على غرار التخلُّص من الفضلات السائلة (المائية) المنزلية والصناعية والزراعية، وذلك بإرسالها إلى تجمعات مائية غالباً، يجري التخلص أيضاً من كثير من الفضلات الصلبة في مكبات (مزابل) على اليابسة وتشتمل الفضلات الصلبة على طيف واسع من الأنواع، من روث الحيوانات، مروراً بقمامة المدن وبقايا فولاذ الآليات، حتى مخلفات المناجم. وتحصل تأثيرات كيميائية وفيزيائية متبادلة بين مواد الفضلات والمكونات البيئية، لكن المدة الزمنية التي تحصل ضمنها تلك التفاعلات يمكن أن تكون قصيرة أو طويلة تبعاً لنوع المادة و لدرجة تعرضها للعوامل البيئية. أما المكونان البيئيان الهامان اللذان يؤديان دوراً مركزياً في كثير من التفاعلات فهما الأكسجين والماء. وتخضع الفضلات الصلبة إلى أنواع مختلفة من مفاعيل العوامل الجوية، أي نفس المفاعيل المسؤولة عن تكوين التربة. ويمكن لنواتج العوامل الجوية أن تتضمن غازات وسوائل تغدو جزءاً من الجو والبيئة المائية. وفي معظم الحالات، تتبقى مخلفات ونواتج تفاعلات مع طور الفضلات الصلب نفسها، أو تنتقل إلى التربة التي تُرمى عليها الفضلات.

وتُنشر أنواع معينة من الفضلات الصلبة عمداً على مساحة واسعة من الأرض بغية تعظيم درجة مزجها في التربة والتأثير المتبادل معها. ومن أمثلة ذلك المواد الصلبة المحروقة وروث الحيوانات المحولة إلى أسمدة ويُجرى المزج بحيث تستفيد التربة من المفاعيل الجيدة للمواد الصلبة المضافة إليها.

وبالمقارنة، تجعل درجة التأثيرات المتبادلة بين بعض الفضلات والتربة أقل ما يمكن. فعلى سبيل المثال، غالباً ما تُرص فضلات المدن معاً وتُغلّف باستعمال أغلفة تركيبية لعزل القمامة عن الجو والأرض والمياه الجوفية. وبجعل حركة الهواء والماء من الخارج إلى داخل المزبلة أصغرية، تصبح معدلات التفاعل أصغرية أيضاً، وتختلف التفاعلات التي تحصل ضمن المادة المدفونة فيها عن السيرورات المائية المؤكسدة المعتادة. وقد أعلن أشخاص يقومون بنوع من التنقيب في المزابل القديمة أنهم كشفوا صحفاً دفنت قبل 80 عاماً وما زالت قابلة للقراءة على نحو ممتاز (المرجع 4 من مراجع الاستزادة).

ونظراً إلى كثرة أنواع المواد الصلبة التي تُرمى في المِكَبَّات، من المفضل تحرِّي موضوع الفضلات الصلبة في إطار المبادئ العامة. وسوف نستعمل بعض أكثر الأمثلة شيوعاً لتوضيح تلك المبادئ.

النقطة الرئيسية 1.19 ترمى الفضلات الصلبة الجسيمة بمختلف أنواعها في مزابل على الأرض أو ضمنها بغية التخلُّص منها. وفي بعض الحالات، تُبذل جهود لعزلها عن التربة، وفي حالات أخرى تُضمَّن فيها عمداً.