أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-02-2015
![]()
التاريخ: 10-02-2015
![]()
التاريخ: 14-10-2015
![]()
التاريخ: 10-02-2015
![]() |
بعد ما استقرت الدعوة قدم علي (عليه السلام) بالمدينة ونزل مع النبي (صلى الله عليه واله) في دار أبي أيوب الأنصاري كان من اللازم أن يقترن بزوجة وكان على النبي (صلى الله عليه واله) أن يزوجه فهو شاب قد بلغ العشرين أو تجاوزها .
والتزوج من السنة ومن أحق من النبي وعلي صلوات الله عليهم باتباع السنة ، ومن هي هذه الزوجة التي يخطبها علي ويقترن بها ، ومن هي هذه الزوجة التي يختارها له النبي (صلى الله عليه واله) ويقضي بذلك حقه وحق أبيه أبي طالب ؟ ليست الا ابنة عمه فاطمة ، فلا أكمل ولا أفضل منها في النساء ، ولا أكمل ولا أفضل من علي في الرجال ، إذا فتحتم على علي أن يختارها زوجة وعلى الرسول (صلى الله عليه واله) أن يختارها له ، ولذلك قال النبي (صلى الله عليه واله) لولا علي لم يكن لفاطمة كفؤ ؛ ولكن النبي (صلى الله عليه واله) عند دخوله المدينة كان قد نزل في دار أبي أيوب الأنصاري وكان علي معه فيها كما مر ، ولم يكن قد بنى لنفسه بيتا ولا لعلي ولذلك لم يزوج عليا أول وروده المدينة وانتظر بناء بيت له ، ومع ذلك ففي بعض الروايات الآتية في آخر الكلام أنه زوجه بها بعد مقدمة المدينة بخمسة أشهر وبنى بها مرجعه من بدر فيكون قد عقد له عليها وهو في دار أبي أيوب ودخل بها بعد خروجه من دار أبي أيوب بشهرين كما ستعرف ، وخطبها أبو بكر ثم عمر إلى النبي (صلى الله عليه واله) مرة بعد أخرى فردهما فمرة يقول أنها صغيرة ومرة يقول انتظر بها القضاء .
وما كانت خطبتهما لها الا لشدة الرغبة في نيل الشرف مع أنهما لا يحتملان الإجابة الا احتمالا في غاية الضعف ، والا فكيف يظنان أنه يزوجها أحدهما مع وجود أخيه وناصره وابن عمه الذي ليس عنده زوجة وأفضل أهل بيته وأصحابه ، وهو بعد لم ينس فضل أبي طالب العظيم عليه ، فلم يكن يتصور متصور أنه يزوجها غيره أو يرى لها كفؤا سواه ، لكن شدة الرغبة والتهالك في شئ قد يدعو إلى التشبث في نيله بالأوهام ، فقال نفر من الأنصار لعلي عندك فاطمة فاتى النبي (صلى الله عليه واله) فسلم عليه فقال ما حاجتك قال ذكرت فاطمة قال مرحبا واهلا فأخبر النفر بذلك قالوا يكفيك أحدهما أعطاك الأهل أعطاك المرحب . ثم إن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال لفاطمة أن عليا يذكرك وهو ممن عرفت قرابته وفضله في الاسلام وإني سالت ربي أن يزوجك خير خلقه وأحبهم إليه ، فسكتت فقال الله أكبر سكوتها اقرارها . وفي الشريعة الاسلامية أنه يكفي في رضا البكر السكوت ولا يكفي في الثيب الا الكلام ، وكيف لا تسكت فاطمة ولا ترضى وهي قد عرفت عليا في صغره وشبابه ودرست أخلاقه وأحواله درسا كافيا فإنه تربى معها وفي بيت أبيها مع ذكائها وفطنتها وكونها ابنة رسول الله (صلى الله عليه واله) قد تربت في حجره واقتبست من خلقه وعلمه وابنة خديجة عاقلة النساء ونضلاهن وقد صاحبت فاطمة عليا (عليه السلام) في هجرتها من مكة إلى المدينة ورأت بعينها شجاعته الخارقة حين لحقه الفوارس الثمانية وكيف قتل جناحهم فقده من كتفه إلى قربوس فرسه وهرب أصحابه أذلاء صاغرين ، وعرفت كيف كانت محافظته عليها وعلى رفيقاتها الفواطم الهاشميات في ذلك السفر وحنوه عليها وعليهن ورفقه بها وبهن ، وانه لو كان معها أبوها لم يزد عليه في ذلك حتى أنه لم يرض أن يسوق بهن أبو واقد سوقا حثيثا في ساعة الخطر وأمره بالرفق ولم يبال بذلك الخطر واستهانه ولم يحفل به اعتمادا على شجاعته وبطشه وتأييد الله له فهل يمكن أن تتردد في الرضا بان يكون لها بعلا وتكون له زوجة ، وتحقق بذلك صدق أبيها في أنه لولا علي لم يكن لفاطمة كفؤ على وجه الأرض ، وانما أراد الرسول (صلى الله عليه واله) باستشارتها الجري على السنة وتعليم أمته أن تستأمر المرأة عند إرادة تزويجها وان لا يستبدوا بها واظهار كرامة المرأة في استشارتها حتى لو كان أبوها سيد الأنبياء وخاطبها علي بن أبي طالب سيد الأمة بعد أبيها وبيانا لخطأ أهل الجاهلية في استبدادهم بالمرأة .
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|