على الرغم من أن معظم الكوارث البيئية مثل العواصف الموسمية والتسونامي تقع بفعل الطبيعة، وهي بالتالي تقع خارج نطاق سيطرة الإنسان وتحكمه، فإن «التلوث البيئي» يعد إحدى أخطر المشاكل البيئية التي صنعها الإنسان. وليس غريبا أن يتصدر موضوع حماية البيئة قائمة التحديات التي يواجهها إنسان القرن الحادي والعشرين، والتي يُسخر من أجلها جميع التقنيات والتكنولوجيات الحديثة سعيا وراء إيجاد سبل مجدية لحلها. وتتمثل صعوبة وضع استراتيجية لحل كل مشكلة بيئية على حدة في الترابط البيني بين المشكلة البيئية الواحدة – كمشكلة تلوث الهواء مثلا – وعدد يصعب حصره من المشاكل الفرعية المترتبة عليها أو المؤثرة فيها. ومن هنا ندرك أن موضوع البيئة هو موضوع معقد من حيث تداخل عدد ضخم من العوامل والمؤثرات المتنوعة فيه وتشابك خيوطها بعضها مع بعض. ويمثل التلوث مسألة بالغة الخطورة، وذلك لعجز حواس الإنسان المجردة عن إدراك ما إذا كان ما يأكله من طعام أو يشربه من شراب أو يستنشقه من هواء ملوثا أو لا.