المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



الشباب ومشكلة البطالة  
  
962   08:54 صباحاً   التاريخ: 2023-12-20
المؤلف : السيد مرتضى الحسيني الميلاني
الكتاب أو المصدر : الى الشباب من الجنسين
الجزء والصفحة : ص 173 ــ 177
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

البطالة مشكلة اقتصادية، كما هي مشكلة نفسية واجتماعية وأمنية وسياسية. وجيل الشباب هو جيل العمل والإنتاج، لأنه جيل القوة والطاقة والمهارة والخبرة. فالشاب يفكر في ترتيب أوضاعه الاقتصادية والإجتماعية بالاعتماد على نفسه من خلال العمل والإنتاج لا سيما أهل الكفاءات والخريجين الذين أمضوا الشطر المهم من حياتهم في الدراسة والتخصص.

كما ويعاني عشرات الملايين من الشباب من البطالة بسبب نقص التأهيل العلمي والعملي وعدم توفير الخبرات لديهم، لتدني مستوى تعليمهم وإعدادهم من قبل حكوماتهم، أو أولياء أمورهم.

وتؤكد الإحصاءات أن هناك عشرات الملايين من العاطلين عن العمل في كل أنحاء العالم من جيل الشباب، وبالتالي فهم يعانون من الفقر والحاجة والحرمان وتخلف أوضاعهم الصحية، أو تأخرهم عن الزواج وتكوين الأسرة.

وتفيد الإحصاءات أن للبطالة آثارها السيئة على الصحة النفسية، كما لها آثارها على الصحة الجسدية. إن نسبة كبيرة من العاطلين عن العمل يشعرون بالفشل وأنهم أقل من غيرهم، كما يشعرون بالملل. وغالباً ما تكون نهضة هؤلاء العقلية والجسمية منخفضة.

وأن البطالة تعيق عملية النمو النفسي بالنسبة للشباب الذين ما زالوا في مرحلة النمو النفسي. كما وجد أن القلق والكآبة، وعدم الإستقرار يزداد بين العاطلين، بل ويمتد هذا التأثير النفسي إلى الحالة الزوجية والعلاقة بالزوجة والأبناء، وتزايد المشكلات العائلية.

وعند الأشخاص الذين يفتقدون الوازع الديني، يقدم البعض منهم على شرب الخمور، بل ووجد أن 69 % ممن يقدمون على الإنتحار هم من العاطلين عن العمل.

ونتيجة للتوتر النفسي تزداد نسبة الجريمة، كالقتل والإعتداء والقيام بأعمال إرهابية بين هؤلاء العاطلين.

ومن مشكلات البطالة هي مشكلة الهجرة وترك الأهل والأوطان التي غالباً ما تكون لها آثارها ونتائجها السلبية، كما أن لها آثاراً إيجابية. والسبب الأساس في هذه المشكلات بين العاطلين عن العمل. هو الافتقار الى المال وعدم توفره لسد الحاجة.

إن تعطيل الطاقة الجسدية بسبب الفراغ، لاسيما بين الشباب الممتلئ طاقة وحيوية ولا يجد المجال لتصريف تلك الطاقة، يؤدي إلى أن ترتد تلك الطاقة عليه لتهدمه وتهزمه نفسياً مسببة له مشكلات أخرى. وتتحول البطالة في كثير من بلدان العالم إلى مشكلات أساسية معقدة ربما أطاحت ببعض الحكومات.

فحالات التظاهر والعنف والانتقام توجه ضد الحكام وأصحاب رؤوس الأموال فهم المسؤولون في نظرهم عن مشكلة البطالة.

وقد حلل الإسلام مشكلة الحاجة المادية والبطالة تحليلاً نفسياً، كما حللها تحليلاً مادياً. منها ما روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قوله: (إن النفس إذا أحرزت قُوتها إستقرت) (1).

وعن الإمام الصادق (عليه السلام): (إن النفس قد تلتاث على صاحبها، إذا لم يكن لها من العيش ما تعتمد عليه، فإذا هي أحرزت قوتها اطمأنت) (2).

وهذا النص يكشف العلاقة بين الجانب النفسي في الإنسان، وبين توفر الحاجات المادية وأثرها في الإستقرار والطمأنينة.

وأن الحاجة والفقر الناتجين عن البطالة يسببان الكآبة والقلق. وما يستتبع ذلك من مشكلات صحية معقدة، كأمراض الجهاز الهضمي والسكر وضغط الدم وغيرها.

والبطالة هي السبب الأول في الحاجة والفقر والحرمان، لذلك دعا الإسلام إلى العمل، وكره البطالة والفراغ، بل وأوجب العمل من أجل تأمين الحاجات الضرورية للفرد، لإعالة من تجب إعالته.

ولكي يكافح الإسلام البطالة دعا إلى الإحتراف، أي إلى تعلم الحرف على إختلافها.

فقد جاء في الحديث الشريف: (إن الله يحب المحترف الأمين) (3)، ولقد وجه القرآن الكريم الأنظار الى العمل والإنتاج وطلب الرزق الحلال. فقال: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك: 15]. والمناكب هي الجوانب الأربعة للأرض. فأشارت الآية المباركة إلى أن السعي في طلب الرزق يكون من الأنسان نفسه، وأما الرزق فمن الله لا غير. {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ} [الذاريات: 58].

واعتبر الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) العمل كالجهاد في سبيل الله. حيث قال: (الكاد على عياله، كالمجاهد في سبيل الله) (4).

وروي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قوله: (إن الأشياء لما أزدوجت، إزدوج الكسل والعجز، فنتجا بينهما الفقرَ) (5).

وفي التشديد على ذم البطالة والكسل والفراغ نقرأ ما جاء في رواية الإمام الرضا (عليه السلام) عن أبيه موسى بن جعفر (عليه السلام) قال: (قال أبي لبعض ولده: إياك والكسل والضجر، فإنهما يمنعانك من حظك في الدنيا والآخرة) (6).

وقد جسد الأنبياء والأئمة والصالحون هذه المبادئ تجسيداً عملياً، فكانوا يعملون في رعي الغنم والزراعة والتجارة والخياطة والنجارة.

وقد وضح الإمام الرضا (عليه السلام) ذلك. فقد نقل أحد أصحابه، قال: (رأيت أبا الحسن يعمل في أرضه وقد أستنقعت قدماه في العرق، فقلت له: جعلت فداك، أين الرجال؟ فقال: رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين وآبائي، كلهم كانوا قد عملوا بأيديهم، وهو من عمل النبيين والمرسلين والأوصياء والصالحين) (7).

إن كل ذلك يوفر لجيل الشباب وعياً وفهماً عميقاً لقيمة العمل، وإدراكاً لآثار البطالة. مما يدعوهم إلى توفير الكفاية المادية، والكرامة الشخصية بالعمل والإنتاج والابتعاد عن البطالة والكسل.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ منتهى المطلب، 2 / 999.

2ـ بحار الانوار، 22 / 381.

3ـ من لا يحضره الفقيه، 3 / 158.

4ــ المصدر السابق، 13 / 168.

5ـ بحار الأنوار، 75 / 59.

6ـ تفسير نور الثقلين، 1 / 567.

7ـ من لا يحضره الفقيه، 3 / 162. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.