المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17607 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
غزوة الحديبية والهدنة بين النبي وقريش
2024-11-01
بعد الحديبية افتروا على النبي « صلى الله عليه وآله » أنه سحر
2024-11-01
المستغفرون بالاسحار
2024-11-01
المرابطة في انتظار الفرج
2024-11-01
النضوج الجنسي للماشية sexual maturity
2024-11-01
المخرجون من ديارهم في سبيل الله
2024-11-01



التمهيد للمرافقة في الآخرة  
  
1147   03:57 مساءً   التاريخ: 2023-06-12
المؤلف : الشيخ عبد الله الجوادي الآملي
الكتاب أو المصدر : تسنيم في تفسير القرآن
الجزء والصفحة : ج1 ص602-604.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / قضايا أخلاقية في القرآن الكريم /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-08 1358
التاريخ: 2024-10-28 120
التاريخ: 7-10-2014 2120
التاريخ: 24-11-2014 2016

التمهيد للمرافقة في الآخرة

في الآيات الأولى من سورة الحمد ذكر التحميد والخضوع أمام الله سبحانه، وفي الآيات الأخيرة منها طلب صحبة الرفقاء الإلهيين، مثل الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين. وعليه فإن الخضوع والتأدب السابق مقدمة للطلب اللاحق، ولم يكن تخضعا فارغة ولا تأدبا خاليا من الطمع.

وهنا لابد أن نتعرف على شرط مرافقة هؤلاء، وأن نختبر أنفسنا هل ان دعاءنا المتكرر والمستمر في سورة الحمد قد استجيب أم لا؟ وهل اننا نسير في صحبة هؤلاء أم اننا محرومون من مرافقتهم؟

القرآن الكريم يدعو المؤمنين إلى مرافقة المحسنين وأصحاب الصدق: {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } [التوبة: 119] ويعلمنا أن نطلب من الله مرافقة الأبرار عند الموت: {وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ } [آل عمران: 193]. وشرط مرافقة الأبرار عند الموت هو مرافقتهم في الدنيا، وفي غير هذه الصورة فإن من لم تكن له علاقة بالصالحين والأبرار في الدنيا، فلن يكون معهم في الموت والبرزخ والقيامة: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا} [الفرقان: 27، 28].  وسبيل رسول الله الذي يعض الظالم على يديه حسرة وندما على عدم المضي فيه (خلافا لما يفعله الإنسان في الدنيا عند الندم، حيث يعض على رأس إصبعه فقط) قد أوضح القرآن الكريم معالمه في موضعين هما:

أ. في سورة النور: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [النور: 62] أي أن المؤمنين بالله والرسول لا يتركون النبي (صلى الله عليه واله وسلم)  وحده في القضايا الاجتماعية كالحرب ومواجهة الأعداء، و لا يتركون الميدان دون الاستئذان من النبي (صلى الله عليه واله وسلم)  وهذا نحو من مرافقة رسول الله والمسير في طريقه. والذي لا يترك وليه وقائده وحيدا في الميادين الاجتماعية، فإنه يستطيع أن يسأل الله سبحانه توفيق الوفاة مع الأبرار.

ب. وفي سورة الفتح بُين نحوُ آخر من الرفقة مع الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم)  {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح: 29](1).

فالقسم الأول من هذه الآية الكريمة يبين التجمع العبادي والتكاتف: السياسي والعسكري لأعوان وأصحاب النبي الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم)  ويذكر بأن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم)  إضافة إلى العبادة (الركوع والسجود وقيام الليل) فهم فيما بينهم رحماء متعاطفون وعلى أعدائهم صلب أشداء. وذيل الآية يبين أيضا حالة الانسجام والتعاون الاقتصادي السائدة فيما بينهم، ويشبههم بزرع قد تكامل ونما في جميع مراحله من الجذور إلى البراعم من ثم إلى الفروع والأغصان ثم مرحلة الأثمار والعطاء، فهم أغنياء وأقوياء في جميع شؤونهم.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. سورة الفتح، الآية 29. السيما بمعنى العلامة لا الوجه، وأصلها (وسم) بمعنى (العلامة). كلمة (موسوم) أيضا مشتقة من وسم بمعنى (صاحب العلامة) وحيث أن العلامة تقع في الوجه غالبا، لذلك استعملت كلمة سيماء بمعنى الوجه.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .