أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-10-2016
2113
التاريخ: 6-10-2016
1969
التاريخ: 1-3-2021
2583
التاريخ: 2024-01-16
971
|
ومما ذكرناه اتضح أنّ القرآن الكريم يعلن بشكل صريح أنّ الظلم، والكفر، والكبر والتعالي هي حجب تمنع الإنسان عن إدراك الآيات والعلامات والدلائل الإلهية الواضحة والقطعية أو أن يعترف بها إذا أدركها.
وهنا يطرح سؤال وهو: ما هي جذور هذه الموانع؟
والجواب: إنّ جميع موانع معرفة الله ترجع إلى أصل واحد وهو الهوى وحبّ النفس.
وقد صرّح القرآن الكريم بهذا المعنى: ﴿أَفَكُلَّمَا جَاءكُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ﴾[1]،
﴿وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذَاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ﴾[2]،
﴿بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ﴾[3]،
﴿وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ﴾[4].
ولقد صرّح الإمام الصادق (عليه السلام) بهذا المعنى أيضاً في قوله: "ولعمري ما أُتِيَ الجُهَّالُ من قِبَلِ رَبِّهِمْ وإنّهم لَيَرَوْنَ الدّلالات الواضحات والعلامات البيِّنَات في خَلْقِهِمْ وما يُعَايِنُونَ في ملكوت السّماوات والأرض والصُّنْعَ العجيب المُتْقَنَ الدَّالَّ على الصَّانِعِ ولكنّهم قوم فتَحُوا على أنفسهم أبواب المعاصي وسهّلُوا لها سبيل الشّهوات فغلبت الأهواء على قلوبهم واستحوَذ الشّيطان بِظُلمِهِم عليهم وَكَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلى قُلُوبِ الْمُعْتَدِي"[5].
في هذه الرواية تصريح واضح أنّ إنكار الله والتكذيب بالآيات الإلهية هو من الآثار المباشرة للهوى والمعصية وليس معلولاً لأمور هي من نتائج جبر المحيط، ولو علم الله أن شخصاً يتبع الحقيقة إذا عرفها وأن علة خطأه هو الجهل فإنه قطعاً سيجعل له طريقاً للخروج من جبر المحيط وإن كان يعيش في أفسد الأجواء، وهو لون من اللطف الإلهي بالعباد. وفي المقابل يسمي الله سبحانه وتعالى الأشخاص الذين حرموا من معرفة الحقيقة بسبب ابتلائهم بحجاب موانع المعرفة، بشرّ الدواب يقول سبحانه: ﴿وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ﴾[6].
وعلى هذا الأساس إننا نجد في التاريخ أشخاصاً عاشوا في أجواء فاسدة ولم يكن لهم طريق لمعرفة الحقيقة بالشكل الطبيعي فوجدوا طريق سعادتهم في ظل العنايات الغيبية الإلهية، حتى أنّ أحد أعظم الأنبياء الإلهيين وهو نبي الله موسى، كان قد تربى في أفسد أجواء عصره يعني في حضن فرعون، وقد ترعرع خاتم الأنبياء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وشبّ في أحطّ مجتمعات عصره أي الجزيرة العربية.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
الزائرون يحيون ليلة الجمعة الأخيرة من شهر ربيع الآخر عند مرقد أبي الفضل العبّاس (عليه السلام)
|
|
|