ذبول القطن الفرتيسيليومي

Verticillium wilt of cotton

يعد مرض الذبول الوعائي الفرتيسليومي الأكثر أهمية من حيث الخسائر التي يلحقها بمحصول القطن في معظم الدول المنتجة له. وفي سوريا ينتشر المرض في أكثر من 50 % من المناطق المزروعة بالقطن.

الفطر المسبب:

Verticillium dahliae Kleb

الأعراض:

إذا أصيبت النباتات في طور البادرة، فإنها تتوقف عن النمو، وتصفر أوراقها، ثم تذبل وتموت. أما إصابة النباتات في طور ما بعد البادرة، فتظهر على شكل بقع شاحبة على حواف الأوراق وبين العروق الرئيسية. وعند إصابة النباتات في المراحل المتأخرة من النمو، تظهر بقع شاحبة على الأوراق السفلى أولاً، ثم تمتد هذه الأعراض إلى الأوراق العلوية. وغالباً تظهر هذه الأعراض على فرع واحد في المراحل الأولى من المرض، ثم تمتد نحو الداخل، ويتحول لون البقع الورقية إلى اللون البني وتجف، وأخيراً تموت الأوراق، وتبدو أعراض الذبول واضحة على النباتات، إذ ترتخي الأوراق وتتهدل وتجف، ويفقد النبات جميع أوراقه في الإصابة الشديدة، ويترافق ذلك مع جفاف معظم الأزهار واللوزات التي تكونت. وإذا استمر نمو النبات، فإن إنتاج اللوزات يكون قليلاً جداً أو معدوماً، وتتصف اللوزات المحمولة على النبات المصاب بصغر حجمها، ولا يعطيها المرض فرصة التفتح. وفي نهاية المطاف تجف النباتات وتموت نهائياً، ويمكن لهذه النباتات المصابة أن تبقى على قيد الحياة في غير موسم النمو الطبيعي، إذ ترسل نموات جديدة من قاعدة النبات. وعند إجراء مقطع طولي أو عرضي في الساق، تشاهد الحزم الوعائية ملونة بلون بني غامق مائل للون الأسود. وتجب الإشارة هنا إلى أن هناك سلالات من الفطر Verticillium dahliae مسقطة وسلالات غير مسقطة للأوراق.

أعراض الإصابة بالذبول الفرتيسليومي على القطن المتسبب عن الفطر Verticillium dahlia. A: بقع شاحبة على حافة الورقة وبين العروق. B: مقطع عرضي يبين تلون الأوعية الناقلة في ساق نبات مصاب بالذبول مقارنة مع لون الأوعية الناقلة في ساق نبات سليم.

دورة المرض وانتشاره:

يمكن للفطر أن يحافظ على حياته في التربة خلال فترة غياب المضيف بصورة أجسام حجرية صغيرة Sclerotia أو مشيجة معمرة Perennial mycelium.

تحرض إفرازات جذور نباتات القطن الوحدات التكاثرية الساكنة على الإنبات والنشاط، فتخترق خيوط الفطر الجذور إما عن طريق الجروح أو اختراق مباشر في منطقة القلنسوة أو منطقة الاستطالة، وتنتشر مشيجة الفطر حتى تصل إلى الأوعية الخشبية لتنمو وتتكاثر بداخلها، ثم تنتقل الأبواغ إلى الأجزاء العلوية من النبات مع النسغ، ثم تنبت لتعطي خيوطاً فطرية جديدة تقوم بغزو الأنسجة النباتية الأخرى. وبعد موت النبات تتشكل الوحدات التكاثرية الساكنة من جديد.

إذا زرعت النباتات الحساسة للمرض فـي تربة ملوثة بالفرتيسليوم، يمكن أن لا تصاب بشدة إذا كانت الظروف البيئية غير مناسبة لنمو الفطر وتطور المرض، إذ إن شدة المرض تزداد في الفترات الرطبة والباردة، حيث تزيد برودة التربة من شدة الإصابة، بينما تتوقف الأعراض عند وصول درجة الحرارة إلى 25°م. وينتشر المرض عادة في الأراضي الطينية الثقيلة المعتدلة الحموضة أكثر منها في الأراضي الرملية الخفيفة. كما أن التسميد الأزوتي الزائد يشجع الإصابة ويزيد من شدتها.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن الذبول الوعائي على القطن يمكن أن يتسبب أيضاً عن الفطر F. oxysporum f. sp. vasinfectum. إلا أنه ينتشر في الترب الرملية المائلة إلى الحامضية (6.5 pH)، ونادراً ما يكون المرض شديداً دون وجود الديدان الخيطية، ويفضل التربة الدافئة (28 - 30 م°)، وعادة يهاجم النباتات في جميع أطوار نموها، بينما غالباً ما يهاجم الفطر V. dahliae النباتات متأخراً خلال موسم النمو عندما تنخفض الحرارة أثناء عملية تشكل الجوزات.

المكافحة:

- تجنب الإفراط في التسميد الأزوتي، فمن المفيد التوازن في التسميد الأزوتي والبوتاسي، وإتباع دورة زراعية مناسبة يتناوب فيها القطن مع نباتات غير حساسة كالنجيليات، وتجنب الري الغزير، وحرق مخلفات المحصول مباشرة بعد الجني.

- زراعة الأصناف المبكرة. وانتخاب الأصناف المقاومة أو المتحملة، فقد توصل مكتب القطن في سورية إلى الصنف حلب1، وحلب4، وحلب45، وهي أصناف متحملة معاملة البذار بالمبيدات الفطرية المناسبة. وتقوم الدولة بهذه المهمة قبل توزيع البذار على المزارعين.