أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-10-15
461
التاريخ: 2024-03-13
823
التاريخ: 2024-03-21
1011
التاريخ: 2024-03-31
872
|
والواقع أننا إذا استثنينا الصيغ الدينية والأدعية الإلهية التي على تابوت الأميرة «كاويت»؛ وجدنا صورة مختصرة عن مسكن الأميرة في الحياة الآخرة، وهو في الوقت نفسه تابوتها؛ لأن العينين اللتين نراهما مرسومتين على الجانب الأيسر للتابوت قد فُرض فيهما أنهما عينا المُتوفَّى ينظر بهما إلى ما يجري في عالم الدنيا، (1) وعلى كلا الجانبين نجد أبوابًا تؤدي إلى أجزاء مسكن الأميرة، وعلى الجانب الصغير للتابوت الذي يسبق الجانب الطويل من جهة اليسار نشاهد قربانًا يقدَّم في حجرة «بردوات» وهي حجرة تكون صغيرة أحيانًا يرتدي الإله فيها ملابسه، ويُؤتى له فيها بالعطور والزيوت «حجرة زينة الصباح» (Blackman, J. E. A. Vol. V, P. 148 ff.) فنرى الخادم واقفًا أمام صندوق ربما كان يضم ملابس الأميرة وحليها، ونرى بقية الخدم يحمل كل منهم نوعًا من العطور. ويظهر أن الباب الكبير الذي على يسار الداخل يؤدي إلى حجرة كانت تتزين فيها الأميرة؛ فنشاهد خادمًا تضع دبوسًا في شعرها، وفي إحدى يدي الأميرة مرآة وفي الأخرى قدح قد ملأته خادم أمامها وهي تقول: «إنه لحضرتك أيتها الأميرة، اشربي ما أعطيك إياه»، ويظهر أنه قدح من لبن بقرة يحلبها خادم بالقرب منها (في المنظر) وقد ربط صغيرها بساقها الأمامي، وكأن هذه البقرة تذرف دمعة حسرة على درِّها الذي حُرمه ابنها. ونشاهد اثنتين من هذه البقرات على هذا الجانب وأخريين على الجانب الآخر من سلالتين مختلفتين، فواحدة منها بلا قرن وهي من سلالة لا تزال موجودة للآن في أفريقية، ويمكن أن تُعرف من بقايا تابوت الأميرة «كمسيت» أن هذه السلالة كانت بيضاء اللون ذات بقع سوداء، وقد استعمل اللون الأزرق هنا للأسود، أما البقرة ذات القرن الكبير فجلها أسمر. وعلى الجانب الأيمن من التابوت نشاهد ثانية بابًا ذا مصراعين محلَّى بإشارات دينية. ونشاهد كذلك الأميرة تزين نفسها فتأخذ بيدها بعض زيوت معطرة تقدِّمها لها خادمتها التي تحمل في يدها ما يشبه جناح إوزة لتروِّح به على الأميرة، وفي الحجرة نشاهد حليها؛ ويشتمل على صدرية وقلائد وسوار، ثم الجعبة التي تحتوي كل هذا، وعلى يمين الباب تظهر الأميرة تتناول الطعام، وقد أخذت بيدها كعكة أو رغيفًا من قدر عظيم من الطعام مكدس أمامها على مائدة القربان. ولما كانت الأميرة تأكل ولا تشرب فلم يكن هناك داعٍ لحلب البقرات، وعلى أحد جانبي التابوت الصغير بجوار القدمين قد مثلت مخازن الغلال والحقائب التي تفرغ فيها، وهناك كاتب يقيد الكميات التي تُجلب، وعلى مقربة منه مشرف يدعى «أنتف» يلاحظ ما يجري، ويوجد سلم يؤدي إلى الإيوان التي تجلس فيه الأميرة كما يفعل الفرعون في عيد «سد» (L. D. III, Pls. 76, 77) وذلك عندما يحضر مزارعوها وأتباعها ضرائبَهم ومحاصيلهم مما ينتجونه، وكانوا يؤدُّونها لها في أوقات معينة من السنة.
.....................................
1- وقد طلع علينا الأستاذ كابار بتفسير آخر لوظيفة العينين إذ يقول عنهما: إنهما لمنع الحسد (راجعChronique D’Egypte, Vol. 4 P. 32. (1946).)
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|