المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



اتصال صاحب المسهب بعبد الملك بن سعيد  
  
753   04:36 مساءً   التاريخ: 2024-03-11
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج4، ص123
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-24 658
التاريخ: 2023-07-10 1260
التاريخ: 2024-02-25 984
التاريخ: 2023-02-11 1182

     

وحكي أن حافظ الأندلس إمام الأدباء رئيس المؤافين

حسنة الزمان نادرة الإحسان أبا محمد عبد الله بن إبراهيم الصنهاجي الحجاري صاحب كتاب المسهب كان سبب اتصاله بعبد الملك بن سعيد جد علي بن موسى صاحب المغرب أنه وفد عليه في قلعته فلما وقف على بابه وهو بزي بداوة ازداراه البوابون فقال لهم : استأذنوا لي على القائد فضحكوا به وقالوا له : ما كان وجد القائد من يدخل عليه في هذه الساعة إلا أنت ؟ فمد يده إلى دواة في حزامه وسحاءة وكتب بها : بباب القائد الأعلى _ لازال آهلا بأهل الفضيلة _ رجل وفد عليه من شلب بقصيدة مطلعها :

عليك أحالني الذكر الجميل

فإن رأى سيدي أن يحجب من بلده شلب ومن قصيده هذا فهو أعلم بما يأتي ويذر ولاعتب على القدر ورغب إلى أحد غلمانه فأوصل الورقة فلما وقف عليها القائد قال : من شلب وهذا مطلع قصيدته ما لهذا إلا شأن ولعله الوزير ابن عمار وقد نشر إلى الدنيا عجلوا بالإذن له فأذنوا له ودخل وبقي واقفا لم يسلم ولا كلم أحدا فاستقله الحاضرون واستبردوا مقصده ونسبوه للجهل وسوء الأدب فقال له أحدهم ما لك لا تسلم على القائد  وتدخل مداخل الأدباء والشعراء ؟ فقال: حتى اخجل

جميعكم قدر ما أخجلتموني على الباب مع أقوام أنذال وأعلم أيضا من هو الكثير الفضول من أصحاب القائد أعزه الله تعالى فأكون أتقيه إن قدر لي خدمته

فقال له عبد الملك : أتأخذنا بما فعل السفهاء منا :؟ قال : لا والله بل أغفر

لك ذنوب الدهر أجمع وإنما هي أسباب نقصدها لنحاور بها مثلك أعزك الله تعالى ويتمكن التأنيس  وينحل قيد الهيبة ثم أنشد من رأسه ولا ورقة في يده

عليك أحالني الذكر الجميل                   فصح العزم واقتضي الرحيل

وودعت الحبيب بغير صبر                  ولم أسمع لما قال العذول

وأسلبت الظلام علي سترا                     ونجم الأفق ناظره كليل

ولم أشك الهجير وقد دعاني                   إلى أرجائك الظل الظليل

وهي طويلة فأكرمه وقربه رحم الله تعالى الجميع.





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.