيفه الصارم .
وفيه وفي الاحتجاج قال أبو محمد قال جابر بن عبد الله لما قدم النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) المدينة اتوه بعبد الله بن صوريا غلام أعور يهودي تزعم اليهود انه اعلم يهودي بكتاب الله وعلوم أنبيائه فسأله عن أشياء فأجابه عنها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بما لم يجد إلى إنكار شيء منه سبيلا إلى أن قال بقيت خصلة ان قلتها آمنت بك واتبعتك أي ملك يأتيك بما تقوله عن الله قال جبرئيل : قال ابن صوريا ذاك عدونا من بين الملائكة ينزل بالقتل والشدة والحرب ورسولنا ميكائيل يأتي بالسرور والرخاء فلو كان ميكائيل هو الذي يأتيك آمنا بك وميكائيل كان يشد ملكنا وجبرئيل كان يهلك ملكنا فهو عدونا قال فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ويحك أجهلت أمر الله وما ذنب جبرئيل إن أطاع الله فيما يريده بكم أرأيتم الآباء والأمهات إذا أوجروا الأولاد الدواء الكريهة لمصالحهم يجب أن يتخذهم أولادهم أعداء من أجل ذلك لا ولكنكم بالله جاهلون وعن حكمه غافلون أشهد ان جبرئيل وميكائيل بأمر الله عاملان وله مطيعان وانه لا يعادي أحدهما الا من عادى الآخر وانه من زعم أنه يحب أحدهما ويبغض الآخر فقد كذب وكذلك محمد رسول الله ( ص ) وعلي اخوان فمن أحبهما فهو من أولياء الله ومن أبغضهما فهو من أعداء الله ومن أبغض أحدهما وزعم أنه يحب الآخر فقد كذب وهما منه بريئان والله تعالى وملائكته وخيار خلقه منه براء .
قال الإمام ( عليه السلام ) : فقال له سلمان الفارسي ( ص ) فما بدو عداوته لكم قال نعم يا سلمان عادانا مرارا كثيرة وكان من أشد ذلك علينا ان الله أنزل على أنبيائه : ان البيت المقدس يخرب على يد رجل يقال له بخت نصر وفي زمانه أخبرنا بالخبر الذي يخرب به والله يحدث الأمر بعد الأمر فيمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء فلما بلغنا ذلك الخبر الذي يكون فيه هلاك بيت المقدس بعث أوائلنا رجلا من أقوياء بني إسرائيل وأفاضلهم كان يعد من أنبيائهم يقال له دانيال في طلب بخت نصر ليقتله فحمل معه وقرة مال لينفقه في ذلك فلما انطلق في طلبه لقيه ببابل غلاما ضعيفا مسكينا ليس له قوة ولا منعة فأخذه صاحبنا ليقتله فدفع عنه جبرائيل وقال لصاحبنا إن كان ربكم هو الذي امر بهلاككم فإنه لا يسلطك عليه وإن لم يكن هذا فعلى أي شيء تقتله فصدقه صاحبنا وتركه ورجع إلينا فأخبرنا بذلك وقوي بخت نصر وملك وغزانا وخرب بيت المقدس فلهذا نتخذه عدوا وميكائيل عدو لجبرئيل .
فقال سلمان : يا ابن صوريا بهذا العقل المسلوك به غير سبيله ضللتم أرأيتم أوايلكم كيف بعثوا من يقتل بخت نصر وقد أخبر الله تعالى في كتبه على ألسنة رسله انه يملك ويخرب بيت المقدس أرادوا بذلك تكذيب أنبياء الله في خبرهم واتهموهم في اخبارهم أو صدقوهم في الخبر عن الله ومع ذلك أرادوا مغالبة الله هل كان هؤلاء ومن وجهوه الا كفارا بالله واي عداوة يجوز ان يعتقد لجبرئيل وهو يصده عن مغالبة الله عز وجل وينهى عن تكذيب خبر الله تعالى فقال ابن صوريا قد كان الله اخبر بذلك على ألسن أنبيائه ولكنه يمحو ما يشاء ويثبت .
قال سلمان : فإذا لا تثقوا بشئ مما في التوراة من الأخبار عما مضى وما يستأنف فان الله يمحو ما يشاء ويثبت وإذا لعل الله قد كان عزل موسى وهارون عن النبوة وابطلا في دعواهما لأن الله يمحو ما يشاء ويثبت ولعل كل ما أخبراكم أنه يكون لا يكون وما أخبراكم أنه لا يكون يكون وكذلك ما أخبراكم عما [1] كان لعله لم يكن وما أخبراكم أنه لم يكن لعله كان ولعل ما وعده من الثواب يمحوه ولعل ما توعده به من العقاب يمحوه فإنه يمحو ما يشاء ويثبت وإنكم جهلتم معنى يمحو الله ما يشاء ويثبت فلذلك كنتم أنتم بالله كافرون ولأخباره عن الغيوب
مكذبون وعن دين الله منسلخون ثم قال سلمان فاني أشهد ان من كان عدوا لجبرائيل فإنه عدو لميكائيل وانهما جميعا عدوان لمن عاداهما سلمان لمن سالمهما فأنزل الله تعالى عند ذلك موافقا لقول سلمان قل من كان عدوا لجبرائيل الآية في مستقبل أعمارهم لا يرعون ولا يتوبون مع مشاهدتهم الآيات ومعاينتهم الدلالات .
[1] أريد بالأخبار عما كان وما لم يكن الأخبار عما غاب عن الحس بغير طريق الا حساس بكونه وعدم كونه . منهقدس الله سره .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|