الأسمدة الورقية والتسميد من خلال نظم الري الحديثة في الزراعة العضوية

Foliar Nutrients and Fertigation in Organic Agriculture

كما هو معروف تحصل النباتات على احتياجاتها من العناصر الغذائية المختلفة من التربة التي تضاف إليها الأسمدة المحتوية على هذه العناصر وحسب احتياجات كل نبات. ولكننا نلجأ إلى ما يسمى بالتسميد الورقي Foliar Nutrients أو التسميد من خلال نظم الري Fertigation في ظروف معينة خاصة مع الأسمدة المحتوية على العناصر الصغرى مثل الحديد والمنجنيز والزنك والنحاس، وخاصة تحت ظروف التربة القلوية حيث لا يمكن للنبات أن يمتص هذه العناصر من التربة لأنها تكون في صورة غير قابلة للذوبان.

وقد تضاف إلى كومة الكمبوست بعض المعادن الطبيعية الحاملة للعناصر الصغرى حيث تتفاعل الأحماض العضوية المنطلقة من عمليات التحلل لسماد الكمبوست مكونة مركبات مخلبية من العناصر الغذائية المضافة وبذلك تزداد فعالية سماد الكمبوست في توفير العناصر الصغرى في صور ميسرة للنباتات.

وعموماً فإن التسميد الورقي بالعناصر الغذائية له أهمية خاصة في الزراعة العضوية وذلك حتى تحصل النباتات على جميع احتياجاتها من العناصر الغذائية في الوقت المناسب في كل مرحلة من مراحل نموها الفسيولوجية مثل التزهير والعقد ونمو الثمار، حيث ينخفض نشاط الجذور أثناء هذه المراحل وبالتالي يقل امتصاص العناصر الغذائية عن طريق الجذور.

ويتميز التسميد الورقي بارتفاع نسبة استفادة النباتات من العناصر الغذائية عند رشها على المجموع الخضري وكذلك التغلب على مشاكل التربة القلوية التي تقوم بتثبيط العناصر الصغرى وبالتالي لا يستطيع النبات من امتصاص هذه العناصر، بالإضافة إلى سرعة امداد النباتات بحاجتها الزائدة من العناصر أثناء مرحلة نمو معينة.

ومن الأمثلة الهامة على أهمية التسميد الورقي لبعض العناصر هو الاحتياج لزيادة محتوي الثمار من عنصر الكالسيوم لعديد من أشجار الفاكهة وخاصة أشجار التفاح حيث تصاب ثمار التفاح بالمرض المعروف باسم النقر المرة Bitter Pits ويعود ذلك لانتقال عنصر الكالسيوم المحدود إلى أنسجة الخشب بالأشجار، ولذلك تحتاج أشجار التفاح إلى الرش الورقي بعنصر الكالسيوم مباشرة على الثمار والمجموع الخضري، وقبل ظهور أعراض هذا المرض، مع ملاحظة أنه يجب أن ترش أشجار التفاح بأحد الأسمدة الورقية المحتوية على عنصر الكالسيوم من 6 - 8 راشات خلال موسم الإثمار. ومن الملاحظات الهامة التي يجب وضعها في الاعتبار عند استخدام التسميد الورقي للنباتات ما يلي:

* يجب أن يتم رش النباتات بالأسمدة الورقية في الصباح الباكر أو بعد العصر عند انكسار درجة الحرارة.

* يجب استخدام أحد المواد الناشرة واللاصقة مع محاليل الأسمدة الورقية لضمان التصاقها بسطح الأوراق وسهولة امتصاصها مع تركيز الرش على الأوراق والنموات الحديثة.

* يجب ضمان أن يصل الرش للسطح السفلي للأوراق لاحتوائه على قدر أكبر من الثغور وبالتالي قدرته العالية على امتصاص محاليل الرش وما بها من العناصر الغذائية.

كما يمكن التسميد من خلال نظم الري الحديثة Fertigation حيث يمكن التسميد مع مياه الري مع جميع النباتات التي تروي بهذه النظم سواء كانت أشجار فاكهة أو محاصيل خضروات. ويتم إضافة الأسمدة المحتوية على العناصر الغذائية المختلفة عن طريق إضافتها مع ماء الري بتركيز محدد حتى لا تزداد ملوحة ماء الري. ومن أهم مميزات التسميد مع مياه الري هو ضمان وصول الأسمدة وما تحتويه من عناصر غذائية إلى منطقة الجذور بصفة مستمرة على مدار مراحل النمو للنباتات أو الأشجار وحسب احتياجات كل مرحلة من العناصر الغذائية، وخاصة أثناء فترات النمو النشطة فسيولوجياً سواء مرحلة النمو الخضري أو الزهري أو أثناء عقد الثمار ونموها ونضجها. كما أن إضافة الأسمدة مع مياه الري يرفع من كفاءتها حيث يقل كثيراً الفاقد من هذه الأسمدة في قطاعات التربة العميقة والبعيدة عن منطقة الجذور.

وهناك العديد من الأسمدة المحضرة تجارياً والتي يمكن استخدامها إما عن طريق رشها مباشرة على المجموع الخضري للنباتات أو يمكن إضافتها مع ماء الري في التربة، وهذه الأسمدة التجارية يجب أن تكون حاصلة على شهادات عضوية تسمح باستخدامها في الزراعة العضوية.

ويوضح الجدول التالي امثلة من هذه الأسمدة المحتوية على العاصر الغذائية المختلفة ومعدلات استخدامها في الزراعة العضوية.

جدول يبين: امثلة لبعض الأسمدة التجارية المستخدمة في الزراعة العضوية من خلال التسميد الورقي او التسميد مع مياه الري