أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-07-08
1358
التاريخ: 2024-10-28
120
التاريخ: 7-10-2014
2120
التاريخ: 24-11-2014
2016
|
التمهيد للمرافقة في الآخرة
في الآيات الأولى من سورة الحمد ذكر التحميد والخضوع أمام الله سبحانه، وفي الآيات الأخيرة منها طلب صحبة الرفقاء الإلهيين، مثل الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين. وعليه فإن الخضوع والتأدب السابق مقدمة للطلب اللاحق، ولم يكن تخضعا فارغة ولا تأدبا خاليا من الطمع.
وهنا لابد أن نتعرف على شرط مرافقة هؤلاء، وأن نختبر أنفسنا هل ان دعاءنا المتكرر والمستمر في سورة الحمد قد استجيب أم لا؟ وهل اننا نسير في صحبة هؤلاء أم اننا محرومون من مرافقتهم؟
القرآن الكريم يدعو المؤمنين إلى مرافقة المحسنين وأصحاب الصدق: {وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } [التوبة: 119] ويعلمنا أن نطلب من الله مرافقة الأبرار عند الموت: {وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ } [آل عمران: 193]. وشرط مرافقة الأبرار عند الموت هو مرافقتهم في الدنيا، وفي غير هذه الصورة فإن من لم تكن له علاقة بالصالحين والأبرار في الدنيا، فلن يكون معهم في الموت والبرزخ والقيامة: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا} [الفرقان: 27، 28]. وسبيل رسول الله الذي يعض الظالم على يديه حسرة وندما على عدم المضي فيه (خلافا لما يفعله الإنسان في الدنيا عند الندم، حيث يعض على رأس إصبعه فقط) قد أوضح القرآن الكريم معالمه في موضعين هما:
أ. في سورة النور: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِذَا كَانُوا مَعَهُ عَلَى أَمْرٍ جَامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [النور: 62] أي أن المؤمنين بالله والرسول لا يتركون النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وحده في القضايا الاجتماعية كالحرب ومواجهة الأعداء، و لا يتركون الميدان دون الاستئذان من النبي (صلى الله عليه واله وسلم) وهذا نحو من مرافقة رسول الله والمسير في طريقه. والذي لا يترك وليه وقائده وحيدا في الميادين الاجتماعية، فإنه يستطيع أن يسأل الله سبحانه توفيق الوفاة مع الأبرار.
ب. وفي سورة الفتح بُين نحوُ آخر من الرفقة مع الرسول الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا} [الفتح: 29](1).
فالقسم الأول من هذه الآية الكريمة يبين التجمع العبادي والتكاتف: السياسي والعسكري لأعوان وأصحاب النبي الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) ويذكر بأن أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) إضافة إلى العبادة (الركوع والسجود وقيام الليل) فهم فيما بينهم رحماء متعاطفون وعلى أعدائهم صلب أشداء. وذيل الآية يبين أيضا حالة الانسجام والتعاون الاقتصادي السائدة فيما بينهم، ويشبههم بزرع قد تكامل ونما في جميع مراحله من الجذور إلى البراعم من ثم إلى الفروع والأغصان ثم مرحلة الأثمار والعطاء، فهم أغنياء وأقوياء في جميع شؤونهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. سورة الفتح، الآية 29. السيما بمعنى العلامة لا الوجه، وأصلها (وسم) بمعنى (العلامة). كلمة (موسوم) أيضا مشتقة من وسم بمعنى (صاحب العلامة) وحيث أن العلامة تقع في الوجه غالبا، لذلك استعملت كلمة سيماء بمعنى الوجه.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|