المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9148 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الاهرامات
3-10-2016
ايجابيات وسلبيات الزراعة بدون تربة
3-7-2016
العدد الأمثل من نباتات دوار الشمس في وحدة المساحة
2024-12-06
شر المآكل أكل مال اليتيم
5-6-2022
Cubic Polynomial
19-1-2019
أخبار أدلة وبراهين ابي الحسن الهادي(عليه السلام)
29-07-2015


[رجوع الامير (عليه السلام) الى الكوفة]  
  
3372   05:17 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص295-296
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

روى نصر عن عبد الرحمن بن جندب قال لما اقبل علي (عليه السلام) من صفين اقبلنا معه قال نصر ورجع أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الكوفة فاخذ طريقا غير الطريق الذي اقبلنا فيه فقال آئبون عابدون لربنا حامدون اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في المال والأهل ثم اخذ بنا طريق البر على شاطئ الفرات حتى انتهينا إلى هيت واخذنا على صندوداء فخرج الأنماريون بنو سعيد بن خريم واستقبلوه فعرضوا عليه النزول فلم يقبل فبات بها ثم غدا حتى جزنا النخيلة ورأينا بيوت الكوفة فإذا شيخ في ظل بيت عليه اثر المرض فقال له علي (عليه السلام) ما لي أرى وجهك منكسفا أ من مرض قال نعم قال لعلك كرهته قال ما أحب أنه يعتري قال أ ليس احتسبت بالخير فيما أصابك منه قال بلى قال ابشر برحمة ربك وغفران ذنبك من أنت قال انا صالح بن سليم من بني سلامان والجوار والدعوة في بني سليم بن منصور قال سبحان الله ما أحسن اسمك واسم أبيك واسم اعدادك ومن اعتزيت إليه ، ما يقول الناس فيما كان بيننا وبين أهل الشام ؟

قال منهم المسرور وأولئك أغنياء الناس ومنهم المكبوت الآسف وأولئك نصحاء الناس لك فقال صدقت جعل الله ما كان من شكواك حظا لسيئاتك فان المرض لا اجر فيه ولكن لا يدع للعبد ذنبا الا حطه انما الأجر في القول باللسان والعمل باليد والرجل وإن الله عز وجل يدخل بصدق النية والسريرة الصالحة من عباده الجنة ثم مضى فلقيه عبد الله بن وديعة الأنصاري فقال ما سمعت الناس يقولون في امرنا هذا ؟ قال منهم المعجب به ومنهم الكاره له والناس كما قال الله تعالى ولا يزالون مختلفين قال ما يقول ذوو الرأي قال يقولون إن عليا كان له جمع عظيم ففرقه وحصن حصين فهدمه فمتى يبني مثل ما هدم ومتى يجمع مثلما فرق فلو أنه كان مضى بمن أطاعه إذ عصاه من عصاه فقاتل حتى يظهره الله أو يهلك كان ذلك هو الحزم ، فقال انا هدمت أم هم هدموا ، وانا فرقت أم هم تفرقوا ؟ وأما قولهم لو أنه مضى بمن أطاعه إذ عصاه من عصاه فوالله إن كنت سخي النفس بالدنيا طيب النفس بالموت ، ولقد هممت بالاقدام فنظرت إلى هذين قد استقدماني يعني الحسن والحسين فعلمت انهما إن هلكا انقطع نسل محمد (صلى الله عليه واله) من هذه الأمة ؛ ثم مضى حتى جزنا دور بني عوف فإذا نحن بقبور سبعة أو ثمانية عن ايماننا فسال عنها فقيل له إن خباب بن الأرت توفي بعد مخرجك فاوصى أن يدفن في الظهر فدفن الناس حوله فترحم عليه وأثنى عليه ثم اقبل حتى دخل سكة الثوريين ثور همدان فسمع البكاء ، فقال ما هذه الأصوات قيل هذا البكاء على من قتل بصفين ، قال اما اني شهيد لمن قتل منهم صابرا محتسبا بالشهادة ، ثم مر بالشباميين فسمع رنة شديدة فخرج إليه حارب بن شرحبيل الشبامي .

فقال علي : أ يغلبكم نساؤكم أ لا تنهونهن عن هذا الصياح والرنين ، فقال يا أمير المؤمنين لو كانت دارا أو دارين أو ثلاثا قدرنا على ذلك ولكن من هذا الحي ثمانون ومائة قتيل فليس من دار الا وفيها بكاء ، اما نحن معاشر الرجال فانا لا نبكي ولكن نفرح

لهم بالشهادة فقال علي : رحم الله قتلاكم وموتاكم واقبل يمشي معه وعلي راكب ، فقال له ارجع ووقف ، ثم قال ارجع فان مشي مثلك فتنة للوالي ومذلة للمؤمنين ، ثم مضى حتى مر بالناعطيين فسمع رجلا منهم يقال له عبد الرحمن بن مرثد فقال ما صنع علي والله شيئا ، ذهب ثم انصرف في غير شئ ، فلما نظر أمير المؤمنين (عليه السلام) إليه أبلس ، فقال علي (عليه السلام) وجوه قوم ما رأوا الشام العام ثم قال لأصحابه قوم فارقتهم آنفا خير من هؤلاء ثم

قال :

أخوك الذي إن أجرضتك ملمة * من الدهر لم يبرح لبثك واجما

وليس أخوك بالذي إن تمنعت * عليك أمور ظل يلحاك لائما

ثم مضى فلم يزل يذكر الله حتى دخل الكوفة .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.