أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-9-2016
1729
التاريخ: 2023-08-21
973
التاريخ: 20-9-2019
3009
التاريخ: 11-9-2016
1759
|
قلنا: إن البحر المتوسط غدا لغزوات العرب بحرًا عربيًّا منذ أوائل الفتح كبحر فارس وبحر الظلمات والمحيط الهندي، وغلب المسلمون كما قال ابن خلدون على هذا البحر (يعني بحر الروم أو البحر المتوسط ) من جميع جوانبه: وعظمت صولتهم وسلطانهم فيه، فلم يكن للأمم النصرانية قبل بأساطيلهم بشيء من جوانبه، وامتطوا ظهره للفتح سائر أيامهم، فكانت لهم المقامات المعلومات من الفتح والغنائم، وملكوا سائر الجزائر المنقطعة عن السواحل فيه مثل ميورقة ومنورقة ويابسة وسردانية وصقلية وقوصرة ومالطة وإقريطش وقبرص وسائر ممالك الروم والإفرنج» قال: «والمسلمون خلال ذلك كله قد تغلبوا على الأكثر من لجة هذا البحر، وسارت أساطيلهم فيه جائية ذاهبة، والعساكر الإسلامية تجيز البحر في أساطيلهم من صقلية إلى البر الكبير المقابل لها من العدوة الشمالية، فتوقع بملوك الإفرنج وتثخن في ممالكهم، كما وقع في أيام بني أبي الحسين ملوك صقلية القائمين بدعوة العبيديين، وانحازت أمم النصرانية بأساطيلهم إلى الجانب الشمالي الشرقي من سواحل الإفرنجة والصقالبة وجزائر الرومانية لا يعدونها، وأساطيل المسلمين قد ضريت عليهم ضراء الأسد بفريسته، وقد ملأت الأكثر من بسيط هذا البحر عدة وعددًا، واختلفت في طرقه سلمًا وحربًا، فلم تسبح فيه للنصرانية ألواح.» وهذا أجمل وصف لحال البحر المتوسط وما آل إليه في الإسلام، وقد غزا العرب جزيرة صقلية أكبر جزائر هذا البحر في خلافة عثمان يوم قضى أسطول معاوية بن أبي سفيان على الأسطول الرومي في لجة الإسكندرية (654م) وهي غزوة الصواري (34هـ)، وكان قسطنطين بن هرقل في ألف مركب ويُقال في سبعمائة والمسلمون في مائتي مركب ونحوها فانهزم الروم، وغزاها عبد الله بن قيس الفزاري(1) من قبل معاوية بن حديج الكندي ففتح وسبى وغنم وذهب إليها عبد الله بن قيس لكشف حالها سنة 45 للهجرة (665 ــ 666 م) ، ثم وافاها لهذا الغرض غير واحد من القواد في أوقات مختلفة، وكان مما غنم عبد الله بن قيس من صقلية أصنام من ذهب وفضة مكللة بالجواهر، فحملها معاوية بن أبي سفيان من دمشق، وأنفذها إلى البصرة ومنها إلى الهند لتباع فيها؛ لأنه رأى بيعها قائمة أكثر لثمنها، ولم يبال انتقاد المنتقدين له من المسلمين(2)، وأخرج معاوية الخمس من الغنائم ووجهه إلى عثمان وكتب إليه بسلامة المسلمين، وبما كان من أمر صقلية ففرح الخليفة بذلك، ولم تزل صقلية تغزي في أوقات مختلفة، ويكون المتعهد لغزوها صاحب تونس غزاها عياش بن أخيل من جماعة موسى بن نصير أواخر المائة الأولى، ومحمد بن يزيد الأنصاري أوائل المائة الثانية، وغزاها وسردانية بعد الثلاثين ومائة عبد الرحمن بن حبيب الفهري، وغزاها ابن الأغلب إلى أن استقر فيها المسلمون سنة 212هـ على يد أسد بن الفرات، أرسله إليها زيادة الله بن الأغلب من تونس في عشرة آلاف مقاتل ومائة سفينة ثم عززها بعشرين ألف مقاتل وأسطول ضخم مؤلف من ثلاثمائة سفينة، ولما تم الفتح كتب زيادة الله إلى المأمون العباسي في بغداد يبشره به ودام حصار بلرم عاصمة الجزيرة خمس سنين (215- 222هـ) وغزاها ابن الأغلب في سنة 244 ، وغزاها الواثق العباسي وافتتح مدينة مسينة سنة 229 وعبد الله المهدي سنة 304؛ لأن أهلها خالفوه فهدم سورها، وفتحها المعز سنة 345 ، وافتتح بعض مدنها علي بن يوسف بن تاشفين بعد سنة 515. يقول المؤرخ الإنكليزي سنجر : " إن صقلية دانت للعرب بعد أن كانت تحت حكم الإمبراطورية البيزنطية، وسقطت بلرم عام ،831، وكان النصر حليف الهلال الذي امتد سلطانه عام 846 إلى رومية نفسها، كما سقطت من قبلها طارانت عام 840 وتم امتلاك العرب ولايات جنوبي إيطاليا، كما استسلمت نابل وسالرن، أما مونت كاسينو المشهور بدير الرهبان البندكتيين العظيم الواقع في موقع حصين على بعد 25 ميلا إلى الداخل و 70 ميلًا من سالرن فوقع في قبضة العرب سنة 884، وبهذا تم فتح العرب هناك.
..................................................
1- معلمة الإسلام مادة صقلية والمكتبة الصقلية لآماري، وأعمال الأعلام للسان الدين بن الخطيب، وأحسن التقاسيم للمقدسي، والخلاصة النقية في أمراء إفريقية للباجي، وبالفرنسية استيلاء المسلمين على صقلية لحسن حسني عبد الوهاب، وبلرم وصقلية لشارل دييل.
2- يعد عمل معاوية في بيع الأصنام قائمة من الارتقاء الفكري في العرب، فقد ذكر التاريخ أن من جملة الغنائم التي وقعت في أيدي الفاتحين قطف كسرى فلم تعتدل قسمته مع سعد بن أبي وقاص وأرسل به إلى عمر، فقال: «أشيروا عليَّ في هذا القطف، فأجمع ملاؤهم على أن يكون له فأبى، فقام علي حين رأى عمر يأبى قبول البساط ، فقال : لم تجعل علمك جهلًا، ويقينك شكّا، إنه ليس لك من الدنيا إلا ما أعطيت فأمضيت أو لبست فأبليت، أو أكلت فأفنيت، قال: صدقتني، فقطعه فقسمه بين الناس فأصاب عليًّا قطعة منه، فباعها بعشرين ألفًا، وما هي بأجود تلك القطع، وكان هذا القطف ستين ذراعًا في ستين ذراعًا بساطا واحدًا مقدار جريب، فيه طرق كالصور، وفصوص كالأنهار، وخلال ذلك كالدر وفي حافاته كالأرض المزروعة، والأرض المبقلة بالنبات في الربيع من الحرير على قضبان الذهب ونواره بالذهب والفضة وأشباه ذلك.»
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|