المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

كيفية منع حدوث الكدمات اثناء تداول الدجاج
19-4-2016
Cesare Burali-Forti
17-3-2017
نشوء الكيمياء الاشعاعية Development of Radiation Chemistry
2024-04-17
سالم مولى ابان كوفي
28-9-2017
المدرسة التقليدية (الكلاسيكية)
4-5-2016
الشركة الفعلية والشركة المحاصة
30-9-2018


من لسان الدين إلى اليتيم  
  
391   03:37 مساءً   التاريخ: 2024-08-12
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج6، ص92-94
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-27 1114
التاريخ: 2024-01-06 865
التاريخ: 2023-02-12 1045
التاريخ: 2-2-2023 1303

من لسان الدين إلى اليتيم

فأجبته بهذه الرسالة، وهي ظريفة في معناها : « يا سيدي الذي إذا رفعت راية ثنائه تلقيتها باليدين 2، وإذا قسمت سهام وداده على ذوي اعتقاده. كنت صاحب الفريضة " والدين ، دام بقاؤك لطرفة تبديها ، وغريبة تردفها بأخرى تليها ، وعقيلة بيان تجليها ، ونفس أخذ الحزن بكظمها ، وكلف الدهر بشت نظمها ، تؤنسها وتسليها ، لم أزل أشد على بدائعك يـد الضنين ، وأقتني

                                                                    92

 

درر كلامك ، ونفثات أقلامك ، اقتناء الدر الثمين ، والأيام بلقائك تعد ولا تسعد ، وفي هذه الأيام انثالت علي سماؤك بعد قحط ، وتواترت لدي آلاؤك على شحط ، وزارتني من عقائل بيانك كل فاتنة الطرف ، عاطرة العرف ، رافلة في حلل البيان والظرف ، لو ضربت بيوتها بالحجاز ، لأقرت لها العرب العاربة بالإعجاز ، ما شئت من رصف المبنى ، ومطاوعة اللفظ لغرض المعنى ، وطيب الأسلوب ، والتشبث بالقلوب ، غير أن سيدي أفرط في التنزل ، وخلط المخاطبة بالتغزل ، وراجع الالتفات ، ورام استدراك ما فات ، ويرحم الله تعالى شاعر المعرة فلقد أجاد في قوله ، وأنكر مناجاة الشوق بعد انصرام حوله :

أبعد حول تناجي الشوق ناجية هلا ونحن على عشر من العشر" ه ولقد تجاوزت في الأمد ، وأنسيت أخبار صاحبك عبد الصمد ، فـ د ، فأقسم بألفات القدود ، وهمزات الجفون السود ، وحامل الأرواح مع الألواح : بالغدو والرواح ، لولا بُعد مزارك، ما أمنت غائلة ما تحت إزارك ، ثم إني حققت الغرض ، وبحثت عن المشكل الذي عرض ، فقلت : للخواطر " انتقال ، ولكل مقام مقال، وتختلف الحوائج باختلاف الأوقات ، ثم رفع اللبس خبر

الثقات ..

ومنها « وتعرفت ما كان من مراجعة سيدي لحرفة التكتيب والتعليم

والحنين إلى العهد القديم، فسررت باستقامة حاله ، وفضل ماله ، وإن لاحظ

 

                                                      93

 

اللاحظ ، ما قال الجاحظ 1 ، فاعتراض لا يرد ، وقياس لا يطرد ، حبذا والله عيش التأديب ، فلا بالضنك ولا بالحديب ، معاهدة الإحسان ، ومشاهدة الصور الحسان " . يميناً إن المعلمين ، لسادة المسلمين ، وإني لأنظر منهم خطرت على المكاتب ، أمراء فوق المراتب ، من كل مسيطر الدرة ، متقطب الأسرة ، متنمر للوارد تنمر الهرة ، يغدو إلى مكتبه ، كالأمير في موكبه ، حتى إذا استقل في فرشه 3 ، واستوى على عرشه ، وترنم بتلاوة قالونه وورشه، أظهر للخلق احتقاراً ، وأزرى بالجبال وقاراً ، ورفعت إليه الخصوم ، ووقف بين يديه الظالم والمظلوم ، فتقول : كسرى في إيوانه ، والرشيد في أوانه ، أو الحجاج بين أعوانه ، فإذا استولى على البدر السَّرَار ، وتبين للشهر الغرار ، تحرك إلى الخرج ، تحرك العود إلى الفرج ، أستغفر الله مما يشق على سيدي . سماعه

،

و تشمئز من ذكره طباعه ، شيم اللسان ، خلط الإساءة بالإحسان ، والغفلة من ، صفات الإنسان ، فأي عيش كهذا العيش ؟ وكيف حال أمير هذا الجيش ؟ طاعة معروفة ، ووجوه إليه مصروفة ، فإن أشار بالإنصات ، لتحقق القصات

،

فكأنما طمس على الأفواه ، ولأم بين الشفاه ، وإن أمر بالإفصاح، وتلاوة الألواح ، علا الضجيج والعجيج ، وحف به كما حف بالبيت الحجيج ، وكم بين ذلك من رشوة تدس ، وغمزة لا تحس ، ووعد يستنجز ، وحاجة تستعجل وتحفز ، هنا الله سيدي ما خوّله ، وأنساه بطيب أخراه أوله ، وقد بعثت بدعابتي ويفسح لها في إجلال قدره ، والثقة بسعة صدره ، فليتلقاها بيمينه ، مع المرتبة بينه وبين خدينه ، ويفرغ لمراجعتها وقتاً من أوقاته عملا بمقتضى دينه ،هذه و فضل يقينه

 

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.