أقرأ أيضاً
التاريخ: 2025-02-26
![]()
التاريخ: 2024-05-28
![]()
التاريخ: 2025-02-11
![]()
التاريخ: 2024-04-22
![]() |
لا نزاع في أن طرق الزراعة في بلد ما تتوقف قبل كل شيء على مقدار مدنية أهلها. ثم تتدرج معها، ولكن في أقاليم محدودة نجد أن استثمار الأقاليم من حيث النبات أو الحيوان خاضع إلى البيئة وبخاصة الجو وصلاحيته لنمو أنواع خاصة من النبات أو تربية نوع خاص من الحيوان، ولذلك فإن الطرق التي يجب أن يستعملها أهل بلد ما نراها مرتبطة بهذه الأحوال. وقد استقينا معلوماتنا عن طرق الزراعة في مصر في عهد الدولة القديمة من مقابر عظماء القوم، والنقوش التي وجدت على جدران الطرق الجنازية لملوك الأسرة الخامسة والسادسة، وأهمها منطقة أهرام الجيزة وسقارة وميدوم وكذلك مقابر أمراء أسوان من الأسرتين الخامسة والسادسة. وطرق الزراعة في مصر في عهد الدولة القديمة لا تختلف كثيرا عن باقي ممالك العالم، وبخاصة في بذر الأرض. وكان المصري حسب ملاحظاته الشخصية، وما تقتضيه طبيعة كل نبات يقسم السنة الزراعية ثلاثة أقسام متساوية تقابل ثلاث مراحل مختلفة في زراعة الأرض؛ فالفصل الأول وهو الشتاء عنده يبتدئ من أواسط أكتوبر إلى بداية فبراير وهو بذر الأرض وزراعتها ويسمى بالمصرية «برت» (أي الخروج أي ظهور الأرض من تحت ماء الفيضان ثم من فبراير إلى يونيو وهو فصل الحصاد ويسمى بالمصرية «شمو» (أي الصيف)، ثم فصل الفيضان ويسمى بالمصرية «أخت» وذلك من منتصف يونيو إلى منتصف أكتوبر والفلاح المصري الحالي لا يزال محافظا على حساب مواقيت زراعته بالأشهر المصرية القديمة التي كان يستعملها أجداده منذ أقدم العهود، وهي المعروفة الآن بالأشهر القبطية؛ ففي وقت الانقلاب الشتوي يبدأ زراعته الشتوية وهي الشعير والقمح، ثم يحصد محصوله بعد ذلك في شهري مايو ويونيو ثم يزرع بعد ذلك الذرة وقبل حلول الانقلاب بشهر يزرع الصيفي (الذرة العويجة). وكان الفلاح يستعمل الفأس في عزق أرضه والمحراث في شقها والشادوف في ريها. والظاهر أن الشادوف استعمل عند قدماء المصريين منذ عصر بداية التاريخ كما يدل على رسم في مقبرة في هراكنبوليس (1) وكذلك عثر «ولكنسون» (2) على رسوما للشادوف في الآثار المصرية القديمة. أما الساقية فلم يعثر لها على رسم، ولكن من المحتمل أنها كانت تستعمل منذ العصر الإغريقي الروماني، ويظن العالم «دارسي» أنه رأى ساقية عندما كان ينظف بئرا في الدير البحري. (3) أما النورج فلم يستعمله قدماء المصريين في درس الغلال واستعاضوا عنه بأرجل الماشية كما هي الحال الآن في النوبة وبعض جهات السودان ومصر والواحات. أما كيفية زراعة الأرض بأنواع الأشجار والحبوب المختلفة فقد رسمها قدماء المصريين على مقابرهم منذ أقدم العهود، وهي لا تختلف كثيرًا عن زراعة الفلاح وحصده وتخزينه لمحصولاته في أيامنا هذه. وليس هناك ما يلفت النظر إلا صناعة النبيذ من العنب وغيره فإنها قد اختفت في عصرنا هذا. ومن المحتمل جدًّا أن يكون السبب في ذلك دخول الدين الإسلامي في البلاد وهو يحرم شرب الخمر بكل أنواعها. يضاف إلى ذلك زراعة الكتان وطرق تحضير خيوطه ونسجها فإنه قد قل من البلاد بدرجة عظيمة، وذلك لتغلب زراعة القطن وكثرة الواردات من منسوجاته من الخارج.
……………………………….
1- W. M. I, p. 281.
2-Mem. Inst. Egypte 1915 t. VIII, Daressy, L’eau dans l’ancienne .Egpte. p. 205
3-Davies, Ptah hotep, t. II P. 21
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|