المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
{ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه}
2024-10-31
{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا}
2024-10-31
أكان إبراهيم يهوديا او نصرانيا
2024-10-31
{ قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله}
2024-10-31
المباهلة
2024-10-31
التضاريس في الوطن العربي
2024-10-31

Gradable antonyms
2023-12-26
بقعة " أراجو " Arago spot
23-11-2017
lexical phonology (LP)
2023-10-04
صبغات الهرم Age Pigments
19-4-2017
الزكاة و المعروف‏
22-9-2016
شمير ويقال شتير
24-11-2017


ترجمة أبي الحسن  
  
872   09:04 صباحاً   التاريخ: 2024-01-31
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج4، ص: 163-165
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصر الاندلسي /

وقال الوزير أبو الحسن ابن أضحى:

ومستشفع عندي بخير الورى عندي                   وأولاهم بالشكر مني وبالحمد

وصلت فلما لم أقم بجزائه                                     لففت له رأسي حياء من المجد

وكان سبب قوله هذين البيتين أنه كتب إليه بعض الوزراء شافعا لأحد

الأعيان فلما وصل إليه بره وأنزله وأعطاه عطاء استعظمه و اتجز له وخلع

عليه خلعا وأطلعه من الأحمال بدرا لم يكن مطلعا ثم اعتقد أنه قد جاء

عليه خلعا وأطلعه من الأحمال بدرا لم يكن مطلعا ثم اعتقد أنه قد جاء

مقصرا فكتب إليه معتذرا بالبيتين هكذا حكاه الفتح وقال بعد ذلك ما صورته ومن باهر جلاله وطاهر خلاله أنه أعف الناس بواطن    

وأشرفهم في التقى مواطن ما علمت له صبوة ولا حلت له إلى مستنكر

حبوة مع عدل لا شيء يعدله وتحجب عما يتقى مما يرسل عليه حجابه

ويسدله وكان لصاحب البد الذي كان يتولى القضاء به ابن من أحسن الناس

صورة وكانت محاسن الأقوال والأفعال عليه مقصورة مع ما شئت من لسن

وصوت حسن وعفاف واختلاط بالبهاء والتفاف قال الفتح: وحملنا لإحدى ضياعه بقرب من حضرة غرناطة فحللنا قرية على ضفة نهر أحسن من شاذمهر تشقها جداول كالصلال ولا ترمقها الشمس من تكاتف الظلال   ومعنا جملة من أعيانها فأحضرنا من أنواع الطعام وأرانا من فرط الإكرام والإنعام  ما لا يطاق ولا يحد ويقصر عن بعضه العد وفي أثناء مقامنا بدا لي من ذلك الفى المذكور ما أنكرته فقابلته بكلام اعتقده وملام أحقده فلما كان من الغد لقيت منه اجتنابه ولم أر منه ما عهدته من الإنابة فكتبت

إليه مداعبا له فراجعني بهذه القطعة :

أتتني أبا نصر خاطر                     سريع كرجع الطرف في الخطرات

فأعربت عن وجد كمين طويته          بأهيف طاو فاتر اللحظات

غزال أحم المقلتين عرفته                 بخيف منى للحسن أو عرفات

رماك  فـأصمى والقلوب رمية           لكل كحيل الطرف ذي فتكات

وظن بأن القلب منك محصب             فلباك من عينيه بالجمرات

تقرب بالنساك في كل منسك                وضحى غداة النحر بالمهجات

وكانت له جيان مثوى فأصبحت             ضلوعك مثواه بكل فلاة

يعز علينا أن تهيم فتنطوي                  كئيبا على الأشجان والزفرات

فلو قبلت للناس في الحب فديته             فدنياك بالأموال والبشرات

ومن إيثار ديانته وعلامة حفظه للشرع وصيانته وقصده مقصد المتورعين

بسواده محتلا في عينه وفؤاده  لا يسلمه إلى مكروه ولا يفرده في حادث يعروه وكان من الأدب في منزلة تقتضي إسعافه ولا تورده من تشفيعه في مورد قد عافه فكتب إليه ضارعا في رجل من خواصه اختلط بامرأة طلقها ثم تعلقها وخاطبه في ذلك بشعر فلم يسعفه وكتب إليه مراجعا :

ألا أيها السيد  المجتبى                        و يا أيها الألمعي العلم

أتتني أبياتك المحكمات                        بما قد حوت من بديع الحكم

ولم أر من قبلها مثلها                          وقد نفثت سحرها في الكلم

ولكنه الدين لا يشترى                          بنثر ولا بنظام  نظم

وكيف أبيح حمى مانعا                         وكيف أحلل ما قد حرم

ألست أخاف عقاب الإله                         ونارا مؤججة تضطرم

أأصرفها طالقا بته                                  على أنوك قد طغى واجترم

ولو أن ذاك الغوي الزري                           تثبت في أمره ما ندم

انتهى كلام الفتح الذي أردت جلبه هنا .

ولا خفاء أن هذه الحكاية مما يدخل في حكايات عدل قضاة الأندلس .

ومن نظم ابن أضحى المذكور ما كتب به إلى بعض من يعز عليه:

يا ساكن القلب رفقا كم تقطعه        الله في منزل قد ظل مثواكا

يشيد الناس للتحصين منزلهم        وأنت تهدمه بالعنف عيناكا

والله والله ما حبي لفاحشة            أعاذني الله من هذا وعافاكا

 

وله في مثل ذلك :

روحي إليك فرديه إلى جسدي               من لي على فقده بالصبر والجلد

بالله زوري كئيبا لا عزاء له                      وشرفيه ومثواه غداة غد

لو تعلمين بما ألقاه يا أملي                        يا بعتني الود تصفيه يدا بيد

عليك مني سلام الله ما بقيت                  آثار عينيك في قلبي وفي كبدي





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.