أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-10-30
1071
التاريخ: 2023-12-19
1114
التاريخ: 2023-10-15
1062
التاريخ: 15-8-2016
1437
|
ذكروا أنّ معاوية بعث إلى ابن الحصين (1) ليلاً فخلا به وقال له: يا بن الحصين؛ بلغني أنّ عندك ذهناً وعقلاً، فأخبرني عن شيءٍ أسألك عنه. قال: سلني عمّا بدا لك. قال: أخبرني ما الذي شتّت أمر المسلمين وفرّق أهوائهم؟ قال: قتل الناس عثمان! قال: ما صنعت شيئاً! قال: فمسير علي إليك وقتاله إيّاك! قال: ما صنعت شيئاً! قال: فمسير طلحة والزبير وعائشة، وقتال عليّ إيّاهم! قال: ما صنعت شيئاً. قال: ما عندي غير هذا يا أمير المؤمنين. قال: فأنا أخبرك، إنّه لم يشتّت بين المسلمين، ولا فرّق أهوائهم، ولا خالف بينهم إلا الشورى التي جعلها عمر إلى ستة نفر فلم يكن رجل منهم إلا رجاها لنفسه، ورجاها له قومه، وتطّلعت إلى ذلك نفسه، ولو أنّ عمر استخلف عليهم كما استخلف ابو بكر، ما كان في ذلك اختلاف (2).
تحليل رائع من سياسي بارع خاض تجارب كثيرة في مضماري الملك والزعامة، فمعاوية وان كان قد باع شرفه وآخرته بدنياه في خوضه حرباً ظالمةً ضد ثاني رجل في الدولة الإسلامية، إلا أنّ ذلك لا يمنع من أن تكون له نظرة صائبة وعميقة حول بعض المفاهيم السياسيّة! إنّه هنا يكشف ـ في الحقيقة ـ سرّاً من الأسرار التي أودت إلى تمزّق الأمة وتفكّكها، فالشورى كانت واحدة من الأسباب التي ساهمت في ذلك، وليست هي السبب الرئيس، هو هنا يطرح لمحدثه سبباً واحداً كان يراه علة الكل، وعلة العلل في تفرّق شمل الأمة، يرى الشورى ـ بما زرعت في قلوب أعضائها من طموح للخلافة دفعهم للتهيؤ لها ـ هي السبب الوحيد في ذلك! وربّما كان معاوية يلمز من حديثه هذا إلى علي، وكأنّه يريد أن يجعله في عداد هؤلاء الطامحين، كما تكشف عن ذلك مواقفه من علي (عليه السلام)، لكن الشيء الواضح من أخطاء هذه الشورى، أنّها بالإضافة إلى كونها حفّزت أعضائها على التهيؤ للخلافة وأوجدت تكتلات حزبيّة مختلفة ومتناحرة، فقد جعلت في نفس الوقت أناساً آخرين ليسوا من أعضائها ينحون هذا المنحى «فقد طمح إلى الخلافة رجال غير رجال الشورى من قريش؛ لأنّهم رأوا أنّ بعض من رشحهم عمر لا يفضلونهم في شيء، بل ربّما امتازوا عليهم في أشياء كثيرة» (3) ولعلّ معاوية واحد منهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ابن الحصين: هو عمران بن حصين الخزاعي، أسلم عام خيبر وغزا عدة غزوات وكان صاحب راية خزاعة يوم الفتح ـ كذا في الإصابة. واعتزل حرب الجمل، وكان قد نزل البصرة، وفي سنة 45 للهجرة ولاه زياد قضاء البصرة، وتوفي في سنة 52. كما في الكامل
(2) العقد الفريد: 4 ـ 281.
(3) ثورة الحسين / 33.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|