أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-12-2021
4379
التاريخ: 2024-01-21
1056
التاريخ: 6-7-2022
2196
التاريخ: 22-7-2022
1803
|
عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (دخل عبد الجنة بغصن من شوك كان على طريق المسلمين فأماطه عنه).
إن للطرقات التي يسير عليها الإنسان آداباً كثيرة اهتم الإسلام ببيانها وحثّ على الإلتزام بها في العديد من النصوص الشرعية، لاعتبارات عديدة..
فالذي يراعي آداب الطريق هو في الحقيقة يبتعد عن الأنانية وحب الذات ليعيش في رحاب حب المجتمع كله وإرادة الخير لكل عابر يعبر الطريق، وهو في نفس الوقت يقدم صورة جميلة عن المجتمع الذي يعيش فيه..
فالذي يدخل في مجتمع ما، فإن أول ما يراه هو الشارع بنظافته وترتيبه وسلوك العابرين فيه، فإن ذلك كله سيكشف له عن طبيعة هذا المجتمع وحضارة أهله، من هنا نفهم تأكيد الإسلام على كل هذه المفردات التفصيلية، فإن الطرق هي النافذة التي ينظر المراقبون منها إلى مظاهر حياة المسلمين العامة ويأخذون من خلالها انطباعا عن طريقة عيشهم، ويستكشفون منها ثقافتهم إذ التصرفات التي تصدر من الشخص إنما تنم عن ثقافته التي يحملها...
ـ إن الطريق في الأساس وضعت للاستفادة منها في المرور، وهي حق عام للمارّة جميعاً لا تخص شخصاً دون الآخر، وتضييق الطريق عليهم هو سلب لحقهم هذا، لذلك ينبغي إفساح الطريق أمامهم فلا يقف في الطريق بشكل يضيقها.
وعن أمير المؤمنين في وصيته للإمام الحسن (عليهما السلام): (إياك والجلوس في الطرقات) (1).
ومع ازدحام السيارات أصبحنا كثيراً ما نبتلى بمسائل الطريق وتضييقها على الناس، خصوصاً في المدن المزدحمة فعليك أن تحذر وتتجنب وضع سيارتك في مكان مزدحم فيضيق الطريق على الناس! ولا تحترم حقهم بالمرور بحرية، وحاول أن لا تفتح حديثاً عبر نافذة سيارتك مع شخص آخر وقد توقفت في منتصف الشارع، وحاول كذلك أن لا تنزل بضاعة تخصك على الرصيف الذي أعد لسلوك المارة... وغيرها من العوائق الكثيرة التي تضيق الطريق وتزاحم المارّة، وقد أمرنا بإزالتها.
وكذلك لا تضع ما يعيق حركة المرور، بل من اللازم رفع أي شيء يؤدي إلى أذية المارة وتعثرهم، وقد أعد الله (عز وجل) لمن يتحلى بهذا الأدب ويسهل عبور المارة أجرا عظيما كما جاء في الأحاديث الشريفة.
فعن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (دخل عبد الجنة بغصن من شوك كان على طريق المسلمين فأماطه (2) عنه) (3).
وفي حديث آخر عنه (صلى الله عليه وآله): (إن على كل مسلم في كل يوم صدقه).
قيل من يطيق ذلك؟ قال (عليه السلام): (إماطتك الأذى عن الطريق صدقة) (4).
بل أمرنا أن نصلح الطريق، وإصلاحها جزاؤه رفع العذاب كما جاء في بعض الأحاديث الشريفة.
روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): (مرَّ عيسى بن مريم ـ عليه السلام ـ بقبرٍ يعذب صاحبه ثم مر به من قابل فإذا هو ليس يعذب فقال يا رب مررت بهذا القبر عام أول وهو يعذب ومررت به العام وليس يعذب؟ فأوحى الله جل جلاله إليه: يا روح الله قد أدرك له ولد صالح فأصلح طريقا وآوى يتيما فغفرت له بما عمل ابنه) (5).
فلاحظ قيمة هذا العمل الذي تعدت بركته الابن لتصل إلى الأب المتوفي وكانت سبباً في رفع العذاب عنه!
ومن خلال ما تقدم نعرف أن المؤمن يحمل هم الناس حتى الحجر من طريقهم والزجاج من طريق صغارهم...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ الأمالي، للشيخ المفيد، ص 222.
2ـ أماطه: أي رفعه.
3ـ الخصال، ج 1، ص 32، ح 111.
4ـ مستدرك الوسائل، ج 2، ص 402، باب 19، الحديث 6.
5ـ أمالي الشيخ الصدوق، ص 512، المجلس 77، حديث 8.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|