أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-5-2016
3575
التاريخ: 18-01-2015
3181
التاريخ: 9-5-2016
5716
التاريخ: 19-01-2015
4410
|
عُمِرَ قبر أمير المؤمنين عدة مرات و أول من عمره هارون الرشيد بعد سنة 170 وما في بعض الكتب من أن ذلك كان سنة 155 اشتباه لأن الرشيد ستخلف سنة 170 ومات سنة 193 وإظهاره القبر وتعميره إنما كان في خلافته قال الديلمي الحسن بن أبي الحسن محمد في ارشاد القلوب بعد ما ذكر مجيء هارون إلى القبر : وأمر أن تبنى عليه قبة بأربعة أبواب (اه) وقال أحمد بن علي بن الحسين الحسني في كتابه عمدة الطالب بعد ما ذكر زيارة الرشيد للقبر الشريف : ثم أن هارون أمر فبنى عليه قبة وأخذ الناس في زيارته والدفن لموتاهم حوله وقال السيد عبد الكريم بن أحمد بن طاوس الحسني في كتاب فرحة الغري : ذكر ابن طحال أن الرشيد بنى عليه بنيانا باجر أبيض أصغر من هذا الضريح اليوم من كل جانب بذراع ولما كشفنا الضريح الشريف وجدنا مبنيا عليه تربة وجصا وأمر الرشيد أن يبنى عليه قبة فبنيت من طين أحمر وعلى رأسها جرة خضراء وهي في الخزانة اليوم (اه) .
ويظهر من حديث رواه السيد عبد الكريم بن طاوس في كتاب فرحة الغري الآنف الذكر أن داود العباسي عمل على القبر صندوقا وقال أبو الحسن علي بن الحسن بن الحجاج أنه رأى هذا الصندوق لطيفا قال السيد عبد الكريم بن أحمد بن موسى بن طاوس في فرحة الغري : أخبرني عمي السعيد علي بن موسى بن طاوس والفقيه نجم الدين أبو القاسم بن سعيد والفقيه المقتدى بقية المشيخة نجيب الدين يحيى بن سعيد أدام الله بركاتهم كلهم عن الفقيه محمد بن عبد الله بن زهرة الحسيني عن محمد بن الحسن العلوي الساكن بمشهد الكاظم (عليه السلام) عن القطب الراوندي عن محمد بن علي بن المحسن الحلبي عن الشيخ الطوسي ونقلته من خطه حرفا حرفا عن المفيد محمد بن محمد بن النعمان عن محمد بن أحمد بن داود عن أبي الحسين محمد بن تمام الكوفي حدثنا أبو الحسن علي بن الحسن بن الحجاج من حفظه قال كنا جلوسا في مجلس ابن عمي أبي عبد الله محمد بن عمران بن الحجاج وفيه جماعة من أهل الكوفة من المشايخ وفيمن حضر العباس بن أحمد العباسي وكانوا قد حضروا عند ابن عمي يهنونه بالسلامة لأنه حضر وقت سقوط سقيفة سيدي أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب (عليه السلام) في ذي الحجة سنة 273 فبينا هم قعود يتحدثون إذ حضر المجلس إسماعيل بن عيسى العباسي فأحجمت الجماعة عما كانت فيه وأطال إسماعيل الجلوس فقال يا أصحابنا أعزكم الله لعلي قطعت حديثكم بمجيئي فقال أبو الحسن علي بن يحيى السليماني وكان شيخ الجماعة ومقدما فيهم لا والله يا أبا عبد الله أعزك الله ما أمسكنا لحال من الأحوال فقال لهم يا أصحابنا اعلموا أن الله عز وجل مسائلي عما أقول لكم وما اعتقده من المذهب حتى حلف بعتق جواريه ومماليكه وحبس دوابه أنه لا يعتقد إلا ولاية علي بن أبي طالب والسادة من الأئمة وعدهم واحدا واحدا فانبسط إليه أصحابنا ثم قال لهم رجعنا يوم الجمعة من الصلاة مع عمي داود فقال لنا أينما كنتم قبل أن تغرب الشمس فصيروا إلي ولا يتخلف منكم أحد وكان جمرة بني هاشم فصرنا إليه فقال صيحوا بفلان وفلان من الفعلة فجاءه رجلان معهما آلتهما فقال لنا اركبوا في وقتكم هذا وخذوا معكم الجمل غلاما كان له أسود يعرف بالجمل وكان هذا الغلام لو حمل على سكر دجلة لسكرها من شدته وبأسه وأمضوا إلى هذا القبر الذي قد افتتن به الناس ويقولون أنه قبر علي حتى تنبشوه وتجيؤوني بأقصى ما فيه فمضينا إلى الموضع فحفر الحفارون وهم يقولون لا حول ولا قوة إلا بالله في أنفسهم حتى نزلوا خمسة أذرع فقالوا قد بلغنا إلى موضع صلب وليس نقوى بنقره فانزلوا الحبشي فاخذ المنقار فضرب ضربة سمعنا لها طنينا شديدا ثم ضرب ثانية فسمعنا طنينا أشد ثم ضرب الثالثة فسمعنا طنينا أشد ثم صاح الغلام صيحة فقلنا اسألوه ما باله فلم يجبهم وهو يستغيث فشدوه بالحبل واخرجوه فإذا على يده من أطراف أصابعه إلى مرافقه دم وهو يستغيث لا يكلمنا ولا يحير جوابا فحملناه على بغل ورجعنا طائرين حتى انتهينا إلى عمي فأخبرناه فالتفت إلى القبلة وتاب ورجع عن مذهبه وركب بعد ذلك في الليل إلى مصعب بن جابر فسأله أن يعمل على القبر صندوقا ولم يخبره بشئ مما جرى ووجه من طم الموضع وعمر الصندوق عليه قال أبو الحسن بن حجاج رأينا هذا الصندوق الذي هذا حديثه لطيفا إلى أن قال : هذا آخر ما نقلته من خط الطوسي رض ورواه الشريف أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسن بن علي بن الحسين بن عبد الرحمن الشجري باسناده نحوه ، قال الفقيه صفي الدين محمد بن معد : وقد رأيت هذا الحديث بخط أبي يعلى محمد بن حمزة الجعفري صهر الشيخ المفيد والجالس بعد وفاته مجلسه أقول وقد رأيته بخط أبي يعلى الجعفري أيضا في كتابه كما ذكره صفي الدين (اه) المراد نقله من كلام ابن طاوس في فرحة الغري .
العمارة الثانية
عمارة محمد بن زيد الحسني الملقب بالداعي الصغير صاحب بلاد الديلم وطبرستان فإنه أمر بعمارته وعمارة الحائر بكربلاء والبناء عليهما بعد سنة 279 وبنى على المشهد العلوي حصنا فيه سبعون طاقا ، وهو محمد بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب الملقب بالداعي الصغير ملك الطبرستان بعد أخيه الحسن بن زيد ، وأقام بها سبع عشرة سنة وسبعة أشهر وخطب له رافع بن هرثمة بنيسابور ثم سار إلى خراسان لما بلغه أسر الصفار ليستولي عليها ، وحاربه محمد بن هارون السرخسي صاحب إسماعيل بن أحمد الساماني وجرى بينهما قتال شديد ثم انهزم عسكر العلوي وجرح جراحات عديدة ومات منها بعد أيام سنة 287 وأسر ابنه زيد بن محمد في المعركة وحمله إلى إسماعيل الساماني فأكرمه ووسع عليه وحمل رأسه إلى إسماعيل إلى بخارى ودفن بدنه بجرجان عند قبر الديباج محمد بن الصادق . قال ابن طاوس في فرحة الغري أن محمد بن زيد الداعي بنى المشهد الشريف الغروي أيام المعتضد (اه) والمعتضد بويع سنة 279 وتوفي 289 .
وعن محمد بن أبي طالب في كتابه زينة المجالس أنه قال : إلى أن خرج الداعيان الحسن ومحمد ابنا زيد ابن الحسن فامر محمد بعمارة المشهدين مشهد أمير المؤمنين ومشهد أبي عبد الله الحسين وأمر بالبناء عليهما (اه) وممن ذكر بناء محمد بن زيد العلوي محمد بن طحال فيما حكي عنه .
ويدل بعض الأخبار أن الذي بناه الحسن بن زيد الملقب بالداعي الكبير أخو محمد بن زيد المتقدم ظهر بطبرستان سنة 250 وتوفي سنة 270 قتله مرداويج الديلمي ففي ذيل خبر داود العباسي المتقدم الذي مر أنه عمر عليه الصندوق قال أبو الحسن بن حجاج رأينا هذا الصندوق الذي هذا حديثه لطيفا وذلك قبل أن يبنى عليه الحائط الذي بناه الحسن بن زيد ، وفي ذيل حديث ابن الشجري المشار إليه آنفا وذلك قبل أن يبنى عليه الحائط الذي بناه الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب المعروف بالداعي الخارج بطبرستان (اه) ولعله وقع اشتباه من النساخ أو بعض المؤلفين فأبدل اسم محمد باسم أخيه الحسن أو أن الحسن كان قد بنى عليه حائطا ثم بناه أخوه محمد فجعل له حصنا بسبعين طاقا كما مر وبعد ذلك زيد فيه .
وممن عمره الشريف عمر بن يحيى بن الحسين بن أحمد بن عمر المقتول سنة 250 ابن يحيى بن الحسين ذي الدمعة بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب . في مستدركات الوسائل أن عمر الثاني هذا رد الله على يده الحجر الأسود لما نهبت القرامطة مكة سنة 323 وبنى قبة جده أمير المؤمنين (عليه السلام) من خالص ماله (اه) .
هذا ولكن يظهر من بعض الروايات أن ابن زيد هو أول من بنى على القبر الشريف وأنه قبل عمارته لم يكن عليه بناء ولم يكن عليه شئ وما كان إلا الأرض وهو ينافي ما مر من أن أول من بناه الرشيد وأن داود العباسي عمل له صندوقا ، فعن الطبري في دلائل الإمامة عن حبيب بن الحسين عن عبيد بن خارجة عن علي بن عثمان عن فرات بن أحنف عن الصادق (عليه السلام) في حديث زيارته لأمير المؤمنين (عليه السلام) قال : هاهنا قبر أمير المؤمنين ، أما أنه لا تذهب الأيام حتى يبعث الله رجلا ممتحنا في نفسه بالقتل يبني عليه قال حبيب بن الحسين سمعت هذا الحديث قبل أن يبنى على الموضع شئ ثم أن محمد بن زيد وجه فبنى عليه (اه) .
وعن كتاب المنتظم لأبي الفرج الجوزي : أنبأنا شيخنا أبو بكر بن عبد الباقي سمعت أبا الغنائم ابن السرسي كان يقول توفي بالكوفة 313 من الصحابة لا يدري أحد منهم قبره إلا قبر علي ، وجاء جعفر بن محمد ومحمد بن علي بن الحسين فزارا الموضع من قبر أمير المؤمنين علي ولم يكن إذ ذاك القبر وما كان إلا الأرض حتى جاء محمد بن زيد الداعي فاظهر القبر (اه) .
ولكن ما تقدم يؤكد بناء الرشيد عليه لا سيما قول ابن طاوس أن الجرة الخضراء التي أنت على أعلى القبة موجودة في الخزانة ، ويمكن أن يكون بناء الرشيد قد انهدم ودرس لا سيما أنه كان من طين أحمر وأما بناؤه القبر بالآجر الأبيض فالظاهر أنه كان تحت الأرض ولم يكن ظاهرا منه إلا قدر أربع أصابع أو نحو ذلك فطمر بالرمال على طول المدة .
العمارة الثالثة
عمارة السلطان عضد الدولة فناخسرو بن بويه الديلمي في أيام الطائع فإنه عمّر المشهدين العلوي والحسيني وبلغ الغاية في تعظيمهما والأوقاف عليهما وعمّر مشهد أمير المؤمنين (عليه السلام) عمارة عظيمة وأنفق عليه أموالا جليلة وستر حيطانه بخشب الساج المنقوش ووقف له الأوقاف وبنى عليه قبة بيضاء ، وفيها يقول ابن الحجاج الشاعر المشهور :
يا صاحب القبة البيضاء على النجف * من زار قبرك واستشفى لديك شفي
وملك عضد الدولة العراق سنة 367 وتوفي 372 والظاهر أن العمارة كانت سنة 369 فما يوجد في بعض المؤلفات أن عمارته كانت سنة 338 وما في بعضها أنها كانت سنة 376 اشتباه لأن التاريخ الأول متقدم على ولايته العراق والثاني متأخر عن وفاته .
قال الديلمي في ارشاد القلوب بعد ما ذكر أن الرشيد أمر أن يبنى عليه قبة بأربعة أبواب : وبقي إلى أيام السلطان عضد الدولة فجاء فأقام في ذلك الطريق قريبا من سنة هو وعساكره وبعث فاتي بالصناع والأستاذية من الأطراف وخرب تلك العمارة وصرف أموالا كثيرة جزيلة وعمر المشهدين عمارة جليلة حسنة هي العمارة التي كانت قبل عمارة اليوم اه وظاهره أن العمارة التي كانت قبل عمارة عضد الدولة هي عمارة الرشيد مع أنها عمارة الحسن بن زيد .
وفي عمدة الطالب عند ذكره لهذه العمارة قال : وعين له أوقافا ولم تزل عمارته باقية إلى سنة 753 وكان قد ستر الحيطان بخشب الساج المنقوش فاحترقت تلك العمارة وجددت عمارة المشهد على ما هي عليه الآن ولم يبق من عمارة عضد الدولة الا القليل وقبور آل بويه هناك ظاهرة مشهورة لم تحترق (اه) ؛ ولكن عن آخر كتاب الأماقي في شرح الإيلاقي لعبد الرحمن العتايقي الحلي المجاور بالنجف الأشرف في نسخته المخطوطة في الخزانة العلوية الذي تم كتابة في المحرم سنة 755 قال : في هذه السنة احترقت الحضرة الغروية صلوات الله على مشرفها وعادت العمارة وأحسن منها في سنة 760 اه وهو أعرف بتاريخ احتراقها من صاحب ارشاد الديلمي لأنه شاهده وذلك متأخر عنه لأنه توفي 841 وأراد عضد الدولة أن يجري الماء من الفرات إلى النجف تحت الأرض لأن مكانه مرتفع لا يمكن أن يصل إليه الماء على وجه الأرض فحفر إلى جهة الشمال فنبعت في أثناء الحفر عين منعت من مواصلة الحفر لكن ماءها ليس بشروب فاكتفى بها للانتفاع بغير الشرب وساق ماءها إلى آبار عميقة محكمة البناء ووصل بينها بقنوات محكمة يسير فيها الفارس فيجري الماء من بئر إلى بئر ثم يخرج ما يفضل منه إلى جهة المغرب ، ثم حفر الناس بعد ذلك آبارا أخر منها موصول بتلك الآبار ومنها غير موصول ولذلك كانت بعضها آبارا شرعية وبعضها حكم مائها حكم الماء الجاري ؛ والسراديب التي لها شبابيك إلى تلك الآبار يأتي إليها الهواء البارد في الصيف لاتصال بعضها ببعض ، وقد شاهد عمارة عضد الدولة ابن بطوطة في رحلته وكانت سنة 727 فقال :دخلنا من باب الحضرة حيث القبر الذي يزعمون أنه قبر علي (عليه السلام) وبإزائه المدارس والزوايا والخوانق معمورة أحسن عمارة وحيطانها بالقاشاني وهو شبه الزليج عندنا لكن لونه أشرق ونقشه أحسن ويدخل من باب الحضرة إلى مدرسة عظيمة يسكنها الطلبة والصوفية من الشيعة ولكل وارد عليها ضيافة ثلاثة أيام من الخبز و اللحم والتمر ومن تلك المدرسة يدخل إلى باب القبة ثم أشار إلى الاستئذان وتقبيل العتبة قال وهي من الفضة وكذلك العضادتان ثم يدخل الزائر القبة وفي وسطها مصطبة مربعة مكسوة بالخشب عليه صفائح الذهب المنقوشة المحكمة العمل مسمرة بمسامير الفضة قد غلب على الخشب بحيث لا يظهر منه شئ وارتفاعها دون القامة وفوقها ثلاثة قبور يزعمون أنها قبر آدم ونوح عليهما الصلاة والسلام وعلي رضي الله عنه وبين القبور طشوت ذهب وفضة فيها ماء الورد والمسك وأنواع الطيب يغمس الزائر في ذلك يده ويدهن به وجهه تبركا وللقبة باب آخر عتبته أيضا من الفضة يفضي إلى مسجد وله أبواب أربعة عتبتها فضة (اه) وذلك هو الذي بناه عمران بن شاهين في أيام عضد الدولة بعد عمارة عضد الدولة وقوله إن بين القبور طشوت ذهب وفضة لعله اشتباه منه فرأى أواني تشبه الذهب والفضة فظنها منهما فاستعمال أواني الذهب والفضة محرم لا يمكن أن يرخص فيه العلماء ولا أن يستعمل من دون إذنهم ؛ وقال ابن طاوس في فرحة الغري : إن عضد الدولة بني الرواق المعروف برواق عمران في المشهدين الشريفين الغروي والحائري على مشرفهما السلام (اه) وإلى الآن يعرف الباقي منه في دهليز باب الطوسي بمسجد عمران ؛ وبلغ عضد الدولة الغاية في تعظيم المشهد وبنى لنفسه قبة عظيمة في النجف بجوار المشهد من جهة الغرب وأوصى أن يدفن فيها فدفن هناك وبقيت القبة حتى هدمها السلطان سليمان العثماني لما دخل العراق سنة 940 وجعلها تكية للبكتاشية وبقيت إلى هذا الزمان وبابها في الجهة الغربية من الصحن الشريف ؛ وبعض يظن أن الذي فعل ذلك هو السلطان سليم والصواب أنه ولده سليمان وإنما نسب إلى سليم لشهرته . وحكى بعض المعاصرين عن صاحب خريدة العجائب أنه قال عند ذكر الكوفة وفيها قبة عظيمة يقال إنها قبر علي بن أبي طالب والقبة بناء أبي العباس عبد الله بن حمدان في دولة بني العباس. وفي نزهة الجليس للسيد عباس الموسوي العاملي المكي أنه قد عقدت على قبر آدم ونوح وعلي (عليه السلام) قبة عظيمة وأول من عقد هذه القبة عليهم عبد الله بن حمدان في دولة بني العباس ثم عمرها الملوك من بعده (اه) وعبد الله هذا هو والد سيف الدولة الملقب بأبي الهيجاء ولاه المكتفي امارة الموصل سنة 293 ، وإذا صحت هذه الرواية كان بناء عبد الله بن حمدان قبل بناء عضد الدولة لأن ابن حمدان توفي قبل سنة 317 وعضد الدولة توفي سنة 772 ولكن لم نجد من ذكر بناء عبد الله بن حمدان غيرهما والله أعلم .
العمارة الرابعة
التي حصلت بعد عمارة عضد الدولة التي احترقت فجددت سنة 760 ولا يعلم مجددها وربما تكون من جماعة لا من شخص واحد ولذلك لم يذكر مجددها والعادة قاضية بأنها لو كانت من شخص واحد لذكر اسمه خصوصا إذا كان معروفا وخصوصا ممن شاهدها كابن العتايقي كما مر ؛ وفي أثناء هذه المدة حدثت فيه اصلاحات وعمارات من البويهيين والحمدانيين وبعض العباسيين وبني جنكيز والإيلخانيين وغيرهم .
العمارة الخامسة
الموجودة اليوم والمشهور بين أهل النجف انها للشاه عباس الصفوي الأول وان المباشر والمهندس لها الشيخ البهائي فجعل القبة خضراء بعد ما كانت بيضاء ولكن في رسالة نزهة أهل الحرمين إن الابتداء بها كان بأمر الشاه صفي الصفوي سنة 1047 كما ذكره صاحب البحر المحيط واشتغلوا بها إلى أن توفي الشاه صفي سنة 1052 فأتمها ابنه الشاه عباس الثاني وما اشتهر بين أهل النجف انها عمارة الشاه عباس بهذا الاعتبار ثم استشهد على ذلك بكلام السيد شرف الدين علي النجفي في حواشيه على اثني عشرية صاحب المعالم حيث قال عند ذكر محراب مسجد الكوفة وحائطه القبلي وان فيهما تيامنا عكس ضريحه المقدس ما لفظه : وعند عمارته بأمر السلطان الأعظم الشاه صفي قلت للمعمار غيره إلى التيامن فغيره ومع هذا فله تياسر في الجملة ومخالف لمحراب الكوفة (اه) واستشهد أيضا بقول الشيخ محمد بن سليمان بن زوير السليماني : الذي ثبت عندي ان أول عمارته الموجودة الآن كانت سنة 1057 والشاه صفي توفي 1052 والمشهور بين أهل المشهد ان العمارة كانت في أكثر من عشرين سنة ولا يستقيم ذلك إلا بان يكون مبدأ العمارة كان زمن الشاه صفي وإتمامها على يد الشاه عباس (اه) أقول كلام السيد شريف الدين يدل على عمارته بأمر الشاه صفي ولا ينفي أن يكون عمر قبل ذلك بأمر الشاه عباس الأول فقد بقي في الملك 72 سنة فيمكن أن يكون عمره في أوائل سلطنته ثم وقع فيه خلل فأعاده حفيده الشاه صفي واما كلام السليماني فظاهر انه اجتهاد لقوله : الذي ثبت عندي وبنائه ان إكمال عمارته على يد الشاه عباس الثاني على ما اشتهر بين أهل المشهد فإذا كانت للشهرة بينهم قيمة فليعتبر ما اشتهر بينهم إن مؤسسها الشاه عباس الأول ويحصل الجمع بذلك على أن امتداد العمارة أكثر من عشرين سنة والآمر بها ملك عظيم بعيد عن الاعتبار على أن المحكي عن المنتظم الناصري في حوادث سنة 1042 إن الشاه صفي حينما زار المشهد الشريف رأى بعض النقصان في بناء المرقد فامر وزيره ميرزا تقي المازندراني باصلاح تلك الأماكن المشرفة فجاء بالمعمارين والمهندسين إلى النجف ومكث فيها ثلاث سنين مشغولا بهذا العمل (اه) وهو ينافي ما تقدم عن السليماني ولعله الصواب هذا مع ما يظهر من بعض القيود ان الشاه صفي وسع الصحن الشريف وزاد عليه والله أعلم ثم جدد عمارة الصفوية السلطان نادر الأفشاري وزاد عليها وزخرف القبة الشريفة ومنارتي المشهد وايوانه بالذهب الأبريز بعد فتحه الهند كما هي عليه اليوم ويقال ان على كل لبنه تومانا نادريا من الذهب واهدى إلى المشهد الشريف من الجواهر والتحف شيئا كثيرا وكتب اسمه داخل طاق الباب الشرقي هكذا المتوكل على الملك القادر السلطان نادر وتحته تاريخ لم يبق بذاكرتي وأظنه التاريخ السابق وعمر فيه الشاه احمد ناصر الدين القاجاري بعد ذلك وتنافست الملوك والأمراء في عمارته والإهداء إليه واهدى إليه السلطان عبد العزيز العثماني شمعدانين عظيمين من الفضة المؤزرة بالذهب على أبدع شكل وكذلك إلى مشهد الحسين (عليه السلام) ومثلهما إلى مشهدي الكاظمية وسامراء ومشهد الشيخ عبد القادر الجيلاني في بغداد .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|