المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
دين الله ولاية المهدي
2024-11-02
الميثاق على الانبياء الايمان والنصرة
2024-11-02
ما ادعى نبي قط الربوبية
2024-11-02
وقت العشاء
2024-11-02
نوافل شهر رمضان
2024-11-02
مواقيت الصلاة
2024-11-02

دعوة المغيرة
6-4-2016
أصالة النفي(البراء‌ة الاصلية)
16-10-2016
إبراز أغراض دراسة الحالة
17-3-2022
Testicular Artery
15-1-2017
مذنب هالي
5-3-2017
أبو يعلى الصوفي المصري
28-12-2015


قيمة أيام العمر  
  
1021   08:25 صباحاً   التاريخ: 2023-10-07
المؤلف : الشيخ محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الشاب بين العقل والمعرفة
الجزء والصفحة : ج2 ص47ــ50
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

إذا ما أراد الفتيان والشبان أن يكتسبوا من الأخلاق والصفات أحسنها، ويحققوا لأنفسهم شخصية مناسبة ومتكاملة تساعدهم في بلوغ السعادة الحقيقية، ينبغي عليهم أن يأخذوا بعين الاعتبار دائماً ثلاث نقاط أساسية هي:

أولاً - قيمة ايام العمر، إذ ينبغي على الشاب أن يعلم ان كل يوم من أيام عمره هو بمثابة وحدة من مجموعة وحدات يتشكل منها عمره. ويرى أئمتنا (عليهم السلام) أن السعادة الحقيقية هي من نصيب ذلك الذي يستطيع أن يستفيد من كافة وحدات عمره خير استفادة، ويخطو كل يوم خطوة نحو تحقيق الكمال المعنوي وتنمية شخصيته الإنسانية من أجل تحقيق السعادة.

عن أبي عبد الله الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال : من استوى يوماه فهو مغبون ومن كان آخر يوميه خيرهما فهو مغبوط ومن كان آخر يوميه شرهما فهو ملعون ومن لم ير الزيادة في نفسه فهو إلى النقصان ومن كان إلى النقصان فالموت خير له من الحياة(1).

إختلاف نظرة الشباب إلى القيم:

ثانياً : قيم الحياة ، إذ يرى البعض من الشباب أن العلم والإيمان والتقوى والفضيلة والجد والمثابرة وما شابه ذلك من أسمى قيم الحياة ، فيعملون على بناء شخصيتهم بما يتناسب وهذه القيم التي تساعدهم في تحقيق مكانتهم الاجتماعية .

أما البعض الآخر من الشباب فيرى أن لعب الميسر وشرب الخمر والإتيان بالفواحش والمعاصي وإشباع الشهوات والغرائز وما شابه ذلك ، هي أسمى ما في هذه الحياة ، فيبذلون ما بوسعهم في سبيلها ، ويحاولون بناء شخصيتهم وإحراز مكانتهم الاجتماعية بما يتناسب ومعتقداتهم الخاطئة .

إن اختلاف نظرة الشباب إلى قيمة الأشياء والأفعال لا يعكس فقط إختلاف نفسياتهم وطريقة تفكيرهم ، بل إن هذا الإختلاف في وجهات النظر والأهداف يبين أيضاً مكانة كل منهم وقيمته المعنوية فالشاب الذي يرى أن في الكمال المعنوي والسمو النفسي اسمى قيم الحياة، ويصبح محبوباً في مجتمعه بفضل علمه وإيمانه ، فإن قيمته لن تكون غير قيمة العلم والإيمان . والشاب الذي يكرس جل اهتمامه ليحصل على ثروة كبيرة من المال تعزز له مكانته الإجتماعية ، لن تكون قيمته سوى قيمة المال والثروة . اما الشاب الذي يرى في تحقيق مركز بطولي أسمى القيم، ويبذل ما بوسعه لتحقيق هدفه، فإن قيمة شخصيته تقاس بقيمة بطولته أو المركز الذي حققه . ونخلص إلى أن قيمة كل انسان تحددها الصفة التي تقوم على أساسها مكانته الاجتماعية .

عن الإمام الجواد (عليه السلام) قال : قال علي (عليه السلام) : قيمة كل امرىء ما يحسنه(2).

إختيار القيم الحقيقية:

إن الشاب مكلف بتحديد القيم الحقيقية التي تعود عليه بالنفع في حياته، وذلك بالإستعانة بالتعاليم الإلهية والمربين الأكفاء ، كما ينبغي عليه أن يتوخى الدقة في اختيار الأنسب منها ، وأن يكرس حياته لما يحقق له مكانة اجتماعية مرموقة وسعادة دائمة.

وثمة شبان يغوصون في الإثم والرذيلة ويعتبرون ذلك أسمى ما في الحياة ، فيهددون أعمارهم في سبيلها ويغرقون في نكباتها وويلاتها ، وبعد أن يهدروا فرصة الشباب التي لا تعود ويضيعوا ثروة أعمارهم ، تراهم يعترفون بأخطائهم ويندمون على ما فعلوا حيث لا ينفع الندم .

عن أبي جعفر الإمام الباقر (عليه السلام) قال : ما من نكبة يصيب العبد إلا بذنب(3).

تضييع الفرصة:

يلجأ بعض الشباب إلى امور وهمية يتصورونها بأنها من قيم الحياة، فبدل أن ينشغلوا مثلاً بالدراسة خلال الفصل الدراسي ، ينكبون على مطالعة بعض الكتب غير المفيدة والضارة أحياناً ، ليتعبوا أدمغتهم بقراءة وحفظ سيرة حياة نجوم السينما وما شابه ذلك ، بدل أن يسعوا إلى تنميتها عن طريق مطالعة القضايا العلمية المفيدة، وهذا ما سيجعلهم يتأخرون في دراستهم وتقدمهم في المجال العلمي ، هؤلاء أيضاً سيندمون يوماً ما على تضييعهم الفرص ، ولكن ندمهم سيأتي متأخراً .

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : من شغل نفسه بما لا يجب ضيع من امره ما يجب(4) .

الأخلاق الحميدة والذميمة:

ثالثاً : حدود القيم الأخلاقية ، فثمة عامل آخر له أهمية بالغة في نمو شخصية الشاب نمواً صحيحاً ، ألا وهو معرفة الأخلاق الحميدة والتمييز بينها وبين الأخلاق الذميمة. ولكن ثمة مشكلة تعترض الشاب في هذا الطريق ، وهي أن بعض الأخلاق الحميدة إن زادت عليها أصبحت ذميمة ، أي أن الإنسان ذا الخلق الحسن قد يسوء خلقه إن هو تغافل أو تجاهل. فعزة النفس مثلاً التي تعتبر من الصفات النبيلة لشخصية الإنسان ، تتحول إلى تكبر مذموم إذا ما فاقت حدها الطبيعي ، وكذلك التواضع وهو من الأخلاق الحميدة يصبح تملقاً مرفوضاً إن زاد عن حده .

قال الإمام ابو محمد العسكري (عليه السلام) : إن للسخاء مقداراً فإن زاد عليه فهو سرف وللحزم مقداراً فإن زاد عليه فهو جبن وللاقتصاد مقداراً فإن زاد عليه فهو بخل وللشجاعة مقداراً فإن زاد عليه فهو تهور(5)

__________________________

(1) معاني الأخبار، ص 342. 

(2) بحار الأنوار 17 ، ص 10.

(3) الكافي2، ص269.

(4) غرر الحكم، ص 661.

(5) بحار الأنوار17، ص218. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.