المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02



أهمِّيَّة البناء الزوجيّ  
  
1283   02:50 صباحاً   التاريخ: 2023-10-26
المؤلف : مركز نون للتأليف والترجمة
الكتاب أو المصدر : الحياة الزوجية
الجزء والصفحة : ص 9 ــ 12
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / الزوج و الزوجة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-2-2020 2080
التاريخ: 8-7-2018 2140
التاريخ: 26-9-2018 2579
التاريخ: 2024-08-29 204

إنّ الرؤية الإسلاميّة النابعة من كتاب الله سبحانه وسنّة النبيّ وآله (عليهم السلام) واضحة الدلالات في حثِّها وترغيبها، بل في إعطائها للزواج مكانة قلّ نظيرها حتّى ورد عن النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله): (ما بُني بناء في الإسلام أحبّ إلى الله عزَّ وجلَّ من التزويج) (1) راسماً في مبادئه وأعماله وأهدافه خطوطاً هي الضرورات في عالم الدنيا كما الآخرة، حيث لا رهبانيّةَ في الإسلام، وعلى العكس تماماً ممّا حاوله الواهمون. ولذلك كان مشروع بناء لمؤسَّسة عظيمة يديرها الزوج الّذي سيصبح أباً، وتعاونه الزوجة الّتي ستصبح أمّاً تهزّ المهد بيمينها وتهزُّ العالم بيسارها، ومدرسة يترعرع في كنفها جيل صالح، تغذِّيه المبادىء والفضائل على أساس التكامل في الأدوار والوظائف الملقاة على عاتق كلٍّ من الشريكين في سير حياة هذه العلاقة ضمن قناتها الصحيحة. ولكي يتحقق ذلك لا بدَّ أن يكون أساس البناء قائماً على التقوى، وهو يتمّ مع معرفة كلٍّ من الشريكين للحقوق المتوجِّبة عليه، وضوابط العلاقة مع شريكه، والآداب الّتي ينبغي أن يتحلّى بها، ولم يترك الإسلام العزيز شيئاً يرتبط بهذا الشأن إلا وبيّنه بشكل تفصيليّ واضح لا يترك العذر لمخالفه على الإطلاق.

فالزواج رابطة شرعيّة تربط بين الرجل والمرأة، يحفظ بها النوع البشريّ. ولقد أجازتها الشرائع السماويّة المتقدِّمة بأجمعها، وأكّد الإسلام عليها وندب إليها الشارع هكذا في كلِّ تشريعاته.

وبناء على ما للزّواج من خطورة ومكانة مهمّة في النظام الاجتماعيّ، تولّى الشارع المقدَّس رعايته بدقّة وتفصيل، حيث فصّل قواعده، وحدّد أحكامه منذ اللحظات الأولى للتفكير فيه حتّى إتمامه، حيث يتمُّ الاستمتاع لكلٍّ من الزوجين مع شريك حياته.

ثمّ أولاه عناية فائقة، وأحاطه بالاهتمام البالغ من بدايته حتّى ينتهي بالموت أو بغيره.

ولم يفسح الشارع المقدَّس المجال للناس، ليضعوا له ما شاؤوا من أنظمة وأحكام، ويقيموا له ما يرتضون من قواعد وأصول.

بل تولّاه الشارع تفضُّلاً منه، وتحنُّناً على العباد، فوضع له أصوله ونظم أحكامه، علماً منه بأنّ العباد عاجزون عن أن يضعوا له التصميم الصالح، الّذي يبتني عليه الكيان الاجتماعيّ الرصين، الّذي لا يداخله ضعف، ولا يعتريه وهن، ليكتسب الزواج بهذه الرعاية المقدَّسة والحماية ما يُشعر الزوجين بأنّهما يرتبطان برباط مقدَّس يشمله الدين بقدسيَّته في كلِّ لحظة من مراحله، فيسكن كلٌّ منهما إلى صاحبه عن رضىً واختيار، ويطبِّقان عليهما أحكامه بطيب نفس وارتياح بال: {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [الروم: 21].

كما ورد في المأثور عن النبيّ (صلى الله عليه وآله): (ما استفاد امرؤ فائدة بعد الإسلام أفضل من زوجة مسلمة، تسرُّه إذا نظر إليها، وتطيعه إذا أمرها وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله) (2).

مكانة الزوج

يُعتبر الزوج ربّ الأسرة الّذي إن يكن حائزاً على مواصفات عالية، كما أراده الإسلام، كان إنجاحها واستمرارها صنيعَه وحليفَه وإلّا فلا. لذلك تدخّل الدين القيّم في تحديدها وأسّس الاختيار في ضوئها بغية الإعداد لمجتمع سليم، مع الأخذ بعين الاعتبار لموقعه في قوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء: 34].

ومن جانب آخر، كان لرضاه الأثر الأهمّ في آخرة المرأة إضافةً إلى أُولاها حيث رُوي عن الإمام الباقر (عليه السلام): (لا شفيعَ للمرأة أنجحُ عند ربّها من رضا زوجها(3).

مكانة الزوجة

إنّها خير فائدة بعد التقوى أن يستفيدها الرجل زوجة صالحة تعينه على شؤون دينه ودنياه، وهي خير متاعها أيضاً، ومن أعظم أسباب السعادة حيث لم يكن دورها مقصوراً في النظرة الإلهيّة، يوماً، على العلاقة الخاصّة. وإنّما هي ركن الأسرة وسيِّدتها الّتي تعاون الرجل وتسانده ليصلا معاً إلى الغاية الّتي أرادها الله تعالى لهما، ولذلك عبّر عنها النبيّ (صلى الله عليه وآله) قائلاً: (ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عزَّ وجلَّ خيراً له من زوجة صالحة) (4).

وعن الإمام الصادق عليه السلام: (إنّما المرأة قلادة فانظر ما تتقلّد) (5).

وهذا بيان لموقعها ودعوة إلى عدم التسرُّع في الاختيار، بل التأنّي مليّاً قبل اتخاذ القرار

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ وسائل الشيعة، ج 14، ص 3.

2ـ الكافي، ج 5، ص 327.

3ـ ميزان الحكمة، ج 2، ص 1184.

4ـ كنز العمال، 44410.

5ـ معاني الاخبار، ج 1، ص 144. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.