المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6251 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

الحث على التسمية الحسنة للمولود
9-1-2016
التربية ضرورة انسانية وحاجة لابد منها
21-11-2017
إستحباب الاعتكاف
25-11-2016
نهاية فضيل
23-5-2020
خدمات الصرف الصحي - مياه الصرف الصحي المعالجة
10-3-2021
تقسيم المناهج التفسيريّة
2024-09-14


التعليقات.  
  
884   11:14 صباحاً   التاريخ: 2024-03-18
المؤلف : محمد حسن بن معصوم القزويني.
الكتاب أو المصدر : كشف الغطاء عن وجوه مراسم الاهتداء.
الجزء والصفحة : ص 651 ـ 696.
القسم : الاخلاق و الادعية / أخلاقيات عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-6-2021 2017
التاريخ: 23-9-2019 2395
التاريخ: 29-11-2021 2084
التاريخ: 21-7-2021 2825

(1)

ص 23 س 7

اعلم أنّه قد وقع الخلاف في أن النفس الناطقة حادثة بحدوث البدن أو مخلوقة قبلها.

فقيل بالثاني استنادا الى ظواهر بعض الأخبار، كقوله: خلق الله تعالى الأرواح قبل الأجساد بألفي عام، وقوله صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله ‌وسلم: أنا أول الأنبياء خلقا وآخرهم بعثا، وأول ما خلق الله روحي ونوري، وكنت نبيا وآدم بين الماء والطين، وغيرها.

وأنّ النفس مقوّم للبدن قواما محصّلا لترتيب أفعال القوى عليه من التغذية والتنمية والحس والحركة والتوليد وغيرها، ولولا تقوّمه بها لما كان له وجود فعليّ، وكل ما يتقوّم به الشيء يجب أن يكون مقدّما في الوجود العينيّ.

وأيضا فإنّ النفس جوهر مجرّد مدبّر في البدن وكل ما كان كذلك لم يجز أن يكون وجوده موقوفًا على وجوده.

وقيل بالأول بناءً على أنّها مع تجرّده بمنزلة الصورة النوعيّة للبدن، فهي نوع واحد لا يتحقّق تكثّر لها بالنظر الى ذاتها ولوازم ذاتها كما هو مقتضي النوع، بل بعوارضها الممتنع عروضها الا بواسطة البدن فانّها بحسب ذاتها ليست فاعلة ولا منفعلة وكذلك تمتاز النفس عن العقل فيكون تكثّرها بواسطة البدن، أي وجود كل فرد منها، اذ ليس المراد من الفرد الا الماهية المخلوقة بالعوارض المشخّصة، فلا يتحقّق فرد منها في الخارج قبل وجود البدن وهو المطلوب.

ويأوّلون الأخبار المذكورة بأنّ المراد من الأروح المتقدّمة، العقول المجرّدة والنفوس الفلكيّة، فانّ النفوس الانسانيّة بعد استكمالها تتصل بها.

ورد بأنّه لا يعقل كون المجرد بمنزلة الصورة النوعية للبدن ولا يلزم كون تعدّد النوع بالعوارض البدنيّة، بل يجوز أن يكون تعدّده وتشخّصه بالفاعل، كما أنّ تعدّد الطبائع والأشخاص الفلكيّة به، لا بالقابل، والّا لزم الدور أو التسلسل، ويشهد لذلك عدم فنائها بفناء البدن لبقاء مشخّصها، أعني الفاعل المفارق.

وما ذكر في توجيه الأخبار غير موجّه مع أنّه مثبت للمطلوب أيضا؛ فإنّ الأرواح الفلكيّة والملكيّة أيضا لها تشخّصات قبل أبدانها. فافهم. منه عفي عنه.

(2)

ص 24 س 2

هذا منافٍ لمذاق المتشرّعة، مضافا الى منع انحصار طرو العدم بها ذكر، بل يكون به وبغلبة الواجب على الممكن، كما صرّح به المحقق اللاهيجي.

(3)

ص 24 س 13

قال صدر المحقّقين رحمه ‌الله: فالنفس خلقت ووجدت مثالا للباري تعالى ذاتا وصفة وفعلا، مع التفاوت الحاصل بينهما والباري تعالى منزّه عن المثل، اذ لا مشاركة له في الحقيقة، لا عن المثال فإنّه ليس من حقيقة الممثل له، فللنفس الانسانيّة في ذاتها عالم خاص ومملكة شبيهة بمملكة باريها مشتملة على أنوع الجواهر والأعراض المجرّدة والمادّية وأصناف البسائط والمركّبات من الأفلاك المتحرّكة والساكنة والنبات والجماد والحيوانات البريّة والبحريّة وسائر الخلائق يشاهدها بنفس حصولها منها ولها. والناس في غفلة من عالم القلب وعجائب الملكوت الانساني لشدة اهتمامهم بإصلاح الظواهر واشتغالهم بعالم الأجسام ونسيانهم أمر الآخرة والرجوع الى الحق وعرفانه نسوا الله فأنساهم أنفسهم والحق تعالى خلق النفس مثالا له ذاتا وأحواله الباطنة وأفعالها الملكوتية فهو بأن يجهل باريه أحق وأحرى؛ لأنّ من لا يعرف المثال الحاضر القريب فكيف يعرف ما هو مثاله له ومرقاة الى معرفته كما في الخبر المشهور (من عرف نفسه فقد عرف ربّه).

أمّا كونها مثالا بحسب الذات فلكونها مجرّدة عن الأحوال والأخبار والجهات غنيّة عن الأجسام وعوارضها، وأمّا كونها مثالا بحسب الصفات فلكونها ذات صفة العلم والقدرة والإرادة والسمع والبصر والكلام، وأمّا كونها مثالا له في الأفعال فلأنّ لها مملكة شبيهة بمملكة باريها في الملك والملكوت والخلق والأمر تفعل في عالمها الخاص ما يشاء ويختار ما يريد لكنّها لأجل تعلّقها بهذا البدن العنصري ضعيفة القوام والفعلية ضعيفة التأثير والتكوين، فكلما يصدر عنها من الأفعال المختصة بها أو مشاركة بشيء من المقامات الخارجية والآلات البدنية يكون لماهيته ومعناه نحو ضعيف من الوجود والكون، لا يترتّب عليها الخواص والآثار على نحو وجود الأظلال والعكوس المرئية، فإنَّ الثابت في المرآة وان كان مشاركا للشخص الخارجي في الماهية وصفاتها الفلكاتية الا أنهما متفارقان في الوجود والقوام، وكذلك الصور المتصورة في الحقيقة نفس الانسانية وعالمها الخاص مشاركة للأمر الخارجي الذي هذه الصورة صورة له ومتوجه اليه في الماهية والمعنى ومخالفة له في الاتصاف بالوجود المخصوص به فهذا الوجود للأشياء الذي لا يترتب عليه الآثار المختلفة عن تصور النفس وحضورها في عالمها وان قطع النظر عن الخارج يسمى وجودا ذهنيا وظليا للأمثال والاخر المترتب عليه الآثار، وجودا خارجيا عينيا وأصليا. صدر الدين محمد الشيرازي رحمه‌ الله...

 (5)

ص 30 س 3

وفي الأخبار: من أخلص لله أربعين صباحا جرت ينابيع الحكمة من قلبه الى لسانه. منه رحمه ‌الله.

(6)

ص 31 س 14

قال الغزالي في قوله صلى ‌الله ‌عليه ‌وآله ‌وسلم: لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ـ الخ ـ: القلب بيت هو منزل الملائكة ومهبط أثرهم ومحل استقرارهم والصفات الردية مثل الغضب والشهوة والحقد والحسد والكبر والعجب وأخواتها كلاب نابحة فأنّى تدخله الملائكة وهو مشحون بالكلاب ـ الى أن قال ـ: ولست أقول: المراد بلفظ البيت هو القلب وبالكلب هو الغضب والصفات المذمومة.

ولكن أقول: هو تنبيه عليه وفرق بين تغيير الظواهر الى البواطن، وبين التنبيه الى البواطن من ذكر الظواهر، ففارق الباطنية بهذا الاعتبار فانّه مسلك العلماء الأبرار، اذ معنى الاعتبار أن يعبر ممّا ذكر الى غيره ولا يقف عليه كما يرى مصيبة غيره فيكون له فيها عبرة بالتنبه لكونه أيضا عرضة للمصائب وكون الدنيا بصدد الانقلاب فعبوره من غيره الى نفسه ومن نفسه الى أصل الدنيا عبرة محمودة، فاعبر أنت أيضا من البيت الذي هو بناء الخلق الى القلب الذي هو بيت من بناء الله سبحانه ومن الكلب الذي ذمّ لصفته لا لصورته وهو لما فيه من سبعية ونجاسة الى روح الكلبيّة أعني السبعية ـ الى آخره ـ. منه عفي عنه.

(7)

ص 33 س 20

وقد شاهدنا كثيرا ما ممّا يتعلق بالقوى النظرية تغيّرت وتبدّلت بالرياضات والمجاهدات والأدعية بل الأدوية أيضا. والعمدة في ذلك حديث سعادة النفس وخذلانها والا فلا شك في كون جميع الأخلاق من حيث هي قابلة للتغيير والتبديل، وأمّا التنظير بالطب على النهج الذي قرّره ففيه أنّه قياس مع الفارق، وهو ظاهر. منه عفي عنه.

(8)

ص 35 س 3

فإن قلت: أشرف العلوم هو العلم الالهي؛ لأنّ موضوعه أشرف وأعلى من كل شيء؛ قلت: نعم ولكن كمال هذا العلم يستلزم الكمال في ذلك العلم وبدونه لا يكون كاملا في هذا العلم، ولكثرة ارتباط أحدهما بالآخر وشدة تلازمهما كأنّهما علم واحد، ولذا قال عليه‌السلام: من عرف نفسه فقد عرف ربّه. منه عفي عنه.

(9)

ص 38 س 3

اعلم أنّ لكل فعل غاية تتوجه اليها وبذلك الغاية يجب تصورها قبل الفعل والا كان الفعل عبثا، ولذا قيل: اول فكر آخر آمد در عمل.

وقال الحكيم: أول البغية آخر المدرك وبالعكس.

وهي امّا أن يكون مقصودة لذاتها خيرا في نفسها أو لأمر آخر هو خير منها والأول هو المطلق، والثاني هو المضاف، فالخير المطلق هو غاية الغايات والمقصود من جميع الموجودات، والإضافي ما يتوسّل اليه. منه عفي عنه.

(10)

ص 38 س 9

فإنّ كمال كل أحد تغاير كمال الآخر وأمّا الخير فلا لأنّ العاقل لا يفعل ما لا غاية له، والغاية ان كانت نفس الفعل كان خيرا مطلقا، وان كان الوصول اليه كان مضافا، فاشترك كل العقلاء في هذا المعنى. منه عفي عنه.

 (11)

ص 41 س 20

فإن قلت: لذّة الرؤية لذّة المعرفة وهي في الدنيا لأهلها قليلة ضعيفة، فلذّة الرؤية أيضا كذلك وكان أضعف منها.

قلت: استحقار لذّة المعرفة منشأه الخلو عنها؛ وذلك لأنّ لذّة النظر الى المعشوق في الدنيا يتفاوت بأسباب: أحدها كمال المعشوق في الجمال ونقصانه فيه، والثاني كمال الحب، الثالث كمال الادراك، والرابع اندفاع العوائق المشوشة والآلام الشاغلة للقلب.

فاذا قدر عاشق ضعيف العشق ينظر الى وجه معشوقه من وراء ستر رقيق على بعد بحيث يمنع بذلك كنه صورته مع اجتماع عقارب وزنابير عليه تؤذيه وتلدغه فهو في هذا الحال لا يخلو عن لذّة ما من مشاهدة معشوقه فاذا مات في هذه الحالة عرضته على الفجأة حالة انهتك به الستر وأشرق واندفع عنه المؤذيات وبقي سليما فارغا وهجمت عليه القوة الشهويّة المفرطة والعشق المفرط، فالنظر كيف يتضاعف اللذّة حتى لا يبقى للاولى اليه نسبة يعتد بها، فكذلك نسبة لذّة الرؤية الى لذّة المعرفة.

فالستر الرقيق مثال البدن والاشتغال به والعقارب والزنابير مثال للشهوات المسلّطة على الانسان وضعف الحب مثال لقصور النفس ونقصانها عن الشوق الى الملأ الأعلى، وهو مثل قصور الصبي عن لذّة الرئاسة والعكوف على اللعب، فالعارف وان قويت معرفته في الدنيا فلا يخلو عن هذه المشوّشات وإن ضعفت في بعض الأحيان، فلاح من كمال المعرفة بسببه ما يبهت العقل وتعظم لذّته بحيث يكاد القلب ينفطر لعظمته الا أنّه كالبرق الخاطف تزول بعروض الشواغل والأفكار الضروريّة في الحياة الفانية فيكون لذّته ضعيفة مادام الحياة وانّما يطلب في الآخرة {وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} [العنكبوت: 64] من بعض العارفين ملخّصا (1). منه عفي عنه.

(12)

ص 45 س 16

هذا منافٍ لمذاق الشرع بل لظاهره [ولذا حذفناه].

(13)

ص 46 س 4

فان قلت: يلزم على هذا التوجيه كون العاصين بأسرهم مخلدين، لرسوخ الملكات وثباتها بعد الممات.

قلت: سنشير بعد هذا الى أنّ الملكات المتعلّقة بالعلم والجهل تبقى دائما ولا تزول بطول المدة، وأمّا الملكات الحاصلة من مزاولة الأعمال بالعرض فانّها تزول وتنقطع بانقطاع آلتها تدريجا. منه عفي عنه.

(14)

ص 50 س 3

وكما أنّ اللذّات غير محصورة في الجسميّات ـ كما بيّن في المتن ـ فكذا الآلام كما أشرنا اليه في صدر المبحث، فإنّ نار الفراق أشد احراقا من النار المحسوس؛ لأنّها نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة. والنار المحسوس لا شغل لها الا مع الأجساد وألم الأجساد يستحقر مع ألم الفؤاد. ولذا قيل:

وفي فؤاد المحب نار هوى *** أحرّ نار الجحيم أبردها

ولا مجال لإنكار هذا في الآخرة مع وجود نظيره في الدنيا فقد روي أن بعض من غلب عليه الوجد تعدّى على النار وعلى اصول القصب الجارحة للقدم وهو لا يحس به لفرط غلبة ما في قلبه. وترى الغضبان يستولي عليه الغضب في القتال فتصيبه جراحات وهو لا يشعر بها في الحال؛ لأنَّ الغضب نار في القلب، قال النبي صلى ‌الله‌ عليه‌ وآله ‌وسلم: الغضب قطعة من النار. واحتراق الفؤاد أشد من احتراق الأجساد والأشد يبطل الاحساس بالأضعف كما تراه فليس التألم من النار والسيف الا أنّه من حيث انّه يفرق بين جزئين يرتبط أحدهما بالآخر برابطة التأليف الممكن في الأجسام فالذي يفرّق بين القلب وبين محبوبه المرتبط به برابطة التأليف أشد احكاما من تأليف الأجسام فهو أشد ايلاما عند أهل القلوب وان لم يدركه من لا قلب له واستحقره بالإضافة الى ألم الجسم. فإنّ من غلب عليه شهوة البطن لو خيّر بين الهريسة والحلواء وبين فعل جميل يقهر به الأعداء ويفرح به الأصدقاء لآثر الهريسة والحلواء وما ذلك الا لوجود المعنى الذي بوجوده يصير الطعام لذيذا وفقد المعنى الذي بوجوده يصير الجاه محبوبا وكما لا يكون الذوق الا في اللسان والسمع الا في الآذان، فكذا لا تكون هذه الصفة الا في القلب فمن لا قلب له لا يحس بها كما أنّ من لا سمع له ولا بصر لا يدرك لذّة الألحان ولا حسن الصور والألوان وليس لكل انسان قلب والا لما خصّه الله بمن يتذكّر القرآن حيث قال: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [الفاتحة: 37] وليس المراد من القلب اللحم الصنوبري بل السر الذي هو من عالم الأمر وهذا اللحم الذي هو من عالم الخلق عرشه والصدر كرسيه وسائر الأعضاء مملكته ولله الخلق والأمر جميعا.

من كلام الغزالي ملخّصا. منه عفي الله عنه.

(15)

ص 57 س 14

فانّ مبنى هذا التحقيق على أنّ التوسّط في الأخلاق هو الصراط الموصوف بأنّه أدق من الشعر وأحد من السيف أعني الصراط الممدود على جهنم أي الرذائل الخلقية. ومبنى ذلك التحقيق على أن الفضائل النفسانية وكذا أضدادها من الرذائل تتصور بصور روحانية وجودها (كذا) الادراك في العالم الروحاني بعد رفع الحجب الجسمانية، فيكون الصراط الذي هو من جملة تلك الموجودات في تلك النشأة عين هذه الملكات الفاضلة، والفضائل النفسانية. وظهر مما ذكر أنّ من ادّعى (2) الفرق بين هذا التوجيه لمعنى الصراط وذلك التوجيه وأن هذا لا ينافي ظاهر الشريعة وذاك ينافيه فقد أتى بالزور فان كانت ثمة منافاة فكذا هنا، والا فلا، الا أن يدعّى في التجسّد معنى آخر غير ما ذكرناه هنا وهو أنّ غير الملكة في هذه النشأة جسما ماديا محسوسا في تلك النشأة مع أنّه صرّح بأنّ من قال بالتجسّد مراده ذلك وحينئذ لا يبقى بينهما أصلا وقد أشرنا الى عدم المنافاة أيضا. فافهم. منه عفي عنه.

(16)

ص 59 س 11

لأنّ العدالة على ما فسّرناها به سابقا هي اعتدال القوى الثلاثة وتسالم بعضها مع بعض فرذيلة كل من تلك القوى رذيلة لهذه فان كانت بحسب الإفراط فيها كانت بحسب الإفراط في هذه وان كانت بحسب التفريط فيها كانت بحسب التفريط في هذه. منه عفي الله عنه.

(17)

ص 59 س 14

أمّا في طرف الافراط من فضيلة (خصلة) الشهويّة أعني الشره ان كان الباعث له الحرص على اقتضاء المال وغيره أو في طرف الافراط من فضيلة (خصلة) الغضبيّة أعني الأذية والاتيان بما يجب الحذر عنه ان كان الباعث له العداوة والبغضاء. منه عفي عنه.

(18)

ص 61 س 16

واعلم أنّ بعض المتأخرين حصر الأنواع في سبعة ولم يعد العفو نوعا على حدة وهو الأحسن من جهتين: أحدهما أنّ العفو من فضائل القوة الغضبية، والسخاء من فضائل القوة الشهوية. وثانيهما أنّ العفو داخل في المسامحة فلا يعد نوعا على حدة. منه عفي عنه.

(19)

ص 69 س 11

وتوضيح الكلام على سبيل الاجمال أن ارادة الباري تعالى لبراءته عن النقص والكثرة وكونه فوق التمام، عين علمه بنظام الخير في نفسه المقتضى له وهو تابع لعلمه بذاته وهو داع الى افادة الخير والجود؛ لأنّه يحب ذاته فيحب كل ما يصدر عنه من حيث انّها صادر عنه. فالغاية في ايجاده هو ذاته المقدسة وكلّما كانت فاعلة لشيء على هذا النمط كان فاعلا وغاية معا ولا يلزم منه الاستكمال المنفي؛ لأنّه ليس ذاتيا بل بالعرض فلو أحب الواجب ما صدر عنه لأجل كونه من رشحات فيضه وآثار ذاته كانت محبته في الحقيقة لذاته وبهجته منه في الحقيقة. قرأ القاري: يحبّهم ويحبّونه. فقال الشيخ أبو سعيد: الحق يحبهم؛ لأنّه لا يحب الا نفسه والصانع إذا مدح صنيعه فقد مدح نفسه وأنت إذا أحببت انسانا فأحببت آثاره، كان المحبوب في الحقيقة هو الانسان كما قيل:

أمر على الديار ديار سلمى *** أقبّل ذا الجدار وذا الجدارا

وما حبّ الديار شغفن قلبي *** ولكن حبّ من سكن الديارا

ومنه قيل: لولا العشق لم يوجد سماء ولا أرض ولا بر ولا بحر. فعلم أنّ محبّه ذاته علة غائية لإيجاد الأشياء، كما أنّه علة فاعلية، كما أشار اليه في الحديث القدسي. منه عفي عنه.

(20)

ص 85 س 20

فليس من باب رداءة الكيفية كما ذكره بعض الأعلام (3) ولا من باب الافراط مطلقا، كما ذكره المحقق الطوسي رحمه ‌الله بل امّا من باب الافراط أو من باب التفريط على ما بّينا. منه عفي عنه.

(21)

ص 92 س 7

ويمكن أن يكون المراد من السؤال عن الثلاثة، السؤال عن شكر هذه النعم؛ فانّ شكر نعمة السمع استماع مواعظ الله تعالى وتكاليفه والاجتناب عمّا نهى عنه استماعه، وأداء حق البصر النظر الى مخلوقات الله مع التفكّر في الآفاق والأنفس من عجائب صنعه والاستدلال بها على معرفة صانعها والاجتناب عن النظر الى محارمه، وأداء حق الفؤاد الذي هو سلطان في مملكة البدن ويمتاز به النفس الانسانية عن البهائم تحصيل ما خلق لأجله وتصقيله عن أخباث الطبيعة حتى ترتفع عنه الحجب الجسمانية، فيمتلأ من معرفة الله وحبه فافهم، منه عفي عنه.

(22)

ص 92 س 7

وذلك لما ورد في تفسيره عن الصادق عليه‌السلام أنّه قال: (يسأل السمع عمّا سمع والبصر عمّا نظر اليه والفؤاد عمّا عقد عليه).

وفي الأخبار الاخر ففرض على القلب غير ما فرض على السمع وفرض على السمع غير ما فرض على العينين ـ الى أن قال ـ: وأما ما فرض على القلب من الايمان والاقرار والمعرفة والعقد والرضا والتسليم بأن لا إله الا الله وحده لا شريك له الها واحدا أحدا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا، وأن محمدا عبده ورسوله والاقرار بما جاء من عند الله من نبي أو كتاب فذلك ما فرض الله على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله، وهو قول الله عز وجل:

{إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ} [النحل: 106].

وقال: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].

وقال: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ} [المائدة: 41].

وقال: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ} [البقرة: 284].

فذلك ما فرض الله على القلب من الاقرار والمعرفة وهو عمله وهو رأس الايمان ـ الحديث ـ (3) وبهذا المضمون أخبار اخر.

وممّا يوضح ما ادّعيناه أنّ صدر الآية قوله تعالى: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ} [الإسراء: 36] فهذا بمنزلة العلة للنهي المذكور، ولا شك أنّ العلم والظن والشك من أعمال القلب دون الجوارح فيكون السؤال عن الفؤاد بالنسبة الى ما اعتقده واقتفى أثره بدون العلم به، فافهم. منه عفي عنه.

(23)

ص 94 س 9

كصلاة الجماعة والنوافل اليومية وغيرها من شدة المبالغة في أمرها والتعبير بما يدل على وجوبها وحرمة تركها. منه عفي عنه.

(24)

ص 94 س 13

المراد أنّ إطلاق الفعل على الأمر القلبي مجاز فلا يمكن صرف الأحكام الشرعية اليه؛ لأن الحكم الشرعي عبارة عن الخطاب المتعلق بأفعال المكلفين والفعل حقيقة من فعل الجوارح دون القلب. وكذا الأوامر والنواهي الواردة في الشريعة مصروفة اليه دونه فيبقى على مقتضى الأصل عن عدم تعلق التكليف. منه عفي عنه.

(25)

ص 99 س 14

قال بعض العارفين في التعبير عن المعرفة بالعبادة في الآية ايماء الى أن تحصيل المعرفة الحقيقية التي هي الغاية القصوى في ايجاد الخلق لا طريق لها الا بالعبادة التي حقيقتها تصفية الظاهر والباطن عن ذمائم الأخلاق والأعمال وتحليتها بمحاسن الصفات والأفعال وهو علم المكاشفة التي لأجلها خلق الانسان وهو النور الحاصل من قلب الذي أشرنا اليه في صدر الكتاب مع أن بالانصاف يجزم العاقل بأن لا سبيل الى المعرفة الحقيقية المطابقة للواقع الا بها كما قال تعالى في موضع آخر: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69] وأي برهان أعظم من التجربة والعيان، فإنَّ العقول المتناقضة مع شدة اختلافها في مراتب الادراك متفقة في اعتقادها صحة ما تسكن اليها العقائد مع مناقضاتها الشديدة التي لا تحصى، وقد عرفت شدة خطر هذا العلم بحيث يكون الشك فيه موجبا للكفر فضلا عن اعتقاد ما يخالف الواقع، فكيف يحصل الاعتقاد الجازم واليقين الثابت بكون ما اعتقده مطابقا للواقع بمجرد التفكر في القوانين الأدلة التي تتطرق الى ترتيبها أنواع السهو والغلط في رعاية الشرائط في مقدماتها غالبا، ولولاها لما وقع التناقض المذكور في الآراء والعقائد لا متناع صحة المتناقضات بأسرها فلا يكون مسلك الى الواقع الذي لا تتطرق اليه السهو والغلط الا بالتقليد لمن عصمه الله منه من الأئمة المعصومين ثم مجاهدة النفس بالرياضات وتصقيلها بالطاعات حتى يلهمه الله المعارف الحقة اذ لا يتطرق اليه بعد ذلك احتمال الغلط والسهو اذا كانت على وفق الشريعة المطهرة برعاية قوانينها وآدابها وشرائطها وكيف لا ينكشف بذلك مع أن النفس الناطقة بمنزلة المرآة كلما ازدادت صقالة عن الشهوات النفسية برعاية القوانين الشرعية ازدادت قبولا لانتقاش المعارف الحقة كما هو حقه فيها كما سيجيئ في بحث اليقين. منه عفي عنه.

(26)

ص 106 س 9

فاعلم ان تحصيل حقيقة الايمان وبرد اليقين بدلك الطريق أسهل وأسلم وأولى من المسائل الحكمية والجدلية الكلامية فان تأثير كلمات الله ورسله وأنبيائه في القلوب أعظم من تأثير الكلمات العميائية الصادرة عن النفوس الناقصة والعقول الضعيفة، وان كانت ما كانت، ويغنيك في ذلك التجربة والمشاهدة عن اقامة البرهان والحجة، فانا نرى اعتقاد صلحاء العوام كالطود الشامخ لا تحركه العواصف وعقيدة أهل الجدل والكلام كالخيط المرسل في الهواء يفيؤه الريح تارة هكذا وتارة هكذا.

قال الغزالي ما ملخصه: ان العقيدة التقليدية غير خالية عن الضعف في الابتداء، بمعنى قبولها للإزالة لو ألقى الى صاحبها بنقيضها. وليس طريق تقويتها تعلم صنعه الجدل والكلام بل الاشتغال بتلاوة القرآن وتفسيره والحديث وتفسيره ووظائف العبادات، فلا يزال يقوي اعتقاده ويزداد رسوخا بما يقرع سمعه من أدلة القرآن وحججه وبما يرد عليه من شواهد الأخبار وفوائدها وبما يسطع عليه من أنوار العبادات ووظائفها وما يسرى اليه من مشاهدة الصلحاء ورؤية سيماهم ومما بهم من الخوف والخضوع والاستكانة، فيكون أول التلقين كإلقاء بذر في الصدر وتكون هذه الأسباب كالسقي والتربية له حتى ينمو ذلك البذر ويقوي وترتفع شجرة طيبة راسخة أصلها ثابت وفرعها في السماء. انتهى (4).

ونحن جربنا أن كلمات المرتاضين من أهل القلوب لها تأثير خاص في النفوس الشقية فضلا عن الساذجة فكيف بكلام من بيده النفس والقلب وله الأمر والسلطان في الظاهر والباطن وكلمات أنبيائه وأوليائه الذين بلغت نفوسهم من الكمال مبلغا تؤثر في النفوس الفلكية المدبرة، فمن لم ينتفع بكلامهم ولم يتعظ بمواعظهم وخطابهم، فكيف يتعظ بكلام من هو شاك في اهتداء نفسه والناس أكثر منه شكا أو يقينا في ضلاله فما أشد حماقة من يهجر كلام الله ورسوله والأئمة المعصومين وتقتفي أثر كلام الفلاسفة وأهل الجدل من المتكلمين. وسنذكر في المتن أن الفخر الرازي كان يبكي يوما فسئل عن سببه؟ فقال: ظهر لي اليوم فساد ما اعتقدته منذ سبعين سنة فلا أدري سائر عقائدي كذلك أم لا. منه عفي عنه.

(27)

ص 124 س 16

ويشهد له قول أمير المؤمنين في صفة العلماء الذين نقلناه سابقا في أوائل الكتاب: هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة وباشروا أرواح اليقين واستلانوا ما استوعره المترفون وأنسوا بما استوحش منه الجاهلون وصحبوا الدنيا بأبدان معلقة بالمحل الأعلى (5). منه رحمه ‌الله

(28)

ص 125 س 5

قال بعض المتأخرين: اعلم أن أوائل الايمان تصديقات مشوبة بالشكوك والشبه على اختلاف مراتبها، ويمكن معها الشرك {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف: 106] وعنها يعبر بالإسلام في الأكثر {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الحجرات: 14].

 وعن الصادق عليه‌السلام: الايمان أرفع من الاسلام بدرجة أن الايمان يشارك الاسلام في الظاهر، والاسلام لا يشارك الايمان في الباطن، وان اجتمعا في القول والصفة.

وأوسطها تصديقات لا يشوبها شك ولا شبهة {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحجرات: 15]. {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [الأنفال: 2] وأواخرها تصديقات كذلك مع كشف وشهود وذوق وعيان ومحبة كاملة لله سبحانه وشوق تام الى حضرته المقدسة {يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ} [المائدة: 54] ويعبّر عنها تارة بالاحسان ( الاحسان أن تعبد الله كأنّك تراه ) والأخرى بالإيقان {وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} [البقرة: 4].

والى المراتب الثلاثة اشير في قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [المائدة: 93].

الى مقابلاته التي هي مراتب الكفر أشار بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا} [النساء: 137]

فنسبة الاحسان واليقين الى الايمان كنسبة الايمان الى الاسلام، قال الصادق عليه‌السلام: ان الايمان أفضل من الاسلام وان اليقين أفضل من الايمان، وما من شيء أعز من اليقين.

ولليقين ثلاث مراتب: علم اليقين وعين اليقين وحق اليقين. {كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ} [التكاثر: 5 - 7].

{إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ} [الواقعة: 95] والفرق بينها إنّما يكشف بمثال: فعلم اليقين بالنار مثلا مشاهدة المرئيات بتوسط نورها، وعين اليقين هو معاينة جرمها، وحق اليقين بها الاحتراق فيها، والصيرورة نارا، وليس وراء هذا غاية ولا هو قابل للزيادة ولو كشف الغطاء ما ازددت يقينا ـ (7) انتهى كلامه ـ فتأمّل.

فان هذا على تفسير اليقين بالمعنى الثاني من المعنيين المذكورين في المتن دون الأول ولا مشاحة في الاصطلاح كما لا مشاحة في تفسير حق اليقين بما ذكره، والحال أن بعضهم فسروه بما ذكرنا في المتن، وقرروا هناك مرتبة رابعة يسمّونها حقيقة حق اليقين، وهي ما ذكره هذا الفاضل ونحن عممناه حتى يشمل المتبتلين. منه عفي عنه.

(29)

ص 126 س 3

والسبب لاختلاف مراتبها ان الباعث للانتقال الى الملزوم هو اللوازم وهي مختلفة في كيفية اللزوم، فبعضها لازم مساو وبعضها أعم وبعضها لازم بين وبعضها لوازم خفية. وللتعدد أيضا مدخل فيه فان ما اقيم عليه أدله قطعية متعددة أوضح مما اقيم عليه دليل واحد، والبديهي أعلى من النظري وغير ذلك مما لا يخفى. منه عفي عنه.

(30)

ص 126 س 10

المشاهدة تصدق على القريب الملاصق بحيث لا يخفى عليه شيء من خفاياه، وعلى البعيد الذي لا يستبان منه الا الشبح، وكذا على ما يمنع العين نوره من ادراك خفاياه كالشمس لقصور البصر عن ادراكه، وعلى ما لا يمنع كمشاهدة شخص بمثله، وكذا على مالم يحل بينه وبين المرئي شيء أصلا أو جعل بينهما ستر رقيق حاك لأغلب خفاياه أو ستر غليظ يمنع عن محاكاة ظواهره أيضا الا الشبح، فكل هذه يسمى مشاهدة فأول ما يوازي رؤية الشبح يسمى عين اليقين ثم فوقها مراتب في الظهور الى أن يتحد بالمرئي ويحترق منه وهو أعلاها بحيث لا يكون له مزيد. منه عفي عنه.

(31)

ص 127 س 3

فكما أن للمتلون صورة ومثالا فتلك الصورة تنطبع في المرآة وتحصل فيها، فكذلك للمعلوم حقيقة وتلك الحقيقة صورته فينطبع في المرآة صورته، وهي القلب فيتضح فيه، وكما أن المرآة غير والصورة غير وحصولها في المرآة غير فهي ثلاثة امور ويحتاج الى رابع هو نور بواسطته ينكشف الصورة في المرآة، فكذلك هنا أربعة امور: القلب، وحقائق الأشياء، وحصولها فيه أو حضورها لديه، ونور به ينكشف تلك الحقائق في القلب وهو في الشرع عبارة عن جبرئيل تارة، والحقيقة المحمدية اخرى، والعقل الأول، والقلم الالهي، وروح القدس، والروح من أمره، وفي عرف الحكماء عبارة عن العقل الذي بواسطته يفاض العلوم على الأرواح البشرية، والعالم عبارة عن القلب الذي يحل ويظهر فيه مثل الحقائق والمعلوم عن تلك الحقائق، والعلم عبارة عن حصول تلك الصور في القلب، والنور والشعاع عبارة عن الملك الموكل لإفاضتها على القلوب البشرية. لبعض العارفين ملخّصا (8). منه عفي عنه.

(32)

ص 127 س 5

لأنّها تمنع صفاء القلب وجلائه فيمنع ظهور الحق كالشمس الذي ينكشف بعضه أو كله فيذهب نورها وبهاؤها بقدر ظلمتها، واليه الاشارة بقوله عليه‌السلام: من قارف ذنبا فارقه عقل لا يعود اليه أبدا. أي حصل في قلبه كدورة لا يزول أثرها أبدا؛ اذ غايته أن يتبعها بحسنة تمحوها فلو جاء بالحسنة ولم تتقدم السيئة لازداد لا محالة اشراق نور القلب، فلما تقدمت السيئة سقطت فائدة الحسنة لكن عاد القلب الى ما كان عليه قبل السيئة ولم يزدد بها نورا فالإقبال على الطاعة والاعراض عن المعصية هو الذي يجلو القلب ويصفيه، ولذا قال عليه‌السلام: من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم (9). منه عفي عنه.

(33)

ص 127 س 8

وكذا لا يكون له التفكر في تحصيل الطاعات البدنية أي لا يكون مستوعب الهم فيها اذ مع ذلك لا ينكشف له الا ما هو متفكر فيه من دقائق آفات الأعمال أو خفايا عيوب النفس فيعوق التأمل في الحضرة الربوبية والخفايا الحقيقية، فاذا كان تقييد الهم في الطاعات مانعا فما ظنك في صرفه في الشهوات الدنيوية وزخارفها (10). منه عفي عنه.

(34)

ص 137 س 10

وهو الحجاب الأعظم الذي به احتجب أكثر المتكلمين والمتعصبين من أولي المذاهب الفاسدة، بل أكثر الصلحاء المتفكرين في خلق (ملكوت خ) السماوات والأرضين لاحتجابهم باعتقاداتهم التقليدية الخامدة في نفوسهم عن درك الحقائق. منه عفي عنه.

(35)

ص 127 س 15

اعلم أن الحضرات الالهية والربوبية خمسة ؛ الغيب المطلق وعالمها عالم الأعيان الثابتة في الحضرات العلمية ؛ وفي مقابلتها الشهادة المطلقة وعالمها عالم الملك ؛ وحضرة الغيب المضاف وهي تنقسم الى ما يكون أقرب الى الغيب المطلق وعالمه عالم الأرواح الجبروتيّة والملكوتيّة، أعني عالم العقول والنفوس المجردة، والى ما يكون أقرب الى الشهادة المطلقة وعالمه عالم المثال ويسمى عالم الملكوت ؛ والخامسة الحضرة الجامعة للأربعة المذكورة وعالمها عالم الانسان الجامع لجميع العوالم وما فيها، فعالم الملكوت وهو المثال المطلق هو (11) مظهر عالم الجبروت أي عالم المجردات، وهو مطهر عالم الأعيان الثابتة في الحضرات العلمية، وهو مظهر الأسماء الالهية والحضرة الواحدية، وهي مظهر الحضرة الأحدية.

(36)

ص 128 س 11

اعلم أن المراتب الثلاثة لليقين على ما ذكرناه في المتن مما جعلها العرفاء للسالك في حال حياته وجعلوا فوق المرتبة الثالثة مرتبة رابعة سموها بحقيقة حق اليقين وهي مرتبة الفناء، وهي أن يرى العارف ذاته مضمحلا في أنوار الله تعالى محترقا من سبحات وجهه بحيث لا يرى لها تحصلا أصلا كاليقين بوجود النار بدخوله فيها واحتراقه منها.

وقال بعض العارفين: إنّ هذه المراتب من أقسام ...؛ فالأولى متوقف على ... البدنية حال كون الانسان ملابس بالمادة الهيولائية مقارنا للجواهر السفلائية متوغلا في المعارف الالهية.

والثانية غير متوقفة عليها وهي عين التجرد عن الملابس الحسية والمفارقة عن الكدورات الأنسية مخالطا بالملأ الأعلى قال الله تعالى: {كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ} [التكاثر: 5 - 7].

وكذا الثالثة والرابعة لكنها عند انقطاع العارف عن ذاته وصفاته وانغماسه في بحر الالوهية وغمراته وانتفاء انيته ونعته وبقاء هويته.

وأهل المرتبة الأولى هم العلماء والحكماء المحققون.

وأهل المرتبة الثانية قسمان، قسم غلبت عليهم الروحانية واستولت عليهم السلطنة العقلية فجذبت زمام الحس وتوجهت الى جناب القدس فلم يتفرغوا لتدبير المعاش وحفظ النظام وهم صنف من المتصوفة والحكماء ومن جملتهم العقلاء المجانين كلقمان السرخسي وغيرهم فهم ناقصون عن رتبة الهداية وان كانوا واصلين. وقسم تمكنوا في هذا المقام من استعمال القوة البشرية واستقاموا الى الله في جميع أحوالهم النظرية والعملية ووفت قوتهم لفرط طمأنينتهم وسكينتهم بضبط الامور الكلية والجزئية فشرعوا في تكميل الناقصين المستعدين وتنكيل الطاغين المتمردين وتنظيم قواعد العدالة والحفظ لبني نوع الانسان فهم الأنبياء والمرسلون والأوصياء المعصومون.

وأهل المرتبة الثالثة والرابعة هم أهل الوحدة وأهل الله الذين يصفوا عن شوائب التعدد والاثنينية وتخلوا عن علائق التحيز و. فهم وان كانوا من الواصلين وأهل القرب الا أنهم ناقصون أيضا عن مرتبة أهل الصفوة من الأنبياء والمرسلين لأنهم محجوبون عن مرتبة الجمع وتخلفوا عن مرتبة جمع الجمع التي هم أكمل مراتب الانسان. منه عفي عنه.

(37)

ص 135 س 13

مثل أن العلم بوجود النفس النباتية انما كان من آثارها من التغذية والتنمية وتوليد المثل، والنفس الحيوانية بآثارها من الحس والحركة الاختيارية، والنفس الانسانية بآثارها من التحريك وأدراك الكليات وانّها تتعلق بمبدأ هو النفس فقوامها ووجودها خاصيتها بها، فكذا العلم بوجود الباري تعالى وبعض من صفاته يعلم من عجائب صنعه وآثاره، وأن النفس مع كونها جوهرا لا يعزب عن ذاتها ولا مقدار لها ولا كمية فمبدعها الذي ليس بجوهر أولى بهذه الصفة منها وان علمها بنفسها عين معلومها فعلم الباري بذاته عينه، وهكذا. فمن كانت له استقامة فكر واعتدال ذهن أمكن له معرفة خواص الواجب وصفاته من معرفة خواص النفس وصفاته، وكذا معرفة ترتيب أفعاله تعالى وتوجيه الأسباب الى المسببات من ترتيب معرفة النفس في قواها وبدنها.

فان قلت: يظهر مما ذكر ثبوت مشابهة ومضاهاة بينه تعالى وبين العبد مع أنه ليس كمثله شيء ولا يشبهه شيء عقلا وشرعا.

قلت: المشاركة في بعض الأوصاف لا يوجب المماثلة؛ فان الضدين كالسواد والبياض مشتركان في كثير من الصفات كالوجود والعرضية واللونية والدركية بالأبصار وغيرها، ولو كان كذلك لكان الخلق كلهم مشبهة، اذ لا أقل من اثبات المشاركة في الوجود، بل المماثلة عبارة عن المشاركة في النوع والماهية، والفرس وان كان بالغا من الكياسة خارج عن الماهية المقومة للذات الانسانية، والخاصية الالهية أنه الموجود الواجب الوجود بذاته يوجد منه كل ما في الامكان على أحسن نظام وكمال، وهذا مما لا يتصور مشاركة أحد فيه حتى يحصل المماثلة. فكون العبد رحيما صبورا شكورا لا يوجب المماثلة لكونه تعالى كذلك. ومزيد التحقيق في هذا الباب موكول الى محل آخر. منه عفي عنه.

(38)

ص 144 س 2

من كلام مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام:

إذا عاش الفتى ستين عاما *** فنصف العمر تمحقه الليالي

ونصف النصف يمضي ليس يدري *** لغفلته يمينا من شمال

وثلث النصف آمال وحرص *** وشغل بالمكاسب والعيال

وباقي العمر أسقام وشيب *** وهم بارتحال وانتقال

فحب المرء طول العمر جهل *** وقسمته على هذا المثال

(39)

ص 177 س 2

قال بعض معاصرينا الأعلام أدام الله وجوده: فالخوف المحمود ما يفضي الى العمل مع بقاء الحياة وصحة البدن وسلامة العقل فان تجاوز الى زوال شيء منها فهو مرض يجب علاجه. وما قيل ان من مات من خوفه تعالى مات شهيدا معناه أن موته بالخوف أفضل من موته في هذا الوقت بدونه فهو بالنسبة اليه فضيلة لا بالنظر الى تقدير بقائه وطول بقائه وطول عمره في تحصيل الطاعات والمعارف، اذ للمترقّي في درجاتها في كل لحظة ثواب شهيد أو شهداء ـ الى آخر كلامه ـ (12).

أقول: في هذا الكلام نظر فان التأمل في السير والأخبار مثل ما يحكى عن ... والبشر الحافي من الأولياء وغيره وعبارات بعض الأدعية السماوية وغيرها يدل على أن الموت من خوف الله تعالى فضيلة عظيمة بل هي الشهادة المطلوبة وكيف يكون مؤديا الى النقص مع أنه انما ينشأ من شدة المعرفة كما عرفت وأي كمال أعظم منها فكلما ازداد خوفا تبين أنه ازداد معرفة وكيف يمكن أن يقال: انّ زيادة المعرفة مرض يجب علاجه.

وأمّا أنّ البقاء مع تحصيل المعارف والطاعات أفضل، ففيه أولا أنه لا ينافي كون هذا فضيلة وان كان ذاك أفضل. وثانيا أن مراتب التحمل والقوة للخوف المزبور مختلفة والموت والحياة بيد الله سبحانه وليس بيده، وهو يدري أنه لو بقي مع هذا الخوف الحاصل له كان أقوى له في تحصيل المعارف لكن الله لا يفعل الا ما فيه صلاحه ولعل قوته وبنيته لا يتحمل أزيد من هذا القدر من المعرفة أو لعل الله سبحانه من شدة حبه له أحب لقاءه فأماته، فلا يرد على هذا الخائف الذي يمرض ويموت من شدة الخوف اعتراض في خوفه. وأي داع الى تأويل الخبر المذكور مع ظهور معناه وموافقته للاعتبار العقلي وظواهر الأخبار الاخر. نعم، الخوف الذي يؤدي الى الكسل والبطالة واليأس من رحمة الله نقص يجب ازالته كما أشرنا اليه في المتن وهذا واضح. منه عفي عنه.

(40)

ص 188 س 18

اشارة الى اشتباه صدر من بعض معاصرينا الأعلام (13) حيث فسّره بها وجعل الثبات فردا منه بتخصيصه بقوة المقاومة والتحمل للشدائد والأهوال وتعميم الأول بالواردات كائنا ما كان وهو مخالف لكلام علماء الأخلاق قاطبة، ولا مناسبة له بهذا المعنى فان لفظ الكبر صريح في أن هناك تحقيرا وتعظيما، فاذا عد نفسه بالنسبة الى واردات الدهر كبيرة كانت هي بالنسبة اليه حقيرة سواء كانت من جنس الملائم أو المنافر، كما أن الكبر معناه استعظام النفس بالنسبة الى الغير مع أنه اذا فسر بقوة التحمل على الواردات فالتحمل لا يصدق الا بالنسبة الى أمر ... شاق فلا يبقى فرق بينه وبين الثبات بل يكونان مترادفين مع أنهم جعلوا نوعين من الفضائل وفسروا الأول بما ذكرناه، والثاني بهذا الذي ذكرناه أيضا. ولا شك في تغاير المعنيين وان كان الثاني متفرعا على الأول ولازما له فان ألأغلب هذه الأنواع المذكورة مما يتفرع بعض منها على بعض مع انهم جعلوا كلا منها (14) نوعا على حدة ولا ضير فيه كما لا يخفى. منه عفي عنه.

(41)

ص 191 س 7

كان الأنسب بالترتيب الذي رتبنا كتابنا عليه ذكر هذه الرذيلة وما يقابلها من الفضيلة في الباب الثامن، وانما أدرجناه في هذا الباب اقتداءً بالقوم وتأسيا لهم فيما فعلوه، ونظائر ذلك غير عزيزة في هذا الكتاب. منه عفي عنه.

(42)

ص 205 س 9

قيل: انّ في التوصل الى الولد قربة من أربعة أوجه:

أحدها وهو الأدق أن من كشف له عجائب المصنوعات وتنبه لسر خلق السماوات والأرض علم أنه تعالى مريد لبقاء جنس الانس ومرتب له أسبابا ممهدا وأن الراغب عن النكاح راغب عن مراده تعالى ومعطل لأسبابه. فإنّ السيد إذا أسلم بيده عبده البذر وآلة الحرث وهيأ له أرضا للحراثة وأقدر العبد عليها ووكل به من يتقاضاه عليها فان تكاسل وعطل آلة الحرث وضيع البذر حتى فسد ودفع الموكل بنوع من الحلية عن نفسه استحق المقت والعقاب من سيده. فالله تعالى خلق الذكر والانثى والنطفة في الأصلاب وهيأ فيهما عروق ومجاري وخلق الرحم قرارا مستودعا لها وسلط متقاضي الشهوة عليها فهذه تشهد بلسان ذلق بمراد خالقها وتنادي بتعريف ما أعدت له. هذا ان لم يصرّح بلسان نبيه بالمراد فكيف وقد صرح وباح بالسر، فالممتنع عنه مضيع للبذر معطل للآلات المعدة غير جار على مقصود الفطرة والحكمة المفهومة من شواهد الخلقة المكتوبة على هذه الأعضاء بخط الهي ليس برقم حروف وأصوات، يقرؤه كل من له بصيرة ربانية نافذة في درك دقائق الحكمة الأزلية ولا منافاة بين محبته لبقاء النسل وكراهة انقطاعه وبين تقديره الموت والفناء، فان التقدير المزبور مسبب عن الارادة المجامعة للحب والكراهة كالمعاصي المكروهة المرادة والطاعات المحبوبة المرادة وكيف يساوق الفناء البقاء في المحبة والكراهة مع أنه تعالى يقول: ما ترددت في شيء كترددي في قبض روح عبدي المؤمن يكره الموت وأكره مساءته ولابد له منه فأشار الى اجتماع الارادة مع الكراهة. والتفصيل في المقام له محل آخر، انتهى ملخّصا. منه عفي عنه (15).

(43)

ص 206 س 7

فان الغالب في حق من لا عجز له مع غلبة الشهوة كما هو الأغلب وعدم مقاومة قوة التقوى لها اقتحام الفواحش كما قال تعالى: {إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} [الأنفال: 73] وأما مع كونه ملجما بلجام التقوى فغايته كف الجوارح عن اجابتها بغض البصر وحفظ الفرج. فأما حفظ القلب عن الوسواس فلا يدخل تحت الاختيار، بل لاتزال النفس تجاذبه وتحدثه بأمور الوقاع ولا يبعد عنه شيطانه الموسوس اليه في اكثر أوقاته حتى في صلاته فيحدثه بأمور لو تكلم به أخس الخلق لاستحيى منه والله مطلع على قلبه وهو في حقه تعالى كاللسان في حق الخلق وهذه محنة عامة لا مخلص منها للأغلب ولذا فسر قوله تعالى: {وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ} [البقرة: 286] بشدة الشهوة، وقوله تعالى: {وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا} [النساء: 28] بعدم الصبر عن النساء وقوله: {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ} [الفلق: 3] بقيام الذكر، فالزوجة حقيقة بمنزلة القوة سبب لطهارة القلب ولذا أمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كل من وقع بصره على امرأة فتاقت نفسه اليها أن يجامع أهله؛ لأنّه يدفع الوسواس عن النفس. وقال صلى ‌الله ‌عليه‌ وآله ‌وسلم: لا تدخلوا على المغيبات أي التي غاب زوجها عنها فان الشيطان يجري من ان آدم مجري الدم قيل: ومنك؟ وقال: منّي، ولكن الله أعانني عليه فأسلم (16) منه عفي عنه.

(44)

ص 206 س 4

فان في الصبر على ذلك رياضة النفس وكسر الغضب وتحسين الخلق؛ فإنّ المنفرد بنفسه أو المشارك لمن حسن خلقه لا تترشّح منه خبائث النفس ولا ينكشف باطن عيوبه. فحق على سالك طريق الآخرة أن يجرب نفسه بالتعرض لأمثال هذه الحركات واعتياد الصبر عليها لتعتدل أخلاقه وترتاض نفسه ويصفو عن الصفات الذميمة باطنه. ففي أخبار الأنبياء أنّ قوما دخلوا وتستطيل عليه وهو ساكت فتعجبوا من ذلك فقال: لا تعجبوا من ذلك فإنّي سألت الله عزوجل وقلت: ما أنت معاقب لي في الآخرة فعجّله لي في الدنيا فقال تعالى: انّ عقوبتك بنت فلان فتزوّج بها فتزوّجت بها وأنا صابر على ما ترون منها (17) منه عفي عنه.

(45)

ص 225 س 10

وفي النهج من كلامه عليه‌السلام: من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره.

ومن رضي برزق الله لم يحزن على ما فاته.

ومن سل سيف البغي قتل به.

ومن كابد الامور عطب.

ومن اقتحم اللجج غرق.

ومن دخل مداخل السوء اتهم.

ومن كثر كلامه كثر خطؤه ومن كثر خطؤه قل حياؤه ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه ومن مات قلبه دخل النار.

ومن نظر في عيوب الناس فأنكرها ثم رضيها لنفسه فذلك الأحمق بعينه.

[والقناعة مال لا ينفد]

ومن أكثر من ذكر الموت رضي من الدنيا باليسير.

ومن علم أن كلامه من علمه قل كلامه الا فيما يعنيه (18).

(46)

ص 229 س 11

قال أمير المؤمنين عليه‌السلام: ولقد كان في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كاف لك في الاسوة. ودليل لك على ذم الدنيا وعيبها وكثرة مخازيه ومساويها اذ قبضت عنه أطرافها ووطئت لغيره أكنافها وفطم عن رضاعها وزوي عن زخارفها وان شئت ثنيت بموسى كليم الله عليه‌السلام اذ يقول: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24] والله ما سأله الا خبزا يأكله؛ لأنّه كان يأكل بقلة الأرض ولقد كانت خضرة البقل وترى من شفيف صفاق بطنه لهزاله وتشذب لحمه. وان شئت ثلثت بداوود صاحب المزامير وقارئ أهل الجنة. فلقد كان يعمل سفائف الخوص بيده ويقول لجلسائه: أيّكم يكفيني بيعها ويأكل قرص الشعير من ثمنها. وان شئت قلت في عيسى ابن مريم فلقد كان يتوسد الحجر ويلبس الخشن ويأكل الجشب وكان ادامه الجوع وسراجه بالليل القمر وظلاله في الشتاء مشارق الأرض ومغاربها وفاكهته وريحانه ما تنبت الأرض للبهائم ولم تكن له زوجة تفتنه ولا ولد يحزنه ولا مال يلفته ولا طمع يذله، دابته رجلاه وخادمه يداه. فتأس بنبيك الأطيب الأطهر فان فيه اسوة لمن تأسى وعزاء لمن تعزى وأحب العباد الى الله المتأسي بنبيه والمقتص لأثره. قضم الدنيا قضما ولم يعرها طرفا أهضم أهل الدنيا كشحا وأخمصهم من الدنيا بطنا عرضت عليه الدنيا فأبى أن يقبلها وعلم أن الله سبحانه أبغض شيئا فأبغضه وحقر شيئا فحقره وصغر شيئا فصغره ـ الحديث ـ (19) منه عفي عنه.

(47)

ص 248 س 13

في متعلق الزكاة من الضغث بعد الضغث والحفنة بعد الحفنة فسر قوله تعالى: {وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} [المعارج: 24، 25] بذلك. وأوجبه الشيخ والمشهور أنه مستحب وظواهر الأخبار وان دلت بعضها على الوجوب الا أنها محمولة على الاستحباب للأدلة المفصلة في محلها (20) منه عفي عنه.

 (48)

ص 280 س 9

قال أبو حامد: المراء طعن في كلام الغير لإظهار خلل فيه من غير أن يرتبط به غرض سوى تحقير الغير واظهار مزية الكياسة، والجدال عبارة عن أمر يتعلق بإظهار المذاهب وتقريرها، والخصومة لجاج في الكلام ليستوفي به مال أو حق مقصود، وذلك قد يكون ابتداءً وقد يكون اعتراضا والمراء لا يكون الا اعتراضا عن كلام سبق. انتهى (21) منه عفي عنه.

(49)

ص 316 س 4

في ارشاد الديلمي: أمّا طول الأمل فإنّه ينسي الآخرة ...

(50)

ص 365 س 16

ونقل عن بعض الصلحاء أنه قال: كنت سائرا في بعض بلاد الشام فاذا أنا بعابد خارج عن بعض تلك الجبال فلما رآني تنحى الى أصل شجرة وتستر بها فقلت: سبحان الله تبخل علي بالنظر اليك فقال: يا هذا اني أقمت في هذا الجبل دهرا طويلا اعالج قلبي في الصبر عن الدنيا وأهلها فطال في ذلك تعبي وفنى فيه عمري فسألت الله أن لا يجعل حظي من أيامي في مجاهدة قلبي فسكنه الله عن الاضطراب وألف بالوحدة والانفراد، فلما نظرت اليك خفت أن أقع في الأمر الأول فاليك عني فاني أعوذ من شرك برب العارفين وحبيب القانتين ثم صاح: واغماه من طول المكث في الدنيا ثم حول وجهه عني ونفض يديه وقال: اليك عني يا دنيا، لغيري فتزيني، وأهلك فغري، ثم قال: سبحان من أذاق قلوب العارفين لذة الخلوة وحلاوة الانقطاع اليه ما ألهى قلوبهم عن ذكر الجنان والحور الحسان (22)، منه عفي عنه.

(51)

ص 424 س 19

فلا تبالي بما حصلته من كمال حتى ترضى عنك بل تنتظر الى الخدمة والانفاق وانتظام امور دنياها منك، وأما قلة الطاقة في تحمل ما تكرهه فتبعث على انكسار قلبها بأدنى مكروه تراه منك بخلاف الأب فانه لكمال عقله لا يبالي بما تقصر في حقه من الامور الدنيوية والحقوق الجسمية اذ يرى منك ما يرضاه كمالا لنفسك وبقاءً لاسمه وأثره بواسطتك ولقوة طاقته في المكاره والمشاق لا ينكسر قلبه عنك بسهولة وتعجيل الا إذا شاهد منك ما هو ضرر في اسمه وأثره وكمالاته التي يظنها كمالا في حقك وحقه فافهم، منه عفي عنه.

(52)

ص 428 س 5

ففي الكافي عن الجعفري قال: قال لي أبو الحسن عليه‌السلام: ما لي رأيتك عند عبد الرحمن بن يعقوب؟ فقال: انّه خالي، فقال: انّه يقول في الله قولا عظيما يصف الله ولا يوصف فإمّا جلست معه وتركتنا وإمّا جلست معنا وتركته؟ فقلت: هو يقول ما شاء أيّ شيء عليّ منه إذا لم أقبل ما يقول؟ فقال أبو الحسن: أما تخاف أن تنزل به نقمة فتصيبكم جميعا، أما علمت بالذي كان من أصحاب موسى عليه‌السلام وكان أبوه من أصحاب فرعون فلمّا لحقت خيل فرعون موسى تخلّف عنه ليعظ أباه فيلحقه بموسى فمضى أبوه وهو يراغمه حتى بلغا طرفا من البحر فغرقا جميعا فأتى موسى الخبر فقال: هو في رحمة الله ولكن النقمة إذا نزلت لم يكن لها عمن قارف الذنب دفاع (23) منه عفي عنه.

(53)

ص 429 س 8

قال المأمون: الاخوان ثلاثة: أحدهم مثله مثل الغذاء لا يستغنى منه، والآخر مثله مثل الدواء يحتاج اليه في وقت دون وقت، والآخر مثله مثل الداء لا حاجة اليه أصلا، ولكن العبد قد يبتلى به وهو من لا يمكن الاستئناس به ولا الانتفاع منه.

وقيل: مثل الناس كالشجر والنبات، منها ما له ظل ولا ثمر له وهو النافع في الدنيا دون الآخرة، لأن نفع الدنيا كالظل السريع الزوال، ومنها ما له ثمر بلا ظل وهو الصالح للآخرة دون الدنيا، ومنها ما له ظل وثمر جميعا، ومنها ما ليس له شيء منها كام غيلان تمزق الثياب ولا طعام فيها ولا شراب، ومثاله في الحيوانات الفأرة والعقرب. منه عفي عنه (24).

(54)

ص 431 س 22

قال أبو حامد: وأقل درجات الاخوة أن يعامل أخاه بما يحب أن يعامله به ولا شك أنه ينتظر منه ستر العورة والسكوت عن المساوي والمعايب، ولو ظهر له منه نقيض ما ينتظره اشتد عليه غضبه وغيظه فما أبعده عن الحق إذا كان ينتظر منه ما لا يضمره له ولا يعزم عليه لأجله وويل له في نص كتاب الله حيث قال: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ *وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} [المطففين: 1 - 3] الآية.

فكل من يلتمس من الانصاف أكثر مما تسمح به نفسه فهو داخل تحت مقتضى هذه الآية (25) منه عفي عنه.

(55)

ص 469 س 10

أي لم فعلت هذا الأمر إذا كان عليك أن تفعله؟ لمولاك أو ملت اليه لشهواتك؟ ثم كيف فعلته فان لكل عمل شرطا وحكما لا يدرك قدره وصفته ووقته الا بعلم، فيقال له: كيف فعلت؟ بعلم محقق أم بجهل أم بظن؟ ثم بالإخلاص فيقال: عملته لوجه الله خالصا؟ فيكون أجرك على الله أو لمراياه خلق مثلك؟ فخذ أجرك منه أم لحظ عاجل فقد نلته في الدنيا أم بسهو وغفلة؟ فقد ضاع سعيك. منه عفي عنه.

(56)

ص 473 س 14

مر بعض الأكابر بغرفة فقال: متى بنيت هذه الغرفة؟ ثم أقبل على نفسه وقال: تسألين عما لا يعنيك لأعاقبنّك بصوم سنة فصامها. ومنع بعضهم نفسه عن النوم سنة عقوبة لما قال: لم نام فلان بعد العصر. وشغل بعضهم بطير في حائطه حين الصلاة فتصدق بالحائط. وفاتت صلاة العصر جماعة عن بعضهم فتصدق بأرض قيمته مائتا ألف درهم. والحكايات كثيرة. منه عفي عنه.

(57)

ص 474 س 13

قال الربيع بن الخثيم: أتيت أويسًا فوجدته جالسا قد صلى الفجر فجلست موضعا وقلت: لا أشغله التسبيح فمكث مكانه حتى صلى الظهر ولم يقم حتى صلى العصر ولم يقم حتى صلى المغرب ثم ثبت حتى صلى العشاء، ثم ثبت حتى صلى الصبح ثم جلس فغلبت عيناه فقال: اللهم أنى أعوذ بك من عين نوّامة وبطن لا يشبع. وكان يصلي اويس ويقول في بعض الليالي: هذه ليله الركوع فيحيي الليل كلها في ركعة وفي بعض الليالي: هذه ليلة السجود ويحيي الليلة كله في سجدة. منه عفي عنه.

(58)

ص 481 س 13

هذا بناءً على مذهب المتشرعة المتكلمين وبعض الحكماء، وأما على طريقة القائلين بوحدة الوجود فانهم بناء على قولهم ذلك يجرون مثل ذلك في جميع الصفات بلا تفاوت بينها ويقولون: ان العلم لكونه عين الذات لابد من كونه علة وبناؤهم في دفع الشبهة على الطريقة المذكورة فان كثرة المعلومات بقيود اعتبارية ومن هذه الحيثية يظهر المعلوليّة ووحدتها بسلب تلك القيود ومنه يظهر العلية الا أنّه لما كان خلاف ظاهر الشريعة بل أنه وان أمكن التلفظ بمثله وفهم شيء ما منه أيضا الا أنه لا يمكن التصديق بمعناه وبحقيقته بما سكن اليه النفس كسائر ما يدّعونه (26) ويشترطون فيه المكاشفة الحاصلة من المجاهدات فلذا ضربنا عنه صفحا والله أعلم. منه عفي عنه.

(59)

ص 483 س 2

روى في كافي عن علي بن محمد عن ... رفعوه قال: كان أمير المؤمنين عليه‌السلام جالسا بالكوفة بعد منصرفه من صفين اذ أقبل شيخ فجثا بين يديه، ثم قال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن مسيرنا الى أهل الشام أبقضاء من الله وقدر؟ فقال له أمير المؤمنين عليه‌السلام: أجل يا شيخ ما علوتم تلعة ولا هبطتم بطن واد الا بقضاء الله وقدره، فقال له الشيخ: عند الله احتسب عنائي يا أمير المؤمنين فقال له: مه يا شيخ لقد عظم الله لكم الأجر في مسيركم وأنتم سائرون وفي مقامكم وأنتم مقيمون وفي منصرفكم وأنتم منصرفون ولم تكونوا في شيء من حالاتكم مكرهين ولا اليه مضطرين.

فقال له الشيخ: وكيف لم نكن في شيء من حالاتنا مكرهين ولا اليه مضطرين وقد كان بالقضاء والقدر مسيرنا ومنقلبنا ومنصرفنا؟ فقال له: أو تظن أنه كان قضاءً حتما وقدرا لازما؟ انه لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب والأمر والنهي والزجر من الله وسقط معنى الوعد والوعيد فلم تكن لائمة للمذنب ولا محمدة للمحسن ولكان المذنب أولى بالاحسان من المحسن ولكان المحسن أولى بالعقوبة من المسيء، تلك مقالة اخوان عبدة الأوثان وخصماء الرحمن وحزب الشيطان وقدرية هذه الامة ومجوسها.

انّ الله تبارك وتعالى كلف تخييرا ونهى تحذيرا وأعطى على القليل كثيرا ولم يعص مغلوبا ولم يطع مكرها ولم يملك مفوضا ولم يخلق السماوات والأرض وما بينهما باطلا ولم يبعث النبيين مبشرين ومنذرين عبثا {ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} [ص: 27] الحديث (27). فتفطّن. منه عفي عنه.

(60)

ص 483 س 16

حيث أجاب عن هذا لاعتراض بأن الشرور الواقعة في عالم الكون والفساد، اما شرور عرضية اضافية أو أنها بالنسبة الى النظام الكلي معدومة لقلتها ثم ذكر أن لأبي حامد الغزالي في هذا المقام توجيها لا يشفي العليل ولا يروي الغليل (28).

وتوجيه الغزالي مبني على مذهبه في أفعال العباد حيث يلزم كونها أفعالا لله سبحانه فاعتبر الجهة في المقام وطول الكلام بذكر تمثيل يناسب المرام بأن من يدعي الصداقة معك ويلبس الأمر على أصدقائك في ادّعائه إذا أردت توضيح نفاقه وتفضيح حاله على أصدقائك فشتمته وآذيته حتى اجترأ عليك وغير سلوكه معك فشتمك فان هذا الفعل الصادر عنه أعني الأذية بالنسبة اليك حسن لكونه فعلك الذي اتضح به غدر المنافق لدى أصدقائك وقبيح من حيث كونه سوء أدب واظهار عداوة معك. هذا حاصل كلامه (29).

وأنت إذا تأملت في كلامه علمت أن توجيه هذا الفاضل أيضا كتوجيه الغزالي في ابتنائه على كون الأفعال من الله تعالى بلا استناد الى العباد وانكار لكون المعاصي شرورا وقبائح بالذات واقرار بلزوم الرضا من حيث كونها معاصي وهو باطل على طريقة العدلية.

وما ذكروه من توجيه دخول الشرور في قضاء الله وقدره مختص بالشرور الواقعة في عالم الكون والفساد من الزلازل والصواعق والوباء والطاعون والطوفان المهلكة وأمثال ذلك من الأفعال المستندة الى الله بلا واسطة ظاهرة من العباد دون الأفعال الصادرة ظاهرا عنهم، فانها شرور وقبائح حقيقية صادرة عنهم بالأصالة باختيارهم وارادتهم ولذا منعوا عنها وذموا عليها وبعث الرسل لأجلها ولا يلزم منه اشكال على طريقتنا حتى يوجه بما ذكروه كما بيناه في المتن، فافهم. منه عفي عنه.

(61)

ص 483 س 19

فمعنى كونها بقضاء الله وقدره كون أسبابها من الله وهذا الفعل ليس قبيحا فان خلق اليد والشهوة والاختيار خير محض لا شرية فيه أصلا، ومعنى كونها معصية يجب بغضها وتركها معناه الحقيقي أعني نفس تلك الأفعال، فلا منافاة بينهما أصلا. منه عفي عنه.

(62)

ص 484 س 8

كما أن قشر الجوز الأسفل يحفظ اللب ويصونه عن الفساد عن الادخال وإذا فصل يحطب أيضا فله نفع عظيم بالنسبة الى القشر الأول الا أنّه ناقص القدر بالنسبة الى اللب فكذا هذا التوحيد بالنسبة الى الكشف والانشراح واشراق نور الحق عليه. منه عفي عنه.

(63)

ص 486 س 20

كما أن قشر الجوز الأعلى غايته صون الجوز الى أن يستكمل ثم يرمى والا فهو مر في المذاق وباطنه كريه المنظر وحطبه يطفىء النار ويكثر الدخان فكذا هذا التوحيد يحفظ البدن عن ضرر السيف والسنان الى حين الموت، والبدن كالقشر للنفس مثلا. منه عفي عنه.

(64)

ص 486 س 22

فكما أن اللب شيء نفيس الا أنه لا يخلو عن عصارة وثفل بالإضافة الى الدهن المخرج منه، فكذا هذا التوحيد مقصد عال لأرباب السلوك الا أنه لا يخلو عن شوب كثرة التفات الى الغير بخلاف الأخير حيث استغرق في الواحد فلم ير الا واحدا. منه عفي عنه.

(65)

ص 497 س 12

حيث قال: زعم بعض الناس أن حق التوكل أن يكتفي بالأسباب الخفيفة عن الأسباب الجليلة كان يسافر بالوادي التي لا يطرقها الناس بغير زاد ـ الى أن قال ـ: وهو محض الخطأ اذ من جاهد نفسه وراضها بحيث يصبر

691

على الجوع الاسبوع وتمكن من التقوّت بالحشيش صارت له الأسباب جلية (جليلة) فإنّ عدم الحاجة أحد الغنائين ثم ان كان اعتماده على صبره وتمكنه فأين التوكل والا فليقم في بلده مع الأسباب كما أمر الله به، وأما توطين النفس على الموت فهو محرم شرعا وعقلا ـ الى آخر ما قال ـ (30) منه عفي عنه.

(66)

ص 509 س 15

لأن الخطاب فيه مع العوام الذين هم كالأنعام وقد انغمسوا في ظلمات المعاصي التي لا تظهر هذه الظلمات بالنسبة اليها كمن خرج (31) بسكين سيده ... حيث لا يبقى لأخذ السكين من غير اذن سيده حكم حينئذ. منه عفي عنه.

(67)

ص 509 س 22

قيل: قاله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مرة في الشدة تسلية للنفس وقت حفر الخندق في مدة الحصر. ومرة في السرور منعا للنفس من الركون الى سرور الدنيا عند احداق الناس به في حجة الوداع. منه عفي عنه.

(68)

ص 528 س 6

وقد نقل ان رجلا كان يهوى ابنة عم له وهي أيضا تهواه فاتفق الوصال منهما بالزواج، فقال الرجل ليلة الوصال لها: تعالي نحيي الليلة شكرا لله على ما جمعنا، فقالت: نعم فصليا تلك الليلة بأسرها ولم يتفرغ أحدهما الى صاحبه فلما كانت الليلة الثانية قالا مثل ذلك فصليا طول الليل وهكذا فعلا منذ ثمانين سنة وهما على تلك الحالة من دون رجوع لأحدهما الى الآخر ومضاجعة، فهذا الشكر أفضل من الصبر بمراتب شتى. منه عفي عنه.

(69)

ص 532 س 3

كالذي ينظر على وجه حسن فيميل اليه فلو أتبعه ودام على النظر والمجالسة والمصاحبة معه تأكد ميله الى أن يحصل العشق ويخرج الأمر عن يد اختياره فلا يقدر على النزوع، ولو فطم نفسه ابتداء وخالف مقتضى ميله كان ذلك لقطع القوت والغذاء عن صفة الميل ويكون ذلك دافعا له (32) حتى يضعف وينكسر بسببه أو ينقمع أو ينمحي عن أصله وهكذا جميع الصفات. منه عفي عنه.

(70)

ص 533 س 15

وقيل: معناه أن النية بمجردها خير من العمل بمجرده من دون النية اذ العمل بلا نية باطل، والنية بدون العمل صحيحة. وظاهر لفظ الخير الاشتراك في أصل الرجحان.

وقيل: ان النية سر لا يطلع عليه الا الله والعمل ظاهر، وعمل السر أفضل. وهو صحيح الا أنه لا يشمل أعمال السر حينئذ وظاهر الخبر العموم.

وقيل: ان النية تدوم الى آخر العمل، والعمل لا يدوم. وهو ضعيف؛ لأنّ حاصله كون الكثير خير من القليل وليس كذلك فإنّ نيّة أعمال الصلاة قد لا تدوم الا في لحظات معدودة والأعمال تدوم والخير (والخبر) عام. منه عفي عنه.

(71)

ص 544 س 2

وجه التأمل ما سبق منا الاشارة اليه من أن النهي والذم الواردة على صفات القلب راجع الى مسبباتها وآثارها التي هي أعمال الجوارح في ظاهر الشريعة فلا يحرم الا هي ولا يجب الا هي فتفطن. منه عفي عنه.

(72)

ص 549 س 4

فقال: اذا أردت الطهارة والوضوء فتقدم الى الماء تقدمك الى رحمة الله فان الله قد جعل الماء مفتاح قربته ومناجاته ودليلا الى بساط خدمته وكما ان رحمته تطهر ذنوب العباد كذلك النجاسات الظاهرة يطهرها الماء لا غيره قال الله تعالي: {وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُورًا} [الفرقان: 48] قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} [الأنبياء: 30] فكما أحيى به كل شيء من نعيم الدنيا كذلك بفضله ورحمته جعل حياة القلوب بالطاعات. وتفكر في صفاء الماء ورقته وطهره وبركته ولطيف امتزاجه بكل شيء واستعمله في تطهير الأعضاء التي أمرك الله بتطهيرها وتعبدك بأدائها في فرائضه وسننه فان تحت كل واحدة منها فوائد كثيرة فاذا استعملتها بالحرمة انفجرت لك عيون فوائده عن قريب، ثم عاشر خلق الله تعالي كامتزاج الماء بالأشياء يؤدي كل شيء حقه ولا يتغير عن معناه معتبراً لقول رسول الله صلى‌ الله ‌عليه‌ وآله: مثل المؤمن الخالص كمثل الماء. وليكن صفوتك مع الله تعالى في جميع طاعتك كصفوة الماء حين أنزله من السماء وسماه طهورا. وطهر قلبك بالتقوى واليقين عند طهارة جوارحك بالماء. الحديث (33). منه عفي عنه.

(73)

ص 567 س 10

في طور القراءة كان بعضهم إذا سمع آية من العذاب بكى واستعاذ وإذا سمع آية من الرحمة أظهر السرور والابتهاج وطور التمني والسؤال من كيفية القرآن وآية نفي الشريك والأولاد (كذا) وخفض صوته كالمستحيي من الاظهار باللسان. منه عفي عنه.

(74)

ص 613 س 10

اشارة الى ما يقوله أهل السنة والجماعة من جواز الرؤية بالعين الظاهرة في الآخرة، والأخبار بطرقنا متواترة في رده والمنع عنه، مضافا الى الأدلة العقلية المفصلة في الكتب الكلامية. فبعض الظواهر الدالة عليه نحو قول سيد الشهداء عليه‌السلام في دعاء عرفة: عميت عين لا تراك عليها رقيبا وأضرابه تأول بظهوره تعالى في كل موجود كما أفاد عليه‌السلام بقوله: (تعرّفت لكل شيء فما جهلك شيء) وقال أيضا: (تعرّفت الي في كل شيء فرأيتك ظاهرا في كل شيء) فمن لا يراه في الموجودات بأسرها فهو أعمى القلب. وإطلاق ألفاظ العين والعمى والبصر والنظر وغيره مما شاع اطلاقها في الحس الظاهر على الحس الباطن والبصيرة القلبية أشيع وأظهر من أن يذكر. منه عفي عنه.

(75)

ص 619 س 2

فلا يدل وجود زيد على وجود عمرو ولا صفاته تعينه ابتداء (كذا) بل يستدل به عليها بأن (34) يستدل مثلا بحركته وتكلمه وبعض آخر من أعراض نفسه على وجوده. منه عفي عنه.

(76)

ص 622 س 5

قيل معناه: أنّه إذا أحبه تاب عليه قبل الموت فلم تضره الذنوب الماضية وان كثرت كماله بعد الاسلام وقد شرط ... الذنوب فقال: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [آل عمران: 31].

 

 

__________________

(1) راجع إحياء العلوم 4 / 306.

(2) راجع جامع السعادات 1 / 61.

(3) راجع جامع السعادات 1 / 116.

(4) بحار الأنوار 66 / 24.

(5) إحياء العلوم 1 / 100.

(6) نهج البلاغة ح 147.

(7) المحجّة البيضاء ج 1 ص 279.

(8) راجع إحياء العلوم 3 / 12.

(9) إحياء العلوم 3 / 13.

(10) راجع إحياء العلوم 3 / 13.

(11)  في الأصل: وهو

(12) جامع السعادات 1 / 231.

(13)  في جامع السعادات 1 / 262.

(14) منهما.

(15) إحياء العلوم 2 / 26.

(16) إحياء العلوم 2 / 30.

(17) إحياء العلوم 2 / 34.

(18) نهج البلاغة ح 349.

(19) نهج البلاغة الخطبة 160.

(20)  راجع جواهر الكلام ج 15 ص 11.

(21) إحياء العلوم 3 / 115.

(22) إحياء العلوم 2 / 228.

(23)  الكافي 2 / 374.

(24) إحياء العلوم 2 / 170.

(25) إحياء العلوم 2 / 174.

(26) وفي نسخة: ومنه يظهر العلّية لكن هذا كلام وإن سهل التلفّظ به إلّا أنّه يشكل فهم معناه والركون إليه كسائر ما يدّعونه.

(27) الكافي 1 / 155.

(28) جامع السعادات 3 / 212.

(29) إحياء العلوم 4 / 342.

(30) جامع السعادات 3 / 231.

(31) جرح. ط.

(32) ردءاً ودفعاً له.

(33) مصباح الشريعة الباب العاشر.

(34)  في الأصل: بل يستدلّ.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.