أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-10-2015
3724
التاريخ: 8-04-2015
3191
التاريخ: 7-5-2019
2640
التاريخ: 29-3-2016
27220
|
لم يزل الحسين (عليه السلام) سائرا حتى انتهى إلى قصر بني مقاتل فنزل به فلما كان آخر الليل أمر فتيان فاستقوا من الماء ثم أمر بالرحيل فارتحل من قصر بني مقاتل ليلا . قال عقبة بن سمعان فسرنا معه ساعة فخفق وهو على ظهر فرسه خفقة ثم انتبه وهو يقول إنا لله وانا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا فاقبل إليه ابنه علي الأكبر فقال يا أبه جعلت فداك مم حمدت واسترجعت قال يا بني إني خفقت خفقة فعن لي فارس على فرس وهو يقول القوم يسيرون والمنايا إليهم فعلمت انها أنفسنا نعيت إلينا فقال له يا أبه لا أراك الله سوءا أ لسنا على الحق ؟ قال بلى والذي إليه مرجع العباد ، قال إذا لا نبالي ان نموت محقين .
فقال له الحسين (عليه السلام) : جزاك الله من ولد خير ما جزى ولدا عن والده .
فلما أصبح نزل فصلى الغداة ثم عجل الركوب فاخذ يتياسر بأصحابه يريد أن يفر بهم فيأتيه الحر فيرده وأصحابه فجعل إذا ردهم نحو الكوفة ردا شديدا امتنعوا عليه وارتفعوا فلم يزالوا يتياسرون كذلك حتى انتهوا إلى نينوى فإذا راكب على نجيب له عليه السلاح متنكب قوسا مقبل من الكوفة وهو مالك بن النسر الكندي فوقفوا جميعا ينتظرونه فلما انتهى إليهم سلم على الحر وأصحابه ولم يسلم على الحسين (عليه السلام) وأصحابه ودفع إلى الحر كتابا من ابن زياد فإذا فيه : أما بعد فجعجع بالحسين (أي ضيق عليه) حين يبلغك كتابي ويقدم عليك رسولي فلا تنزله الا بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء وقد امرت رسولي ان يلزمك فلا يفارقك حتى يأتيني بانفاذك أمري والسلام .
فعرض لهم الحر أصحابه ومنعوهم من السير واخذهم الحر بالنزول في ذلك المكان على غير ماء ولا قرية فقال له الحسين (عليه السلام) ألم تامرنا بالعدول عن الطريق قال بلى ولكن كتاب الأمير عبيد الله قد وصل يأمرني فيه بالتضييق عليك وقد جعل علي عينا يطالبني بذلك فنظر يزيد بن زياد بن مهاصر الكندي وكان خرج إلى الحسين (عليه السلام) من الكوفة قبل أن يلاقيه الحر إلى رسول ابن زياد فعرفه فقال له ثكلتك أمك ماذا جئت به قال أطعت امامي ووفيت ببيعتي فقال له ابن مهاصر بل عصيت ربك وأطعت امامك في هلاك نفسك وكسبت العار والنار وبئس الامام امامك قال الله تعالى وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار فامامك منهم ، فقال الحسين (عليه السلام) للحر دعنا ويحك ننزل هذه القرية أو هذه يعني نينوى والغاضرية أو هذه يعني شفية فقال لا أستطيع هذا رجل قد بعث علي عينا .
فقال زهير بن القين للحسين (عليه السلام) إني والله لا أرى أن يكون بعد الذي ترون إلا أشد مما ترون يا ابن رسول الله ان قتال هؤلاء الساعة أهون علينا من قتال من يأتينا بعدهم فلعمري ليأتينا من بعدهم ما لا قبل لنا به فقال الحسين (عليه السلام) ما كنت لأبدأهم بالقتال فقال له سر بنا إلى هذه القرية حتى ننزلها فإنها حصينة وهي على شاطئ الفرات فان منعونا قاتلناهم فقتالهم أهون علينا من قتال من يجئ بعدهم فقال الحسين (عليه السلام) ما هي ؟ قال العقر ، قال اللهم إني أعوذ بك من العقر ، قال له فسر بنا يا ابن رسول الله حتى ننزل كربلاء فإنها على شاطئ الفرات فنكون هناك فان قاتلونا قاتلناهم واستعنا الله عليهم ، قال فدمعت عينا الحسين (عليه السلام) ثم قال : اللهم إني أعوذ بك من الكرب والبلاء .
ثم خطب أصحابه وقيل إنه خطب هذه الخطبة بذي حسم وقيل في كربلاء فحمد الله وأثنى عليه
وقال : انه قد نزل بنا من الأمر ما قد ترون وان الدنيا تغيرت وتنكرت وادبر معروفها واستمرت حذاء ولم يبق منها الا صبابة كصبابة الاناء وخسيس عيش كالمرعى الوبيل أ لا ترون إلى الحق لا يعمل به وإلى الباطل لا يتناهى عنه ليرغب المؤمن في لقاء ربه محقا فاني لا أرى الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما .
فقام زهير بن القين فقال : قد سمعنا هداك الله يا ابن رسول الله مقالتك ولو كانت الدنيا لنا باقية وكنا فيها مخلدين لآثرنا النهوض معك على الإقامة فيها ؛ ووثب نافع بن هلال الجملي فقال والله ما كرهنا لقاء ربنا وانا على نياتنا وبصائرنا نوالي من والاك ونعادي من عاداك ؛ وقام برير بن خضير فقال والله يا ابن رسول الله لقد مَن الله بك علينا أن نقاتل بين يديك وتقطع فيك أعضاؤنا ثم يكون جدك شفيعنا يوم القيامة .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|