المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17818 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
هل يجوز للمكلف ان يستنيب غيره للجهاد
2024-11-30
جواز استيجار المشركين للجهاد
2024-11-30
معاونة المجاهدين
2024-11-30
السلطة التي كان في يدها إصدار الحكم، ونوع العقاب الذي كان يوقع
2024-11-30
طريقة المحاكمة
2024-11-30
كيف كان تأليف المحكمة وطبيعتها؟
2024-11-30

مفاهيم جغرافية السكان في حضارة وادي الرافدين - نمو السكان
2023-02-17
مقدمات حول كتابة القرآن الكريم
17-2-2019
Gender marking
2024-01-19
مكثف رُقاقي chip capacitor
16-4-2018
الذنوب تعطل الإنسان عن فعل الطاعات
13-2-2022
شقيقة غذائية Dietary Migraine
26-1-2018


ادب الرسول صلى الله عليه واله  
  
1812   02:08 صباحاً   التاريخ: 11-10-2014
المؤلف : محمد جواد مغنية
الكتاب أو المصدر : تفسير الكاشف
الجزء والصفحة : ج3 ، ص438-441.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قصص قرآنية / قصص الأنبياء / قصة النبي محمد صلى الله عليه وآله /

قال تعالى : {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[الاعراف : 199، 200].

العفو هو الذي يأتي من غير كلفة ومشقة ، والعرف المعروف ، وهو فعل الخير.

[وقد] أدب اللَّه نبيه محمدا (صلى الله عليه واله) فأحسن تأديبه ، وكان يقول في دعائه : اللهم حسن خلقي وخلقي ، وجنبني منكرات الأخلاق ، وقد استجاب اللَّه دعاءه ، وأتم له مكارم الأخلاق ، ثم أرسله كافة للناس ليتمم لهم مكارم الأخلاق . ومن الآيات التي أدب اللَّه بها رسوله الأكرم ( صلى الله عليه واله) هذه الآية ، وقد تضمنت أسسا ثلاثة في الشريعة والآداب ، وهي :

1 - العفو ، وهو السهل اليسير الذي لا مشقة فيه ولا عسر ، ويكون في الأفعال وفي الأخلاق ، وهو في الأموال ما زاد عن الحاجة ، وقد أمر اللَّه نبيه أن لا يشق على الناس فيما يأمرهم به ، وينهاهم عنه ، وان يأخذ زكاة أموالهم فيما زاد عن حاجاتهم ، وهذا أصل من أصول الشريعة : {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج : 78] ، وان لا يكلفهم الشاق من الأخلاق ، كأن يلزم أحدهم أن يتنازل لغريمه عن حقه ، ولا يقتص منه لنفسه .

2 - الأمر بالعرف ، وهو الخير المعروف الواضح يدركه الإنسان بفطرته .

3 - وأعرض عن الجاهلين ، وهم الذين لا ترجى هدايتهم بالحجة والدليل ، ولا بالموعظة والإرشاد . . وقد يكون إهمالهم والإعراض عنهم أجدى في هدايتهم .

وقال الشيخ المراغي في تفسير هذه الآية : روي عن جعفر الصادق رضي اللَّه عنه انه قال : ليس في القرآن أجمع لمكارم الأخلاق منها .

{ وإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } . النبي يغضب ما في ذلك ريب . . ولكنه يغضب للَّه ، حتى غضبه لنفسه هو غضب للَّه . .

وربما غضب على جهالة جاهل من الذين أمرهم اللَّه بالإعراض عنهم ، فتحركه نفسه لمجابهته بكلمة يستحقها ، فقال له مؤدبه الأعظم جل ثناؤه : إن صادف وعرضت لك مثل هذه الحال فلا يذهبن الغضب بحلمك فاصبر واستعذ باللَّه ، فإنه يسمع لك ويستجيب ، ويعلم ما تلاقيه من أهل السفاهة والجهالة ، ويثيبك عليه .

ولا بد من الإشارة إلى ان قوله تعالى : { وإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطانِ نَزْغٌ } هو مجرد فرض لمكان ان الشرطية ، تماما كقوله : لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ . وبديهة ان فرض المحال ليس بمحال ، وفي المجلد الثاني صفحة 75 فقرة الأنبياء والمعصية بيّنا ان للَّه سبحانه أن ينهى أنبياءه المعصومين عن المعصية ، لأن نهيه من الأعلى إلى من هو دونه ، وليس لأحد غير اللَّه أن يأمرهم أو ينهاهم .

{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا } [الاعراف : 201] . ما من انسان إلا وتنازعه اندفاعات نفسية ، بعضها عاطفي ، وبعضها عقلي ، وبعضها ديني ، وفي الأغلب ينهزم الدين والعقل أمام العاطفة ، لأنها تنبع من ذات الإنسان ، وتلازمه منذ تكوينه في بطن أمه ، والعقل متأخر عن العاطفة في الوجود ، وهو ينمو بالدرس والتجربة ، أما الدين فنزل لترويض العاطفة وكبح جماحها . فهو أضعف العوامل والانفعالات . . اللهم إلا إذا اقتنع الإنسان به اقتناعه بنفسه وكيانه ، بحيث لا يرى لنفسه وجودا سعيدا إلا بالدين والعمل بأحكامه ، وهذا النوع من المتدينين هم الذين يتغلب دينهم على ميولهم ، وهم المعنيون بقوله تعالى : { إِذا مَسَّهُمْ طائِفٌ مِنَ الشَّيْطانِ تَذَكَّرُوا } . أي إذا أغراهم الشيطان بمعصية اللَّه ، أو وسوست لهم النفس الأمارة بذلك تذكروا ما أمرهم اللَّه به ، وما نهاهم عنه { فَإِذا هُمْ مُبْصِرُونَ } مكائد الشيطان ووسوسة النفس ، فيحجمون عن المعصية ، ويتغلب دينهم على أهوائهم .

{وإِخْوانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لا يُقْصِرُونَ} [ الاعراف : 202] . المراد بالإخوان هنا الشياطين ، والضمير في إخوانهم يعود إلى المشركين الذين تقدم ذكرهم ، والضمير المرفوع في يمدونهم يعود إلى الشياطين ، والضمير المنصوب يعود إلى المشركين ، والمراد بلا يقصرون لا يكف الشياطين عن أمداد المشركين بالإغواء والإفساد ، وملخص المعنى ان الشياطين هم إخوان المشركين لا يكفون عن غوايتهم وتضليلهم .

{ وإِذا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قالُوا لَوْ لا اجْتَبَيْتَها } . كان المشركون يطلبون من النبي آيات ومعجزات معينة على سبيل التعنّت ، فإذا لم يأتهم بها قالوا له : هلا تأتي بها أنت من نفسك ؟ . ألست نبيا ؟ . { قُلْ إِنَّما أَتَّبِعُ ما يُوحى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي } .

أي قل يا محمد لهؤلاء المتعنتين : أجل ، أنا نبي ، ولكن النبي لا يصنع المعجزات ، ولا يبتدع من عنده الآيات ، ولا يقترحها على اللَّه ، بل ينتظر الوحي ، ويبلغه لعباده .

{ هذا بَصائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وهُدىً ورَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } . هذا إشارة إلى القرآن ، والبصائر هي الحجج والبينات التي يبصر العاقل بها الحق ، ويميزه عن الباطل . .

بعد ان قال النبي (صلى الله عليه واله) للمشركين : انما اتبع ما يوحى إليّ من ربي قال لهم :

وقد أوحى إليّ ربي بهذا القرآن ، وفيه الأدلة الساطعة على نبوتي ، وهو هدى ورحمة لمن يريد أن يؤمن بالحق لوجه الحق ، فإن كنتم من طلابه كما تزعمون فعليكم أن تتركوا الشرك ، وتسلموا ، والا فأنتم طلاب منافع وأرباب غايات .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .