المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02



ترجمة ابن خميس  
  
1104   10:36 صباحاً   التاريخ: 2024-01-13
المؤلف : أحمد بن محمد المقري التلمساني
الكتاب أو المصدر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
الجزء والصفحة : مج5، ص:359-378
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-06-2015 2315
التاريخ: 11-3-2016 3233
التاريخ: 10-04-2015 2157
التاريخ: 14-08-2015 2530

ترجمة ابن خميس

وقال لسان الدين ابن الخطيب في " عائد الصلة " في حق أبي عبد الله محمد ابن خميس التلمساني المذكور ما صورته (1) : كان رحمه الله تعالى نسيج وحده زهداً وانقباضاً وبأواً (2) وهمة، حسن الشيبة، جميل الهيئة، سليم الصدر، قليل التصنع، بعيداً عن الرياء، عاملاً على السياحة والعزلة، عارفاً بالمعارف القديمة،

359

مضطلعاً بتفاريق النحل، قائماً على العربية والأصلين، طبقة الوقت في الشعر، وفحل الأوان في المطول، أقدر الناس على اجتلاب الغريب، ثم ذكر من أحواله جملة، إلى أن قال: وبلغ الوزير أبا عبد الله ابن الحكيم أنه يروم السفر، فشق ذلك عليه، وكلفه تحريك الحديث بحضرته، وجرى ذلك، فقال الشيخ: أنا كالدم بطبعي أتحرك في كل ربيع؛ انتهى.

وقال ابن خاتمة في " مزية المرية على غيرها من البلاد الأندلسية ": إنه نظم في الوزير ابن الحكيم القصائد التي حليت بها لبات الآفاق، وتنفست عنها صدور الرفاق، وكان من فحول الشعراء، وأعلام البلغاء [يصرف العويص] ويرتكب مستصعبات القوافي، ويطير في القريض مطار ذي القوادم الباسقة والخوافي، حافظاً لأشعار العرب وأخبارها، وله مشاركة في العقليات، واستشراف على الطلب، وقعد لإقراء العربية بحضرة غرناطة، ومال بأخرة إلى التصوف والتجوال، والتحلي بحسن السمت وعدم الاسترسال، بعد طي بساط ما فرطه له في بلده من الأحوال. وكان صنع اليدين، حدثني بعض من لقيت من الشيوخ أنه صنع قدحاً من الشمع على أبدع ما يكون في شكله ولطافة جوهره وإتقان صنعه، وكتب بدائرة شفته:

وما كنت إلا زهرة في حديقة ... تبسم عني ضاحكات الكمائم

فقلبت من طور لطور فها أنا ... أقبل أفواه الملوك الأعاظم

وأهداه خدمة للوزير أبي عبد الله ابن الحكيم.

 

وأنشدنا شيخا القاضي أبو البركات ابن الحاج، وحكى لنا قال: أنشدني أبو عبد الله ابن خميس، وحكى لي قال: لما وقفت على الجزء الذي ألفه ابن سبعين وسماه " الفقيرية " كتبت على ظهره:

الفقر عندي لفظ دق معناه ... من رامه من ذوي الغايات عناه

كم من غبي بعيد عن تصوره ... أراد كشف معماه فعماه

 

360

وأنشدنا شيخنا الأستاذ أبو عثمان ابن ليون غير مرة قال: سمعت أبا عبد الله ابن خميس ينشد، وكان يحسب أنهما له، ويقال: إنهما لابن الرومي:

رب قوم في منازلهم ... عرر بها صاروا غررا

ستر الإحسان ما بهم ... سترى لو زال ما سترا

ثم قال ابن خاتمة: وقد جمع شعره ودونه صاحبنا القاضي أبو عبد الله محمد ابن إبراهيم الحضرمي في جزء سماه " الدر النفيس في شعر ابن خميس " وعرف به صدره، وقدم ابن خميس المرية سنة ست وسبعمائة فنزل بها في كنف القائد أبي الحسن ابن كماشة من خدام الوزير ابن الحكيم، فوسع له في الإيثار والمبرة، وبسط له وجه الكرامة طلق الأسرة، وبها قال في مدح الوزير المذكور قصيدته التي أولها:

العشي تعيا والنوابغ ... عن شكر أنعمك السوابغ (3)

ووجه بها إليه [من المرية] وهي طويلة، ومنها:

ودسائع ابن كماشة ... مع كل بازغة وبازغ

تأتي بما تهوى النغا ... نغ من شهيات اللغالغ

ومنها:

ما ذاق طعم بلاغة ... من ليس للحواشي ماضغ

ويقال: إن الوزير اقترح عليه أن ينظم قصيدة هائية، فابتدأ منها مطلعها، وهو قوله:

 

361

لمن المنازل لا يجيب صداها ... محيت معالمها وصم صداها

وذلك آخر شهر رمضان من سنة ثمان وسبعمائة، ثم لم يزد على ذلك إلى أن توفي رحمه الله تعالى، فكان آخر ما صدر عنه من الشعر وقد أشار معناه إلى منعاه، وآذن أولاه بحضور أخراه، وكانت وفاته بحضرة غرناطة قتيلاً ضحوة يوم الفطر مستهل شوال سنة ثمان وسبعمائة، وهو ابن نيف وستين سنة، وذلك يوم مقتل مخدومه الوزير ابن الحكيم، أصابه قاتله بحقده على مخدومه، وكان آخر ما سمع منه " أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله " واستفاض من حال القاتل أنه هلك قبل أن يكمل سنة من حين قتله من فالج شديد أصابه، فكان يصيح ويستغيث: ابن خميس يطلبني، ابن خميس يضربني، ابن خميس يقتلني، وما زال الأمر يشتد به حتى قضى نحبه على تلك الحال، نعوذ بالله من الورطات، ومواقعات العثرات؛ انتهى ملخصاً.

وحكى غيره أن بعضهم كتب بعد قوله " لمن المنازل لا يجيب صداها " ما نصه: لابن الحكيم، ومن بديع نظم ابن خميس قوله (4) :

 

تراجع من دنياك ما أنت تارك ... وتسألها العتبى وها هي فارك

تؤمل بعد الترك رجع ودادها ... وشر وداد ما تود الترائك

حلا لك منها ما حلا لك في الصبا ... فأنت على حلوائه متهالك

تظاهر بالسلوان عنها نخوة لا زهادة ... وشعر عذاري أسود اللون حالك

وهي طويلة طنانة، وفي آخرها يقول:

فلا تدعون غيري لدفع ملمة ... إذا ما دهى من حادث الدهر داهك (5)

 

362

فما إن لذاك الصوت غيري سامع ... وما إن لبيت المجد بعدي سامك (6)

يغص ويشجى نهشل ومجاشع ... بما أورثتني حمير والسكاسك

تفارقني الروح التي لست غيرها ... وطيب ثنائي لاصق بي صانك (7)

وماذا عسى ترجو لداتي وأرتجي ... وقد شمطت مني اللحى والأفانك (8)

يعود لنا شرخ الشباب الذي مضى ... إذا عاد للدنيا عقيل ومالك

ومما اشتهر من نظمه قوله (9) :

أرق عيني بارق من أثال ... كأنه في جنح ليلي ذبال

 

أثار شوقاً في ضمير (10) الحشا ... وعبرتي في صحن خدي أسال

حكى فؤادي قلقاً واشتعال ... وجفن عيني أرقاً وانهمال

جوانح تلفح نيرانها ... وأدمع تنهل مثل الغزال (11)

قولوا وشاة الحب ما شئتم ... ما لذة الحب سوى أن يقال

عذراً للوامي (12) ولا عذر لي ... فزلة العالم ما إن تقال

قم نطرد الهم بمشمولة ... تقصر الليل إذا الليل طال

وعاطها صفراء ذمية ... تمنعها الذمة من أن تنال

كالمسك ريحاً، واللمى مطعماً ... والتبر لوناً، والهوى في اعتدال

عتقها في الدن خمارها ... والبكر لا تعرف غير الحجال

لا تثقب المصباح (13) لا واسقني ... على سنا البرق وضوء الهلال

 

363

فالعيش نوم، والردى يقظة ... والمرء ما بينهما كالخيال

خذها على تنغيم مسطارها (14) ... بين خوابيها وبين الدوال

في روضة باكر وسميها ... أخمل دارين وأنسى أوال (15)

كأن فأر المسك مفتوقة ... فيها إذا هبت صباً أو شمال

من كف ساجي الطرف ألحاظه ... مفوقات أبداً للنضال

من عاذري والكل لي عاذر ... من حسن الوجه قبيح الفعال

من خلبي الوعد كذابه ... لبان لا يعرف غير المطال

كأنه الدهر وأي امرئ ... يبقى على الدهر إذا الدهر حال

أما تراني آخذاً ناقضاً ... عليه ما سوغني من محال

ولم أكن قط له عائباً ... كمثل ما عاتبه قبلي رجال

يأبى ثراء المال علمي، وهل ... يجتمع الضدان: علم ومال

وتأنف الأرض مقامي بها ... حتى تهاداني ظهور الرحال

لولا بنو زيان ما لذ لي ال ... عيش ولا هانت علي الليال

هم خوفوا الدهر وهم خففوا ... على بني الدنيا خطاه الثقال

لقيت (16) من عامرهم سيداً ... غمر رداء الحمد جم النوال

وكعبة للجود منصوبة ... يسعى إليها الناس من كل بال

خذها أبا زيان من شاعر ... مستلمح النزعة عذب المقال

يلتقط الألفاظ لقط النوى ... وينظم الآلاء نظم اللآل

مجارياً مهيار في قوله ... ما كنت لولا طمعي في الخيال

وقصيدة مهيار مطلعها (17):

 

364

ما كنت لولا طمعي في الخيال ... أنشد ليلى بين طول الليال

ومن نظم ابن خميس قوله (18) :

نظرت إليك بمثل عيني جؤذر ... وتبسمت عن مثل سمطبي جوهر

عن ناصع كالدر أو كالبرق أو ... كالطلع أو كالأقحوان مؤشر

تجري عليه من لماها نطفة ... بل خمرة لكنها لم تعصر

لو لم يكن خمراً سلافاً ريقها ... تزري وتلعب بالنهى لم تخطر

وكذاك ساجي جفنها لو لم يكن ... فيه مهند لحظها لم يحذر

لو عجبت طرفك في حديقة خدها ... وأمنت سطوة صدغها المتنمر

لرتعت من ذاك الحمى في جنة ... وكرعت من ذاك اللمى في كوثر

طرقتك وهناً والنجوم كأنها ... حصباء در في بساط أخضر

والركب بين مصعد ومصوب ... والنوم بين مسكن ومنفر

بيضا إذا اعتكرت ذوائب شعرها ... سفرت فأزرت بالصباح المسفر

سرحت غلائلها فقلت سبيكة ... من فضة أو دمية من مرمر

منحتك ما منعتك يقظاناً فلم ... تخلف مواعدها ولم تتغير

وكأنما خافت بغاة وشاتها ... فأتتك من أردافها في عسكر

وبجزع ذاك المنحنى أدمانة ... تعطوا (19) فتسطوا بالهزبر القسور

وتحية جاءتك في طي الصبا ... أذكى وأعطر من شميم العنبر

جرت على واديك فضل ردائها ... فعرفت فيها عرف ذاك الإذخر

هاجت بلابل نازح عن إلفه ... متشوق ذاكي الحشا متسعر

وإذا نسيت ليالي العهد التي ... سلفت لنا فتذكريها تذكري

365

رحنا تغنينا ونرشف ثغرها ... والشمس تنظر مثل عين الأخزر

والروض بين مفضض ومعسجد ... والجو بين ممسك ومعصفر

وكان السلطان أمير المؤمنين أبو عنان المريني - رحمه الله تعالى - كثير العناية بنظم ابن خميس وروايته، قال رحمه الله تعالى: أنشدنا القاضي خطيب حضرتنا العلية أبو عبد الله محمد بن عبد الرزاق بقصر المصارة يمنه الله قال: أنشدنا بلفظه شيخ الأدباء وفحل الشعراء، أبو عبد الله ابن خميس لنفسه (20) :

أنبت ولكن بعد طول عتاب ... وفرط لجاج ضاع فيه شبابي

وما زلت والعلياء تعلي غريمتها ... أعلل نفسي دائماً بمتاب

وهيهات من بعد الشباب وشرخه ... يلذ طعامي أو يسوغ شرابي

خدعت بهذا العيش قبل بلائه ... كما يخدع الصادي بلمع سراب

تقول هو الشهد المشور جهالة ... وما هو إلا السم شيب بصاب

وما صحب الدنيا كبكر وتغلب ... ولا ككليب ريء فحل ضراب

إذا كعت الأبطال عنها تقدموا ... أعاريب غراً في متون عراب

وإن ناب خطب أو تفاقم معضل ... تلقاه منهم كل أصيد ناب

تراءت لجساس مخيلة فرصة ... تأتت له في جيئة وذهاب

فجاء بها شوهاء (21) تنذر قومها ... بتشييد أرجام (22) وهدم قباب

وكان رغاء السقب في قوم صالح ... حديثاً فأنساه رغاء سراب

فما تسمع الآذان في عرصاتهم ... سوى نوح ثكلى أو نعيب غراب

وسل عروة الرحال عن صدق بأسه ... وعن بيته في جعفر بن كلاب

وكانت على الأملاك منه وفادة ... إذا آب منها آب غير مآب

 

366

يجير على الحيين قيس وخندف ... بفضل يسار أو بفصل خطاب

زعامة مرجو النوال مؤمل ... وعزمة مسموع الدعاء مجاب

فمر يزجيها حواسر ظلعاً ... بما حملوها من منى ورغاب

إلى فدك والموت أغرب غاية ... وهذا المنى يأتي بكل عجاب

تبرض صفو العيش حتى استشفه ... فداف له البراض قشب حباب (23)

فأصبح في تلك المعاطف نهزة ... لنهب ضباع أو لنهس ذئاب

وما سهمه عند النضال بأهزع ... ولا سيفه عند الصراع (24) بنابي

ولكنها الدنيا تكر على الفتى ... وإن كان منها في أعز نصاب

وعادتها أن لا توسط عندها ... فإما سماء أو تخوم تراب

فلا ترج من دنياك وداً وإن يكن ... فما هو إلا مثل ظل سحاب

وما الحزم كل الحزم إلا اجتنابها ... فأشقى الورى من تصطفي وتحابي

أبيت لها، ما دام شخصي، أن ترى ... تمر ببابي أو تطور (25) جنابي

فكم عطلت من أربع وملاعب ... وكم فرقت من أسرة وصحاب

وكم عفرت من حاسر ومدجج ... وكم أثكلت من معصر وكعاب

إليكم بني الدنيا نصيحة مشفق ... عليكم بصير الأمور نقاب (26)

طويل مراس الدهر جذل مماحك ... عريض مجال الهم حلس ركاب

تأتت له الأهوال أدهم سابقاً ... وغصت به الأيام أشهب كابي

ولا تحسبوا أني على الدهر عاتب ... فأعظم ما بي منه أيسر ما بي

وما أسفي إلا شباب خلعته ... وشيب أبى إلا نصول خضاب

 

367

وعمر مضى لم أحل مه بطائل ... سوى ما خلا من لوعة وتصابي

ليالي شيطاني على الغي قادر ... وأعذب ما عندي أليم عذاب

عكسنا قضايانا على حكم عادنا ... وما عكسها عند النهى بصواب

على المصطفى المختار أزكى تحية ... فتلك التي أعتد يوم حسابي

فتلك عتادي أو ثناء أصوغه ... كدر سحاب أو كدر سخاب (27)

ومن مشهور نظم ابن خميس قوله (28) :

عجباً لها أيذوق طعم وصالها ... من ليس يأمل أن يمر ببالها

وأنا الفقير إلى تعلة ساعة ... منها، وتمنعني زكاة جمالها

كم ذاد عن عيني الكرى متألق ... يبدو ويخفى في خفي مطالها

يسمو لها بدر الدجى متضائلاً ... كتضاؤل الحسناء في أسمالها (29)

وابن السبيل يجيء يقبس نارها ... ليلاً فتمنحه عقيلة مالها

يعتادني في النوم طيف خيالها ... فتصيبني ألحاظها بنبالها

كم ليلة جادت به فكأنما ... زفت علي ذكاء وقت زوالها

أسرى فعطلها وعطل شهبها ... بأبي شذا المعطار من معطالها

وسواد طرته كجنح ظلامها ... وبياض غرته كضوء هلالها

دعني أشم بالوهم أدنى لمعة ... من ثغرها واشم مسكة خالها

ما راد طرفي في حديقة خدها ... إلا لفتنته بحسن دلالها

أنسيب شعري رق مثل نسيمها ... فشمول راحك مثل ريح شمالها

وانقل أحاديث الهوى واشرح غري ... ب لغاتها واذكر ثقات رجالها

 

368

وإذا مررت برامة فتوق من ... أطلائها وتمشى في أطلالها

وانصب لمغزلها حبالة قانص ... ودع الكرى شركاً لصيد غزالها

وأسل جداول بفيض دموعها ... وانضح جوانحها بفضل سجالها

أنا من بقية معشر عركتهم ... هذي النوى عرك الرحى بثفالها (30)

أكرم بها فئة أريق نجيعها ... بغياً فراق العين حسن مآلها

حلت مدامة وصلها وحلت لهم ... فإن انتشوا فبحلوها وحلالها

بلغت بهرمس غاية ما نالها ... أحد وناء لها لبعد منالها

وعدت على سقراط سورة كأسها ... فهريق ما في الدن من جريانها

وسرت إلى فاراب منها نفحة ... قدسية جاءت بنخبة آلها (31)

ليصوغ من ألحانه في حانها ... ما سوغ القسيس من أرمالها

وتغلغلت في سهرورد فأسهرت ... عيناً يؤرقها طروق خيالها (32)

فخبا شهاب الدين لما أشرقت ... وخوى فلم يثبت لنور جلالها

ما جن مثل جنونه أحد، ولا ... سمحت يد بيضا بمثل نوالها

وبت على الشوذي (33) منها نشوة ... ما لاح منها غير لمعة آلها

بطلت حقيقته وحالت حاله ... فيما يعبر عن حقيقة حالها

هذي صبابتهم ترق صبابة ... فيروق شاربها صفاء زلالها

وهي طويلة.

قال السلطان أبو عنان رحمه الله تعالى (34) : أخبرني شيخنا الإمام العالم العلامة

369

وحيد زمانه أبو عبد الله محمد ابن إبراهيم الآبلي رحمه الله تعالى، قال: لما توجه الشيخ الصالح الشهير أبو إسحاق التنسي من تلمسان إلى بلاد المشرق اجتمع هنالك بقاضي القضاة تقي الدين بن دقيق العيد، فكان من قوله له: كيف حال الشيخ العالم أبي عبد الله ابن خميس وجعل حيليه بأحسن الأوصاف، ويطنب في ذكر فضله، فبقي الشيخ أبو إسحاق متعجباً، وقال: من يكون هذا الذي حليتموه بهذا الحلي ولا أعرفه ببلده فقال له: هو القائل:

عجباً لها أيذوق طعم وصالها

قال: فقلت له: إن هذا الرجل ليس عندنا بهذه الحالة التي وصفتم، إنما هو عندنا شاعر فقط، فقال له: إنكم لم تنصفوه، وإنه لحقيق بما وصفناه به.

قال السلطان: وأخبرنا شيخنا الآبلي المذكور أن قاضي القضاة ابن دقيق العيد كان قد جعل القصيدة المذكورة بخزانة كانت له تعلو موضع جلوسه للمطالعة، وكان يخرجها من تلك الخزانة، ويكثر تأملها والنظر فيها، ولقد تعرفت أنه لما وصلت هذه القصيدة إلى قاضي القضاة تقي الدين المذكور لم يقرأها حتى قام إجلالاً لها؛ انتهى.

وكان ابن خميس رحمه الله تعالى - بعد مفارقة بلده تلمسان، سقى الله أرجاءها أنواء نيسان - كثيراً لمشاهدها، ويتأوه من تذكره لمعاهدها، وينشد القصائد الطنانة في ذلك، سالكاً في الحنين إليها المسالك، فمن ذلك قوله (35) :

تلمسان لو أن الزمان بها يسخو ... منى النفس لا دار السلام ولا الكرخ

وداري بها الأولى التي حيل دونها ... مثار الأسى لو أمكن الحنق اللبخ (36)

370

وعهدي بها والعمر في عنفوانه ... وماء شبابي لا أجين ولا مضخ (37)

قرارة تهيام، ومغنى صبابة ... ومعهد أنس لا يلذ به لطخ

إذا الدهر مثني العنان منهنه ... ولا ردع يثني من عناني ولا ردخ (38)

ليالي لا أصغي إلى عذل عاذل ... كأن وقوع العذل في أذني صمخ (39)

معاهد أنس عطلت فكأنها ... ظواهر ألفاظ تعمدها النسخ

وأربع آلاف عفا بعض آيها ... كما كان يعرو بعض ألواحنا اللطخ

فمن يك سكران من الوجد مرة ... فإني منه طول دهري لملتخ (40)

ومن يقتدح زنداً لموقد جذوة ... فزند اشتياقي لا عفار ولا مرخ

أأنسى وقوفي لاهياً في عراصها ... ولا شاغل إلا التودع والسبخ (41)

وإلا اختيالي ماشياً في سماطها ... رخياً كما يمشي بطرته الرخ (42)

وإلا فعدوي مثلما ينفر الطلا ... وليداً، وحجلي مثلما ينهض الفرخ

كأني فيها أردشير ابن بابك ... ولا ملك لي إلا الشبيبة والشرخ

وإخوان صدق من لاتي كأنهم ... جآذر رمل لا عجاف ولا بزخ (43)

وعاة لما يلقى إليهم من الهدى ... وعن كل فحشاء ومنكرة صلخ (44)

هم القوم كل القوم سيان في العلا ... شبابهم الفرعان والشيخة السلخ (45)

مضوا ومضى ذاك الزمان وأنسه ... ومر الصبا والمال والأهل والبذخ

 

371

كأن لم يكن يوماً لأقلامهم بها ... صرير، ولم يسمع لأكعبهم جبخ (46)

ولم يك في أرواحها (47) من ثنائهم ... شميم ولا في القضب من لينهم ملخ (48)

ولا في محيا الشمس من هديهم سناً ... ولا في جبين البد من طيبهم ضمخ

سعيتم بني عمور في شت شملنا ... فما تجركم ربح ولا عيشنا ربخ (49)

دعيتم إلى ما يرتجى من صلاحكم ... فردكم عنه التعجرف والجمخ (50)

تعاليتم عجباً فطم عليكم ... عباب له في رأس عليائكم جلخ

وأوغلتم في العجب حتى هلكتم ... جماح غواة ما ينهنههم قفخ (51)

كفاكم بها سجن طويل وإن يكن ... هلاك لكم فيها فهي لكم فخ

فكم فئة منا ظفرتم بنيلها ... بأبشارها من حجم أظفاركم برخ (52)

كأنكم من خلفها وأمامها ... أسود غياض وهي ما بينكم أرخ (53)

فللسوق منها القيد إن هي أغربت ... وللهام إن لم تعط ما رعت النقخ (54)

كأن تحتها من شدة القلق القطا ... ومن فوقها من شدة الحذر الفتخ (55)

وأقرب ما تهذي به الهلك والتى ... وأيسر ما تشكو به الذل والفنخ (56)

فماذا عسى نرجوه من لم شعثها ... وقد حز منها الفرع واقتلع الشلخ (57)

 

372

وما يطمع الراجون من حفظ آيها ... وقد عصفت فيها رياحهم النبخ (58)

زعانف أنكاد لئام عناكل ... متى قبضوا كفاً على إثره طخوا (59)

ولما استقلوا من مهاوي ضلالهم ... وأوموا إلى أعلام رشدهم زخوا (60)

دعاهم أبو يعقوب للشرف الذي ... يذل له رضوى ويعنو له دمخ (61)

فلم يستجيبوه فذاقوا وبالهم ... وما لامرئ عن أمر خالقه نخ (62)

وما زلت أدعو للخروج عليهم ... وقد يسمع الصم الدعاء إذا أصخوا

وأبذل في استئصالهم جهد طاقتي ... وما لظنابيب ابن سابحة قفخ (63)

تركت لمينا سبتة كل نجعة ... كما تركت للعز أهضامها شمخ

وآليت أن لا أرتوي غير مائها ... ولو حل بي في غيره المن والمذخ (64)

وأن لا أحط الدهر إلا بعقرها ... ولو بوأتني دار أمرتها بلخ

فكم نقعت من غلة تلكم الأضا ... وكم أبرئت من علة تلكم اللبخ (65)

وحسبي منها عدلها واعتدالها ... وأبحرها العظمى وأريافها النفخ

وأملاكها الصيد المقاولة الألى ... لعزهم تعنو الطراخمة البلخ (66)

كواكب هدي في سماء رياسة ... تضيء فما يدجو ضلال ولا يضخو (67)

ثواقب أنوار تري كل غامض ... إذا الناس في طخياء غيهم إلتخوا (68)

373

وروضات آداب إذا ما تأرجت ... تضاءل في أفياء أفنانها الرمخ (69)

مجامر ند في حدائق نرجس ... تنم ولا لفح يصيب ولا دخ (70)

وأبحر علم لا حياض رواية ... فيكبر منها النضح أو يعظم النضخ

بنوا العزفيين الألى من صدورهم ... وأيديهم تملا القراطيس والطرخ (71)

إذا ما فتى منهم تصدى لغاية ... تأخر من ينحو وأقصر من ينخو

رياسة أخيار وملك أفاضل ... كرام لهم في كل صالحة رضخ (72)

إذا ما بدا منا جفاء تعطفوا ... علينا، وإن حلت بنا شدة رخوا

نزورهم حذاً نحافاً فننثني ... وأجمالنا دلح وأبداننا دلخ (73)

يربوننا بالعلم والحلم والنهى ... فما خرجنا بز ولا حدنا برخ (74)

وما الزهد في أملاك لخم ولا التقى ... ببدع، وللدنيا لزوق بمن يرخو

وإلا ففي رب الخورنق غنية ... فما يومه سر ولا صيته رضخ (75)

تطلع يوماً والسدير أمامه ... وقد نال منه العجب ما شاء والجفخ (76)

وعن له من شيعة الحق قائم ... بحجة صدق لا عبام ولا وشخ (77)

فأصبح يجتاب المسوح زهادة ... وقد كان يؤذي بطن أخمصه النخ (78)

وفي واحد الدنيا أبي حاتم لنا ... دواء، ولكن ما لأدوائنا نتخ (79)

 

374

تخلى عن الدنيا تخلي عارف ... يرى أنها في ثوب نخوته لتخ (80)

وأعرض عنها مستهيناً لقدرها ... فلم يثنه عنها اجتذاب ولا مصخ (81)

فكان له من قلبها الحب والهوى ... وكان لها من كفه الطرح والطخ (82)

وما معض عنها وهي في طلابه ... كمن في يديه من معاناتها نبخ (83)

ولا مدرك ما شاء من شهواتها ... كمن حظه منها التمجع والنجخ (84)

ولكننا نعمى مراراً عن الهدى ... ونصلج حتى ما لآذاننا صمخ (85)

وما لامرئ عما قضى الله مزحل ... ولا لقضاء الله نقض ولا فسخ

أبا طالب لم تبق شيمة سؤدد ... يساد بها إلا وأنت بها سنخ

لسوغت أبناء الزمان أيادياً ... لدرتها في كل سامعة شخ (86)

وأجريتها فيهم عوائد سؤدد ... فما لهم كسب سواها ولا نخ

غذتهم غواديها فهي في عروقهم ... دماء، وفي أعماق أعظمهم مخ

وعمتهم حزناً وسهلاً. فأصبحوا ... ومرعاهم وزخ ومرعيهم ولخ (87)

بني العزفيين ابلغوا ما أردتم ... فما دون ما تبغون وحل ولا زلخ (88)

ولا تقعدوا عمن أراد سجالكم ... فما غربكم جف ولا غرفكم وضخ (89)

وخلوا وراء كل طالب غاية ... وتيهوا على من رام شأوكم وانخوا (90)

 

375

ولا تذروا الجوزاء تعلو عليكم ... ففي رأسها من وطء أسلافكم شدخ

لأفواه أعدائي وأعين حسدي ... إذا جليت خائيتي الغض والفضخ

دعوها تهادى في ملاءة حسنها ... ففي نفسها من مدح أملاكها مدخ (91)

يمانية زارت يمانين فانثنت ... وقد جد فيها الزهو واستحكم الزمخ (92)

 

وقد بسط في الإحاطة ترجمة ابن خميس المذكور، ومما أنشد له قوله (93) :

سل الريح إن لم تسعد السفن أنواء ... فعند صباها من تلمسان أنباء

وفي خفقان البرق منها إشارة ... إليك بما تنمي إليها وإيماء

تمر الليالي ليلة بعد ليلة ... وللأذن إصغاء وللعين إكلاء (94)

وإني لأصبو للصبا كلما سرت ... وللنجم مهما كان للنجم إصباء (95)

وأهدي إليها كل يوم تحية ... وفي رد إهداء التحية إهداء

وأستجلب النوم الغرار ومضجعي ... قتاد كما شاءت نواها وسلاء (96)

لعل خيالاً من لدنها يمر بي ... ففي مره بي من جوى الشوق إبراء

وكيف خلوص الطيف منها ودونها ... عيون لها في كل طالعة راء

وإني لمشتاق إليها ومنبئ ... ببعض اشتياقي لو تمكن إنباء

وكم قائل تفنى غراماً بحبها ... وقد أخلقت منها ملاء وأملاء

لعشرة أعوام عليها تجرمت ... إذا ما مضى قيظ بها جاء إهراء (97)

 

376

يطنب فيها عائثون وخرب ... ويرحل عنها قاطنون وأحياء (98)

كأن رماح الناهبين لملكها ... قداح، وأموال المنازل أبداء (99)

فلا تبغين فيها مناخاً لراكب ... فقد قلصت منها ظلال وأفياء

ومن عجب أن طال سقمي ونزعها ... وقسم إضناء علينا وإطناء (100)

وكم أرجفوا غيظاً بها ثم أرجأوا ... فيكذب إرجاف ويصدق إرجاء

يرددها عياب الدهر مثلما ... يردد حرف الفاء في النطق فأفاء.

فيا منزلاً نال الردى منه ما اشتهى ... ترى هل لعمر الأنس بعدك إنساء

وهل للظى الحرب التي فيك تلتظي ... إذا ما انقضت أيام بؤسك إطفاء

وهل لي زمان أرتجي به عودة ... إليك ووجه البشر أزهر وضاء

ومنها:

أحن لها ما أطت النيب حولها ... وما عاقها عن مورد الماء أظماء

فما فاتها مني نزاع على النوى ... ولا فاتني منها على القرب إجشاء (101)

كذلك جدي (102) في صحابي وأسرتي ... ومن لسبع في أهل ودي إن فاؤوا

ولولا جوار ابن الحكيم محمد ... لما فات نفسي من بني الدهر إقماء (103)

حماني فلم تنتب محلي نوائب ... بسوء ولم ترزأ فؤادي أرزاء

وأكفأ بيتي في كفالة جاهه ... فصاروا عبيداً لي وهم لي أكفاء (104)

يؤمون قصدي طاعة ومحبة ... فما عفته عافوا وما شئته شاؤوا

377

دعاني إلى المجد الذي كنت آملاً ... فلم يك لي عن دعوة المجد إبطاء

وبوأني من هضبة العز تلعة ... يناجي السها منها صعود وطأطاء (105)

يشيعني منها إذا سرت حافظ ... ويكلؤني منها إذا نمت كلاء (106)

ولا مثل نومي في كفالة غيره ... وللذئب إلمام وللصل إيماء

بغيضه ليث أو بمرقب خالب ... تبز كساً فيه وتقطع أكساء

إذا كان لي من نائب الملك كافل ... ففي حيثما هومت كن وإدماء

وإخوان صدق من صنائع جاهه ... يبادرني منهم قيام وإيلاء

سراع لما يرجى من الخير عندهم ... ومن كل ما يخشى الشر أبراء

إليك أبا عبد الإله صنعتها ... لزومية فيها لوجدي إفشاء

مبرأة مما يعيب لزومها ... إذا عاب إكفاء سواها وإيطاء

أذعت بها السر الذي كان قبلها ... عليه لأحناء الجوانح إضناء

وإن لم يكن كل الذي كنت آملاً ... وأعوز إكلاء فما عاز إكماء (107)

ومن يتكلف مفحماً شكر منة ... فما لي إلى ذاك التكلف إلجاء

إذا منشد لم يكن عنك ومنشىء ... فلا كان إنشاد ولا كان إنشاء

 

 

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ترجمة ابن خميس (محمد بن عمر بن محمد بن عمر الحجري الرعيني) في أزهار الرياض 2: 301 وبغية الوعاة: 86.

(2) أزهار الرياض: وأدبا.

(3) العشي: جمع أعشى وهو لقب لعدة شعراء منهم الأعشى الكبير وأعشى همدان وغيرهما، وكذلك النوابغ: جمع نابغة وهو يطلق على عدة شعراء.

(4) أزهار الرياض: 305.

(5) داهك: طاحن كاسر.

(6) سامك: رافع للقواعد معل للبناء.

(7) صائك: لاصق.

(8) الأفانك: جمع أفنيك وهو مجمع اللحيين؛ وفي ص ق: الأفاتك.

(9) قارن بأزهار الرياض.

(10) أزهار: من ضميم؛ ق: من.

(11) العزالي: الروايا أو القرب.

(12) أزهار: أعذر لوامي.

(13) أثقب المصباح: جعل ضوءه ساطعا.

(14) المسطار: الخمرة أول ما تعصر.

(15) أوال: الاسم القديم للبحرين.

(16) أزهار: ألقيت.

(17) انظر ديوان مهيار ج 3 ص: 166.

(18) قارن بأزهار الرياض 2: 314.

(19) أدمانة: ظبية ذات لون أسمر؛ تعطو تتناول ورق الشجر فترفع جيدها.

(20) أزهار الرياض 2: 316.

(21) شوهاء: صفة للطعنة.

(22) الأرجام: الحجارة فوق القبور.

(23) قشب حباب: سم حية؛ والإشارة إلى قصة عروة الرحال الذي أجار لطيمة النعمان وقتله البراض الكناني فجر ذلك إلى حروب الفجار، وهو خبر مشهور في كتب الأيام والأمثال.

(24) أزهار: المصاع.

(25) تطور: تقترب.

(26) النقاب: الخبير الذي يضع الأمور مواضعها أو لديه قوة حدس.

(27) السخاب: القلادة.

(28) أزهار الرياض: 319.

(29) استعاره من قول أبي تمام:

كسيت سبائب لؤمه فتضاءلت ... كتضاؤل الحسناء في الأطمار

(30) من قول زهير في معلقته:

" فتعرككم عرك الرحى بثقالها ... ............ البيت "

(31) يشير إلى الفارابي الفيلسوف وقدرته في الموسيقى.

(32) فيه إشارة إلى السهروردي المتصوف.

(33) انظر هامش 4 ص: 260.

(34) أزهار الرياض: 322.

(35) أزهار الرياض: 323، وهي قصيدة مليئة بالغريب تعمدا ولذا احتاجت ألفاظها إلى شرح، فاضطرتنا إلى الخروج عن خطتنا في الإقلال من الشروح اللفظية.

(36) اللبخ: الاحتيال والضرب والقتل.

(37) الأجين: المتغير طعمه؛ المطخ: الذي تكاثرت فيه الدعاميص.

(38) الردخ: الردع.

(39) الصمخ: الضرب في صماخ الأذن.

(40) الملتخ: الذي اشتد سكره.

(41) السبخ: الفراغ.

(42) الرخ: حجر حر الحركة من أحجار الشطرنج.

(43) الأبزخ: المقعنسس، أي الذي برز صدره ودخل ظهره.

(44) الصلخ: جمع أصلخ وهو التام الصمم.

(45) الفرعان: الطويلو الشعر، والسلخ: الصلع.

(46) الجبخ: قعقعة الكعاب في الميسر.

(47) ق: أدواحها.

(48) الملخ: الطراوة.

(49) الربخ: الوقوع.

(50) الجمخ: العجرفة.

(51) الجلخ: اكتساح السيل للوادي؛ والقفخ: الضرب على الرأس.

(52) البرخ: قطع اللحم، وشبه أظفارهم بالسيوف.

(53) الأرخ: الفتي من البقر.

(54) النقخ: الضرب على الهام

(55) الفتخ: جمع فتخاء وهي صفة العقاب.

(56) الفنخ: فتح الرأس أو ضربه بالعصا.

(57) الشلخ: الأصل والعرق.

(58) النبخ: جمع أنبخ وهو الجافي الغليظ.

(59) العنكل: الصلب، وفي ق ص: لأم عثاكل؛ وطخ الشيء: ألقاه من يده فابعده.

(60) زخ: اندفع في الوهدة.

(61) دمخ: اسم جبل.

(62) النخ: السير العنيف.

(63) الظنوب: عظم الساق؛ القفخ: الكسر أو الشدخ.

(64) المذخ: نوع من العسل.

(65) الأضاءة: الغدير أو البحيرة؛ اللبخ: نوع من الشجر ينفع ورقه في التداوي.

(66) الطراخمة: المتكبرون؛ البلخ: المتعجرفون.

(67) طخا الضلال: اشتدت ظلمته.

(68) الطخياء: الظلمة الشديدة؛ التخ: حار واضطرب.

(69) الرمخ: الشجر المجتمع.

(70) الدخ: لغة في الدخان.

(71) الطرخ: الأحواض، والمفرد طرخة.

(72) الرضخ: النوال.

(73) الأخذ: الضامر؛ الدلوح: المتثاقل لنقل حمله؛ والدلوخ: السمين.

(74) البز: الابتزاز؛ البرخ: القهر.

(75) الرضخ: خبر تسمعه ولا تستيقنه.

(76) الجفخ: التنفج والتكبر.

(77) العبام: الفدم العيي؛ الوشخ: الضعيف.

(78) النخ: نوع من البسط.

(79) النتخ: الانتزاع.

(80) اللتخ: كاللطخ أي البقعة في الثوب.

(81) المصخ: جذب الشيء وانتزاعه.

(82) الطخ: قذف الشيء بعيدا.

(83) النبخ: قروح في اليد.

(84) التمجع: الاكتفاء بقليل من لبن أو تمر؛ النجخ: الزهد فيها.

(85) نصلج: نصاب بالصمم؛ والصمخ: صماخ الأذن.

(86) الشخ: صوت الشخب.

(87) الوزخ: نوع من الشجر؛ والولخ: الطويل من العشب.

(88) الزلخ: المزلق.

(89) الغرب: الدلو؛ الجف: الذي تشن؛ الغرف: انتشال الماء؛ وضخ: قليل.

(90) سقط هذا البيت من ق.

(91) المدخ: العظمة.

(92) الزمخ: الكبر وشموخ الأنف.

(93) أزهار الرياض: 336 وفيها يذكر ما حل ببلده من تلمسان لدى حصار يعقوب بن عبد الحق لها.

(94) الإكلاء: ترديد البصر.

(95) أزهار: إسراء.

(96) السلاء: الشوك.

(97) الإهراء: شدة البرد التي تهرأ الأجسام.

(98) أزهار: وتناء؛ وهم المقيمون بالمكان.

(99) الأبداء: الأنصباء من الجزور عند المتياسرين.

(100) الإطناء: الداء.

(101) الإجشاء: تحرك النفس بالشوق.

(102) ق: وجدي.

(103) الإقماء: الإذلال والتحقير.

(104) أكفأ البيت: ستره.

(105) الطأطاء: المنهبط من الأرض.

(106) الكلاء: الحافظ.

(107) الإكماء: كثرة الكمأة.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.