أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-2-2016
2351
التاريخ: 6-12-2015
2370
التاريخ: 2024-05-29
730
التاريخ: 4-2-2016
3118
|
قال تعالى : {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[الاعراف : 199، 200].
العفو هو الذي يأتي من غير كلفة ومشقة ، والعرف المعروف ، وهو فعل الخير.
[وقد] أدب اللَّه نبيه محمدا (صلى الله عليه واله) فأحسن تأديبه ، وكان يقول في دعائه : اللهم حسن خلقي وخلقي ، وجنبني منكرات الأخلاق ، وقد استجاب اللَّه دعاءه ، وأتم له مكارم الأخلاق ، ثم أرسله كافة للناس ليتمم لهم مكارم الأخلاق . ومن الآيات التي أدب اللَّه بها رسوله الأكرم ( صلى الله عليه واله) هذه الآية ، وقد تضمنت أسسا ثلاثة في الشريعة والآداب ، وهي :
1 - العفو ، وهو السهل اليسير الذي لا مشقة فيه ولا عسر ، ويكون في الأفعال وفي الأخلاق ، وهو في الأموال ما زاد عن الحاجة ، وقد أمر اللَّه نبيه أن لا يشق على الناس فيما يأمرهم به ، وينهاهم عنه ، وان يأخذ زكاة أموالهم فيما زاد عن حاجاتهم ، وهذا أصل من أصول الشريعة : {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج : 78] ، وان لا يكلفهم الشاق من الأخلاق ، كأن يلزم أحدهم أن يتنازل لغريمه عن حقه ، ولا يقتص منه لنفسه .
2 - الأمر بالعرف ، وهو الخير المعروف الواضح يدركه الإنسان بفطرته .
3 - وأعرض عن الجاهلين ، وهم الذين لا ترجى هدايتهم بالحجة والدليل ، ولا بالموعظة والإرشاد . . وقد يكون إهمالهم والإعراض عنهم أجدى في هدايتهم .
وقال الشيخ المراغي في تفسير هذه الآية : روي عن جعفر الصادق رضي اللَّه عنه انه قال : ليس في القرآن أجمع لمكارم الأخلاق منها .
{ وإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } . النبي يغضب ما في ذلك ريب . . ولكنه يغضب للَّه ، حتى غضبه لنفسه هو غضب للَّه . .
وربما غضب على جهالة جاهل من الذين أمرهم اللَّه بالإعراض عنهم ، فتحركه نفسه لمجابهته بكلمة يستحقها ، فقال له مؤدبه الأعظم جل ثناؤه : إن صادف وعرضت لك مثل هذه الحال فلا يذهبن الغضب بحلمك فاصبر واستعذ باللَّه ، فإنه يسمع لك ويستجيب ، ويعلم ما تلاقيه من أهل السفاهة والجهالة ، ويثيبك عليه .
ولا بد من الإشارة إلى ان قوله تعالى : { وإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ } هو مجرد فرض لمكان ان الشرطية ، تماما كقوله : لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ . وبديهة ان فرض المحال ليس بمحال ، وفي المجلد الثاني صفحة 75 فقرة الأنبياء والمعصية بيّنا ان للَّه سبحانه أن ينهى أنبياءه المعصومين عن المعصية ، لأن نهيه من الأعلى إلى من هو دونه ، وليس لأحد غير اللَّه أن يأمرهم أو ينهاهم .
{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا } [الاعراف : 201] . ما من انسان إلا وتنازعه اندفاعات نفسية ، بعضها عاطفي ، وبعضها عقلي ، وبعضها ديني ، وفي الأغلب ينهزم الدين والعقل أمام العاطفة ، لأنها تنبع من ذات الإنسان ، وتلازمه منذ تكوينه في بطن أمه ، والعقل متأخر عن العاطفة في الوجود ، وهو ينمو بالدرس والتجربة ، أما الدين فنزل لترويض العاطفة وكبح جماحها . فهو أضعف العوامل والانفعالات . . اللهم إلا إذا اقتنع الإنسان به اقتناعه بنفسه وكيانه ، بحيث لا يرى لنفسه وجودا سعيدا إلا بالدين والعمل بأحكامه ، وهذا النوع من المتدينين هم الذين يتغلب دينهم على ميولهم ، وهم المعنيون بقوله تعالى : { إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا } . أي إذا أغراهم الشيطان بمعصية اللَّه ، أو وسوست لهم النفس الأمارة بذلك تذكروا ما أمرهم اللَّه به ، وما نهاهم عنه { فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ } مكائد الشيطان ووسوسة النفس ، فيحجمون عن المعصية ، ويتغلب دينهم على أهوائهم .
{وإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ} [ الاعراف : 202] . المراد بالإخوان هنا الشياطين ، والضمير في إخوانهم يعود إلى المشركين الذين تقدم ذكرهم ، والضمير المرفوع في يمدونهم يعود إلى الشياطين ، والضمير المنصوب يعود إلى المشركين ، والمراد بلا يقصرون لا يكف الشياطين عن أمداد المشركين بالإغواء والإفساد ، وملخص المعنى ان الشياطين هم إخوان المشركين لا يكفون عن غوايتهم وتضليلهم .
{ وإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا لَوْ لا اجْتَبَيْتَها } . كان المشركون يطلبون من النبي آيات ومعجزات معينة على سبيل التعنّت ، فإذا لم يأتهم بها قالوا له : هلا تأتي بها أنت من نفسك ؟ . ألست نبيا ؟ . { قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي } .
أي قل يا محمد لهؤلاء المتعنتين : أجل ، أنا نبي ، ولكن النبي لا يصنع المعجزات ، ولا يبتدع من عنده الآيات ، ولا يقترحها على اللَّه ، بل ينتظر الوحي ، ويبلغه لعباده .
{ هذا بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وهُدىً ورَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } . هذا إشارة إلى القرآن ، والبصائر هي الحجج والبينات التي يبصر العاقل بها الحق ، ويميزه عن الباطل . .
بعد ان قال النبي (صلى الله عليه واله) للمشركين : انما اتبع ما يوحى إليّ من ربي قال لهم :
وقد أوحى إليّ ربي بهذا القرآن ، وفيه الأدلة الساطعة على نبوتي ، وهو هدى ورحمة لمن يريد أن يؤمن بالحق لوجه الحق ، فإن كنتم من طلابه كما تزعمون فعليكم أن تتركوا الشرك ، وتسلموا ، والا فأنتم طلاب منافع وأرباب غايات .
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
انطلاق الجلسة البحثية الرابعة لمؤتمر العميد العلمي العالمي السابع
|
|
|